قنديل البحر
قنديل البحر، ويعرف أيضاً بالسمك الهلامي jellyfish، اسم عام يطلق على حيوانات بحرية تنتمي إلى صف الفنجانيات Scyphozoa، هي في الواقع مرحلة واحدة من دورة حياة معائيات الجوف Coelenterata[ر] التي تضم مرحلتين متميزتين؛ هما المرحلة الإعاشية التي تسمى السليلة (البَوْلَب) polyp كما في الهيدرا، ومرحلة التكاثر التي تسمى المدوزة medusa. وهكذا اختُصِرَت المرحلة الغذائية في قناديل البحر؛ لتقتصر على مرحلة يرقية قصيرة جداً، وبقيت مرحلة التكاثر؛ لتكون الغالبة على حياة هذه الحيوانات.
أكثر ما يميز قناديل البحر تناظرها الشعاعي الرباعي. وهي عناصر شافة تعيش سابحة مستعينة بجسمها الذي يشبه المظلة. يراوح قطر أغلبها بين 12و40سم، لكن يصل قطر بعضها مثل قنديل البحر العملاق Cyanea capillata إلى 2م، وطول مجساته إلى 60أو70م (الشكل 1). تختلف ألوانها بين العديمة اللون إلى اللون البرتقالي أو الوردي.
يطفو معظم قناديل البحر على سطح ماء البحر، بينما يوجد بعضها الآخر على عمق 3000م. لكن إحدى رتبها الميدوزات المخروطية Stauromedusae تعيش متثبتة على النباتات البحرية والمرتكزات الأخرى على قاع البحر بسويقة (الشكل 2).
وهي حيوانات مفترسة، تتغذى بالعوالق الحيوانية المختلفة، وأحياناً بيرقات الأسماك.
بنيتها
يختلف شكل المظلة بحسب الأنواع؛ بين المظلة الرقيقة والخوذة والكأس. تغلفها طبقة ظهارية تحيط بطبقة متوسطة هلامية mesogloeaثخينة جداً، مكونة من نحو 95% ماء، تتحرك سابحة بتقلص المظلة حركات دورية. يحيط بالمظلة عدد قليل أو كثير من المجسات القصيرة كما في قنديل البحر القمري (قمر البحر) Aurelia (الشكل 3)، أو الطويلة كما في Cyanea (الشكل 1).
يعد قمر البحر الأوريليا Aurelia aurita قنديل البحر النموذجي في بنية هذه الحيوانات (الشكل 4). ويصادف في كل مكان ابتداء من القطب الشمالي حتى المنطقة الاستوائية. وغالباً ما يصادف مرمياً على الشواطئ. يمكن تمييزه بسهولة بشكله الذي يشبه الصحن، يراوح قطره بين 7و10سم، ويستخدم كثيراً في الدراسات العلمية. لجسمه شكل المظلة، يحيط بها عدد كبير من المجسات القصيرة. تتألف المظلة من سطح علوي محدب ومن سطح سفلي قليل التقعر، يمتد مركزه بخرطوم قصير يسمى المضراب manubrium يحمل في منتصفه فماً رباعي الزوايا، تمتد شفاهه؛ لتشكل أربع أذرع فموية oral arms مستدقه تستخدم لالتقاط الفرائس والتغذي بها.
يُمَيَّز على محيط المظلة ثمانية أثلام، يحمل كل منها شفعاً من اللحيمات lappets بينهما كيس لامسي tentaculocyts أوrhopalium هو عبارة عن عضو حس. علماً أن بعض قناديل البحر الأخرى تحمل أربعة أثلام فقط، وبعضها الآخر ستة عشر ثلماً. لكل كيس لامسي شكل البلطة يحتوي على كيس توازن statocyst من أجل التوازن، مبطن ببقعتين من البشرة المهدبة الحساسة. وتحمل الأكياس اللامسية في بعض الأنواع عُيَينات ocelli.
تحمل المجسات والمضراب والأذرع الفموية ـ وأحياناً جميع أنحاء الجسم ـ أكياساً خيطية nematocysts تطلق مادة لاسعة تدافع بها الأوريليا عن نفسها ضد المهاجمين لها، وتشل حركتها. وهذه المادة هي التي تلسع السابحين على الشواطئ التي تكثر فيها هذه الحيوانات.
يؤدي الفم المركزي لقمر البحر (أوريليا) إلى معدة في مركز المظلة، يمتد منها أربعة جيوب معدية gastric pouches، يمتد من بشرتها التي تبطنها زوائد تشبه المجسات تسمى الخيوط المعدية gastric filaments تغطيها أكياس خيطية لاسعة لتهدئة أي فريسة يمكن أن تكون قد دخلت حية إلى المعدة. يتشعب من هذه الجيوب مجموعة معقدة من القنوات الشعاعية تنتهي بقناة دائرية ring canal تحيط بالمظلة، وتمثل جزءاً من الجوف المعدي.
الأجناس مختلفة، وتوجد المناسل في الجوف المعدي للحيوان. ويكون الإلقاح داخلياً حيث تُحمَل النطاف إلى داخل الجوف المعدي للأنثى. وقد تنمو البيضة الملقحة في ماء البحر، أو تحضنها الأنثى في أحد طيات الأذرع الفموية. تنطلق من البيضة الملقحة يرقة مهدبة تسمى البلانولا planula (الشكل 4) ترتكز على مرتكز، وتتحول إلى يرقة فنجانية scyphostoma، ثم يرقة متخرطة strobila تنطلق منها سابحة عناصر تشبه الصحون، تسمى الواحدة منها ephyra، تتحول إلى حيوان بالغ.
أنواع قناديل البحر
يميز في صف الفنجانيات (قناديل البحر) خمس رتب، هي:
1ـ رتبة الميدوزات المخروطية Stauromedusae: وتضم قناديل متثبتة (الشكل 2).
2ـ رتبة الميدوزات القرصية Discomedusae: وتنتمي إليها قناديل البحر المعروفة التي تتصف بالمظلة قرصية الشكل أو بشكل الطبق المسطح، وينتمي إليها قمر البحر وCyanea capillata وPelagia noctiluca، وهذا القنديل الأخير قادر على إصدار الضوء في الظلام.
3ـ رتبه الميدوزات جذريات الفم Rhizostomida: وهي عادة ضخمة، وتصادف بكثرة في البحار الاستوائية وفي البحر الأسود، وغير مزودة بمجسات على حافة المظلة، وتقبض على فريستها بوساطة أذرعها الفموية. تستخدم بعض أفراد هذه الرتبة في بلدان شرق آسيا بشكل مملح في الغذاء. ومن أهم ممثلي هذه الرتبة النوع إثيوبيا البحر Cassiopeia sp. (نسبة إلى ملكة أسطورية اسمها إثيوبيا Ethiopea) الذي ينتشر في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر يراوح قطره بين 4 و12م) (الشكل 5).
4ـ رتبة الميدوزات التاجية Coronata: وأغلبها يعيش في البحار العميقة. شكلها مخروطي أو منبسط، لكن يميز في مظلتها ثلم دائري يقسمها إلى قرص مركزي وقرص محيطي، مما يعطي الميدوزة شكل الإكليل أو التاج.
5 ـ رتبة الميدوزات المكعبة Cubomedusae مدوزاتها مكعبة الشكل، لها أربعة جوانب مسطحة (الشكل 6)، يصل طول معظمها إلى نحو 2أو3 سم.
أسباب الظهور الكثيف لقناديل البحر
1ـ أسباب بيئية: تستجيب الميدوزات لتغيرات صفات الماء، كانخفاض درجة الملوحة، بزيادة النمو والتكاثر بتحرر الميدوزات. وقد لوحظ ـ في السنوات السابقة لفترات الظهور الكثيف لقناديل البحر ـ قلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، خاصة في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو.
2ـ أسباب فيزيولوجية: قد تنتج الأعداد الكبيرة لقناديل البحر عن نمط تكاثرها الفعال النشيط. فالميدوزات تبدأ بالتكاثر في مرحلة مبكرة من حياتها، عندما يكون قطرها أصغر من 15سم، ويستمر تكاثرها طوال حياتها. وكذلك يعطي البَوْلَب الواحد أكثر من مئة إيفيرا في شهرين. إضافة إلى الخصوبة المفرطة لهذه القناديل، يقدر عدد البيوض في مرحلة التكاثر الجنسي بـ 43 ×10 5 بيضة.
3ـ التلوث والتغذية: في الشروط غير الملائمة تتجمع نواتج الاستقلاب، فينشأ من ثم عند مستعمرات البَوْلَبات مَيْل نحو بقاء النوع؛ وذلك بتشكيل حاملات المناسل التي يمكن أن تنتشر بعيداً عن البولب الأم، ويكون لها الحظ في البقاء والحفاظ على النوع.
ومن المحتمل أن يكون تجمع الملوثات العضوية في بعض مناطق البحر المتوسط لفترة طويلة، ونتيجة لظروف مناخية معينة، قد كوَّن شروطاً كيميائية حيوية عدتها البوليبات مهددة لها، فحملت من ثم عدداً كبيراً من الميدوزات.
4ـ الافتراس: إن المفترس الأساسي لقناديل البحر هو السلاحف البحرية التي تعرضت في السنوات الأخيرة لإبادة كبيرة في البحر المتوسط نتيجة غزو الشواطئ الدولية من قبل السياح، حيث تضع السلاحف بيوضها في بداية الصيف، مما أدى إلى تخريب البيئة الطبيعية للبيوض وقتل صغارها. إضافة إلى ذلك، ازداد تلوث الشواطئ والمياه البحرية بالمخلفات البلاستيكية، مما أدى إلى خداع السلاحف بالأكياس البلاستيكية الشفافة المليئة بالمياه، وابتلاعها ظناً منها أنها قناديل بحر، فأدى ذلك إلى انسداد أنبوبها الهضمي وموتها. وقد أدى كل ذلك إلى تناقص كبير في عدد السلاحف البحرية في البحر المتوسط.
5 ـ الصيد الجائر للأسماك: إن زيادة صيد الأسماك يؤدي إلى انخفاض كمية الأسماك، التي تعد مفترسة ليرقات القناديل البحرية والمنافسة لها أيضاً في التغذية بالعوالق.
أضرار قناديل البحر
لوجود قناديل البحر بكميات كبيرة تأثير سلبي على البيئة البحرية تنحصر في:
1ـ تأثيرها الضار في الصحة البشرية: تؤثر لسعاتها في المصطافين وكذلك في الصيادين. وتتوقف خطورة هذه اللسعات على مدى اتساع موقع الإصابة بالأكياس اللاسعة ودوام التصاق هذه الأكياس بالجلد وحساسية الضحية. وقد تؤدي اللسعات إلى إحداث حساسية وحروق يمكن أن يستمر تأثيرها أشهراً عدة، وقد تكون دائمة. ويمكن أن تستدعي الحالة نقل المصاب إلى المستشفى.
وتأثير قناديل البحر في الإنسان له نتائج اقتصادية عن طريق تأثيرها في السياحة، حيث يؤدي وجود قناديل البحر في المناطق الشاطئية السياحية إلى ابتعاد السياح عن تلك الشواطئ، وينعكس هذا على مردود المنشآت السياحية.
2ـ تأثيرها في الثروة السمكية: تؤدي كثرة قناديل البحر إلى تمزيق شباك الصيد نتيجة ثقلها وسد فتحاتها لكونها هلامية وتتغذى بيرقات الأسماك؛ مما يؤدي إلى انخفاض مخزون الثروة السمكية، وكذلك تنافس الأسماك على التغذية بالعوالق الحيوانية.
3ـ تأثيرها في الصناعة: تخلف قناديل البحر أضراراً تلحق بالمنشآت الصناعية الشاطئية، مثل محطات توليد الكهرباء والمحطات النووية.
فايز صقر
الشكل (1) قنديل البحر العملاق |
الشكل (2) قنديل البحر المخروطي المتثبت Thaumatoscyphus hexaradiatus |
الشكل (3) قمر البحر Aurelia aurita |
أكثر ما يميز قناديل البحر تناظرها الشعاعي الرباعي. وهي عناصر شافة تعيش سابحة مستعينة بجسمها الذي يشبه المظلة. يراوح قطر أغلبها بين 12و40سم، لكن يصل قطر بعضها مثل قنديل البحر العملاق Cyanea capillata إلى 2م، وطول مجساته إلى 60أو70م (الشكل 1). تختلف ألوانها بين العديمة اللون إلى اللون البرتقالي أو الوردي.
يطفو معظم قناديل البحر على سطح ماء البحر، بينما يوجد بعضها الآخر على عمق 3000م. لكن إحدى رتبها الميدوزات المخروطية Stauromedusae تعيش متثبتة على النباتات البحرية والمرتكزات الأخرى على قاع البحر بسويقة (الشكل 2).
وهي حيوانات مفترسة، تتغذى بالعوالق الحيوانية المختلفة، وأحياناً بيرقات الأسماك.
بنيتها
يختلف شكل المظلة بحسب الأنواع؛ بين المظلة الرقيقة والخوذة والكأس. تغلفها طبقة ظهارية تحيط بطبقة متوسطة هلامية mesogloeaثخينة جداً، مكونة من نحو 95% ماء، تتحرك سابحة بتقلص المظلة حركات دورية. يحيط بالمظلة عدد قليل أو كثير من المجسات القصيرة كما في قنديل البحر القمري (قمر البحر) Aurelia (الشكل 3)، أو الطويلة كما في Cyanea (الشكل 1).
يعد قمر البحر الأوريليا Aurelia aurita قنديل البحر النموذجي في بنية هذه الحيوانات (الشكل 4). ويصادف في كل مكان ابتداء من القطب الشمالي حتى المنطقة الاستوائية. وغالباً ما يصادف مرمياً على الشواطئ. يمكن تمييزه بسهولة بشكله الذي يشبه الصحن، يراوح قطره بين 7و10سم، ويستخدم كثيراً في الدراسات العلمية. لجسمه شكل المظلة، يحيط بها عدد كبير من المجسات القصيرة. تتألف المظلة من سطح علوي محدب ومن سطح سفلي قليل التقعر، يمتد مركزه بخرطوم قصير يسمى المضراب manubrium يحمل في منتصفه فماً رباعي الزوايا، تمتد شفاهه؛ لتشكل أربع أذرع فموية oral arms مستدقه تستخدم لالتقاط الفرائس والتغذي بها.
يُمَيَّز على محيط المظلة ثمانية أثلام، يحمل كل منها شفعاً من اللحيمات lappets بينهما كيس لامسي tentaculocyts أوrhopalium هو عبارة عن عضو حس. علماً أن بعض قناديل البحر الأخرى تحمل أربعة أثلام فقط، وبعضها الآخر ستة عشر ثلماً. لكل كيس لامسي شكل البلطة يحتوي على كيس توازن statocyst من أجل التوازن، مبطن ببقعتين من البشرة المهدبة الحساسة. وتحمل الأكياس اللامسية في بعض الأنواع عُيَينات ocelli.
تحمل المجسات والمضراب والأذرع الفموية ـ وأحياناً جميع أنحاء الجسم ـ أكياساً خيطية nematocysts تطلق مادة لاسعة تدافع بها الأوريليا عن نفسها ضد المهاجمين لها، وتشل حركتها. وهذه المادة هي التي تلسع السابحين على الشواطئ التي تكثر فيها هذه الحيوانات.
يؤدي الفم المركزي لقمر البحر (أوريليا) إلى معدة في مركز المظلة، يمتد منها أربعة جيوب معدية gastric pouches، يمتد من بشرتها التي تبطنها زوائد تشبه المجسات تسمى الخيوط المعدية gastric filaments تغطيها أكياس خيطية لاسعة لتهدئة أي فريسة يمكن أن تكون قد دخلت حية إلى المعدة. يتشعب من هذه الجيوب مجموعة معقدة من القنوات الشعاعية تنتهي بقناة دائرية ring canal تحيط بالمظلة، وتمثل جزءاً من الجوف المعدي.
الشكل (4) دورة حياة قمر البحر |
أنواع قناديل البحر
يميز في صف الفنجانيات (قناديل البحر) خمس رتب، هي:
1ـ رتبة الميدوزات المخروطية Stauromedusae: وتضم قناديل متثبتة (الشكل 2).
2ـ رتبة الميدوزات القرصية Discomedusae: وتنتمي إليها قناديل البحر المعروفة التي تتصف بالمظلة قرصية الشكل أو بشكل الطبق المسطح، وينتمي إليها قمر البحر وCyanea capillata وPelagia noctiluca، وهذا القنديل الأخير قادر على إصدار الضوء في الظلام.
الشكل (5) إثيوبيا البحر Cassiopea |
الشكل (6) القنديل المكعب Carybdoe marsupialis |
4ـ رتبة الميدوزات التاجية Coronata: وأغلبها يعيش في البحار العميقة. شكلها مخروطي أو منبسط، لكن يميز في مظلتها ثلم دائري يقسمها إلى قرص مركزي وقرص محيطي، مما يعطي الميدوزة شكل الإكليل أو التاج.
5 ـ رتبة الميدوزات المكعبة Cubomedusae مدوزاتها مكعبة الشكل، لها أربعة جوانب مسطحة (الشكل 6)، يصل طول معظمها إلى نحو 2أو3 سم.
أسباب الظهور الكثيف لقناديل البحر
1ـ أسباب بيئية: تستجيب الميدوزات لتغيرات صفات الماء، كانخفاض درجة الملوحة، بزيادة النمو والتكاثر بتحرر الميدوزات. وقد لوحظ ـ في السنوات السابقة لفترات الظهور الكثيف لقناديل البحر ـ قلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، خاصة في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو.
2ـ أسباب فيزيولوجية: قد تنتج الأعداد الكبيرة لقناديل البحر عن نمط تكاثرها الفعال النشيط. فالميدوزات تبدأ بالتكاثر في مرحلة مبكرة من حياتها، عندما يكون قطرها أصغر من 15سم، ويستمر تكاثرها طوال حياتها. وكذلك يعطي البَوْلَب الواحد أكثر من مئة إيفيرا في شهرين. إضافة إلى الخصوبة المفرطة لهذه القناديل، يقدر عدد البيوض في مرحلة التكاثر الجنسي بـ 43 ×10 5 بيضة.
3ـ التلوث والتغذية: في الشروط غير الملائمة تتجمع نواتج الاستقلاب، فينشأ من ثم عند مستعمرات البَوْلَبات مَيْل نحو بقاء النوع؛ وذلك بتشكيل حاملات المناسل التي يمكن أن تنتشر بعيداً عن البولب الأم، ويكون لها الحظ في البقاء والحفاظ على النوع.
ومن المحتمل أن يكون تجمع الملوثات العضوية في بعض مناطق البحر المتوسط لفترة طويلة، ونتيجة لظروف مناخية معينة، قد كوَّن شروطاً كيميائية حيوية عدتها البوليبات مهددة لها، فحملت من ثم عدداً كبيراً من الميدوزات.
4ـ الافتراس: إن المفترس الأساسي لقناديل البحر هو السلاحف البحرية التي تعرضت في السنوات الأخيرة لإبادة كبيرة في البحر المتوسط نتيجة غزو الشواطئ الدولية من قبل السياح، حيث تضع السلاحف بيوضها في بداية الصيف، مما أدى إلى تخريب البيئة الطبيعية للبيوض وقتل صغارها. إضافة إلى ذلك، ازداد تلوث الشواطئ والمياه البحرية بالمخلفات البلاستيكية، مما أدى إلى خداع السلاحف بالأكياس البلاستيكية الشفافة المليئة بالمياه، وابتلاعها ظناً منها أنها قناديل بحر، فأدى ذلك إلى انسداد أنبوبها الهضمي وموتها. وقد أدى كل ذلك إلى تناقص كبير في عدد السلاحف البحرية في البحر المتوسط.
5 ـ الصيد الجائر للأسماك: إن زيادة صيد الأسماك يؤدي إلى انخفاض كمية الأسماك، التي تعد مفترسة ليرقات القناديل البحرية والمنافسة لها أيضاً في التغذية بالعوالق.
أضرار قناديل البحر
لوجود قناديل البحر بكميات كبيرة تأثير سلبي على البيئة البحرية تنحصر في:
1ـ تأثيرها الضار في الصحة البشرية: تؤثر لسعاتها في المصطافين وكذلك في الصيادين. وتتوقف خطورة هذه اللسعات على مدى اتساع موقع الإصابة بالأكياس اللاسعة ودوام التصاق هذه الأكياس بالجلد وحساسية الضحية. وقد تؤدي اللسعات إلى إحداث حساسية وحروق يمكن أن يستمر تأثيرها أشهراً عدة، وقد تكون دائمة. ويمكن أن تستدعي الحالة نقل المصاب إلى المستشفى.
وتأثير قناديل البحر في الإنسان له نتائج اقتصادية عن طريق تأثيرها في السياحة، حيث يؤدي وجود قناديل البحر في المناطق الشاطئية السياحية إلى ابتعاد السياح عن تلك الشواطئ، وينعكس هذا على مردود المنشآت السياحية.
2ـ تأثيرها في الثروة السمكية: تؤدي كثرة قناديل البحر إلى تمزيق شباك الصيد نتيجة ثقلها وسد فتحاتها لكونها هلامية وتتغذى بيرقات الأسماك؛ مما يؤدي إلى انخفاض مخزون الثروة السمكية، وكذلك تنافس الأسماك على التغذية بالعوالق الحيوانية.
3ـ تأثيرها في الصناعة: تخلف قناديل البحر أضراراً تلحق بالمنشآت الصناعية الشاطئية، مثل محطات توليد الكهرباء والمحطات النووية.
فايز صقر