الصحافة والحكومات .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصحافة والحكومات .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء


    الصحافة والحكومات

    الصراع بين الحكومة والصحافة

    منذ خلقت الصحافة خلق بجانبها الصراع المستمر بينها وبين الحكومة ، فتلك تريد الحرية والصراحة وهذه تحرص على فرض رقابتها وسلطتها الى حد بعيد كثيراً ما كان يؤدي بالصحفي المسكين الى القتل أو السجن بسبب أخبار صريحة نشرها في النقد أو تنبيه الافكار . وقد شاهدت الجمهورية العربية المتحدة كثيراً من هذا في عهد الاحتلال . وهكذا فرضت القيود الحكومية على هذا العمل الذي ينبغي أن يكون صريحاً لا معارضة فيه ، غير ان هذا التشدد لم يجمد عند شكل معين لا يتعداه بل مر بتطور تدريجي متأثر بنضج الوعي الشعبي واليقظة الفكرية حتى تخلى عن قيوده الواحد بعد الآخر الى أن حطمت معظم أغلاله في أغلب اصقاع الوجود . فاذا بالصحافة تحتل مكان السلطة الرابعة من الحكومة ، واذا بعدوها ينقلب الى صديق حميم يعتمد عليها حين ظهور مرض عام أو آفة زراعية أو غير ذلك الاخطار الداهمة . فينصح بالوقاية عن طريقها ويستعين بها في تعميم منشوراته واطلاع الشعب على ما يتخذه من قرارات او دفاع عن وجهة نظره في أمر من الأمور ، واذا بها تتربع على العرش وتصبح صاحبة التاج . ولم يبق هناك الا بعض من هذه القيود آخذة بالانقراض ، مما جعل الصحفيين مضطرين لاستعمال الحنكة في نشر الاخبار والتعليق عليها وجعل أنفسهم رقباء على ذلك ، فلا ينشرون الا ما يصلح للنشر .

    وقد كسبت الصحافة : في هذه المعركة الطويلة حقوقا كثيرة منها :

    ١ - منح الصحافة حق نقد السلوك الرسمي للحكام والموظفين
    العموميين بدون تجن أو تفرض .

    ٢ - منح الصحافة حق نشر أنباء الاجتماعات العامة وضروب
    النشاط الحكومي والوضع السياسي الدولي ، والتعليق عليها بشكل لا يعرض مصالح البلاد العليا للخطر .


    ٣ - منح الصحافة حق نشر الخطب البرلمانية والمرافعات القضائية ، شريطة ألا يكون فيها اساءة لمصلحة خاصة أو عامة .

    ٤ ـ الغاء عقوبة الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق في الجرائم الصحيفة ونظر ما يعرض من هذه القضايا على وجه السرعة ، حتى لا يتضرر الصحفيون أو الذين يرفعون الدعاوى عليهم بالتأجيل والتسويف .

    ٥ - تنظيم شؤون الصحفيين وأصحاب الصحف عن طريق تأليف نقابات صحفية تمنحها الدولة امتيازات خاصة ، ومساعدات تسهل مهمة اعضائها في حضور الاجتماعات العامة وجلسات البرلمان والمجالس البلدية ، وحسميات خاصة في أجور السفر بالسكك الحديدية وأجور البريد والبرق والهاتف ، وتخفيض الرسوم الجمركية على ورق الصحف الوارد من الخارج أو تأمين هذا الورق داخل البلاد بانشاء معمل خاص يغني عن الاستيراد من الخارج.

    ٦ - الحد من عقوبة المصادرة والغاء الترخيص بأوامر ادارية قبل المحاكمة .

    ٧ - وضع تشريعات وقوانين واضحة تحمي الصحفيين من تعسف السلطات الادارية ، وتحدد الجرائم الصحفية تحديداً جامعاً مانعاً لا يدع مجالا للاختلاف في تعريف هذه الجرائم وتفسيرها من قبل الصحافة أو القضاة .

    فخلاص الصحافة أدلة فهي من القيود الاستبدادية هي في الواقع من رقي المجتمع وضمان سلامته . واما أن توجد والقيود في أعناقها لتصبح بوقاً لستر فضائح الاستبداد والاشادة بتصرفات الحاكمين مهما كانت خرقاء ليست صحافة بالمعنى الصحيح بل ورقاً وحروفاً لا غير ونيرانا تحرق الشعب وتجلب اليه الذلة والخنوع . والصحفي الشريف يؤثر الاختفاء على أن يكون مطية لمتنفذ مهما كان شأنه ، وتمتلىء نفسه بذات الروح التي كانت تفعم صدر كامي ديمولان احد صحفيي الثورة الفرنسية حين قال : « هأنذا أمتهن الصحافة . وانها لمهمة حسنة الى حد بعيد ، فلم تعد مهنة محتقرة مأجورة عبدة للحكومة . فالصحفي في فرنسا اليوم يمسك بزمام الموقف، وهو الذي يناقش الشيوخ والقناصل . بل والحاكم المطلق ذاته » . يستثنى من ذلك بالطبع أيام الحروب فان الرقابة ضرورية فيها ، وللحاكم العسكري الحق في ان ينظر عن طريق الرقيب في كل خبر صحفي فيعدل به حسب . مصلحة الوطن . ويستثنى ذلك دائماً حق القانون في سؤال رئيس التحرير عن كل ما ينشر في صحيفته من خبر يكون ضاراً بالفرد أو المجتمع ويعتبر كاتب المقال شريكاً له في هذا الموضوع خشية نشر الاخبار الزائفة أو المبالغ فيها والتي يتسبب عنها كثير من التي تضعف معنوية البلاد هذا فاننا لا نستطيع أن ننفي وجود بعض التفاوت في الحريات الصحفية بالنسبة لاختلاف الاقطار ونوع الحكم فيها ، بحيث نرى حرية الصحافة تبدو جلية في مكان ما بينما يختنق صوتها في مكان آخر خاضعة بذلك لشتى الاعتبارات .

    واذا أردنا أن ندرك مدى الحقوق التي تتمتع بها الصحافة في بلد ما، رجعنا الى ما يخصها من نصوص في الدستور وفي قانون العقوبات المدني وفي قانون المطبوعات ونظام الاصدار والرقابة . أما دساتير الامم وقوانينها المدنية فهي ولا ريب تختلف باختلاف الجماعات وتنوع حكوماتها مما لا شأن لنا به . وأما نظام الاصدار والرقابة فهو لا يخرج عن سبع نظريات لا بد وان كل حكومة قد مرت أو ستمر بأدوارها ثم تستقر على شيء يتناسب ونوع الحكم فيها من دكتاتوري او ديموقراطي .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 08-27-2023 05.21_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	76.1 كيلوبايت  الهوية:	155619 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 08-27-2023 05.21 (1)_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	80.1 كيلوبايت  الهوية:	155620 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 08-27-2023 05.22_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	97.7 كيلوبايت  الهوية:	155621 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner 08-27-2023 05.22 (1)_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	31.9 كيلوبايت  الهوية:	155622

  • #2

    Press and governments

    The conflict between the government and the press

    Since the creation of the press, there has been an ongoing conflict between it and the government. The latter wants freedom and frankness, and the latter is keen to impose its censorship and authority to a great extent, which often led the poor journalist to be killed or imprisoned because of frank news he published to criticize or stimulate ideas. The United Arab Republic witnessed much of this during the era of occupation. Thus, government restrictions were imposed on this work, which should be frank and unopposed. However, this extremism was not frozen in a specific form that did not exceed it, but rather went through a gradual development influenced by the maturity of popular awareness and intellectual alertness until it abandoned its restrictions one after the other until most of its shackles were broken in the past. Most parts of existence. So the press occupies the place of the fourth branch of the government, and then its enemy turns into a close friend who relies on it when a general disease, agricultural pest, or other imminent danger appears. He advises protection through her and uses her to circulate his publications and inform the people of the decisions he makes or defend his point of view on a matter, and then she sits on the throne and becomes the owner of the crown. Only some of these restrictions remain, and they are disappearing, which has forced journalists to use skill in publishing and commenting on the news, and to make themselves censors over that, so they only publish what is suitable for publication.

    In this long battle, the press has won many rights, including:

    1- Granting the press the right to criticize the official behavior of rulers and employees
    General without being crazy or imposing.

    2 - Granting the press the right to publish news of public meetings and other matters
    Government activity and the international political situation, and commenting on them in a way that does not endanger the country’s supreme interests.


    3 - Granting the press the right to publish parliamentary speeches and judicial proceedings, provided that they do not harm a private or public interest.

    4 - Abolish the penalty of pretrial detention pending investigation into newspaper crimes and examine any of these cases presented as a matter of urgency, so that journalists or those filing lawsuits against them are not harmed by delay and procrastination.

    5 - Regulating the affairs of journalists and newspaper owners by forming press unions to which the state grants special privileges and assistance that facilitates the task of its members in attending public meetings and sessions of Parliament and municipal councils, special discounts on railway travel fares, postal, telegraph and telephone fares, and reducing customs duties on newsprint imported from abroad or secure this paper within the country by establishing a special factory that eliminates the need for importing from abroad.

    6 - Limiting the penalty of confiscation and revocation of the license by administrative orders before trial.

    7 - Establish clear legislation and laws that protect journalists from the abuse of administrative authorities, and define journalistic crimes in a comprehensive and prohibitive manner that leaves no room for disagreement in the definition of these crimes and their interpretation by the press or judges.

    The salvation of the press is evidence, as it is one of the tyrannical restrictions that, in fact, is the advancement of society and the guarantee of its safety. Or to exist with chains around its necks to become a mouthpiece to cover up the scandals of tyranny and to praise the actions of the rulers, no matter how clumsy they are, it is not journalism in the proper sense, but rather paper and letters only, and fires that burn the people and bring them humiliation and submission. The honorable journalist prefers disappearance rather than being a ride to an influential person, regardless of his status, and his soul is filled with the same spirit that filled the heart of Camille Demoulin, one of the journalists of the French Revolution, when he said: “Here I am, the profession of journalism. It is a very good mission, as it is no longer a despised profession that is paid as a slave to the government. The journalist in France today holds the reins of the situation, and is the one who discusses the sheikhs and consuls. And even the absolute ruler himself. The exception to this, of course, is during wartime, when censorship is necessary, and the military governor has the right to review, through the censor, every press release and amend it accordingly. National interest . This always excludes the right of the law to ask the editor-in-chief about any news published in his newspaper that is harmful to the individual or society. The author of the article is considered his partner in this matter for fear of publishing false or exaggerated news, which causes a lot of damage that weakens the morale of the country. This is because we cannot. To deny the existence of some disparity in press freedoms in relation to different countries and the type of government therein, such that we see freedom of the press appearing clearly in one place while its voice is stifled in another place, subject to various considerations.

    If we want to understand the extent of the rights enjoyed by the press in a country, we refer to the provisions relating to it in the Constitution, the Civil Penal Code, the Publications Law, and the issuance and censorship system. As for the constitutions of nations and their civil laws, they undoubtedly differ according to the groups and the diversity of their governments, which is of no concern to us. As for the system of issuance and oversight, it does not deviate from seven theories. Every government must have gone through or will go through its roles and then settle on something that is appropriate for the type of rule in it, whether dictatorial or democratic.

    تعليق

    يعمل...
    X