طبريا
تقع مدينة طبريا في الشمال الشرقي لفلسطين على الساحل الغربي لبحيرة طبريا عند تقاطع الخطَّين 48 َ º 32 شمالاً و32 ََ35 ºشرقاً، وتبعد20كم عن نقطة دخول نهر الأردن إلى البحيرة و10كم عن نقطة خروجه منها، وترتبط مع المدن الفلسطينية الأخرى بطرق جيدة. تقوم المدينة عند أقدام الجليل الشرقي على أرض يراوح ارتفاعها بين 200ـ160م دون سطح البحر، وهي أرض منبسطة بمحاذاة الشاطئ وتميل إلى الارتفاع باتجاه الشمال والغرب، وقد حفرت المجاري المائية المتجهة إلى البحيرة أخاديد عديدة في السهل والمرتفعات المجاورة، وتكثر الينابيع المعدنية الحارة بجوار المدينة نتيجة وقوعها في غور الأردن ذي المنشأ الانهدامي.
مناخ طبريا حار رطب في الصيف ومعتدل لطيف في الشتاء، وقد سُجِّلت درجات حرارة تصل إلى50 ْم صيفاً. وتهطل الأمطار شتاءً، يصل متوسطها إلى400مم تقريباً في السنة، وهي عاصفية تهطل فيها زخات مفاجئة قصيرة الأمد، ويبلغ وسطي الأيام الماطرة سنوياً 23يوماً.
النشأة والتاريخ
تذكر المصادر التاريخية أن نشأة طبريا كانت في أثناء حكم هيرودس عام 22م، وأنها أخذت اسمها من اسم الامبراطور أغريبا الأول طيباريوس، وقد أُنشئت لأغراض الدفاع عن البحيرة وعن الحمامات المعدنية المجاورة. وأصبحت بعد ذلك محطة على طريق القوافل التجارية المتجهة من الشام إلى مصر، وقد استمر ذلك بعد الفتح العربي الإسلامي، وأضحت عاصمة لجند الأردن أيضاً، واستولى الصليبيون عليها زمن الحملات الصليبية حتى استُرجِعَت نهائياً من قبل الصالح أيوب صاحب مصر سنة 645هـ/1247م.
لحق الخراب والدمار بالمدينة للحروب المتلاحقة فيها، ولاسيما بعد غزو التتار في القرن الرابع عشر، واستولى العثمانيون عليها سنة 923هـ/1517م، وسمح السلطان سليمان القانوني سنة970هـ/1562م بإقامة اليهود فيها، وفي عام 1143هـ/1730م أصبح ضاهر العمر والياً على المدينة وجوارها واتخذها مقراً له حتى انتقاله إلى عكا، واستولى عليها في عام 1799م نابليون، وأصبحت تابعة لولاية عكا في القرن التاسع عشر ونقطة دفاع عنها. شهدت المدينة إبّان الحكم المصري لفلسطين ازدهاراً ملموساً، حيث أُصلحت حماماتها وأخذت تستقبل أفواج الزائرين القادمين للاستشفاء، غير أن ذلك لم يطل نتيجة تعرض المدينة لزلزال مدمر في عام 1837م، وتوجهت أنظار الصهاينة إلى المدينة، مع بداية القرن العشرين وقدوم البريطانيين إلى المنطقة، وبدأت أفواج المهاجرين اليهود تسكن فيها حتى وقوع النكبة وسقوطها في أيديهم في نيسان عام 1948م.
السكان والفعاليات الاقتصادية
كانت طبريا منذ نشأتها وعبر تاريخها الطويل حامية للجند وعاصمة لهم، إضافة إلى أنها منتجعٌ صحيٌ، وظهر هذا في عدد سكانها، يُضاف إلى ذلك تمتع المدينة بمناخ دافئ، وتربة زراعية خصبة، ومياه وفيرة، وثروة سمكية من البحيرة المجاورة، قُدِّر عدد السكان من قبل الرحالة بنحو 4000نسمة عام 1812م، وذكرفي الكتاب السنوي لولاية بيروت عام 1908م أن عددهم بلغ 5349نسمة، وقد ارتفع هذا العدد إلى 8601نسمة حسب تعداد سكان فلسطين عام 1931م، وقدر عددهم بـ 11310نسمة في عام 1944م نصفهم من اليهود، ليصبح عددهم 5566نسمة عام النكبة وجميعهم من اليهود. وبلغ عدد سكان المدينة، حسب التعداد الذي أجرته دولة العدوان في عام 1965م، 23000نسمة.
اعتمد سكان طبريا على الزراعة، ومارسوا حرفة الصيد وبعض الأعمال المرتبطة بها، وأصبحت السياحة الوظيفة الرئيسة لسكان المدينة لوقوعها على شاطئ البحيرة وقرب الينابيع المعدنية منها، كما تحوي المدينة العديد من المواقع الأثرية من مساجد وكنائس ومعابد ومبانٍ قديمة، ويأتي في مقدمتها الجامع الكبير الذي بناه ضاهر العمر في القرن الثاني عشر، وجامع الجسر على ساحل البحيرة وبقايا سور المدينة وغيرها من الآثار الرومانية، أما حمامات طبريا المعدنية فتقع على مسافة 2كم جنوب المدينة، ومياهها غنية بالمعادن والمركبات المعدنية مثل الصوديوم والملح واليود والكبريت والمنغنيز، وتصل درجة حرارتها إلى 38 ْم، وتفيد في الاستشفاء من أمراض الجلد والروماتيزم.
بسام حميدة
مناخ طبريا حار رطب في الصيف ومعتدل لطيف في الشتاء، وقد سُجِّلت درجات حرارة تصل إلى50 ْم صيفاً. وتهطل الأمطار شتاءً، يصل متوسطها إلى400مم تقريباً في السنة، وهي عاصفية تهطل فيها زخات مفاجئة قصيرة الأمد، ويبلغ وسطي الأيام الماطرة سنوياً 23يوماً.
النشأة والتاريخ
تذكر المصادر التاريخية أن نشأة طبريا كانت في أثناء حكم هيرودس عام 22م، وأنها أخذت اسمها من اسم الامبراطور أغريبا الأول طيباريوس، وقد أُنشئت لأغراض الدفاع عن البحيرة وعن الحمامات المعدنية المجاورة. وأصبحت بعد ذلك محطة على طريق القوافل التجارية المتجهة من الشام إلى مصر، وقد استمر ذلك بعد الفتح العربي الإسلامي، وأضحت عاصمة لجند الأردن أيضاً، واستولى الصليبيون عليها زمن الحملات الصليبية حتى استُرجِعَت نهائياً من قبل الصالح أيوب صاحب مصر سنة 645هـ/1247م.
لحق الخراب والدمار بالمدينة للحروب المتلاحقة فيها، ولاسيما بعد غزو التتار في القرن الرابع عشر، واستولى العثمانيون عليها سنة 923هـ/1517م، وسمح السلطان سليمان القانوني سنة970هـ/1562م بإقامة اليهود فيها، وفي عام 1143هـ/1730م أصبح ضاهر العمر والياً على المدينة وجوارها واتخذها مقراً له حتى انتقاله إلى عكا، واستولى عليها في عام 1799م نابليون، وأصبحت تابعة لولاية عكا في القرن التاسع عشر ونقطة دفاع عنها. شهدت المدينة إبّان الحكم المصري لفلسطين ازدهاراً ملموساً، حيث أُصلحت حماماتها وأخذت تستقبل أفواج الزائرين القادمين للاستشفاء، غير أن ذلك لم يطل نتيجة تعرض المدينة لزلزال مدمر في عام 1837م، وتوجهت أنظار الصهاينة إلى المدينة، مع بداية القرن العشرين وقدوم البريطانيين إلى المنطقة، وبدأت أفواج المهاجرين اليهود تسكن فيها حتى وقوع النكبة وسقوطها في أيديهم في نيسان عام 1948م.
السكان والفعاليات الاقتصادية
كانت طبريا منذ نشأتها وعبر تاريخها الطويل حامية للجند وعاصمة لهم، إضافة إلى أنها منتجعٌ صحيٌ، وظهر هذا في عدد سكانها، يُضاف إلى ذلك تمتع المدينة بمناخ دافئ، وتربة زراعية خصبة، ومياه وفيرة، وثروة سمكية من البحيرة المجاورة، قُدِّر عدد السكان من قبل الرحالة بنحو 4000نسمة عام 1812م، وذكرفي الكتاب السنوي لولاية بيروت عام 1908م أن عددهم بلغ 5349نسمة، وقد ارتفع هذا العدد إلى 8601نسمة حسب تعداد سكان فلسطين عام 1931م، وقدر عددهم بـ 11310نسمة في عام 1944م نصفهم من اليهود، ليصبح عددهم 5566نسمة عام النكبة وجميعهم من اليهود. وبلغ عدد سكان المدينة، حسب التعداد الذي أجرته دولة العدوان في عام 1965م، 23000نسمة.
صورة لشمالي مدينة طبريا يعود تاريخها لعام 1857 | مدينة طبريا وبحيراتها |
بسام حميدة