المراجع
درجت الصحف الكبرى في العالم على فرز أحد موظفيها القدامى الذين ظلوا يعملون كمخبرين فترة طويلة - للقيام بمهام المراجع ، بعد أن تثبت مقدرته الفائقة على أن الكلمات أضحت طوع ارادته . فهو يتمكن من تنظيم الحقائق وكتابة المواضيع الاخبارية والقصص الانسانية في سهولة ويسر وبدقة وسرعة فائقتين . يؤيده في ذلك ذاكرة قوية تشبه دائرة معارف صحفية ، ومهارة بالغة في تنظيم الحقائق وترتيبها حسب أهميتها قبل أن يتلقى أنباءها هاتفياً من المخبرين كي يتمكن من اعطاء صورة واضحة عنها للناس . وهو حين تلقي هــذه الحقائق يسجلها بسرعة على شكل ملاحظات وبدون تذمر من المخبر أو مقاطعة له أو تعقيب عليه أو ابداء رأي . حتى اذا فرغ من الارشيف لمعرفة التطورات الماضية بالنسبة للقصة المستمرة ، والتزم الحقائق التي أمليت عليه حين كتابتها واعادة تنظيمها . وهذا ما يتطلب منه أن يكون على علم بمبادىء القانون ، لان الطريقة التي تصاغ بها الانباء أو القصص الاخبارية قد توقع الصحيفة تحت طائلة العقاب اذا كانت تنطوي على سب أحد أو قذفه . وبامكانه حينئذ أن يجعل صياغتها بطريقة ايجابية ليس فيها ما يسيء لأحد .
وبالاضافة الى كل هذا فهو يقوم أيضاً بتلقي الانباء هاتفياً من المخبرين الذين لا يستطيعون كتابة أخبارهم لانهم في مكان بعيد ووقت العمل لا يسمح لهم بالانتظار . كما يقوم بالرد على المكالمات التي تأتي أصدقاء الصحيفة أو غيرهم وتتعلق بشأن من شؤونها ، أو يستقبلهم في مكتبه ليستفيد منهم شيئاً ما . كما يقوم باعادة كتابة بعض القصص من الصحف الاخرى ، واعادة كتابة بعض الموضوعات التي كتبها المخبرون بأسلوب صحفي مع مراعاة قواعد النحو والصرف والتأكد صحة الاسماء التي وردت في الخبر ، ثم تلخيص الاخبار اذا رأى انها مسهبة أو اطالتها اذا كانت موجزة الى حد غير ملائم وقد يدمج خبراً في آخر أو جملة أخبار بعضها في بعض • هذا. من الحوادث بالنسبة لما نشر في الطبعة الاولى ، واعادة كتابة البرقيات والاخبار التي نشرت في صحيفة صدرت في نفس اليوم خارج المدينة بشكل تأخذ فيه صبغة محلية حتى تكون قريبة من أذهان قرائه . وذلك بأن تأتي في المقدمة الموضوعات التي تهم هؤلاء مباشرة ، أما الموضوعات العامة فتوضع مختصرة في نهاية الموضوع . كما يقوم باعداد الخطابات والرسائل والبيانات والوثائق التي ترد على الصحيفة للنشر . . وفوق ذلك كله فانه ينقل باستمرار الى حجرة الاخبار ما يتلقاه معلومات عن مصادر مختلفة كالمحررين وشركات الانباء والمراسلين الخصوصيين اضافة ما مع يستجد من وغيرهم .
وله سلطة التغيير والتبديل والشطب بقلمه الاحمر أو البتر بمقصه ، وذلك بالنسبة للروايات التي يتلقاها من المخبرين ، وبالنسبة لما ينقله من موضوعات عن الصحف الصباحية ان كانت جريدته مسائية أو بالعكس ، لانه يجوز أن تنقل صحيفة عن أخرى قصة بنفس العبارة والاسلوب . بل لا بد من تغيير في طريقة العرض بحيث يكتب مقدمة جديدة ويعيد ترتيب الحوادث باختصار . ويجب التمييز بين القصة المنقولة والقصة المستمرة ، فاذا حدثت تطورات جديدة في القصة المنقولة دخلت نطاق القصة المستمرة . وفي هذه الحالة تؤخذ المقدمة من الحوادث الجديدة لان انفراد صحيفة ما بقصة من القصص لا يستمر غير يوم واحد ، اذ لا بد ان تسعى الجرائد الاخرى وراء هذه القصة أيضاً لتنقل الى القراء تطوراتها ولتبحث عن النواحي التي أهملهـا المخبرون المنافسون .
ان المراجع هو الساعد الايمن للمحرر المسؤول اذ يقوم باعداد كل ما يطبع في الصحيفة تقريباً . وباعتبار أنه يتلقى كل يوم رسائل القراء ، وبيانات من المسؤولين أو رجال السياسة أو البارزين في الحياة الاجتماعية كان عليه أن يعدها في سرعة لارسالها الى المطبعة أولاً بأول . وذلك بأن يضع المقدمة مدعمة بجملة أو اثنتين منقولتين عن الرسالة أو البيان ثم يلخص المعلومات في أقل حيز ممكن . ومن المعلوم ان تحديد عدد المراجعين في كل صحيفة تابع لضخامتها واتساع أعمالها . ولذا فقد يقوم بأعمال المراجع في الصحف الصغرى ـ كأكثر الصحف عندنا - رئيس التحرير نفسه أو سكرتيره أو أحد المحررين الموظفين في الجريدة .
تعليق