دراسة الصحفي كما أراها
يجب ان يعد الصحفي اعدادا كاملا يتناسب مع عمله الخطير الذي هو بمثابة السلطة الرابعة في الدولة ، واننا لنرى سائر الحكومات الراقية بدأت تحس هذه الاهمية ، فافتتحت المدارس الخاصة للصحفيين وبدأت تدرسهم مهنة الصحافة كعلم وفن وللقطر الجنوبي من جمهوريتنا نصيب من ذلك . فهناك في القاهرة فرع للصحافة في الجامعة الاميركية ، وآخر في الجامعة المصرية ، ولكن كلاهما اعتمد في دراسته على المعلومات النظرية اكثر من العملية المباشرة ، فاذا خرج الطالب الى حيز العمل اصطدم بالواقع ولم يخرجه من ارتباكه الا قضاء مدة في التمرين. و باعتبار ان الصحافة . اشد الاعمال حاجة الى معين لا ينضب من اتساع المعرفة والعلم ، وباعتبار ان التفكير السليم الذي يسفر عن نتائج واضحة هو الاساس لكل عمل صحفي كان على طالب فن الصحافة المتطلع للنجاح أن يثقف نفسه قبل كل شيء ثقافة عامة شاملة ، فيأخذ كل علم بطرف . فاذا وثق من سعة اطلاعه وجه عنايته الخاصة الى العلوم والفنون المتصلة بمهنته ، والتي لا يستغني عنها من اراد التفوق والتقدم فيها . وكذلك الامور العملية التي لا بد وان تمر بها الصحيفة . واليك اهم ما يجب اطلاعه عليه من العلوم والفنون بعد ان يتمكن من معرفة مبادىء الصحافة وتاريخها ودوائرها وقانون النقابات وما يجب للصحفي وما يجب عليه الى غير ذلك مما عرضنا له في هذا الكتاب :
١ - التاريخ والجغرافيا : فالتاريخ هو الصلة بين الماضي والحاضر ، ومنه تؤخذ الصور وعليه تقاس الحوادث الجارية ، وبميزانه ننتقدها و تعلق عليها . ومن الجغرافيا نستفيد المعرفة بالطبيعة وبمظاهر الكون وعمران البلاد، وكل ما يتعلق بها من تجارات وزراعات وصناعات وسكان وغير ذلك .
٢ ـ علما النفس والاجتماع : يساعدان الصحفي على معرفة طباع الشعوب وحقيقة الجماهير والاشخاص . ويقف بواسطتهما على رغباتهم وخبايا نفوسهم ، فينفحهم بما يناسبهم ، فتروج صحيفته وتستفيد . المكانة والمال . ويتجلى نفع هذين العلمين على اشده في اتقان تنسيق الصفحات ، وتنظيم الاعلانات بحيث تستهوي العيون والقلوب .
٣ - علم القانون : ضروري لكل صحفي ، وخصوصاً لرئيس التحرير والسكرتير حتى يبتعدا عن نشر ما يحظره القانون العام او قانون المطبوعات . كما انه معين تستقي منه الجريدة مقالاتها بواسطة مندوبي المحاكم والنيابات والبوليس والمعلقين على الانباء السياسية الخارجية منها والداخلية .
٤ - الاقتصاد والمالية : يفيدان مؤسسة الجريدة بتوفير بعض تكاليفها الممكنة ، وزيادة انتاجها وتدعيم ماليتها حتى تصمد للازمات وينبهانها لابتكار موارد جديدة واستغلال الربح وتقوية رأس المال ه - الادب والفلسفة : تتذوق في الأول الأساليب الرفيعة ، ونحس العواطف الانسانية الجياشة ، ونطلع في الثانية على الافكار القوية ومناقشاتها للوصول الى الحقيقية والمعرفة ، فنستفيد من انفع ما جادت به قرائح رجال العلمين .
٦ - التربية والاخلاق : الصحفي كما بينا هو مربي الرأي العام ، وموجهه الى ما فيه الخير ، فهو بحاجة الى معرفة اصول التربية وتهذيب الاخلاق .
٧ - اللغة الاجنبية : ومعرفة لغة اجنبية مشهورة على الاقل ، كالفرنسية والانجليزية والروسية ضروري لكل مشتغل بالصحافة ، فهي وسيلة للحصول على اروع المقالات والانباء والتعليقات الاجنبية ، وضمها الى امثالها من المعلومات المحلية عن طريق الترجمة . ويسهل ذلك كان خبيراً بمعاني المعلومات الاساسية في العلوم والفنون التي يترجم عنها ، مع خبرته باساليب اللغة التي يترجم منها والتي يترجم اليها.
٨ - علوم أخرى ضرورية : وثمة علوم وفنون اخرى تختص بالجانب العملي من مهنة الصحافة كعلم الكيمياء الصناعية التي تعطينا فكرة عما يتعلق بالطباعة واستعمالها والورق وانواعه . وعلوم الهندسة والضوء والصوت والكهرباء . وفنون الرسم والخط والحفر والتصوير والاعلان والتجميل وفن الكتابة الصحفية باسلوبها الخاص .
تعليق