الطالوي (درويش محمد)( Al-Talawi (Darwish Mohammad

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطالوي (درويش محمد)( Al-Talawi (Darwish Mohammad

    الطالوي (درويش محمد ـ)
    (950 ـ 1014هـ/1543ـ 1606م)

    أبو المعالي درويش محمد، أو محمد درويش بن أحمد، أو ابن محمد الطالوي، نسبة إلى جده لأمه علي بن طالو الأرتقي الدمشقي التركي الأصل. قدم والده مع جيش السلطان سليم عند دخوله دمشق، ومنح إقطاعاً فيها، ثم هرب منها عندما عجز عن تسديد المال المترتب على إقطاعه.
    ولد درويش الطالوي بدمشق، ونشأ فيها فقيراً وحيداً، فاتجه نحو تعلم صنعة السروج، ثم تحول إلى طلب العلم، فأخذ الفقه و التصوف وعلم العربية عن شيوخ دمشق، وألمَّ بالأدب والحساب والفلك و المنطق، وأتقن اللغتين: الفارسية والتركية، فصار ماهراً في كل فن، وظهرت موهبته الأدبية منذ الصغر، فعرف بذكائه وفصاحته وحسن تصرفه في النظم والنثر.
    بدأ عمله في دمشق، ينوب في القضاء ويتصدر للتدريس، وتنقل بين حاضرة الدولة العثمانية ومصر وبلاد الشام، يأخذ العلم حيناً، ويتصدر للتدريس والقضاء حينا آخر، يعمل مدة، ويعزل عن العمل مدة أخرى، إلى أن عاد إلى دمشق واستقر فيها مدرساً ومفتياً للحنفية حتى وفاته.
    أقام الطالوي صلات مع أعيان عصره من أهل الدولة والعلماء، ولكنه كان متقلب الهوى، فيه حدة وتكبر، يقرب ويبعد، ويمر ويحلو، ويعشق و يسلو، ويمدح ويهجو، وكان على تماسك حاله شاكياً دهره مستزيداً لقدره.
    يعد الطالوي من أكبر شعراء عصره، شعره كثير وإنشاؤه غزير وهو موجود بأيدي الأدباء تتناقله عصبة النجباء، حاز إعجاب معاصريه وتقديرهم، فأثنوا على براعته في نظم القصائدالفخمة القوية إلى جانب الشعر الرقيق العذب، وقدرته على تقليب المعاني وتوليدها من معارضة فحول الشعراء القدامى، وذهبوا إلى أنه في كل أسلوب من أساليب الشعر كثير الملح، كأنما يصدر شعره عن طباع المفلقين (المبدعين) من الشعراء، وأشادوا بإنشائه المبتكر ورسائله التي تبادلها مع أقرانه، وإن مال في نثره إلى الصنعة المتكلفة.
    معظم شعره في المطارحات والإخوانيات و المدح، وكان يبالغ في الفخر و الهجاء، ويكثر الغزل والوصف، ويظهر الحنين إلى ربوع دمشق، فانتشر شعره في أيامه.
    ترك الطالوي مصنفات مختلفة، منها ديوان شعره ومازال مخطوطاً، ومنه نسخة في مكتبة الأسد الوطنية، وكتاب «هدايا الكلام في أخبار محمد أبي الفتح بن عبد السلام» وكتاب «رفع الغواشي عن ظلم الإباشي» وكتاب «مختار شعر أبي تمام». أما أكبر كتبه وأهمها فهو «سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر» وهو مطبوع، جمع فيه المطارحات والمراسلات التي قالها في ريعان الشباب، وأخباراً ونوادر وأشعاراً ومسائل علمية ولطائف أدبية لشيخه أبي الفتح محمد بن عبد السلام المالكي التونسي، وأضاف إليها ما كتبه إلى أعيان عصره في حاضرة الدولة العثمانية والبلاد الشامية والمصرية، وما أنشأه في عمله على لسان الآخرين، إلى جانب التعريف بمن صحبهم وعرفهم و ذكر الأحداث المهمة التي جرت في أيامه.
    وقال يتشوق إلى دمشق :
    على الشام مني كلما هبَّت الصَّبا
    سلام كنشر الروض طابَ له نشر
    بلاد كأنفاس الشمول شمالها
    وتربتها مسك و حصباؤها در
    سقاها وحيَّاها الإله معاهدا
    سحاب دنو العهد وافى به البشر
    «فيا حبها زدني جوى كل ليلة
    ويا سلوة الأحزان موعدك الحشر»
    محمود سالم محمد

يعمل...
X