المندوب الخاص
استبان لنا مما تقدم ان الصحف تحصل على أخبارها المحلية عن طريق المخبرين . وأما أخبارها غير المحلية فتحصل عليها من ثلاثة مصادر هي : أولاً وكالات الانباء وتشترك فيها الصحف اشتراكاً . وثانياً المراسلون الخاصون وتعتمد عليهم الصحيفة في استقاء أخبار المدن والقرى والمناطق التي يهمها أمرها . وثالثاً المندوبون الذين تبعث الصحيفة بين وقت وآخر الى أماكن مختلفة لينقلوا اليها موضوعات أهم من أن تترك للمراسلين . ولا ريب انه مما ينهض بمكانة المخبر أن تعتمد عليه الصحيفة التي يعمل فيها في القيام بمهمة خاصة خارج المدينة. يعني أنه أهل لتحمل المسؤولية ، وأنه أصبح كمخبر ومراجع ومحرر مسؤول في الوقت ذاته لانه مخول أن يعد قصته لترسل الى المطبعة على الفور . وعندما يصل الى مكان الحادث الذي أوفد لــه أن يبدأ باعداد الترتيبات اللازمة لارسال برقياته . فيتعرف قبل كل شيء على مكان التلغراف ، ويسجل مواعيد عمله ليرسل عن طريقه برقياته أولا بأول حتى لا يتأخر عن مواعيد الطبع . ثم عليه أن يطالع الصحف التي تصدر في ذلك المكان فهي ذات فائدة كبيرة له لانها تمده بالمعلومات الخاصة طبيعة الحياة في المدينة والشخصيات البارزة فيها ، وربما تفصيلات عن الحادث الذي جاء من أجله أن يتعاون مع مراسل الصحيفة التي أوفدته اذا كان لها هناك مراسل ، أو المحررين الذين يعملون في الصحف المحلية . وعليه أن يذكر طيلة مقامه أن صحيفته قد أوفدته الى العمل لا الى قضاء اجازة . ويجب ألا ينسى تعليمات رؤسائه ونوع القصة التي يريدونها ، لان نجاحه في هذه المهمة يشجع الصحيفة على أن تعتمد عليه في مهام أخرى أكبر وأدق . وهذا ما يقتضي منه أن يكون دقيق الملاحظة قوي الذاكرة ، يعالج كل موقف من زاوية التحليل الصادق ويبحث عن الحقائق والدوافع المستترة غير أن يضيف من عنده شيئاً . وهو ينسب كل قول الى مصدره لم يقنع بما سمع عرض الجانب الآخر من المشكلة ، وأما كذب المصدر انصرف عنه حتى لا يقع في خطأ لا يغتفر له . يوسع دائرة معارفه بكل وسيلة ممكنة حتى يكون على طرف من العلم بكل شيء فقد يحتاج الى الكتابة عنه ذات يوم . وأن يكون بسائر الناس ولاسيما الذين يفيدونه في مهمته وأن يعود نفسه على الصبر والمثابرة ، فقد يدخل الباب في اللحظة التي يدركه فيها اليأس ويحاول ترك ما كلف بالبحث عنه . وعليه أن يكون أميناً لا يختلق شيئاً غير موجود أو يتخيل اضافات لم تقع . وأن يكون واضح التفكير دقيق التعبير .
تعليق