طفيل الغنوي
(…/ …)
طفيل بن عوف بن كعب الغنوي؛ نسبةً إلى قبيلة غَنِي من قيس عيلان، وقيل في نسبه غير ذلك. يُكنى أبا قُرّان، ولُقِّب (طفيل الخيل) لكثرة وصفه إياها، و(المحبِّر) لجودة شعره، ولحسن وصفه الخيل.
شاعر جاهلي قديم، من فرسان الشعراء، اشتُهر ببراعته في وصف الخيل.
يقال إنه من أقدم شعراء قيس وهو من أوصف العرب للخيل. وهو من الفحول المعدودين، وأكبر من النابغة الذبياني، عاش في القرن السادس الميلادي، وكان من سادة قومه؛ يعطونه ربع ما يغنمونه في الحرب، وأحد أغنيائهم وفرسانهم الشجعان، ولعل ذلك كان من الأسباب التي جعلته وصّافاً للخيل؛ لأنها كثيرة عنده وهو قريب منها.
وتتبدى بعض صفاته من خلال شعره ؛ إذ يبدو حكيماً حليماً ذا رأي سديد، خبيراً بالخيل وأوصافها وأمراضها وأدوائها، وقد أكثرت كتب أنساب الخيل من الاستشهاد بشعره. وأدرك القدماء جودة شعره في الخيل، فقال عبد الملك بن مروان: «من أراد أن يتعلم ركوب الخيل فَلْيروِ شعر طفيل». وقال معاوية: «خلّوا لي طفيلاً وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء».
وقد روى شعرَه زهير بن أبي سُلمى، وهذا يعني أنه كان ممن يُنقّحون أشعارهم ويعيدون النظر فيها.
وقيل: هو صاحب أعفّ بيت، إذ قال:
ولا أكون وِكاء الزاد أحبسه
لقد علمت بأن الزاد مأكول
وقيل أيضاً هو صاحب أجودِ بيت في الحرب.
أما شعره فقد برز فيه غرض الوصف؛ ولاسيما وصف الخيل الذي عُرفَ به فأكثر من نعتها والحديث عنها حتى قيل عنه إنه أوصف العرب للخيل. وله شعر في وصف الإبل والأسلحة وغيرها.
وكان الفخر من الموضوعات التي طرقها طفيل ـ وهذا الموضوع لايكاد يخلو منه ديوان جاهلي ـ فهو يعتد بقومه ويباهي بانتصاراتهم ومآثرهم، كما أنه شديد الفخر بنفسه، وهذا من سمات شعر الفرسان في بروز الفخر الفردي عندهم.
أما الرثاء فقليل عنده، وهو يمزجه بالحماسة، ولاسيما في رثائه لقتلى قومه، يريد بذلك تحريضهم على الثأر. ومن رثائه قوله:
تأوّبني هم ٌّ مع الليل مُنصبُ
وجاء من الأخبار ما لا أكذّبُ
والمدح والغزل كانا ثانويين بين أغراض شعره. وله في النساء رأي عبر عنه بقوله؛ وقد تناقله الرواة:
إن النساء كأشجار نبَتْنَ معاً
منها المُرَارُ وبعض النبْت مأكول
إن النساء متى يُنْهَينَ عن خُلُق
فإنه واجب لابد مفعول
وقد طُبع ديوانه عدة مرات، منها التي بتحقيق محمد عبد القادر أحمد.
علي أبو زيد
(…/ …)
طفيل بن عوف بن كعب الغنوي؛ نسبةً إلى قبيلة غَنِي من قيس عيلان، وقيل في نسبه غير ذلك. يُكنى أبا قُرّان، ولُقِّب (طفيل الخيل) لكثرة وصفه إياها، و(المحبِّر) لجودة شعره، ولحسن وصفه الخيل.
شاعر جاهلي قديم، من فرسان الشعراء، اشتُهر ببراعته في وصف الخيل.
يقال إنه من أقدم شعراء قيس وهو من أوصف العرب للخيل. وهو من الفحول المعدودين، وأكبر من النابغة الذبياني، عاش في القرن السادس الميلادي، وكان من سادة قومه؛ يعطونه ربع ما يغنمونه في الحرب، وأحد أغنيائهم وفرسانهم الشجعان، ولعل ذلك كان من الأسباب التي جعلته وصّافاً للخيل؛ لأنها كثيرة عنده وهو قريب منها.
وتتبدى بعض صفاته من خلال شعره ؛ إذ يبدو حكيماً حليماً ذا رأي سديد، خبيراً بالخيل وأوصافها وأمراضها وأدوائها، وقد أكثرت كتب أنساب الخيل من الاستشهاد بشعره. وأدرك القدماء جودة شعره في الخيل، فقال عبد الملك بن مروان: «من أراد أن يتعلم ركوب الخيل فَلْيروِ شعر طفيل». وقال معاوية: «خلّوا لي طفيلاً وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء».
وقد روى شعرَه زهير بن أبي سُلمى، وهذا يعني أنه كان ممن يُنقّحون أشعارهم ويعيدون النظر فيها.
وقيل: هو صاحب أعفّ بيت، إذ قال:
ولا أكون وِكاء الزاد أحبسه
لقد علمت بأن الزاد مأكول
وقيل أيضاً هو صاحب أجودِ بيت في الحرب.
أما شعره فقد برز فيه غرض الوصف؛ ولاسيما وصف الخيل الذي عُرفَ به فأكثر من نعتها والحديث عنها حتى قيل عنه إنه أوصف العرب للخيل. وله شعر في وصف الإبل والأسلحة وغيرها.
وكان الفخر من الموضوعات التي طرقها طفيل ـ وهذا الموضوع لايكاد يخلو منه ديوان جاهلي ـ فهو يعتد بقومه ويباهي بانتصاراتهم ومآثرهم، كما أنه شديد الفخر بنفسه، وهذا من سمات شعر الفرسان في بروز الفخر الفردي عندهم.
أما الرثاء فقليل عنده، وهو يمزجه بالحماسة، ولاسيما في رثائه لقتلى قومه، يريد بذلك تحريضهم على الثأر. ومن رثائه قوله:
تأوّبني هم ٌّ مع الليل مُنصبُ
وجاء من الأخبار ما لا أكذّبُ
والمدح والغزل كانا ثانويين بين أغراض شعره. وله في النساء رأي عبر عنه بقوله؛ وقد تناقله الرواة:
إن النساء كأشجار نبَتْنَ معاً
منها المُرَارُ وبعض النبْت مأكول
إن النساء متى يُنْهَينَ عن خُلُق
فإنه واجب لابد مفعول
وقد طُبع ديوانه عدة مرات، منها التي بتحقيق محمد عبد القادر أحمد.
علي أبو زيد