فيلم "الزوجة The Wife"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم "الزوجة The Wife"

    أفلام مختارة
    فيلم "الزوجة The Wife"
    قصة هذا الفيلم مأخوذة عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة الأميركية ميغ وولتزر Meg Wolitzer صدرت في عام 2003. وهي عن علاقة زواج أدبي بمعنى الكلمة بين كاتب معروف له شهرة واسعة اسمه جو كاستلمان وزوجته المطيعة جوان التي تعيش في ظله وتسير وراءه وترعى شؤونه من جميع النواحي.
    خلال الدقائق الأولى من الفيلم يجري الحدث الأهم وهو إبلاغ كاستلمان بفوزه بجائزة نوبل للآداب. وما يأتي بعد ذلك مجرد تداعيات تكشف لنا عن حجم كاستلمان الفعلي وعن دور زوجته الحقيقي.
    تدور أحداث الفيلم في عام 1992 وفيه إشارة خاطفة ولكنها واضحة وصريحة إلى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون وزوجته هيلاري. مجرد إشارة ولكنها تحمل الكثير من المعاني.
    فكاستلمان كما سنكتشف لاحقا رجل يسعى وراء النساء بأي طريقة رغم حبه لزوجته وحاجته الماسة إليها لا سيما عندما نعرف أن نوبل كان يجب أن تكون باسمها هي وليس باسمه لأنها هي التي تكتب في الواقع وليس هو.
    تدور أغلب أحداث الفيلم في عاصمة السويد ستوكهولم حيث يتوجه الزوجان لتسلم الجائزة وهناك تكشف الجراح الداخلية عن نفسها وتبرز شخصية الزوجة من خلال مشاهد فلاش باك تعيدنا إلى شباب الزوجين عندما ارتبط الإثنان بقصة حب وقررت هي التخلي عن الكتابة لأن المجتمع حولها في نهاية خمسينات القرن الماضي لا يتقبل امرأة تكتب أو لنقل لا يعطيها حقها الحقيقي ولا يعترف بموهبتها إن وجدت.
    تقرر المرأة التخلي وتتزوج جو كاستلمان لتتحول شيئا فشيئا إلى كاتبة في ظل اسمه ولتمنحه سمعة ما كان يحلم بها. أما هو فيكتفي بالاستمتاع بالنجاح وبالعلاقات الخارجية وبكل ما يمنحه موقعه ككاتب.
    مخرج الفيلم السويدي بيورن رانج Björn Runge وجه أيضا انتقادا لاذعا لمؤسسة نوبل التي تمنح جوائزها للرجال في الغالب.
    أي مشاهد سيتساءل بالطبع لماذا وافقت هذه المرأة على أداء هذا الدور على مدى أكثر من ثلاثين عاما لتبدأ نوعا من الثورة بعد حدث جائزة نوبل؟ لا يعطينا المخرج أي جواب واضح غير وضع المرأة الأديبة في مجتمع رجالي وأيضا مشاعر الحب والإخلاص تجاه الرجل الذي اختارته شريكا لها في الحياة.
    عديدة هي مشاهد التوتر والجدال بين الاثنين وقد أدياها بكل إقناع وتمكن. وعديدة أيضا مشاهد قراءة أفكار الزوجة التي ركزت عليها الكاميرا بلا حدود فقرأت عينيها واستقرأت ملامحها وتقطيبات جبينها لإعطائنا صورة واضحة عن التفاعلات التي تدور داخل رأسها.
    في المقابل لم نر تعبيرات واضحة على وجه الزوج كاستلمان الغائب وراء لحية كثة وحاجبين غليظين ونظارات سميكة. وجه المرأة كان هو البطل ولذا رشحت غلين كلوز Glenn Close التي أدت هذا الدور لجائزة أوسكار في عام 2019 ولكنها لم تنلها فيما حازت جوائز أخرى عن الدور نفسه في مهرجانات سينمائية مختلفة.
    الممثلون الثانويون في الفيلم أدوا أدوارهم بشكل جيد أيضا لا سيما الصحفي كرستيان سليتر Christian Slater الذي يسعى بكل الوسائل إلى أن يكون كاتب سيرة كاستلمان الرسمي سواء بموافقة الأخير أم بدونها، وبدا كمن يعرف أسرار الزوجين الدفينة. وهناك أيضا الإبن ديفيد الذي يظهر في الفيلم كاتبا ناشئا يرغب في رضا والده الأدبي عنه ويعاني من مواقفه. أدت دور الزوجة في شبابها إبنة كلوز الحقيقية آني ستارك Annie Starke.
    الفيلم بشكل عام يعطي صورة ذكية ومفصلة عن مكامن قوة المرأة حتى لو كانت في موقع امرأة ضعيفة ولكنه ينتهي إلى تأكيد أن من يفوز في النهاية هو الرجل.
    ويبدو بالفعل أن الرجل دائما ينتصر .. حتى عند موته.
    أدى دور الزوج جوناثان برايس Jonathan Pryce
    الفيلم من إنتاج عام 2017 وقد حصل على 86% على موقع روتن توميتوز وعلى 7.2/10 على موقع imdb.

يعمل...
X