ضِرار بن الخطّاب الفِهري
(…ـ 13هـ/… ـ 634م)
ضرار بن الخطَّاب بن مرداس بن كثير، ينتهي نسبه إلى مُحارب بن فِهر أحد أولاد لؤي بن كعب، والفهريون بطن من بطون قريش المعدودين. كان أبوه سيد بني فهر في زمانه، مما أورثه نفساً طموحة، واعتداداً بالنفس والنسب، وشجاعة وإقداماً. وهو شاعر من المخضرمين، وأحد شعراء قريش المطبوعين، لمع ذكره، وذاع صيته إبان الدعوة الإسلامية. لاتفصح المصادر عن نشأته الأولى، ولاتسمح بتقدير سنة مولده، بيد أنها تقدم مجموعة من الأخبار التي تكشف بعضاً من سيرته، فَتَضَعُه في قائمة الشعراء الذين حاربوا الإسلام بالشعر والسيف، مشاركاً مع المشركين في غزوتي أُحُد والخندق، وينقل له صاحب السيرة قصيدتين، يردُّ في إحداهما على فخر الشعراء المسلمين بنصر بدر، ويفخر بالأخرى بشجاعة المشركين وبأسهم في غزوة الخندق. وما إن منَّ الله على المسلمين بفتح مكة حتى أعلن ضرار إسلامه في جملة من أسلم من قريش، وشرع يمدح الرسولr، ويستجير به داعياً إياه إلى الرأفة بقريش والتسامح معها.
حَسُنَ إسلام ضرار، فشارك في حروب الرَّدة، وقاتل مع الجيش الذي قاده خالد بن الوليد ضد مسيلمة الكذَّاب، واستُشهد في اليمامة إبّان المعركة في الأشهر الأولى من خلافة أبي بكر الصديق. وهناك روايات يعتريها الضعف، تشير إلى أنه شارك في فتوح العراق، واستشهد في إحدى معاركها.
كان ضرار يعتزُّ اعتزازاً عميقاً بالعصبية القرشية، حتى إنه نظر إلى الصراع بين المسلمين والمشركين على أنه حرب بين قريش من جهة، والأنصار من الأوس والخزرج من جهة أخرى، ومن ثَم فهو يسند نصر المسلمين في بدر إلى شجاعة الرسول وأصحابه من المهاجرين القرشيين أبي بكر، وعمر، وحمزة، وعلي، وفي ذلك يقول:
فإن تظفروا في يوم بدرٍ فإنما
بأحمدَ أمسى جَدُّكم وهو ظافرُ
يُعدُّ أبو بكر وحمزة فيهم
ويُدعى عليٌّ وسط من أنت ذاكر
كما يبدو ذلك الاعتزاز في خشيته على قريش عند فتح مكة، ولاسيما بعد أن توعدها سعد بن عبادة رئيس الخزرج وحامل لواء الرسول.
وقد حفظ ابن هشام في السيرة شيئاً من شعره، ومن ذلك شعره يتميز بقيمة كبيرة في التاريخ الأدبي، لما يقدمه من انطباعات مهمة عن العصر الذي عاش فيه.
لم يسلك الشاعر في بناء القصيدة مسلك الشعراء الذين عاصروه، فتحرر من البنى التي تعاورها الجاهليون عامة وشعراء البادية منهم خاصة، وغلب على شعره طابع المناسبة الذي يصور الحدث، وورد ذكره في كثير من التصانيف الأدبية واللغوية، وصنّفه ابن سلام بين شعراء المدن وقال عنه: «إنه كان من ظواهر قريش لايحلُّ بالبطحاء إلا قليلاً».
عبد الرحمن عبد الرحيم
(…ـ 13هـ/… ـ 634م)
ضرار بن الخطَّاب بن مرداس بن كثير، ينتهي نسبه إلى مُحارب بن فِهر أحد أولاد لؤي بن كعب، والفهريون بطن من بطون قريش المعدودين. كان أبوه سيد بني فهر في زمانه، مما أورثه نفساً طموحة، واعتداداً بالنفس والنسب، وشجاعة وإقداماً. وهو شاعر من المخضرمين، وأحد شعراء قريش المطبوعين، لمع ذكره، وذاع صيته إبان الدعوة الإسلامية. لاتفصح المصادر عن نشأته الأولى، ولاتسمح بتقدير سنة مولده، بيد أنها تقدم مجموعة من الأخبار التي تكشف بعضاً من سيرته، فَتَضَعُه في قائمة الشعراء الذين حاربوا الإسلام بالشعر والسيف، مشاركاً مع المشركين في غزوتي أُحُد والخندق، وينقل له صاحب السيرة قصيدتين، يردُّ في إحداهما على فخر الشعراء المسلمين بنصر بدر، ويفخر بالأخرى بشجاعة المشركين وبأسهم في غزوة الخندق. وما إن منَّ الله على المسلمين بفتح مكة حتى أعلن ضرار إسلامه في جملة من أسلم من قريش، وشرع يمدح الرسولr، ويستجير به داعياً إياه إلى الرأفة بقريش والتسامح معها.
حَسُنَ إسلام ضرار، فشارك في حروب الرَّدة، وقاتل مع الجيش الذي قاده خالد بن الوليد ضد مسيلمة الكذَّاب، واستُشهد في اليمامة إبّان المعركة في الأشهر الأولى من خلافة أبي بكر الصديق. وهناك روايات يعتريها الضعف، تشير إلى أنه شارك في فتوح العراق، واستشهد في إحدى معاركها.
كان ضرار يعتزُّ اعتزازاً عميقاً بالعصبية القرشية، حتى إنه نظر إلى الصراع بين المسلمين والمشركين على أنه حرب بين قريش من جهة، والأنصار من الأوس والخزرج من جهة أخرى، ومن ثَم فهو يسند نصر المسلمين في بدر إلى شجاعة الرسول وأصحابه من المهاجرين القرشيين أبي بكر، وعمر، وحمزة، وعلي، وفي ذلك يقول:
فإن تظفروا في يوم بدرٍ فإنما
بأحمدَ أمسى جَدُّكم وهو ظافرُ
يُعدُّ أبو بكر وحمزة فيهم
ويُدعى عليٌّ وسط من أنت ذاكر
كما يبدو ذلك الاعتزاز في خشيته على قريش عند فتح مكة، ولاسيما بعد أن توعدها سعد بن عبادة رئيس الخزرج وحامل لواء الرسول.
وقد حفظ ابن هشام في السيرة شيئاً من شعره، ومن ذلك شعره يتميز بقيمة كبيرة في التاريخ الأدبي، لما يقدمه من انطباعات مهمة عن العصر الذي عاش فيه.
لم يسلك الشاعر في بناء القصيدة مسلك الشعراء الذين عاصروه، فتحرر من البنى التي تعاورها الجاهليون عامة وشعراء البادية منهم خاصة، وغلب على شعره طابع المناسبة الذي يصور الحدث، وورد ذكره في كثير من التصانيف الأدبية واللغوية، وصنّفه ابن سلام بين شعراء المدن وقال عنه: «إنه كان من ظواهر قريش لايحلُّ بالبطحاء إلا قليلاً».
عبد الرحمن عبد الرحيم