بين الصحافة والأدب .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الصحافة والأدب .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء


    بين الصحافة والأدب

    كل صحفي اديب ولا عكس :

    لقد كانت العلاقة ولا تزال متينة جدا جدا بين الصحافة والأدب منذ نشأت الاولى . وكانت حتى في نشوئها كأثر من آثار الأدب بالذات فقد كانت الطليعة الاولى من الصحفيين أدباء قبل كل شيء سواء كانوا يمارسون الشعر أم النثر . وبينما كان الأدب فنا . بالالفاظ الرشيقة والعبارات الأخاذة عما يجيش في النفس ويطوف بالخيال ويعالج مشاكل الحياة ومناحيها المختلفة ، كانت الصحافة مهنة تعمل جاهدة لاطلاع الجماهير على ما يجري حولهم من حوادث يومية او اسبوعية . وتوجيههم بما يتصل بحياتهم من خير او شر متناولة في ذلك رسالة الادب ، سالكة طريقه كما تتناول غيره من انباء العلوم و الجرائم وانواع البحوث التي قد لا يتطرق اليها هو لانها ليست في دائرة اختصاصه كفن معبر عن تجارب النفس وطاقات الانسانية . ومن . هنا كان محيط الصحافة اوسع بكثير كثير من محيط الأدب ، فهو منها كجزء يسير يسير ، الا اذا افردت له فرعاً من دوحتها الباسقة الممتدة . ومن هنا أيضاً كان الادب المنوط بالنفس البشرية المستقرة خالداً بخلودها ، بينما الصحافة المنوطة بالجماعات المتغيرة المتقلبة لا حظ لها من الخلود .

    فالاديب بهذا الاعتبار رجل ذاتي يعني بنفسه وحدها فيصف مــا يتردد في جنباتها من حركات وسكنات ، وكأنه بذلك يغوص في أعماق النفس البشرية كلها ليصور اسرارها فيكون لفعله هذا صدى في قلوب القراء من كل جنس ولون ومصر . وأما الصحفي فرجل غير ذاتي لأنه مسؤول عن مجتمعه باسره ، فهو يعني باستعراض حوادثه ومظاهره يوما بيوم وينهي اخباره الى القراء في داخل البلد وخارجه . فعمله اجتماعي بحت يقوم على تثقيف وتوجيه الرأي العام بشكل مطلق ، وهو لهذا يتأمل الاخبار والاحداث من حوله ويفسرها ويعلق عليها متوخياً في ذلك مصلحة المجموع . ولذا فاننا نلاحظ ان الصحفي مقيد بقيد مصلحة المجموع ، فهو خاضع دائما لقانون المطبوعات ، مراقب في جميع الاحوال لا سيما في أوقات الحرب والمحن السياسية . بينما ينطلق الأديب من هذا القيد ما لم يتعرض لنظام الدولة او كرامة الاشخاص . والأديب قد يكون كاتباً لا يشق له غبار ، ولكن لن يكفيه ذلك ليكون صحفياً ناجحاً اذا لم يرزق الى جانب الادب الملكة الصحفية التي تساعده على الكتابة في كل ما يدعى لأن يكتب فيه حسبما تختار له الحوادث كل يوم بل كل ساعة لا حسبما يختار هو . . وهذا لا يتأتى د عقله على الكتابة بالممارسة الطويلة والدأب المستمر لكي يستطيع ان يلفت أنظار الجمهور الى ما يدلى به اليه من بضاعة ، وذلك بالاضافة الى الخبرة الكافية بالناس ، واللباقة الاجتماعية التي تمكنه من فهم كل ما يدور حوله من أمور تافهة أو هامة . فاذا توفر له هذا وغيره من ميزات الصحفيين كان جديراً بكلمة . صحفي والا فهو اديب وحسب . فأنت مع انتاج الاديب امام معلم يثبت في ذهنك ما تعلم ، أو يعلمك ما لم تعلم . ولكنك مع انتاج الصحفي أمام صديق يوصل اليك أخبار مجتمعك وغيره، ويثير في نفسك اسئلة كثيرة يساعدك على فهمها والاجابة عنها . وانتاج الاديب المفكر هو الذي يؤثر في عقول الشيوخ والشباب التأثير النافع المستمر ، وعليه يقع العبء الأكبر من بناء الأمة او تحويلها من طور الى طور والارتفاع بها من منزلة الى اخرى . والثورات المجيدة في التاريخ انما خرجت عن فلك الأدب الأصيل ، وميدان الفكر الانساني العميق . فقد كان هيجل وراء الفاشية والنازية وروسو وفولتير وراء الثورة الفرنسية والشاعر اقبال وراء انشاء دولة الباكستان وقصة العم توم وراء تحرير العبيد في امريكا وماركس وراء الاشتراكية والشيوعية .

    ومع كل ذلك فالشيء الذي لا يختلف فيه هو ومع ان يكون ينبغي الصحفي أديباً ولا عكس . فمحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وجرجي زيدان ولطفي السيد وعباس العقاد وطه حسين وغيرهم من أعلام الادب المعدودين ، وفرسان الصحافة المجلين ، بل من مؤسسي الصحافة العربية بلا ريب . والصحافة ما تزال وستظل دائماً الطريق السريع الى شهرة الاديب سواء كان كاتباً أم شاعراً أم فيلسوفاً أم عالمة اذا نزل باغرائها من قصره العاجي الى مستوى الحياة العامة للشعب الذي هو منه ، وينبغي أن يكون اليه . فليس اذن كل أديب صحفياً ، ولكن ينبغي ان يكون كل صحفي أديباً ، لأن الصحافة قد ارتفعت الى المنزلة التي لا تدانيها فيها أي مهنة أخرى من حيث شمولها واتساع نطاقها . وقد اصبحت اشبه بدائرة معارف عامة ، والأدب من جملة ما تعرض له من أمور . واصبح الصحفي كأنه موسوعة كبيرة لسائر المعارف ، وكأن الاديب بجانبه كتاب في فن معين وحسب .

    ولعل هذه الحقيقة اذا وعيت تدفع الوهم الذي يخالج بعض من يجيدون فن الكتابة من أن في مقدورهم ان يصبحوا صحفيين متى شاؤوا . فيزجون بأنفسهم في هذه المهنة ويتخذونها مرتزقاً لهم اذا سدت في وجوههم ابواب العمل ، أو حركت كوامن غرورهم بوارق الشهرة . ناسين بأنهم تطفلوا بعملهم هذا على أمر يحتاج الى كثير من التفكير والمهارة واليقظة والموهبة المبدعة قبل كل شيء . فما كل ثرثرة تجدي ، وما كل كتابة تقرأ . فهذا شيخ الصحافة الانجليزية ويكهام ستيد الذي ظل يعمل في الصحافة خمسين سنة بنجاح عظيم يغشى المجتمعات ويحضر المحاضرات ويفتح عينيه ويرهف اذنيه لكل شيء يمنحه مادة دسمة لصحيفته يكاد . هذه المهمة الجليلة التي تصدى لها ، فيسأل زميلا قديماً له من اساطين الصحافة هو ي. ت. ستد أن يزيده من خبرته علماً ، ويدله على طريقة الكتابة الصحفية التي تزيده نجاحا الى نجاحه ، فيجيبه هذا مختصراً : كل ما يحضرك في الكتابة فأسرع واكتبه ، وبعد ان تكتبه تصور انك ستبعث به تلغرافيا وانت في انجلترا الى استراليا على نفقتك الخاصة بحسبان ان الكلمة تكلفك شلنا مثلا ... وعلى هذا الاساس استبعد من كتابتك كل ما لا يستأهل الشلن . وستجد انك استبعدت كلاماً كثيراً وبقي كلام قليل . هذا الكلام القليل الباقي ابعث به الى صحيفتك فهو المطلوب .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-06-2023 01.49_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	83.6 كيلوبايت 
الهوية:	155906 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-06-2023 01.50_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	96.0 كيلوبايت 
الهوية:	155907 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-06-2023 01.50 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	95.0 كيلوبايت 
الهوية:	155908 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-06-2023 01.51_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	76.2 كيلوبايت 
الهوية:	155909

  • #2

    between journalism and literature

    Every journalist is a writer, and not vice versa.

    The relationship has been and still is very, very strong between journalism and literature since its inception. And it was even in its inception as a relic of literature in particular, as the first vanguard of journalists were writers above all, whether they practiced poetry or prose. And while literature was art. With graceful words and breath-taking phrases about what stirs the soul, roams the imagination, and deals with the problems of life and its various aspects, journalism was a profession that worked hard to inform the masses of what was going on around them in terms of daily or weekly incidents. And guiding them in what is related to their lives, whether good or bad, dealt with in that the message of literature, following its path as it deals with other news of science, crimes and types of research that he may not address because it is not in his field of competence as a shroud that expresses the experiences of the soul and the energies of humanity. And from . Here the environment of journalism was much wider than that of literature. Hence also, the literature entrusted to the stable human soul is immortal with its eternity, while the press entrusted to the changing and volatile groups has no chance of eternity.

    The writer, in this regard, is a subjective man who means himself alone, describing the movements and rests that resonate in its sides, as if he dives into the depths of the human soul as a whole to depict its secrets, so that his act will resonate in the hearts of readers of every race, color, and Egypt. As for the journalist, he is a non-self man because he is responsible for his entire society. He is concerned with reviewing its events and manifestations day by day, and finishes his news to readers inside and outside the country. His work is purely social and is based on educating and guiding public opinion in an absolute way, and for this he contemplates the news and events around him, interprets them and comments on them, seeking the interest of the group. Therefore, we notice that the journalist is restricted by the interest of the group, as he is always subject to the Publications Law, monitored in all cases, especially in times of war and political tribulations. Whereas the writer starts from this restriction unless he is exposed to the state system or the dignity of people. And the writer may be a fine writer, but that will not suffice him to be a successful journalist if he does not provide, in addition to literature, the journalistic talent that helps him to write in everything he is called to write about according to what happens to him every day, rather every hour, and not according to what he chooses. . This does not enable his mind to write with long practice and continuous perseverance so that he can draw the attention of the public to the goods he is presented to him, in addition to sufficient experience with people, and social tact that enables him to understand all that is going on around him of trivial or important matters. If this and other features of journalists were available to him, he would be worthy of a word. A journalist, otherwise he is just a writer. You are with the production of the writer in front of a teacher who confirms in your mind what you know, or teaches you what you did not know. But with the production of the journalist, you are in front of a friend who delivers to you the news of your community and others, and raises many questions in yourself that help you understand and answer them. The production of the writer and the thinker is the one that influences the minds of the elderly and the youth with a continuous beneficial effect, and upon it lies the greatest burden of building the nation or transforming it from one phase to another and raising it from one status to another. The glorious revolutions in history have departed from the realm of original literature and the field of deep human thought. Hegel was behind fascism and Nazism, Rousseau and Voltaire behind the French Revolution, the poet Iqbal behind the establishment of the state of Pakistan, the story of Uncle Tom behind the liberation of slaves in America, and Marx behind socialism and communism.

    Despite all that, the thing that does not differ is that the journalist should be polite, and there is no opposite. Muhammad Abdo, Abd al-Rahman al-Kawakibi, Jurji Zaidan, Lotfi al-Sayyid, Abbas al-Akkad, Taha Hussein, and others are among the enumerated figures of literature, and honored knights of the press, but undoubtedly among the founders of the Arab press. The press is still and always will be the highway to the fame of the writer, whether he is a writer, poet, philosopher or scientist, if he descends with her temptation from his ivory palace to the level of public life of the people from which he is, and he should be. So not every writer is a journalist, but every journalist should be a writer, because journalism has risen to a position that no other profession can compare to in terms of its comprehensiveness and breadth of scope. It has become more like a circle of general knowledge, and literature is among the things that it has been exposed to. And the journalist became as if he were a great encyclopedia of all knowledge, and as if the writer next to him was only a book on a specific art.

    Perhaps this fact, if conscious, will ward off the illusion that some of those who are good at writing have the illusion that they can become journalists whenever they want. They immerse themselves in this profession and take it as a mercenary for them if the doors of work are blocked in their faces, or their ego is moved by the sparks of fame. Forgetting that they intruded with their work on something that requires a lot of thinking, skill, vigilance, and creative talent above all. Not every gossip works, and not every writing you read. This is the sheikh of English journalism, Wickham Steed, who has been working in journalism for fifty years with great success, covering societies, attending lectures, opening his eyes, and tugging his ears to everything that gives him rich material for his newspaper. This solemn task that he tackled, he asks an old colleague of his from the press masters, who is Y. T. He wanted to increase his experience in knowledge, and to guide him to the method of journalistic writing that would increase his success to his success, so he answered him briefly: Everything that comes to you in writing, hurry up and write it down, and after you write it, imagine that you will send it telegraphically while you are in England to Australia at your own expense, considering that the word costs you Our shillings, for example... On this basis, I exclude from your writing everything that does not deserve shillings. And you will find that you have excluded a lot of words and there are few words left. Send this few remaining words to your newspaper, as it is required.

    تعليق

    يعمل...
    X