الحكاية
تكون واقعية أو خيالية تخاطب المخيلة أكثر من الاحساس . ولربما فكر كاتبها في أن يسخر من فرد أو جماعة ، أو ينتقدهم أو ينصحهم فيصوغ الحكاية على شكل حوار يجريه على ألسنة الحيوانات ويعبر فيه عما يريد بثه من الفكر والآراء على نسق ( كليلة ودمنة ) . ولربما فكر بغزو قلوب الاطفال فيصوغ لهم حكايات تناسب أفهامهم . وحينئذ يتحتم عليه أن يتمثل نفسه طفلا يروي حادثة على أطفال مثله ، فيدلي اليهم بكل ما يخالون صحته بدون أن يشعرهم بالصعوبة ، أو يخاطبهم بما لا يناسب سنهم وعقليتهم . ويميل الاطفال الى حكايات الحيوانات ، ويفهمون عنها الكثير من عاداتها وطبائعها مما يحتم على الحاكي اتقان الوصف الذي هو في مستواهم ، واقصاء ذكر مغزى الحكاية عنهم . مولعون باستنباطه . ثم الابتعاد عن اظهار ما يتوخاه من النصح لهـم صراحة ، بل يسير في حكايته السير الطبيعي بحيث يفهم الطفل القدر الذي يستطيع . وقد عدت الملحمة من نوع الحكاية البحتة ، مسرحها الطبيعة ومرماها ذهن القارىء وهي تحتمل عظيم التطويل والتفصيل کالالياذة والأوذيسا .
تعليق