الطب الرياضي
الطب الرياضي Sports Medicine فرع من الاختصاصات الطبية، يهتم بالرياضيين خاصة، ليس فقط من ناحية معالجة الإصابات والتأهيل الجيد، ولكن يشمل أيضاً التغذية والفحوص الطبية الدورية، والتثقيف والاختبارات الفيزيولوجية إضافة إلى إجراء البحوث الطبية المختلفة، والتي تهدف إلى تطوير الأداء الرياضي والوقاية من الإصابات.
ولد أول مفهوم في الطب الرياضي في بدايات الألعاب الأولمبية الحديثة في عام 1896 في أثينا، وهو أن تطوير العناية الطبية للرياضيين يؤدي إلى تحسن الأداء الرياضي. لذلك ولأول مرة في عام 1913تم في مدينة درسدن الألمانية تدريب أول مجموعة من الأطباء المتخصصين في الطب الرياضي، وأنشئ كذلك أول مختبر متخصص في الطب الرياضي لتقييم ودراسة أداء الرياضيين، كما تم إنشاء أول مجلة متخصصة في الطب الرياضي، وأُنشئ أيضاً أول اتحاد في الطب الرياضي. وأسهم المتخصصون في الرياضة آنذاك بنشر مبادئ الطب الرياضي، وذلك في الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في مدينة سانت موريتس السويسرية في شباط من عام 1920، وتم في ذلك العام إنشاء الجمعية الرياضية الطبية الدولية (AIMS) والهدف الأساسي لها هو التعاون مع اتحادات الألعاب الدولية واللجنة الأولمبية الدولية لتقديم الرعاية الطبية التخصصية للرياضيين المتنافسين في الألعاب الشتوية والصيفية.
أقيم أول مؤتمر في الطب الرياضي في أثناء الألعاب الصيفية التاسعة التي أقيمت في مدينة أمستردام الهولندية في تموز عام 1928، وحضر هذا المؤتمر أكثر من 280طبيباً من أكثر من 20دولة، وأُتيحت لهم حينئذ فرصة دراسة حالات العديد من الرياضيين المشاركين في هذه الألعاب، وذلك من المعلومات التي تم جمعها بالأنتربوميتري (وهو علم قياسات جسم الإنسان) والفزيولوجيا والجهاز القلبي الوعائي والاستقلاب. في عام 1933 تم تغيير اسم الجمعية الرياضية الطبية الدولية إلى الاتحاد الدولي للطب والرياضة والعلوم، وذلك في المؤتمر الثاني الدولي، الذي عُقِدَ في أيلول من عام 1933 في مدينة تورين الإيطالية. وفي المؤتمر الدولي اللاحق الذي عقد في مدينة شاموني في فرنسا تمت الموافقة على الاسم الحالي، وهو الاتحاد الدولي للطب الرياضي. ولنشأة الاتحاد الدولي للطب الرياضي في كنف اللجنة الأولمبية الدولية للارتباط الوثيق بينهما؛ تم التعبير عن ذلك بعَلَم الاتحاد الدولي للطب الرياضي وشعاره الذي يحوي الدوائر الخمس. ومنذ ذلك الحين نما الاتحاد الدولي للطب الرياضي مع نمو عدد المتخصصين والباحثين وتزايدهم في مجال الطب الرياضي في العالم.
أهداف الاتحاد الدولي للطب الرياضي
ـ تدريس الطب الرياضي وتطويره في أنحاء العالم كلَّه.
ـ الحفاظ على صحة الإنسان وتطويرها برفع اللياقة البدنية، والمشاركة في الأنشطة الرياضية.
ـ الدراسة العلمية للتأثير الطبيعي والمرضي للتدريب وممارسة الأنشطة الرياضية.
ـ تنظيم الاجتماعات الدولية العلمية ورعايتها، والمؤتمرات والدورات والمعارض المتخصصة في مجال الطب الرياضي.
ـ التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية في الطب الرياضي والحقول المتعلقة به.
ـ نشر المعلومات المتعلقة بالطب الرياضي والمجالات المتعلقة به.
الطب الرياضي الحديث
ازداد عدد ممارسي الأنشطة الرياضية المختلفة في السنوات الأخيرة، وذلك بهدف رفع اللياقة البدنية، وتحسين الصحة عموماً. والطب الرياضي فرع حديث من الاختصاصات الطبية لايقتصر دوره على معالجة الإصابات الرضية عند الرياضيين، والتأهيل الجيد بعد هذه الإصابات، ولكنه نما ليشمل الوقاية من الأذيات المختلفة في أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية وفي أثناء إجراء الدراسات العلمية في الطب الرياضي وعند إجراء اختبارات تقييم الرياضيين من الناحية الفيزيولوجية والجسدية بهدف تحسين الأداء الرياضي وتطويره.
الإصابات عند الرياضيين
تنجم عن ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة إصابات معظمها رضية قد يكون سببها رض حاد، أو مجموعة رضوض صغيرة متكررة. وينجم عن الرضوض الحادة كسور في العظام أو خلوع في المفاصل أو الوثي، وهو تمزق في الأربطة يختلف في شدته من دون ضياع في تماس السطوح المفصلية، وقد ينجم عنه تمزق كبير في الأربطة، وتحتاج معالجته إلى الجراحة كما هي الحال في تمزق الرباط المتصالب الأمامي في الركبة. وقد ينجم عن الرض الحاد أيضاً تمزقات عضلية أو وترية. أما مجموعة الرضوض الصغيرة المتكررة فقد ينجم عنها تمزقات عضلية خفيفة، أو التهاب منشأ، أو المرتكز العضلي الوتري، كما هي الحال في مرفق التنس والتهاب الوتر الداغصي. وقد ينجم عن هذه الرضوض أيضاً كسور تدعى بالكسور الجهدية.
وهنا يجب التأكيد على أهمية الطب الرياضي في تشخيص الإصابات عند الرياضيين ومعالجتها، ومن ثمَّ التأهيل الجيد بعد ذلك الأمر الذي يتيح لَّلاعب العودة إلى المستوى الفني نفسه السابق لإصابته.
الوقاية من الأذيات المختلفة
تشمل الوقاية إعطاء النصح والإرشادات للرياضيين للوقاية من الإصابات، والتأهيل الجيد بعد الإصابة، ومشاركة الاختصاصيين في الطب الرياضي للمدربين والمهندسين في تصميم الأجهزة المختلفة التي تهدف إلى حماية الرياضيين، سواء في أثناء التدريب أم في المنافسات، كواقيات الرأس والعانة والساق. وقد أدت الدراسات لأسباب بعض الإصابات إلى تطوير الأدوات الرياضية (مضرب التنس مثلاً) أو أدوات الممارسة الرياضية (مثل الأحذية الرياضية).
وللوقاية من الأذيات يتم إجراء الفحوص الدورية للرياضيين لكشف بعض الأمراض الكامنة التي تؤدي إلى ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة المفضية إلى تفاقمها وتأثيرها في صحة الرياضي. ويتم في أثناء الفحص الطبي الدوري الفحص السريري لأجهزة الجسم المختلفة مع إجراء تخطيط القلب الكهربي والفحوص المخبرية لكشف بعض الأمراض، مثل: التشوهات الخلقية في العضلة القلبية، أو اضطرابات النظم القلبية، أو ارتفاع التوتر الشرياني، أو الاضطرابات الغدية أو الدموية.
تشمل الوقاية أيضاً إقامة ندوات تثقيفية تتعلق بالمنشطات وأنواعها، وأثارها السلبية في جسم الرياضي. كما يسهم الطب الرياضي في مكافحة المنشطات عن طريق أخذ العينات لإجراء فحص الكشف عن المنشطات، ليس في البطولات المحلية وحسب، ولكن خارج البطولات أيضاً، وفي أثناء فترات التدريب، وذلك لحماية الرياضيين، ولزيادة فاعلية مكافحة ظاهرة تعاطي المنشطات.
ويقيم اتحاد الطب الرياضي دورات تثقيفية تهدف إلى رفع مستوى العاملين لديه، وزيادة معارف الرياضيين في آلية عمل الأجهزة المختلفة لجسم الإنسان وأسباب الإصابات.
يقوم الاتحاد بالإشراف على تغذية الرياضيين حسب العناصر الغذائية المثالية، وحسب نوع النشاط الرياضي الممارس وكميته وجودته، كما يقوم أيضاً بتوفير الجرعات اللازمة من الفيتامينات والأدوية غير المنشطة، والتي يمكن أن تحسن الأداء الرياضي.
تطوير الأداء الرياضي واختبارات التقييم
تقسم الاختبارات إلى نوعين: اختبارات تطبق على الأطفال، واختبارات يتم إجراؤها على لاعبي المنتخبات الوطنية.
اختبارات الأطفال: يتم بهذه الاختبارات تقييمُ القدرات الجسدية لهم لاختيار المناسبين منهم حسب النتائج ليكونوا الرديف للمنتخبات الوطنية أبطالِ المستقبل.
يشمل تقييم القدرات الجسدية عند الأطفال عناصر عدة : بنيوية وتعتمد خصوصاً على الوزن والطول والكتلة العضلية، ووظيفية وتشمل القدرات الجسدية المتعلقة بإنتاج الطاقة كالقوة والسرعة والتحمل، وأخيراً الحركية النفسية وتشمل الانتباه وسرعة الحفظ وسرعة رد الفعل ودقة تنفيذ الحركة ومهارة الحركة، وهو ما يدعى بالتناسق الحركي.
يؤدي التدريب إلى زيادة القدرات الجسدية وتحسينها، ولكن أثر التدريب هذا له حدود؛ فقد بينت الدراسات المختلفة أن هنالك أثر مهم للعامل الجيني في تحديد القدرات الجسدية لفرد ما، وأن التدريب يؤدي دوراً في تفعيلها. وتختلف أهمية العامل الجيني فالعامل الجيني مهم جداً قياساً إلى التحمل في حين يعدّ أقل أهمية قياساً إلى المهارات الحركية.
ولتقييم هذه القدرات الجسدية وضع الطب الرياضي اختبارات الهدفُ منها إعطاء قيمة لهذه القدرات الجسدية، وتتميز هذه الاختبارات بسهولة إجرائها وسرعته، واستيعاب طريقة إجرائها، إذ يمكن أن تطبق على عدد كبير من الأطفال في الوقت نفسه بسهولة ويسر، وتعطي تقييماً للقدرات الجسدية والفيزيولوجية للأطفال والبالغين.
ويتم بهذه الاختبارات تقييم المرونة والسرعة والقوة والتحمل والتوازن والتناسق الحركي. وبذلك يمكن اختيار الأطفال ذوي النتائج الجيدة وتوجيههم حسب اهتماماتهم، وفق رأي المدربين في الاتحادات الرياضية ليمارسوا أنشطة رياضية معينة.
اختبارات لاعبي المنتخبات الوطنية:
ويتم في هذه الاختبارات دراسة الاستقلاب الهوائي واللاهوائي، وقياس حمض اللبن في الدم، ودراسة أداء اللاعبين من النواحي الميكانيكية والحيوية والنفسية.
وتتم دراسة الاستقلاب الهوائي واللاهوائي باختبارات قياس حجم الأكسجين الأعظمي VO2 MAX. وكما هو معروف فإن حجم الأكسجين المستهلك يزداد مع الجهد من دون أن يتعدى قيمة عظمى معينة مهما ازداد الجهد بعدها. ولكل فرد مقداراً أعظم من الأكسجين يتم انتشارهُ عبر الحويصلات الرئوية ليتم نقله عن طريق الجهاز القلبي الوعائي لاستخدامه من قبل العضلات في وحدة زمنية محددة، ويعبر عنه بـ: ليتر/ دقيقة/ كلغ. القيمة المتوسطة لحجم الأكسجين الأعظمي VO2 MAX عند الرجال هو 45ـ50 مل/ دقيقة/كلغ. أما قيمته عند النساء فهي 35ـ45 مل/دقيقة/كلغ، ويمكن أن يصل هذا الحجم عند بعض الرياضيين إلى 95مل/ دقيقة/كلغ.
ويتعلق حجم الأكسجين الأعظمي بالصفات التشريحية والفيزيولوجية لشخص ما، ويرتبط مباشرة بسهولة انتشار الأكسجين عبر الحويصلات الرئوية إلى الدم وفعالية نقله (ويتعلق بعدد الكريات الحمر، وتركيز الخضاب والصبيب القلبي، ودرجة تشعب الشعيرات الدموية) وأخيراً وصوله إلى الهدف واستخدامه من قبل الخلايا العضلية. وحجم الأكسجين الأعظمي يمثل القدرة العظمى الهوائية PMA ويدل على قدرة التحمل.
يتم قياس حجم الأكسجين الأعظمي في المختبر عن طريق قناع موصول بجهاز خاص موصول بجهاز حاسب، ويقوم هنا اللاعب بإجراء جهد سواء عن طريق بساط الجري أو دراجة ثابتة، ويتم رفع الجهد تدريجياً ويقيس الجهاز مباشرة حجم الأكسجين الأعظمي.
تشمل الاختبارات قياس مجموعة القدرات الحسية الحركية من خلال سرعة تطبيق إجراء أمر حركي بدقة. وتتم دراسة القدرة على استخدام مخزون الطاقة حسب نوع النشاط الرياضي (القوة، التحمل) كما تُدرَس الخصائص الميكانيكية الحيوية للجسم (القوة العضلية، ليونة المفاصل).
ويجب مراعاة العامل النفسي في المنافسات الدولية أو المحلية، ويشمل التقييم النفسي ثلاثة عناصر، العنصر العصبي الحيوي ويشمل سرعتي التعلم والحفظ، والعنصر النفسي ويشمل حالة التحفز ومدى رغبة الرياضي في تحقيق النجاح، وأخيراً العنصر الاجتماعي ويشمل الوضع الاجتماعي للرياضي وطبيعة علاقته بأفراد مجتمعه الصغير.
إن للطب الرياضي دوراً كبيراً في تطوير الأداء الرياضي، وهو يشمل اختصاصات كثيرة، ولعل من شأن الدراسات العلمية والبحوث المتعلقة به أن تزيد من الاهتمام به.
وسام عيسى
الطب الرياضي Sports Medicine فرع من الاختصاصات الطبية، يهتم بالرياضيين خاصة، ليس فقط من ناحية معالجة الإصابات والتأهيل الجيد، ولكن يشمل أيضاً التغذية والفحوص الطبية الدورية، والتثقيف والاختبارات الفيزيولوجية إضافة إلى إجراء البحوث الطبية المختلفة، والتي تهدف إلى تطوير الأداء الرياضي والوقاية من الإصابات.
ولد أول مفهوم في الطب الرياضي في بدايات الألعاب الأولمبية الحديثة في عام 1896 في أثينا، وهو أن تطوير العناية الطبية للرياضيين يؤدي إلى تحسن الأداء الرياضي. لذلك ولأول مرة في عام 1913تم في مدينة درسدن الألمانية تدريب أول مجموعة من الأطباء المتخصصين في الطب الرياضي، وأنشئ كذلك أول مختبر متخصص في الطب الرياضي لتقييم ودراسة أداء الرياضيين، كما تم إنشاء أول مجلة متخصصة في الطب الرياضي، وأُنشئ أيضاً أول اتحاد في الطب الرياضي. وأسهم المتخصصون في الرياضة آنذاك بنشر مبادئ الطب الرياضي، وذلك في الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في مدينة سانت موريتس السويسرية في شباط من عام 1920، وتم في ذلك العام إنشاء الجمعية الرياضية الطبية الدولية (AIMS) والهدف الأساسي لها هو التعاون مع اتحادات الألعاب الدولية واللجنة الأولمبية الدولية لتقديم الرعاية الطبية التخصصية للرياضيين المتنافسين في الألعاب الشتوية والصيفية.
أقيم أول مؤتمر في الطب الرياضي في أثناء الألعاب الصيفية التاسعة التي أقيمت في مدينة أمستردام الهولندية في تموز عام 1928، وحضر هذا المؤتمر أكثر من 280طبيباً من أكثر من 20دولة، وأُتيحت لهم حينئذ فرصة دراسة حالات العديد من الرياضيين المشاركين في هذه الألعاب، وذلك من المعلومات التي تم جمعها بالأنتربوميتري (وهو علم قياسات جسم الإنسان) والفزيولوجيا والجهاز القلبي الوعائي والاستقلاب. في عام 1933 تم تغيير اسم الجمعية الرياضية الطبية الدولية إلى الاتحاد الدولي للطب والرياضة والعلوم، وذلك في المؤتمر الثاني الدولي، الذي عُقِدَ في أيلول من عام 1933 في مدينة تورين الإيطالية. وفي المؤتمر الدولي اللاحق الذي عقد في مدينة شاموني في فرنسا تمت الموافقة على الاسم الحالي، وهو الاتحاد الدولي للطب الرياضي. ولنشأة الاتحاد الدولي للطب الرياضي في كنف اللجنة الأولمبية الدولية للارتباط الوثيق بينهما؛ تم التعبير عن ذلك بعَلَم الاتحاد الدولي للطب الرياضي وشعاره الذي يحوي الدوائر الخمس. ومنذ ذلك الحين نما الاتحاد الدولي للطب الرياضي مع نمو عدد المتخصصين والباحثين وتزايدهم في مجال الطب الرياضي في العالم.
أهداف الاتحاد الدولي للطب الرياضي
ـ تدريس الطب الرياضي وتطويره في أنحاء العالم كلَّه.
ـ الحفاظ على صحة الإنسان وتطويرها برفع اللياقة البدنية، والمشاركة في الأنشطة الرياضية.
ـ الدراسة العلمية للتأثير الطبيعي والمرضي للتدريب وممارسة الأنشطة الرياضية.
ـ تنظيم الاجتماعات الدولية العلمية ورعايتها، والمؤتمرات والدورات والمعارض المتخصصة في مجال الطب الرياضي.
ـ التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية في الطب الرياضي والحقول المتعلقة به.
ـ نشر المعلومات المتعلقة بالطب الرياضي والمجالات المتعلقة به.
الطب الرياضي الحديث
ازداد عدد ممارسي الأنشطة الرياضية المختلفة في السنوات الأخيرة، وذلك بهدف رفع اللياقة البدنية، وتحسين الصحة عموماً. والطب الرياضي فرع حديث من الاختصاصات الطبية لايقتصر دوره على معالجة الإصابات الرضية عند الرياضيين، والتأهيل الجيد بعد هذه الإصابات، ولكنه نما ليشمل الوقاية من الأذيات المختلفة في أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية وفي أثناء إجراء الدراسات العلمية في الطب الرياضي وعند إجراء اختبارات تقييم الرياضيين من الناحية الفيزيولوجية والجسدية بهدف تحسين الأداء الرياضي وتطويره.
الإصابات عند الرياضيين
تنجم عن ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة إصابات معظمها رضية قد يكون سببها رض حاد، أو مجموعة رضوض صغيرة متكررة. وينجم عن الرضوض الحادة كسور في العظام أو خلوع في المفاصل أو الوثي، وهو تمزق في الأربطة يختلف في شدته من دون ضياع في تماس السطوح المفصلية، وقد ينجم عنه تمزق كبير في الأربطة، وتحتاج معالجته إلى الجراحة كما هي الحال في تمزق الرباط المتصالب الأمامي في الركبة. وقد ينجم عن الرض الحاد أيضاً تمزقات عضلية أو وترية. أما مجموعة الرضوض الصغيرة المتكررة فقد ينجم عنها تمزقات عضلية خفيفة، أو التهاب منشأ، أو المرتكز العضلي الوتري، كما هي الحال في مرفق التنس والتهاب الوتر الداغصي. وقد ينجم عن هذه الرضوض أيضاً كسور تدعى بالكسور الجهدية.
وهنا يجب التأكيد على أهمية الطب الرياضي في تشخيص الإصابات عند الرياضيين ومعالجتها، ومن ثمَّ التأهيل الجيد بعد ذلك الأمر الذي يتيح لَّلاعب العودة إلى المستوى الفني نفسه السابق لإصابته.
الوقاية من الأذيات المختلفة
تشمل الوقاية إعطاء النصح والإرشادات للرياضيين للوقاية من الإصابات، والتأهيل الجيد بعد الإصابة، ومشاركة الاختصاصيين في الطب الرياضي للمدربين والمهندسين في تصميم الأجهزة المختلفة التي تهدف إلى حماية الرياضيين، سواء في أثناء التدريب أم في المنافسات، كواقيات الرأس والعانة والساق. وقد أدت الدراسات لأسباب بعض الإصابات إلى تطوير الأدوات الرياضية (مضرب التنس مثلاً) أو أدوات الممارسة الرياضية (مثل الأحذية الرياضية).
وللوقاية من الأذيات يتم إجراء الفحوص الدورية للرياضيين لكشف بعض الأمراض الكامنة التي تؤدي إلى ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة المفضية إلى تفاقمها وتأثيرها في صحة الرياضي. ويتم في أثناء الفحص الطبي الدوري الفحص السريري لأجهزة الجسم المختلفة مع إجراء تخطيط القلب الكهربي والفحوص المخبرية لكشف بعض الأمراض، مثل: التشوهات الخلقية في العضلة القلبية، أو اضطرابات النظم القلبية، أو ارتفاع التوتر الشرياني، أو الاضطرابات الغدية أو الدموية.
تشمل الوقاية أيضاً إقامة ندوات تثقيفية تتعلق بالمنشطات وأنواعها، وأثارها السلبية في جسم الرياضي. كما يسهم الطب الرياضي في مكافحة المنشطات عن طريق أخذ العينات لإجراء فحص الكشف عن المنشطات، ليس في البطولات المحلية وحسب، ولكن خارج البطولات أيضاً، وفي أثناء فترات التدريب، وذلك لحماية الرياضيين، ولزيادة فاعلية مكافحة ظاهرة تعاطي المنشطات.
ويقيم اتحاد الطب الرياضي دورات تثقيفية تهدف إلى رفع مستوى العاملين لديه، وزيادة معارف الرياضيين في آلية عمل الأجهزة المختلفة لجسم الإنسان وأسباب الإصابات.
يقوم الاتحاد بالإشراف على تغذية الرياضيين حسب العناصر الغذائية المثالية، وحسب نوع النشاط الرياضي الممارس وكميته وجودته، كما يقوم أيضاً بتوفير الجرعات اللازمة من الفيتامينات والأدوية غير المنشطة، والتي يمكن أن تحسن الأداء الرياضي.
تطوير الأداء الرياضي واختبارات التقييم
تقسم الاختبارات إلى نوعين: اختبارات تطبق على الأطفال، واختبارات يتم إجراؤها على لاعبي المنتخبات الوطنية.
اختبارات الأطفال: يتم بهذه الاختبارات تقييمُ القدرات الجسدية لهم لاختيار المناسبين منهم حسب النتائج ليكونوا الرديف للمنتخبات الوطنية أبطالِ المستقبل.
يشمل تقييم القدرات الجسدية عند الأطفال عناصر عدة : بنيوية وتعتمد خصوصاً على الوزن والطول والكتلة العضلية، ووظيفية وتشمل القدرات الجسدية المتعلقة بإنتاج الطاقة كالقوة والسرعة والتحمل، وأخيراً الحركية النفسية وتشمل الانتباه وسرعة الحفظ وسرعة رد الفعل ودقة تنفيذ الحركة ومهارة الحركة، وهو ما يدعى بالتناسق الحركي.
يؤدي التدريب إلى زيادة القدرات الجسدية وتحسينها، ولكن أثر التدريب هذا له حدود؛ فقد بينت الدراسات المختلفة أن هنالك أثر مهم للعامل الجيني في تحديد القدرات الجسدية لفرد ما، وأن التدريب يؤدي دوراً في تفعيلها. وتختلف أهمية العامل الجيني فالعامل الجيني مهم جداً قياساً إلى التحمل في حين يعدّ أقل أهمية قياساً إلى المهارات الحركية.
ولتقييم هذه القدرات الجسدية وضع الطب الرياضي اختبارات الهدفُ منها إعطاء قيمة لهذه القدرات الجسدية، وتتميز هذه الاختبارات بسهولة إجرائها وسرعته، واستيعاب طريقة إجرائها، إذ يمكن أن تطبق على عدد كبير من الأطفال في الوقت نفسه بسهولة ويسر، وتعطي تقييماً للقدرات الجسدية والفيزيولوجية للأطفال والبالغين.
ويتم بهذه الاختبارات تقييم المرونة والسرعة والقوة والتحمل والتوازن والتناسق الحركي. وبذلك يمكن اختيار الأطفال ذوي النتائج الجيدة وتوجيههم حسب اهتماماتهم، وفق رأي المدربين في الاتحادات الرياضية ليمارسوا أنشطة رياضية معينة.
اختبارات لاعبي المنتخبات الوطنية:
ويتم في هذه الاختبارات دراسة الاستقلاب الهوائي واللاهوائي، وقياس حمض اللبن في الدم، ودراسة أداء اللاعبين من النواحي الميكانيكية والحيوية والنفسية.
وتتم دراسة الاستقلاب الهوائي واللاهوائي باختبارات قياس حجم الأكسجين الأعظمي VO2 MAX. وكما هو معروف فإن حجم الأكسجين المستهلك يزداد مع الجهد من دون أن يتعدى قيمة عظمى معينة مهما ازداد الجهد بعدها. ولكل فرد مقداراً أعظم من الأكسجين يتم انتشارهُ عبر الحويصلات الرئوية ليتم نقله عن طريق الجهاز القلبي الوعائي لاستخدامه من قبل العضلات في وحدة زمنية محددة، ويعبر عنه بـ: ليتر/ دقيقة/ كلغ. القيمة المتوسطة لحجم الأكسجين الأعظمي VO2 MAX عند الرجال هو 45ـ50 مل/ دقيقة/كلغ. أما قيمته عند النساء فهي 35ـ45 مل/دقيقة/كلغ، ويمكن أن يصل هذا الحجم عند بعض الرياضيين إلى 95مل/ دقيقة/كلغ.
ويتعلق حجم الأكسجين الأعظمي بالصفات التشريحية والفيزيولوجية لشخص ما، ويرتبط مباشرة بسهولة انتشار الأكسجين عبر الحويصلات الرئوية إلى الدم وفعالية نقله (ويتعلق بعدد الكريات الحمر، وتركيز الخضاب والصبيب القلبي، ودرجة تشعب الشعيرات الدموية) وأخيراً وصوله إلى الهدف واستخدامه من قبل الخلايا العضلية. وحجم الأكسجين الأعظمي يمثل القدرة العظمى الهوائية PMA ويدل على قدرة التحمل.
يتم قياس حجم الأكسجين الأعظمي في المختبر عن طريق قناع موصول بجهاز خاص موصول بجهاز حاسب، ويقوم هنا اللاعب بإجراء جهد سواء عن طريق بساط الجري أو دراجة ثابتة، ويتم رفع الجهد تدريجياً ويقيس الجهاز مباشرة حجم الأكسجين الأعظمي.
تشمل الاختبارات قياس مجموعة القدرات الحسية الحركية من خلال سرعة تطبيق إجراء أمر حركي بدقة. وتتم دراسة القدرة على استخدام مخزون الطاقة حسب نوع النشاط الرياضي (القوة، التحمل) كما تُدرَس الخصائص الميكانيكية الحيوية للجسم (القوة العضلية، ليونة المفاصل).
ويجب مراعاة العامل النفسي في المنافسات الدولية أو المحلية، ويشمل التقييم النفسي ثلاثة عناصر، العنصر العصبي الحيوي ويشمل سرعتي التعلم والحفظ، والعنصر النفسي ويشمل حالة التحفز ومدى رغبة الرياضي في تحقيق النجاح، وأخيراً العنصر الاجتماعي ويشمل الوضع الاجتماعي للرياضي وطبيعة علاقته بأفراد مجتمعه الصغير.
إن للطب الرياضي دوراً كبيراً في تطوير الأداء الرياضي، وهو يشمل اختصاصات كثيرة، ولعل من شأن الدراسات العلمية والبحوث المتعلقة به أن تزيد من الاهتمام به.
وسام عيسى