هل أنت حامل ؟ ..
« ان للحمل اعراضاً وعلامات عديدة إذا اجتمعت و تكاملت ، أمكن التأكد من وجود الحمل »
كان الطب في غابر الأزمان عـاجزاً عن تشخيص الحمل في أول مراحله ، فلا يملك العلامات الفارقة التي يستطيع استناداً اليها أن تجزم في أمر سيدة ما ، غاب طمثها ، أكانت حاملاً أو غير حامل ؟
وكانت الظنون تتناهب السيدة وذوبها ، والشك يعصف برأس الطبيب فلا يستطيع البت في الأمر قبل مرور أربعة أشهر ونصف الشهر . في هذا العمر يكون الحنين آنئذ قد بلغ في نموه درجة لا تدع مجالاً للشك لهذا فرضت الديانات على المرأة التي فارقها زوجها - لوفاة أو طلاق - أن تقر في بيتها ، فلا تخرج منه أو تجالس رجلاً أو تتزوج آخر قبل
مضي أربعة أشهر ونيف .. أي حتى تظهر أعراض الحمل اليقينية ، في حال وجوده ، وذلك حفظاً للنسل والذرية وضماناً لحقوق الطرفين .
ثم تطور الطب فوصف أعراضـاً عديدة ، إذا اجتمعت وتكاملت جميعها ، أمكن التفكير بوجود الحمل ، وانقلب الظن احتمالاً .
صورة – ٣٨
حامل في شهرها التاسع وخير نصيحة تقدم اليها هي رياضة المشي ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً .
ونوجز في هذا الفصل أعراض الحمل التي يتخذها الأطبـاء نبراساً يهتدون بنوره للخروج من ظلمات الشك الى نور اليقين والتأكد من وجود الحمل أو عدمه .
يقسم الأطباء الحمل الى دورين متساويين ، يبدأ أولها بيوم العلوق ويمتد أجله أربعة أشهر ونصف الشهر ، ويتناول الدور الثاني ما تبقى من أشهر الحمل .
وتكون أكثر أعراض الحمل في الدور الأول خفية مستترة تلتبس مع كثير من الأمراض والآفات . ولهـذا انصب اهتمام العلماء والباحثين الى ايجاد طرق طبية صحيحة تعينهم على معرفة أعراض الحمل في أولى مراحله ... منذ العلوق حتى الشهر الثاني وهو الزمن الذي تستشير فيه المرأة طبيبها أكثر من أي زمن آخر ، لأنها قد تضطرب من انقطاع طمئها فتحاول معرفة سببه . وتتميز هذه المرحلة بقلة أعراضها وغموضها وكثرة الأخطاء التي يتعرض لها الطبيب فضلاً عن السيدة نفسها . ولقد توصلوا أخيراً إلى طرق حيوية وكيماوية أمكن بواسطتها الحزم وتشخيص الحمل ، وسنأتي على ذكرها بايجاز في الفصل التالي :
أما المرحلة الثانية التي تمتد من الشهر الثاني حتى الشهر الرابع والنصف فيملك الطبيب فيها أعراضاً وعلامات عديدة إذا اجتمعت وتكاملت جعلت الطبيب المولد أقل عرضة للخطأ منه في المرحلة الأولى من الحمل .
ويأخذ الدور الثاني للحمل – من الشهر الرابع والنصف حتى الوضع - شكلا واضحاً ، ويبدي اعراضاً ظاهرة متميزة ، يستطـاع بوساطتها ـ غالباً ـ التأكد واثباث الحمل او نفيه ، ويمكن تلخيص اغراض الحمل مما يلي :
١ - ينقطع الطمث ، فلا ترى الأنثى الدم الشهري في اليوم المحدد المعروف لديها ، وكلما انقطع طمث امرأة شابة ذات صحة جيدة ، وطمث منتظم ، ينبغي الاشتباه محملها واستقصاء حالها والتفتيش عن بقية اعراض الحمل سواء السريرية منها أو المخبرية .
٢ - يتبدل حجم الرحم ، فتتضخم وتتدور وتغدو في حجم الماندلينة ( اليوسف أفندي ) في نهاية الشهر الأول ، وفي حجم البرتقالة في نهاية الشهر الثاني . ولا تستطيع الحامل ولا يستطيع ذووها معرفة تطور حجم الرحم ، لأن ذلك يتطلب منهم معرفة طبية ، وتمريناً وممارسة على فحص السيدات . كما انهم لا يستطيعون اجراء الفحص المهبلي الذي يقوم به الطبيب الأخصائي .
٣ - - تبـدلات الثدي : تشعر السيدة بنخزات في الثديين ووخزات ترافقها حكة ، كما تلاحظ فيها تبدلا ً ، ولا سيما إذا كانت خروساً ( أي حاملة للمرة الأولى ) فتذكر انها متضخمتان وان حركات الساعدين والعضدين تحدث فيها قليلا من الألم ، وتنمو هاتان الغدتان كثيراً في بعض الحالات فيتوتر الحلد فوقها ، وتبدو ارتسامات الأوردة واضحة عليه ، وتبرز الحلمة ويصبح لونها قائماً ، وتصطبغ الهالة ايضاً ، ولاسيا في السمراوات ، وتتوتر وتأخذ شكل زجاج الساعة ، وتتضخم الغـدد الدهنية في الهـالة .وتبرز الحلمة فتكون عدداً من الحديبات يبلغ العشر أو العشرين تدعى « حديبات مونتغمري Tubercules Montgomeri » وتشاهد أكثر هذه الأعراض والتبدلات في الثديين عند الخروس ، اما عند غير الخروس فهي غير ثابتة وتختلف في شدتها ولينها باختلاف النساء .
صورة - ٣٩
ارتفاع قعر الرحم عن العانة في أشهر الحمل المختلفة .
صورة - ٤٠
ثدي سيدة حامل
٤ - الاضطرابات الهضمية : هي اضطرابات وظيفية ناتجة عن نمو البييضة ، وتصادف الاضطرابات الهضمية كثيراً في بدء الحمل ، وأبسط مظاهرها الغثيان ، حتى ان بعض الحوامل يصبن بغثيان دائم لا يفارقهن إلا بعد الشهر الرابع وكثيراً ما يرافق الغثيان سيلان اللعـاب الغزير أو القيء .
ويحدث القيء عادة في الصباح حين نهوض الحامل ، وقد يرافقها دوار او يظهر في اثناء الطعام ، او بعده بقليل ، ويتصف القيء الحملي بفقدان الازعاج والجهد فيه فهو لا يضر بالحامـل اذن ، إلا إذا توالى وأدى إلى نقص في التغذية ، وقد يشترك مع القيء والغثيان لذع ( حس حرقة ) مزعج خلف القفص الصدري .
٥ - اما الاضطرابات النفسية والعصبية ، ( الوحام ) فأقل مصادفة من الاضطرابات الهضمية ، وهي تختلف في مظاهرها ، فتتبدى تارة في غرابة الأطوار أو في نفور من بعض الأطعمة وميل إلى بعضها الآخر ، وبتبدل في الأخلاق واضطراب في الوظائف العقلية أحياناً ، وكذلك تشعر الحامل بـ ( هبلات حارة ) أو بصداع أو بدوار أو بميل الى الغشي ، وكثيراً ما تشتكي شدة ميلها إلى النوم . ولا تدوم هذه الاعراض أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر ، فهي تظهر عادة في الشهر الأول ، وقد تدوم حتى الشهر الرابع إلى أن تشعر المرأة بحركة جنينها ، ويكون غيابها إمـا تدريجياً وإما فجائياً جداً ويصعب تقدير القيمة الحقيقية لهذه الأعراض ، العصبية المعروفة بالوحام ، لأنها تنعدم انعداماً تاماً في بعض الحوامل أو تكون سريعة الظهور والزوال ، كما أنها قد تشاهد عند بعض السيدات دون أن يكن حاملات .
وقد تتزايد وطأة الأعراض الهضمية والعصبية ، فتجعل الحامل عرضة لخطر الموت ان لم يتداركها الطب بالاسعاف .
وقد تمكن الطب حديثاً من كشف أدوية قوية ، تخفف من شدة الوحام وآلام الرأس والدوخة وتوقف القيء . ويصف الطبيب لكل حامل ما يوافقها من علاجات ، بعد أن يتأكد من خلو بولها من الزلال وترتكز المعالجة الحديثة على اعطاء المواد ( الأنتي هستامينية Antihistamine ) .
صورة – ٤١
قناع الحمل
وعلى الفيتامين ( ب 6 ) ، وهذه الأدوية متوفرة في الأسواق الطبية بشكل حبوب أو زرقات اختلفت أسماؤها واتفقت تراكيبها ، ولكنها تنزل السكينة والراحة على الحامل التي تكاد تذوي نتيجة آلامها ووحامها وقيئها .
٦ - وأخيرا : يذكر الأطباء بعض علامات أخرى للحمل منها تلون الخط المتوسط الذي يصل السرة بالعانة بلون أسمر ، كما تصطبغ الجبهة والعنق بلون أصفر مائل الى السمرة ، وتمتد الأصبغة الى محيط الفم وخنابتي الأنف مما يسمى ( قناع الحمل ) .
وتكون هذه الاصطباغات أشد وضوحاً في السمراوات ، وهي تزول. بعد الولادة بعدة أسابيع .
و تشكو بعض الحوامل كثرة حاجتها الى التبول .
« ان للحمل اعراضاً وعلامات عديدة إذا اجتمعت و تكاملت ، أمكن التأكد من وجود الحمل »
كان الطب في غابر الأزمان عـاجزاً عن تشخيص الحمل في أول مراحله ، فلا يملك العلامات الفارقة التي يستطيع استناداً اليها أن تجزم في أمر سيدة ما ، غاب طمثها ، أكانت حاملاً أو غير حامل ؟
وكانت الظنون تتناهب السيدة وذوبها ، والشك يعصف برأس الطبيب فلا يستطيع البت في الأمر قبل مرور أربعة أشهر ونصف الشهر . في هذا العمر يكون الحنين آنئذ قد بلغ في نموه درجة لا تدع مجالاً للشك لهذا فرضت الديانات على المرأة التي فارقها زوجها - لوفاة أو طلاق - أن تقر في بيتها ، فلا تخرج منه أو تجالس رجلاً أو تتزوج آخر قبل
مضي أربعة أشهر ونيف .. أي حتى تظهر أعراض الحمل اليقينية ، في حال وجوده ، وذلك حفظاً للنسل والذرية وضماناً لحقوق الطرفين .
ثم تطور الطب فوصف أعراضـاً عديدة ، إذا اجتمعت وتكاملت جميعها ، أمكن التفكير بوجود الحمل ، وانقلب الظن احتمالاً .
صورة – ٣٨
حامل في شهرها التاسع وخير نصيحة تقدم اليها هي رياضة المشي ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً .
ونوجز في هذا الفصل أعراض الحمل التي يتخذها الأطبـاء نبراساً يهتدون بنوره للخروج من ظلمات الشك الى نور اليقين والتأكد من وجود الحمل أو عدمه .
يقسم الأطباء الحمل الى دورين متساويين ، يبدأ أولها بيوم العلوق ويمتد أجله أربعة أشهر ونصف الشهر ، ويتناول الدور الثاني ما تبقى من أشهر الحمل .
وتكون أكثر أعراض الحمل في الدور الأول خفية مستترة تلتبس مع كثير من الأمراض والآفات . ولهـذا انصب اهتمام العلماء والباحثين الى ايجاد طرق طبية صحيحة تعينهم على معرفة أعراض الحمل في أولى مراحله ... منذ العلوق حتى الشهر الثاني وهو الزمن الذي تستشير فيه المرأة طبيبها أكثر من أي زمن آخر ، لأنها قد تضطرب من انقطاع طمئها فتحاول معرفة سببه . وتتميز هذه المرحلة بقلة أعراضها وغموضها وكثرة الأخطاء التي يتعرض لها الطبيب فضلاً عن السيدة نفسها . ولقد توصلوا أخيراً إلى طرق حيوية وكيماوية أمكن بواسطتها الحزم وتشخيص الحمل ، وسنأتي على ذكرها بايجاز في الفصل التالي :
أما المرحلة الثانية التي تمتد من الشهر الثاني حتى الشهر الرابع والنصف فيملك الطبيب فيها أعراضاً وعلامات عديدة إذا اجتمعت وتكاملت جعلت الطبيب المولد أقل عرضة للخطأ منه في المرحلة الأولى من الحمل .
ويأخذ الدور الثاني للحمل – من الشهر الرابع والنصف حتى الوضع - شكلا واضحاً ، ويبدي اعراضاً ظاهرة متميزة ، يستطـاع بوساطتها ـ غالباً ـ التأكد واثباث الحمل او نفيه ، ويمكن تلخيص اغراض الحمل مما يلي :
١ - ينقطع الطمث ، فلا ترى الأنثى الدم الشهري في اليوم المحدد المعروف لديها ، وكلما انقطع طمث امرأة شابة ذات صحة جيدة ، وطمث منتظم ، ينبغي الاشتباه محملها واستقصاء حالها والتفتيش عن بقية اعراض الحمل سواء السريرية منها أو المخبرية .
٢ - يتبدل حجم الرحم ، فتتضخم وتتدور وتغدو في حجم الماندلينة ( اليوسف أفندي ) في نهاية الشهر الأول ، وفي حجم البرتقالة في نهاية الشهر الثاني . ولا تستطيع الحامل ولا يستطيع ذووها معرفة تطور حجم الرحم ، لأن ذلك يتطلب منهم معرفة طبية ، وتمريناً وممارسة على فحص السيدات . كما انهم لا يستطيعون اجراء الفحص المهبلي الذي يقوم به الطبيب الأخصائي .
٣ - - تبـدلات الثدي : تشعر السيدة بنخزات في الثديين ووخزات ترافقها حكة ، كما تلاحظ فيها تبدلا ً ، ولا سيما إذا كانت خروساً ( أي حاملة للمرة الأولى ) فتذكر انها متضخمتان وان حركات الساعدين والعضدين تحدث فيها قليلا من الألم ، وتنمو هاتان الغدتان كثيراً في بعض الحالات فيتوتر الحلد فوقها ، وتبدو ارتسامات الأوردة واضحة عليه ، وتبرز الحلمة ويصبح لونها قائماً ، وتصطبغ الهالة ايضاً ، ولاسيا في السمراوات ، وتتوتر وتأخذ شكل زجاج الساعة ، وتتضخم الغـدد الدهنية في الهـالة .وتبرز الحلمة فتكون عدداً من الحديبات يبلغ العشر أو العشرين تدعى « حديبات مونتغمري Tubercules Montgomeri » وتشاهد أكثر هذه الأعراض والتبدلات في الثديين عند الخروس ، اما عند غير الخروس فهي غير ثابتة وتختلف في شدتها ولينها باختلاف النساء .
صورة - ٣٩
ارتفاع قعر الرحم عن العانة في أشهر الحمل المختلفة .
صورة - ٤٠
ثدي سيدة حامل
٤ - الاضطرابات الهضمية : هي اضطرابات وظيفية ناتجة عن نمو البييضة ، وتصادف الاضطرابات الهضمية كثيراً في بدء الحمل ، وأبسط مظاهرها الغثيان ، حتى ان بعض الحوامل يصبن بغثيان دائم لا يفارقهن إلا بعد الشهر الرابع وكثيراً ما يرافق الغثيان سيلان اللعـاب الغزير أو القيء .
ويحدث القيء عادة في الصباح حين نهوض الحامل ، وقد يرافقها دوار او يظهر في اثناء الطعام ، او بعده بقليل ، ويتصف القيء الحملي بفقدان الازعاج والجهد فيه فهو لا يضر بالحامـل اذن ، إلا إذا توالى وأدى إلى نقص في التغذية ، وقد يشترك مع القيء والغثيان لذع ( حس حرقة ) مزعج خلف القفص الصدري .
٥ - اما الاضطرابات النفسية والعصبية ، ( الوحام ) فأقل مصادفة من الاضطرابات الهضمية ، وهي تختلف في مظاهرها ، فتتبدى تارة في غرابة الأطوار أو في نفور من بعض الأطعمة وميل إلى بعضها الآخر ، وبتبدل في الأخلاق واضطراب في الوظائف العقلية أحياناً ، وكذلك تشعر الحامل بـ ( هبلات حارة ) أو بصداع أو بدوار أو بميل الى الغشي ، وكثيراً ما تشتكي شدة ميلها إلى النوم . ولا تدوم هذه الاعراض أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر ، فهي تظهر عادة في الشهر الأول ، وقد تدوم حتى الشهر الرابع إلى أن تشعر المرأة بحركة جنينها ، ويكون غيابها إمـا تدريجياً وإما فجائياً جداً ويصعب تقدير القيمة الحقيقية لهذه الأعراض ، العصبية المعروفة بالوحام ، لأنها تنعدم انعداماً تاماً في بعض الحوامل أو تكون سريعة الظهور والزوال ، كما أنها قد تشاهد عند بعض السيدات دون أن يكن حاملات .
وقد تتزايد وطأة الأعراض الهضمية والعصبية ، فتجعل الحامل عرضة لخطر الموت ان لم يتداركها الطب بالاسعاف .
وقد تمكن الطب حديثاً من كشف أدوية قوية ، تخفف من شدة الوحام وآلام الرأس والدوخة وتوقف القيء . ويصف الطبيب لكل حامل ما يوافقها من علاجات ، بعد أن يتأكد من خلو بولها من الزلال وترتكز المعالجة الحديثة على اعطاء المواد ( الأنتي هستامينية Antihistamine ) .
صورة – ٤١
قناع الحمل
وعلى الفيتامين ( ب 6 ) ، وهذه الأدوية متوفرة في الأسواق الطبية بشكل حبوب أو زرقات اختلفت أسماؤها واتفقت تراكيبها ، ولكنها تنزل السكينة والراحة على الحامل التي تكاد تذوي نتيجة آلامها ووحامها وقيئها .
٦ - وأخيرا : يذكر الأطباء بعض علامات أخرى للحمل منها تلون الخط المتوسط الذي يصل السرة بالعانة بلون أسمر ، كما تصطبغ الجبهة والعنق بلون أصفر مائل الى السمرة ، وتمتد الأصبغة الى محيط الفم وخنابتي الأنف مما يسمى ( قناع الحمل ) .
وتكون هذه الاصطباغات أشد وضوحاً في السمراوات ، وهي تزول. بعد الولادة بعدة أسابيع .
و تشكو بعض الحوامل كثرة حاجتها الى التبول .
تعليق