٥ - الدقة في الطباعة والاصدار
أما المطبعة فلا نزاع في أن قوائم حساباتها هي أكثر القوائم التي تصل الى مكتب مدير الادارة أهمية . فاذا كان للصحيفة مطبعة خاصة فان أجور عمال الانترتيب ( وهي آلة صف الحروف سطر سطرا ) ، والمونوتيب ( وهي آلة لصف الحروف حرفاً حرفاً ) ، والروتاتيف ( وهي آلات تستخدم في الطبع ) وكذا أجور عمال الزنكوغراف وصنع الكليشيهات ، وغيرهم من العمال تصل الى أرقام تفوق في أغلب الاحيان مرتبات موظفي التحرير خلال المدة الواحدة.
وقد جرت العادة أن تبدأ الصحيفة صدورها بأن تطبع في مطبعة عمومية بأجور معينة . ثم حسب التطور الطبيعي تعمل على أن تشتري مطبعة خاصة ، رغبة في تنظيم صدور اعدادها ، وحباً في الاستقلال ، وللاستفادة اضافة ارباح الطابع الى أرباحها . وتختلف قيمة المطبعة باختلاف حداثة عهدها وميزاتها ودقة حروفها وسرعة انتاجها وقلة تكاليفها . وقد عرفنا غير مرة ما لتأمين سرعة الصدور الذي يحقق من قيمة مادية ومعنوية ، ، الأمر الذي جعل الصحف الكبيرة ترصد المبالغ الضخمة لشراء معدات طباعية هامة باهظة التكاليف .
٦ - اضطراد التحسن والابتكار
فاذا لاحظنا ما تقدم ، ثم أضفنا اليه ما تتكبده الصحيفة من مصروفات التحرير ، وتكاليف الحصول على الاخبار ، وما يحتاجه تنقل المراسلين من بلدة الى أخرى من بلاد العالم سعياً وراء الاحداث الجارية ، وما تستهلكه أيضاً من مصاريف ارسال البرقيات والاشتراك في وكالات الانباء الدولية . اذا لاحظنا كل هذه المسارب الضخمة التي تبتلع الاموال صندوق مال الصحيفة أدركنا كم يشعر صاحب الصحيفة ويجهد ليدفع عن نفسه الخسارة ويستمر في اداء رسالته . وكلمــا زادت الصحافة تصنيعاً تعقدت أمورها المالية ومشاكلها التجارية . وهذا التطور المستمر يفسر لنا السبب الذي من أجله يذهل أصحاب الصحيفة الى حد ما ، عن أهدافهم المعنوية ورسالتهم التعليمية ومسؤولياتهم الخاصة المقابلة لامتيازاتهم الواسعة ، ويهتمون أكثر فأكثر بالاعتبارات المادية كسعر التكلفة وثمن البيع ومقدار الربح وادخال التحسينات والابتكارات وغير القواعد التي يحسب حسابها في ميزان العمل التجاري ذلك من والصناعي لايجاد التوازن الدائم بين الايراد والمصروف .
تعليق