ضيف (شوقي) (Dayf (Shawkiعالم وكاتب مصري، وباحث وأديب معاصر مشهور،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضيف (شوقي) (Dayf (Shawkiعالم وكاتب مصري، وباحث وأديب معاصر مشهور،

    ضيـف (شوقي ـ)
    (1328ـ 1426 هـ/1910ـ 2005م)

    أحمد شوقي عبد السلام ضيف، المعروف باسم «شوقي ضيف»، عالم وكاتب مصري، وباحث وأديب معاصر مشهور، وُلِدَ في إحدى قرى محافظة دمياط شمالي مصر، ونشأ نشأة دينية بدأت بكتّاب القرية، لينتقل بعده إلى المدارس والمعاهد الدينية في مدينتي دمياط والزقازيق، حتى حطّ الرحال في القاهرة ليدرس في تجهيزية دار العلوم، ثم في الأزهر وفق نظام التعليم الحرّ. ثم انتقل للدراسة في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) وتخرّج فيها سنة 1935حاملاً الإجازة في الآداب (قسم اللغة العربية)، وحصل على الماجستير بمرتبة الشرف سنة 1939، وكانت أطروحته بعنوان «الآراء النقدية في كتاب الأغاني»، ثم نال درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها بمرتبة الشرف الممتازة سنة 1942. وقد أشرف عليها عميد الأدب العربي طه حسين، وكانت في «الفنّ ومذاهبه في الشعر العربي». ويعد شوقي ضيف من أبرز تلاميذ طه حسين، وقد تخرج على يديه بالجامعة مع طلاّب كُثُر. ومنذ ذلك الحين بدأ ينصرف إلى الدراسات الأدبية والنقدية وغيرها، وتنوعت مجالاته واهتماماته.
    عمل شوقي ضيف أستاذاً للأدب العربي في كلية الآداب بجامعة القاهرة عقب حصوله على الدكتوراه، وأستاذاً بجامعة الكويت في عام 1957، ومستشاراً لدار المعارف بمصر عام 1975.
    انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1976، ثم أصبح أمينه العام سنة 1988، ونائباً لرئيسه سنة 1992، ثم تولى رئاسة المجمع مطلع عام 1996خلفاً لإبراهيم مدكور الذي توفي في 5/12/1995، وأصبح رئيساً لاتحاد المجامع اللغوية العربية، وكان أيضاً عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو شرف في كل من مجمع الأردن والمجمع العلمي العراقي.
    نال شوقي ضيف في حياته عدداً من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية للآداب في مصر عام 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1983، وجائزة رئيس جمهورية مصر العربية في الآداب عام 2003، وهي أرفع جائزة أدبية في مصر.
    كُرّم سنة 2000 بمناسبة بلوغه التسعين، وأقام له المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة احتفالاً خاصاً بهذه المناسبة على جلسات عدة، حضرها وشارك فيها جمهور من الأدباء والنقاد والشخصيات الثقافية في الجامعات المصرية والعربية. وتمّ تكريمه والاحتفاء به في معظم البلدان العربية تقديراً لأثره الكبير في التاريخ الأدبي، ونال دروعاً عدة من جامعات تلك البلدان.
    توفي شوقي ضيف في القاهرة وقد ناهز الخامسة والتسعين من عمره إثر مرضِ الالتهاب الرئوي الذي عانى منه منذ سنوات، وذلك بعد عمر طويل قضاه عاكفاً في محراب العلم والأدب والفكر بهمّةٍ لا تعرف السآمة ولا الكلال.
    يعدّ شوقي ضيف من أبرز أدباء الجيل الثاني المرموقين والمتميّزين عالمياً، بعد جيل الروّاد الذين وضعوا الأسس القوية للدراسات الأدبية والنقدية الأكاديمية، من أمثال: طه حسين، وعباس محمود العقاد، ومحمد حسين هيكل، وإبراهيم المازني، وغيرهم. وقد استمرّ طوال حياته يبحث وينقّب في كنوز التراث العربي والإسلامي أدباً ونحواً وبلاغةً ونقداً بكل ما يملك من مقدرة، وكانت حياته حافلة بالمعارك الأدبية والفكرية الصامتة مع عدد من الباحثين والأدباء والنقاد، وترك كتاباً جميلاً بعنوان «معي» روى فيه قصة حياته، وقد وصل فيه إلى قمة الموضوعية والوعي السياسي والوعي الاجتماعي، ويجد قارئ هذا الكتاب صورة واضحة بديعة لعالِمٍ مجتهد مثابر صبور على البحث الجاد والدراسة العميقة منذ فجر شبابه دون أن يلتفت إلى المناصب الإدارية العالية، ولو أراد ذلك لوصل إليه وكان به جديراً، وقد ظلّ وفياً لذلك لا يحيد عنه، منصرفاً إلى العمل العلمي والإخلاص والتفاني فيه طوال حياته.
    وفي سيرته الشخصية جانب مهم هو علاقته الوثيقة بأساتذته الكبار، مثل طه حسين، وأحمد أمين، ومصطفى عبد الرازق، وعبد الوهاب عزام، فقد كان ينظر إليهم باحترام شديد، ويعرف لهم فضلهم الأسبق، وما كانوا يمثلونه من قيم علمية وأخلاقية عالية.
    وقد ترك وراءه إرثاً ضخماً من المؤلفات، وآلاف التلاميذ والمريدين الذين تأثروا به وساروا على دربه في حب العربية وتبسيطها وتيسيرها للطلاب والدارسين. وأغنى المكتبة العربية بعشرات الكتب المهمة حتى زادت على الخمسين كتاباً في مجالات مختلفة ومتنوعة، حول فنون الأدب العربي شعره ونثره، وحظيت مؤلفاته برواج كبير بين الأدباء والنقاد والقراء عامة، وهي مراجع ناجعة للطلاب في مراحل دراستهم الجامعية وغيرها، وذلك لحسن تبويبها، وسهولة الرجوع إليها، وصفاء أسلوبها، وخلوّها من التعقيد، وفق منهج علمي رصين وموضوعي يقوم على الاعتدال والضبط العلمي الدقيق.
    ويعدّ كتابه الضخم «تاريخ الأدب العربي» الدرة الفريدة بين مؤلفاته، وقد ظل يخرج أجزاءه التسعة على مدى نحو ثلاثين عاماً (1960ـ1992م) مؤرخاً ودارساً للأدب العربي منذ العصر الجاهلي حتى مشارف العصر الحديث.
    وكتبه الأخرى متنوعة تتناول البلاغة والنحو واللغة والتفسير القرآني والحضارة الإسلامية والشعر والنقد التطبيقي وغير ذلك.
    ومنها: «الفن ومذاهبه في النثر العربي»، «التطور والتجديد في الشعر الأموي»، «شوقي شاعر العصر الحديث»، «الأدب العربي المعاصر في مصر»، «البحث الأدبي»، «في التراث والشعر واللغة»، «فصول في الشعر ونقده»، «البلاغة تطور وتاريخ»، «المدارس النحوية»، «تيسير النحو التعليمي»، «ابن زيدون»، «المقامة»، «الفكاهة في مصر».
    وحقّق أيضاً بعض الكتب التراثية مثل: «الردّ على النحاة» لابن مضاء القرطبي، و«المُغرب» لابن سعيد المغربي، و«السبعة في القراءات» لابن مجاهد.
    محمود فاخوري

يعمل...
X