المصحح
ويجب أن يلاحظ الفرق بين المصحح والمراجع . فان الاخير يصوغ الخبر من جديد ، أو يتلافى أخطاءه اللغوية قبل ارساله الى قسم الجمع . أما المصحح فانه يراجع الخبر أو القصة أو المقالة أو أي شيء تنشره الجريدة بعد الجمع ، واذا وجد المصحح خطأ في سطر من السطور صحح الخطأ على ( البروقة ) مطابقاً لما يقرؤه فيها على ما هو مكتوب في الاصل الذي مر على المراجع ورئيس التحرير ومدير التحرير وغيرهم من المسؤولين . ثم ترسل البروفة بعد تصحيحها الى العامل المختص بالتصحيح ليستدرك الخطأ قبل أن تظهر الجريدة بشكلها النهائي .
نقابة الصحفيين
كان حتماً على الصحافة وقد بلغت حداً كبيراً من النضج والتنظيم أن تحتفظ بكرامتها وتحقق رسالتها على أيدي أناس أكفاء ، فلا تبقى الهية لكل عابث أو ملاذا لكل فاشل ، لكي تؤلف جبهة قوية تصمد أمام عواصف السياسة وتسير دفة الشعب ، وليس من شك بأن ذلك يتوقف علن سن قوانين معينة ، وايجاد شروط ضرورية يجب أن تتوافر في كل من أراد مزاولة هذا العمل النبيل . ثم انشاء اتفاقات خاصة مع ا الحكومة ومع دوائر المصالح التي لها علاقات ماسة بالصحافة لتكفل حقوق الصحفي وامتيازاته وترعى حرمة الصحف وشرفها ، كما تعمل على التعاون الادبي والمادي واستخدام قوة المجموع لمنفعة الفرد وقوة الفرد . ولما كان كل عمل اداري يعتمد على أساس من الشروط والقوانين والامتيازات والحقوق ، ولما كان لا بد لدعم هذا الاساس واظهاره الى حيز العمل والوجود من هيئة تملك زمام التنفيذ وتسهر على استمرار صيانته وحفظ كيانه كان من المحتوم أيضاً على مهنة وهي كدائرة من الدوائر الكبيرة المنتظمة أن يفكر أهلوها بهذا الامر فيتمخض التفكير عن مشروع عظيم . سموه ( نقابة الصحفيين ) . وهي تشمل جميع العاملين في الصحف ، وتنظم علاقات الصحافة مع الحكومة ومع الجمهور ، وتصون لاعضائها حقوقاً مرعية ، وتطالبهم بواجبات مفروضة . وقد جرت العادة في بلادنا أن تنظم شؤون نقابة الصحافة ، ويحدد نظام البطاقة الصحفية والفوائد والامتيازات التي يتمتع بها حاملوها بمرسوم تنظيمي يتخذه مجلس الوزراء وهو قابل للتعديل بحسب التطورات .
وللقارىء المستزيد ان يعود الى قانون نقابة الصحفيين في بلاده حيث يرى مفصلاً دستور النقابة وهيآتها ، وما يحق للصحفي حامل اللقب من المزايا الصحفية التي تمنحها له السلطات العامة تسهيلا لمزاولة المهنة . ، كتذاكر الانتقال ودخول الحفلات الرسمية وحضور الجلسات البرلمانية واختراق الحواجز في الجرائم والحوادث المهمة بدون معارضة رجال الامن العام الا فيما يمس مصالح الدولة العامة ، وكمعاملته بمثل ما يعامل به رجال السياسة الممتازين حين تتخذ ضده اجراءات قضائية وغير . كما سيرى أيضاً ما يجب على الصحفي من الاخلاص في ، وتوخي الصدق في كتابته ، وعدم التعرض للشخصيات بالنقد الجارح ، واحترام قرارات النقابة التي يرجع اليها بيان العادات والمبادىء المرعية في المهنة كحق التأليف، وحق الرد، وحفظ سر المهنة ، واحترام الزمالة ، وغير ذلك من المبادىء الصحفية المحترمة أقطار العالم . كما يمكن للنقابة أن تشترك أيضا في كثير من المؤتمرات الدولية التي تعقد في امريكا او اوربا أو روسيا أو أي قطر من أقطار العالم . فتمثل صحافة بلادها ، كما تقوم بنشاط محلي تفيد منه أمتها كانشاء ناد خاص بأعضائها يتردد عليه رؤساء الهيئات والاحزاب المحلية والأجنبية من أبناء البلاد أو من ضيوفها ، وقد تلقى فيه بعض المحاضرات في مختلف نواحي الثقافة يستمع اليها وفود من جميع طبقات الامة ، أو تقام فيه بعض الحفلات يشترك فيها مشاهير أهل الفن غايتها التهذيب والترفيه ويدعى اليها وجوه البلاد ، أو تقام بعض المآدب التي يلتقي فيها كافة الاعضاء وكأنهم أسرة واحدة تعمل في صحيفة واحدة .
وقد جرت العادة أن تقدم الحكومة لنقابة الصحفيين كافة المساعدات اللازمة لانهاضها وتسهيل مهمتها الشريفة فتقدم لها المبنى ، وتخصص لها اعانة سنوية لصندوقها ، وتعفيها من المحاسبة على المكالمات الهاتفية الزائدة عن المقرر ، وتخفض لها من أجور وسائل النقل الحكومية وغير ذلك . كما يؤدي صندوق النقابة خدمات جليلة لاعضائها فمن قروض لمدة طويلة ، الى اعانات تصرف لمن طرأت عليهم ظروف أقعدتهم عن العمل تتناسب مع حالتهم وحاجاتهم . كما تقوم النقابة بدور الوسيط الدائم بين أصحاب الصحف والمحررين فيما يتعلق بنظام الرواتب والاجور ، وتفصل بين الاسرة الصحفية في كل خلاف .
الصحفي في دستور النقابة
ولما كانت الصحافة ليست كسائر المهن العالية يشترط لمزاولتها الاجازة الخاصة كالطب والمحاماة لم يترك الامر فوضى أمام محاولات مطلق انسان عرف أن يقرأ ويكتب، بل جعلت لها النقابات المنتظمة التي عرضنا لها لاجل حفظ شرفها وصيانتها من العبث الذي لا يتناسب وسمو رسالتها في المجتمع . وقد نظمت هذه النقابات كل ما يتعلق بشؤون الصحافة ومصالحها وعملت بنشاط على رفع مستواها وتعزيز مكانتها ، واهتمت كثيراً بشؤون المنتسبين اليها ، فوضعت لقبولهم كصحفيين رسميين شروطاً معينة وقوانين مفروضة نصت بنودها في دستورها الخاص . وبامكاننا أن نجملها بثلاث اعتبارات : الجنسية وينبغي أن تكون ثابتة ليتمتع صاحبها بكامل الحقوق . والشخصية وهي تستلزم توفر سن الرشد ، والتمتع بالاهلية المدنية والثقافة العامة والمران . والنشاط الصحفي ويستند لاصل الامتلاك أو الادارة أو التحرير أو احتراف بعض نواحي هذه المهنة دون غيرها .
وتخصص الصحف بالجرائد والمجلات ذات الموضوعات العامة . ناحية ، وذات الدورية الشهرية على الأكثر من ناحية أخرى . وكل ذلك يحدده ويفصله القانون المذكور .
تعليق