قبل تأليف الحكومة
لنفرض اننا نلنا الترخيص بالكيفية والشروط التي ينص عليها قانون المطبوعات في بلادنا (۱) فكيف نستمر في عملنا بنجاح ? لا يهمنا اذا كنا قد بدأنا متواضعين . نطبع عند الغير ، وندعم صحيفتنا بما يكفيها فقط المال . ولكن يهمنا أن تتقدم باضطراد ، وأن نجعل عملنا كاملا من كل وجه . يتحلى بتقدير المسؤولية والامانة والنزاهة والدقة واحترام القانون ومشاعر الناس والعمل بوحي | الحي . . فبهذا سنبقى صامدين أمام تقلبات الزمان ، ومزاحمة المنافسين ثم يجب ، أن نسعى في نفس الوقت لان نستغني عن مطابع الغير، ونشتري لنا مطبعة حديثة خاصة . أن نكدس في مخازننا أوفى كمية من الورق والحبر والرصاص ندفع بها شر الازمات ونتابع السير. غير آبهين . يجب أن نوفر أضخم رأس مال نوطد به دعائم العمل ، ونستعين بواسطته على التحسين . يجب أن نهيىء البناء الصالح في المكان الصالح الذي يتيح لنا ان نجمع بين المطبعة والمخازن ومكاتب الادارة ومكاتب التحرير في أعظم بقعة من المدينة . ثم ننظمه بالشكل اللائق المريح مع ما يحتاجه العمل من هواتف وأجراس ومقاعد ومناضد وكهرباء . ونوزع شأن الغرف والمكاتب من العمل المعد لهما . فنجعل الطابق الاول للمطبعة والمخازن وعنابر الجمع وما أشبهها . ونقسم الطابق الثاني الى شقين: أحدهما للادارة وما يتصل بها من المصالح ، والآخر للتحرير وما يتبعه من المنظمات . وعلى السطح نقيم . والتصوير حيث الشمس والنور . فاذا حققنا هذا فكرنا في الحكومة التي تتناسب ومبادىء صاحبة الجلالة ودستورها . وأخترنا للقيام بمهمة تنفيذ رسالتها وتسيير دفة أمورها شخصين صالحين هما :
مدير الصحيفة ( للادارة ) ورئيس التحرير ( للتحرير ) . ثم عليهما اختيار باقي الاعضاء الاكفاء الذين يحققون للصحيفة النجاح .
قسم الادارة
تمر الصحف بدوائر عدة قبل أن تصل الى يد القارىء فمن تحرير وتنسيق ، الى طبع ، ثم توزيع . وترجع أعمال هذه الدوائر كلها الى دائرتين رئيسيتين هما : الادارة والتحرير . وقد يضاف اليهما ادارة خاصة للاعلانات . واذا كان للجريدة مطبعة خاصة ، فان الاقسام الفنية فيها تخضع عادة للمدير . فالادارة هي الشريان التجاري في حياة الصحيفة ، وعليها تنوقف حياتها المالية وحركة الطبع والاصدار والبيع والاشتراكات والحسابات والاختزال والاعلانات والمخابرات ، وفيها مكاتب لكل نوع من هذه الاعمال فيها العمال والمستخدمون والموظفون. ويرأس هذه الدائرة المدير .
مدير الصحيفة
هو المسؤول الاول عن مالية الجريدة ، ووصولها الى أيدي القراء في المواعيد المقررة ، وعن حرك ركة المطبعة وانتظامها ، وعقد العقود ، وتوزيع أجور العمال ، وعن تدبير الخامات ، والاشراف على سائر الاقسام . عليه أن يهتم بحركة الطباعة ، ويوجهها توجيه العالم بصناعة الطبع ودقائقه . فيجعل لها المهندس الخاص ، ويجلب لها المواد اللازمة من النوع الجيد من حبر أو ورق أو غير ذلك . ويختار العمال النشيطين، ويعد عنابر الجمع وعمالها ، ومكتب التصحيح وموظفيه . وعليه أن يعتني بالاشراف على مكاتب المالية . فيختار مساعدا له يكون مديرا للمشتريات والمبيعات، يعرف تقلبات الاسواق ، ويتقن فن البيع والشراء . ويعين رئيسا للحسابات يعتمد عليه في الامور المالية . ورئيسا للخزانة والصرف . وآخر للتوزيع . ثم غيره للاشتراكات .
ويجعل لكل من هؤلاء مساعدين ، وكاتبين بحسب ما يقتضيه الحال . ويختار رئيساً يحسن فن الاعلان ، ويجعل له ايضاً مساعدين: أحدهم للنشر ، وثان لتحرير العقود والاتفاقات ، وثالث لتسجيل مواعيد النشر ، ورابع لحساب الفواتير ، ، ثم ، ورسام لتنظيم الاعلانات واتقانها وتجميلها بقدر ما يمكن . حيث أن لهذا الفن قيمته الكبرى حياة الصحيفة المالية ولذلك احتاج الى عمال مختصين .
ولا شك أن مدير الصحيفة ، أو مدير الادارة ـ كما هو معروف في نظام الصحف الفرنسية - الذي يضطلع بكل اولئك المهمات الحيوية في مؤسسة الصحيفة يجب أن يكون على جانب عظيم من رجاحة العقل والخبرة المالية ، والاقتصادية ، وسعة الاطلاع على ذكرنا ، والتي من اختصاصه الاشراف عليها، وتوجيه سيرها بدقة وانتظام .
تعليق