المسرحية .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسرحية .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء


    المسرحية

    قصة تكتب لتمثل . فطابعها المميز هو أنها أدب يراد به التمثيل الذي فيه الممثلون والملابس والمسرح والمناظر والبناء والنظارة . فكل هؤلاء عناصر منها تتألف المسرحية . وكلما انسجمت هذه العناصر وسارت الصورة الفنية الجديدة خطوة في مجرى تطورها فتحللت العناصر وتداخلت بعضها في بعض بحيث يتألف منها في النهاية صوت واحد متناسق النبرات كلما كان حظها كبيراً من التوفيق ، لان القوة المعبرة الكامنة في هذه العناصر بحكم طبيعتها هي التي تكون الرواية المسرحية ، والافعال الانسانية هي مجالها . فعليها أن تتجنب الخوارق التي تقتضي طبيعة غير طبائع البشر ، اذ ليس من شأنها أن تمثل الروحانيات أو فعل الطبيعة أو فعل الحيوان والطير . نعم قد يضطر الروائي الى ذلك أحياناً ، ولكن ان غالى بها وجعلها عنصراً اساسيـــة مقصوداً فقد وقع في الاسفاف . وكم من مسرحية فشلت لقلة العمل فيها وكثرة القول . فالمسرحية هي التي تمثل الفعل الانساني في مجتمع لا في خلاء ، ومن جانبه الاجتماعي الذي يؤثر في الفرد ويتأثر به الفرد. وقد يكون بين الفعل ورد الفعل صنوف من الروابط والعلاقات لا تقع تحت الحصر ، ولكنا نستطيع أن نحصر العلائق التي تصل فردين أو جماعتين في نوعين رئيسيين : علائق ود أو تفور .

    والمسرح بما عليه من أشياء يميل الى أن يكون واقعياً يصور الحقيقة . ثم تجيء المناظر المرسومة والستائر فتزيد من هذه النزعة الواقعية ، لأن المسرحية بطبيعتها تعالج الشؤون الاجتماعية ، وتهتم بالحياة كما تبدو ظواهرها بغض النظر عن حقيقتها الكامنة وراء تلك الظواهر ، وتمثل السلوك الواضح ولا تعني بمبادىء الاخلاق الخافية وراءه ، وتقف عند تقاليد المجتمع وأوضاعه ولا تأبه بمشكلات الكون الكبرى بزمن محدود فلا يمكن أن تطول كالقصة وذلك وهي ليمكن تمثيلها . كما انها لا تتناول جزئيات الحوادث وتسلسلها بل تقتصر على ابراز المواقف في الحادثة وتقع بين هذه الحوادث فجوات تكبر أو تصغر . وهي مقيدة أيضاً بطريقة تعبير . بالاضافة الى قيود المسرح والممثل والنظارة كما قدمنا من قبل .

    فهي والحالة هذه تخالف القصة . بجميع مجالها في الخيال ، كما تخالف الفيلم بعد امكان تصور مجالها في الواقع المحصور . فموضوعاتها واقعية مجالها الارض ، بل قطعة محدودة منها تكثر فيها الحركة الانسانية بقدر الامكان . فضلا عن أنها تحتاج الى . مهارة في الاستعاضة عن الجملة بالحركة ، وعن الخاطرة بالحادثة بدون تزوير ، لان النظارة تريد الحركة المحسوسة وتنفعل لها ، وتحتم فوق واقعية الحوادث أن يكون التعبير والحوار مطابقين لحال الابطال ونفسياتهم ومواقفهم وثقافتهم . كما تحتاج الى موهبة التنسيق والتقطيع بحيث تؤدي الى نهاية معينة طبيعية متمشية مع سير الحوادث .

    والمسرحية تسمى ( ملهاة ) اذا كان العمل فيها هزلية منتزعاً من حياة العامة ، يهدف الى نقد عيوبهم لغرض اصلاح الفاسد وتقويم المعوج من عاداتهم وأخلاقهم . فهي تتخذ أهلها مسخرة للناس حين التمثيل الذي يبعث اللهو ويثير الضحك لتناوله الجهة الوضيعة من طبائع المجتمع ونقائص الحياة . وتقابل الملهاة المأساة ، وتتفارقان بأن الاولى مبدؤها حياة الانسان وضعفه ، وواسطتها التهكم والسخرية ، وغايتها اصلاح الداء بالداء . والثانية مبدؤها شعور الانسان ، وواسطتها التأثير ، وغايتها الرهبة .

    فالمأساة اذن هي وهم تضمن جمعت بين الجد والهزل ، أو اقتصرت على الجد . تبعث في النفوس الهلع والرحمة وتغريها بالفضائل . تصور أشخاصها يصارعون الخطر المفزع والمصائب المفجعة . تؤدى عن طريق الالقاء ، خالطة المأساة بالملهاة ، مبرزة الموضوع الجدي في المعرض الفكه ، قابلة كل نمط من الاشخاص والاخلاق واللهجات ما دامت التأثير في المشاعر والقلوب . فهي لذلك تتطلب مؤلفاً قوي الاحساس عظیم الاسلوب يجمع بين التأثير والافادة والابتذال والرصانة والغرابة والبساطة مع اتزان التدرج وقوة التعقيد وبراعة الحل ، مما يغذي قلوبنا بالعواطف الرقيقة ويلهب فينا حب الخير .

    فالمسرحية التي تنتهي بفوز البطل بزواج مثلا ملهاة ، وأما التي تنتهي بفشله ـ والفشل عادة يقتضي موته - فمأساة على ان العبرة ليست بالنهاية وحدها بل هي نتيجة لازمة للفصول السابقة كلها ، وفيها العقاب أو الثواب الذي يترتب على سلوك البطل في مجرى الرواية كلها ، فيكون موته نتيجة طبيعية لمجرى الحوادث . فمنذ بداية الرواية يضع المؤلف المسرحي عنصراً أو مجموعة عناصر تفعل فعلها وتسير سيرها المعقول المحكم حتى تنتهي الى الختام الطبيعي وهو موت البطل ، وهذا هو مقياس نجاح المأساة . أما الملهاة فلا تخلص الى مثل تلك النهاية ، وكذلك تقل فيها أهمية العوامل التي تتفاعل وتؤدي الى الخاتمة . . وهي اذ تختار دائما الحوادث السطحية التافهة وتترك للمأساة الحوادث العميقة الجادة ذات الشأن الكبير لا تعالج من الاشخاص الا عاداتهم التي قد تنفق أحياناً مع أوضاع المجتمع وقد تتعارض ، ولكنها لا تمس صميم الشرف والاخلاق ولا تصور منهم الا الجوانب التي تجعلهم مصادر شغب في المجتمع بدون أن تجعلهم بين المجرمين الآثمين . ففي هذا التعارض بين الصفات السطحية الخارجية للشخص ونظم المجتمع الذي تحيط به والمتغيرة العابرة يكون موضوع المهلاة .

    فالعالم الذي تتحرك فيه الملهاة تسيره التقاليد ، وأما العالم الذي تتحرك فيه المأساة فتسيره القوانين الطبيعية التي لا تتخلف . وليس معنى هذا أن تخلو الملهاة الجد ، بل انها تصور الاشياء من ظواهرها المادية غير متعمقة فيما يكون وراء هذه الظواهر من عقائد عميقة . والمبادىء التي يخرج عليها بطل الملهاة هي التقاليد السائدة في جماعة ضاقت حدودها أو اتسعت . فتمتدح بذلك الخصال التي تعين على الحياة المستقيمة لنأخذ بها ، كما تقدح في الخصال التي تعرقل سيرها وتعوق مجراها النبتعد عنها، تاركة للمأساة بيان ما هو خليق منها بالتضحية والموت في سبيله . فهي غير باحثة عما يمكن لها أن تكون عليه ، ولا ما ينبغي أن تصير اليه . ومجال نبوغها أن توضح ضرورة الادراك الفطري السليم والاحتكام الى البداهة التي لا عوج فيها ولا التواء . لان من شأنها أن تبين للناس أسلوب العيش السعيد لا أن تعد الانسان للخلود بعد الموت . ومن ثم كان الحوار الفكه . أشد أدوات الملهاة أثراً في النفس ، لانه مجال لعرض الفكرة ومقارنتها بأضدادها وأشباهها مقارنة تبين على الفور أوجه الضعف والركاكة فيها . أما المأساة فتمثل فعل الفرد وهو في صراع مع بيئته . وليست غايتها عملية مجردة تبحث عن القوى النظرية والقوانين العامة التي تسير حوادث الحياة . فعظمة في قدرته على ايهام النظارة بفعل تلك القوة الخفية الجبارة ايهاماً لا يدع مجالا للشك بأنها صاحبة الحول والسلطان وهي التي تسير البطل في طريقه المحتوم .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 09-06-2023 02.15_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	101.8 كيلوبايت  الهوية:	155976 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 09-06-2023 02.15 (1)_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	98.8 كيلوبايت  الهوية:	155977 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 09-06-2023 02.16_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	97.1 كيلوبايت  الهوية:	155978 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 09-06-2023 02.16 (1)_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	100.3 كيلوبايت  الهوية:	155979 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 09-06-2023 02.17_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	21.4 كيلوبايت  الهوية:	155980

  • #2

    theatrical

    A story written to represent. Its distinctive character is that it is literature intended for representation, in which actors, clothes, theater, scenery, building, and spectacles are intended. All of these are elements of which the play is composed. Whenever these elements harmonized and the new artistic image took a step in the course of its development, the elements dissolved and intertwined with each other, so that in the end a single sound harmonious in tone would be formed, the greater the success it would have, because the expressive power inherent in these elements by their nature is what constitutes theatrical narration, and actions Humanity is its domain. It must avoid the supernatural that requires a nature other than human nature, as it does not represent spirituality, the action of nature, or the action of animals and birds. Yes, the novelist may have to do that sometimes, but if he overdoes it and makes it an intentional essential element, then he has fallen into regret. How many plays have failed due to lack of action and too much talk. The play is the one that represents the human act in a society, not in an empty space, and from its social aspect that affects the individual and is influenced by the individual. There may be between action and reaction types of bonds and relationships that do not fall under limitation, but we can limit the relationships that link two individuals or two groups to two main types: friendly relations or evaporation.

    The theater, with its things, tends to be realistic, depicting the truth. Then comes the painted scenes and curtains that increase this realistic tendency, because the play by its nature deals with social affairs, and is concerned with life as it appears its phenomena, regardless of the reality behind those phenomena, and it represents clear behavior and does not concern itself with the principles of morals hidden behind it, and it stands at the traditions and conditions of society and does not care about problems The great universe has a limited time, so it cannot be long like a story, and that is because it cannot be represented. It also does not deal with the details of the incidents and their sequence, but is limited to highlighting the situations in the incident, and there are gaps between these incidents that are getting bigger or smaller. It is also restricted by a way of expression. In addition to the limitations of the theater, the actor and the glasses, as we presented before.

    In this case, it contradicts the story. In all its scope in the imagination, just as it contradicts the film after it is possible to imagine its scope in the confined reality. Its themes are realistic and its scope is the earth, rather a limited piece of it in which human movement abounds as much as possible. Well it needs . Skill in replacing the sentence with movement, and the thought with the incident without forgery, because the audience wants the tangible movement and gets excited about it, and it is imperative that the expression and dialogue be identical to the state of the heroes, their psychology, their attitudes and their culture. It also needs the talent of coordination and cutting so that it leads to a certain natural end in line with the course of accidents.

    The play is called (comedy) if the work in it is comic stripped from the life of the common people, and aims to criticize their shortcomings for the purpose of reforming the corrupt and correcting the crooked ones in their habits and morals. It makes its people a mockery of people when acting, which creates fun and provokes laughter, because it deals with the low side of the nature of society and the shortcomings of life. Comedy meets tragedy, and they differ in that the first is the principle of human life and weakness, and its medium is satire and ridicule, and its aim is to repair the disease with the disease. The second principle is human feeling, its medium is influence, and its goal is awe.

    Tragedy, then, is an illusion that combines seriousness with humor, or is confined to seriousness. It inspires panic and mercy in souls, and tempts them with virtues. Imagine her people struggling with the terrifying danger and heartbreaking misfortunes. It is performed through recitation, mixing tragedy with comedy, highlighting the serious topic in the humorous exhibition, meeting every pattern of people, morals and dialects as long as it affects the feelings and hearts. Therefore, it requires an author with a strong sense of great style that combines influence, benefit, vulgarity, sobriety, strangeness, and simplicity with a balance of gradation, strength of complexity, and ingenuity of solution, which nourishes our hearts with tender emotions and inflames in us the love of goodness.

    The play that ends with the hero winning a marriage, for example, is a comedy. As for the one that ends with his failure - and failure usually necessitates his death - it is a tragedy. However, the lesson is not the end alone, but rather it is an indispensable result of all the previous chapters, and it contains the punishment or reward that results from the behavior of the hero in the course of the whole novel, so it is his death. A natural consequence of the course of accidents. From the beginning of the novel, the playwright puts an element or a group of elements that do their work and follow their reasonable and well-articulated course until they reach the natural conclusion, which is the death of the hero, and this is the measure of the success of the tragedy. As for the comedy, it does not reach such an end, and the factors that interact and lead to the conclusion are less important in it. . While it always chooses the trivial superficial incidents and leaves for the tragedy the deep, serious incidents of great importance, it does not deal with people except their habits that may sometimes harmonize with the conditions of society and may conflict, but it does not affect the core of honor and morals and does not depict from them except the aspects that make them sources of trouble in society without being make them among the sinful criminals. In this opposition between the superficial, external characteristics of a person and the changing, transient systems of the society that surrounds him, the issue of reprieve is the subject of reprieve.

    The world in which comedy moves is guided by traditions, and as for the world in which tragedy moves, it is guided by natural laws that do not lag behind. This does not mean that the comedy is devoid of seriousness, but that it depicts things from their material phenomena without going deep into what lies behind these phenomena of deep beliefs. The principles upon which the hero of the comedy comes out are the prevailing traditions in a group whose borders have narrowed or expanded. So it praises the qualities that helped the upright life so that we can adopt it, just as it criticizes the qualities that impede its path and impede its course in order to move away from it, leaving the tragedy to explain what is worthy of sacrifice and death in its path. It is not seeking what it can be, nor what it ought to become. And the scope of its brilliance is to clarify the need for sound instinctive understanding and resorting to intuition that has no crookedness or distortion. Because it would show people a happy way of living, not prepare a person for eternity after death. Hence the humorous dialogue. The most effective means of comedy in the soul, because it is a field for presenting the idea and comparing it with its opposites and similarities, a comparison that immediately shows its weaknesses and weaknesses. As for the tragedy, it represents the action of the individual while he is in conflict with his environment. Its aim is not an abstract process that searches for the theoretical powers and general laws that drive the events of life. His greatness is in his ability to delude the spectators by the act of that hidden, mighty force, in an illusion that leaves no room for doubt that she is the possessor of squint and power, and she is the one who guides the hero in his inevitable path.

    تعليق

    يعمل...
    X