الوكالات التي تتصل بالتحرير :
١ - وكالة الانباء : من المعلوم ان أقسام الاخبار في الصحيفة تتكلف الشيء الكثير من المال ، لانها تتطلب حشداً كبيراً من الموظفين ذوي المرتبات العالية ، الذين يتنقلون باستمرار ويقومون باتصالات عديدة ، مما يحتاج الى مصروفات كثيرة تتجمع في كشوف ترتفع أرقامها كلمـــا كثرت الحوادث والنقل ، ويندر أن ترفق هذه الكشوف بما يؤيدها اذ بد لهؤلاء من أن يبلغوا صحيفتهم الاخبار بالوسائل السريعة كبرق وهاتف مما يكلف كثيراً . ولو أرادت صحيفة ما أن تحصل على أخبارها بوسائلها الخاصة فقط لوقعت في عجز مالي كبير ، ولذا كان لا بد لها الاستعانة بوكالة أو أكثر من وكالات الانباء ، حيث تنوزع التكاليف بينها وبين عدد كبير من الصحف فتقل الكلفة عليها . وتعتبر وكالة الانباء في بلاد العالم عنصراً جوهرياً للصحافة في هذا العصر .
ووكالات الانباء تنقسم على الوجه التالي : برقية ، برلمانية ، أنباء مصورة . وأقدم الجميع هي وكالة الانباء البرقية ، وقد جرت العادة ان تساعدها الحكومة بالمال واذا لم يكن عندها وكالة استعانت بأخرى أجنبية مقابل أجر تدفعه . ويوجد في أنحاء العالم أنواع متعددة من هذه الوكالة، يختلف طابعها باختلاف البلاد والعملاء. ويمكن تقسيمها على اختلافها الى نوعين هما : وكالات قومية وهي التي يقتصر نشاطها في الاغلب على دولة واحدة . ووكالات عالمية وهي التي تعين لها مراسلين لجمع الاخبار فقط في البلاد التي أنشأت فيها مكاتب لها ، فيحرر هؤلاء ما يصل اليهم هذه المكاتب ثم يبرقون به الى المركز الرئيسي للوكالة ، فيقوم بتوزيع . تلك الاخبار لاسلكياً خارج البلاد الى عملائها مباشرة ، أو عن طريق اتفاقات محلية مع وكالات الانباء القومية أو العالمية الاخرى منها ان يتبادلا الاخبار استقبالاً أو اصداراً .
ويوجد في العالم وكالات عالمية وقومية كثيرة. وعميدة هذه الوكالات هي وكالة هافاس . وقد أسسها شارل لوي هافاس سنة ١٨٣٢ في فرنسا وكانت في بادىء الامر عبارة عن مكتب عادي للترجمة فقط افتتحه في الصحف والمطابع ، ثم أخذ يعتمد على الابتكار وتطوير هذا المكتب والاستفادة وسائل النقل التي كانت تكتشف تباعاً حتى تم له أن يصل به الى حد استقبال الاخبار واصدارها بسرعة فائقة . وفي الحرب العالمية الثانية تسلط الألمان على هذه الوكالة فتقلص نشاطها ، ثم استأنفته سنة ١٩٤٤ باسم وكالة الانباء الفرنسية بعد ان حررت الاراضي الفرنسية من قبضة الالمان . وكانت ترسل أخبارها من باريس بثلاث لغات . هي : الفرنسية والانجليزية والالمانية . ثم تترجمها المكاتب التابعة لها في الخارج الى احدى عشرة دولة مختلفة .
وفي الولايات المتحدة نالت قصب السبق وكالة الاسوشيتد پرس . وقد تأسست في سنة ١٨٤٨ . وكان هدفها في أول الامر نقل الاخبار الاوربية لا الامريكية ، اذ وجد أصحابها وهم أرباب ست صحف كبرى متنافسة انهم يتكلفون كثيراً في الحصول على الاخبار عن طريق المراسلين . فاتفقوا فيما بينهم على أن يوحدوا جهودهم ويوظفوا المال اللازم للحصول على الاخبار في أسرع وقت ممكن وبأقل كلفة فأسسوا هذه المنظمة . وقد أحرزت تقدماً كبيراً حين اصبحت تعتمد على وسائل النقل المستحدثة اذ ذاك ، وتبيع أخبارها الى أرباب الصحف الموزعة في امريكا وغيرها . ثم قامت في سنة ١٩٠٧ وكالة أخرى هي :
الیونایتد پرس وتأتي في الدرجة الثانية بعد الوكالة المتقدمة . مؤسسة تجارية تبيع أخبارها الى كل عميل قادر على الدفع .
وفي بريطانيا قامت وكالة رويتر سنة ١٨٤٩ وتعد أهم وكالة أنباء انجليزية . ومؤسسها هو شاب الماني عصامي يدعى جوليوس رويتر ، وقد لاقت في مبدأ نشوئها كثيراً من المصاعب ، غير أن رويتر وابتكاراته وتدرجه في سبيل النجاح ، ثم ما امتازت به أخباره من السرعة والدقة جعلته يقفز قفزات رائعة في تقدمه . وهذه الوكالة . الآن ملك الصحافة البريطانية مجتمعة على شكل تعاونية .
وفي الاتحاد السوفييتي يوجد وكالة تاس وهي تابعة للدولة ، وتعتبر المصدر الوحيد الذي تتزود منه صحف الاتحاد السوفييتي بالاخبار الخاصة الآتية من الخارج . ولها شبكة واسعة . المراسلين الاقليميين داخل روسيا ، كما لها عدد كبير من المراسلين في الخارج ، ويتصل هؤلاء أحياناً ببعض الوكالات الاجنبية .
ثم الى جانب هذه الوكالات العالمية المشهورة وكالة بلجا البلجيكية. وهي الوكالة الوحيدة في تلك البلاد. وكذلك وكالة ريتزو في الدانيمارك . ووكالة أثينا في اليونان . ووكالة بولسكا أجلسیا پراسوفا في بولونيا . أما المانيا في الوقت الحاضر ففيها ثلاث وكالات : منها ماهو خاص بمنطقة الاحتلال البريطاني ، ومنها ما هو خاص بمنطقة الاحتلال السوفييتي ، ومنها ما هو خاص بمنطقة الاحتلال الامريكي وهي أشهرها وتسمى دينا .
أما وكالة الانباء البرلمانية فتقوم بنقل الاخبار . ولها هيئة موحدة تشرف على ما يدور في البرلمان من مناقشات ومباحث وتوصل ذلك الى الصحف المختلفة . وهذه الوكالة أقل من الاولى انتشارا لما يتسرب اليها من تدخل النزعات الحزبية المنفرة .
وأما وكالة الانباء المصورة فمنتشرة في جميع أ أنحاء العالم ، لما تمتاز به من الاستهواء ومصادفة ميول النفس . اذ كثيراً ما تصور الحوادث في مختلف أرجاء الدولة وتوزعها على الصحف كشاهد ناطق .
والذي ينبغي أن يتوفر فيما تقدم من الوكالات هو الحرية التامة في البحث عن الانباء والحصول عليها للصحفيين في كافة أرجاء العالم . وان ترسل هذه الانباء من مكان الى آخر بدون أن تفرض عليها أية رقابة، لا فرق في ذلك بين أيام السلم أو الحرب ، وان تكون جميع الصحف حرة في يجب أن تكون هذه الشركات حرة في التنافس فيما بينها من حيث تبادل الانباء والبيانات والمعلومات . وذلك ابرازا للحقيقة وتحقيقاً لحرية الصحافة ونأياً بها عن الخضوع لتأثير حكومة أو دكتاتور معينين . لا كما فعل موسوليني في الصحف ومكاتب الانباء الايطالية حتى كان اذا ما سئل عنها أجاب بلهجة ملؤها الفخر : « الصحف ومكاتب الانباء الايطالية هي جوقة موسيقية أتولى أنا قيادتها ... ولا أحب أن أسمع نشازاً أيا كان نوعه .
٢ - وكالة القصاصات : مهمتها الاطلاع على جميع المشهورة ، وملاحظة ما يرد فيها ، وتبويب ما ينشر بحسب مواضيعها . وتقوم بخدمة اشتراك يوزع على الصحفيين وعلى الشخصيات والهيئات التي تهتم بشتى نواحي النشاط الانساني ، فتوزع عليها الصنف أو الاصناف التي تريد الوقوف على ما يكتب فيها باستمرار . فهي تقدم للمحررين معلومات عن مواضيع مختلفة ، وتوفر لديهم مادة خصبة لتحريك الاقلام كان عليهم ان يجدوا في السعي وراءها ويضيعوا كثيراً من الوقت الذي هم : بحاجة اليه ، وقد لا يوفقون في ادراكها أبداً لعدم الصحف التي تنشر بمختلف اللغات وفي مختلف الصحف على كل امکان اطلاعهم . الاصقاع .
٣ - وكالة الاسانيد : قد يكون هناك بحث في كتاب أو مجلة شهرية أو في محاضرة تهم صحفياً معيناً أو صحفاً معينة ، ولا تعرف عن هذا البحث الذي صدر بالفعل شيئاً . فليس أمامها حينئذ الا أن تلجأ الى وكالة الاسانيد تذكر لها الموضوع الذي تريد معرفته ، فتصل اليها بطاقات على واحدة منها اسم الكتاب أو المجلة التي نشر فيها شيء مـــن هذا القبيل مع تاريخ صدوره ، والمكان الذي طبع فيه والثمن الذي يدفع للحصول عليه . وأحياناً ترسل ملخصاً للبحث الذي كتب في مؤلف كبير أو مجلة واسعة أو تقدمه كاملاً لا ينقصه شيء .
تعليق