سجل معدل الحرارة العالمية في الأشهر الثلاثة الأخيرة أعلى مستوى لها حتى الآن، على ما أفاد مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي الذي رجح أن يكون العام 2023 أكثر السنوات حرا على الإطلاق.
ونظراً إلى الحر الزائد على سطح المحيطات، يرجح أن يكون 2023 أكثر الأعوام حراً، بحسب ما قالت سامنثا بورغس مساعدة مديرة مرصد "كوبرنيكوس" للتغير المناخي لوكالة "فرانس برس" والتي تزامنت مع تصريحات أممية حول بدء الانهيار المناخي.
وسط نقص حاد في البيانات.. قمة المناخ الإفريقية تقترب
الأخيرة
وسط نقص حاد في البيانات.. قمة المناخ الإفريقية تقترب
التصريحات الجديدة تعيد طرح تساؤلات حول أسباب ارتفاع درجات حرارة الأرض والنتائج المترتبة على ذلك مستقبلاً ومدى خطورتها على الأرض والبشر.
فقد ذكر تقرير نشر في وقت سابق على موقع "sciencealert" شرح فيه الخبراء كيف أصبح عام 2023 حاراً جداً، محذرين من أن درجات الحرارة القياسية هذه ستزداد سوءاً حتى لو خفضت البشرية بشكل حاد انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ظاهرة النينو
وبعد صيف حار قياسي في عام 2022، عادت ظاهرة ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ المعروفة باسم "النينيو" هذا العام، ما أدى إلى ارتفاع حرارة المحيطات.
وأوضح روبرت رود من مجموعة "بيركلي إيرث" الأميركية لمراقبة درجات الحرارة في تحليل، أن هذه الظاهرة ربما تكون قد وفرت بعض الدفء الإضافي لشمال المحيط الأطلسي، رغم أنها لا تزال في بدايتها، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون هذا جزءا صغيرا فقط من التأثير.
الغبار والكبريت
كذلك ربما ارتفعت درجة حرارة المحيط الأطلسي أيضاً بسبب انخفاض مادتين تعكسان عادةً ضوء الشمس بعيداً عن المحيط، وهما الغبار الذي يتصاعد من الصحراء الكبرى والهباء الجوي الكبريتي الناتج عن شحن الوقود.
الأعاصير المضادة "الراكدة"
في موازاة ذلك يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على أنماط الطقس الأرضي، مما يؤدي إلى موجات الحر والجفاف في بعض الأماكن والعواصف في أماكن أخرى.
وقال ريتشارد آلان، أستاذ علوم المناخ في جامعة ريدينغ، إن الجو الأكثر حرارة يمتص الرطوبة ويلقيها في مكان آخر، إذ سلط العلماء الضوء على طول وشدة أنظمة الأعاصير المضادة المتبقية التي تجلب موجات الحر.
تغير المناخ
إلى ذلك قال العلماء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في تقريرهم الموجز العالمي هذا العام إن تغير المناخ جعل موجات الحر القاتلة "أكثر تواتراً وأكثر شدة في معظم مناطق اليابسة منذ الخمسينيات من القرن الماضي".
وارتفاع درجات الحرارة العالمية يجعل موجات الحر أطول وأكثر كثافة. وعلى الرغم من كونه المحرك الرئيسي، فإن تغير المناخ هو أحد المتغيرات التي يمكن للبشر التأثير عليها من خلال تقليل الانبعاثات الناجمة عن الوقود الأحفوري.
بدء الانهيار المناخي
وكانت مؤسسة "بيركلي إيرث" قد حذرت من أن ظاهرة "النينيو" الحالية قد تجعل الأرض أكثر سخونة في عام 2024.
وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن موجات الحر قد تصبح أكثر تكراراً وشدة، على الرغم من أن الحكومات يمكن أن تحد من تغير المناخ عن طريق الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في البلدان.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد أعلن اليوم أن "الانهيار المناخي قد بدأ" في بيان أصدره تعليقاً على إعلان مرصد "كوبرنيكوس" أن صيف نصف الكرة الأرضية الشمالي كان الأكثر حراً على الإطلاق.
وأكد غوتيريش أن العلماء يحذرون منذ فترة طويلة من تداعيات الاعتماد على الوقود الأحفوري، مضيفاً أن المناخ ينفجر بوتيرة أسرع من قدرتنا على المواجهة مع ظواهر جوية قصوى تضرب كل أصقاع الأرض.