کیف ننهض بصحافتنا
ان القضاء الحازم على هذه العوامل المخربة التي عرضنا لها ، والتي تعرقل سير بعض صحفنا في موكب نهضتنا القومية الحديثة ، ومعالجة هذا الضعف الذي حمل السواد الاعظم من القراء على الاعراض عنها ، والتهافت على غيرها من الصحف الاجنبية يستدعي في كل قطر عربي تعاون الحكومة والنقابة وأصحاب الصحف والرأي العام في هذا السبيل .
والحين الذي تبقي فيه الحكومة ( الصالحة ) على الاصلح مــن الصحف فقط مع مد يد المساعدة لها حين الضيق حتى لا تمد يدها الى مصادر غير شريفة ، وتمتنع عن اعطاء حق الاصدار الا للأكفاء ثقافة وأخلاق وتجعل من رقابتها وقضائها حائلا دون نشر ما فيه تضليل الشعب واشاعة الفتن والانحلال الخلقي والمخاوف في نفوس افراده والحين الذي تساند فيه نقابة الصحفيين وتشرف على تنظيمها وتنفيذ قوانينها ، ثم تقدير هذه للمهمات الملقاة عليها وقبولها لمستوفي شروط حمل اللقب دون غيره ، وطرد من يخل من الاعضاء بشرف المهنة أو يحاول استغلالها لاكتساب المال بطريق غير مشروع . والحين الذي يدرك فيه أصحاب الصحف أنهم باختيارهم لهذه المهنة قد أقاموا من أنفسهم قوادا معنويين لهذا الشعب، فعليهم أن يسهروا على راحته ومصلحته ، ويضحوا أمام عزته وفي سبيل سعادته كل شيء ، وأن يؤمنوا كل الايمان أنهم له وأنه لهم ، وأن عليهم أن يفهموه ويحبوه ويوجهوه لكل خير والحين الذي يحرصون فيه على تنظيم أعمال صحيفتهم الادارية والتحريرية ، وينأون بها عن عبث أقلام انصاف المثقفين ، ويعملون على تنويع موادها واتقان هندستها وطباعتها وصورها . والحين الذي يدرك فيه الرأي العام قيمة الصحيفة الشريفة فيناصرها ويشجعها بمختلف طرق التشجيع ، وينصرف عن قراءة ما عداها الصحف المراوغة التي تخفي وجهها الخادع بقناع الاخلاص والوطنية ومختلف وسائل الاستهواء ثم زينتها أمام اغراء القوي مهما كان شأنه وضميره . ذلك الحين السعيد الذي ننتظره ببالغ الشوق ، لهو الحين الذي يحق لنا فيه أن نفتخر ونعتز بصحافة قوية حرة ، تعبر عن نهضة البلاد العربية ومطالبها ، وتأخذ بيد الشعب العربي الى شاطىء السلام والنور ، وتغدو له بمثابة السفراء الناطقين باسمه ولسانه داخل البلاد وخارج الحدود . فان « لكل أمة صحافتها التي تستحقها » كما يقول ويكهام ستيد .
تعليق