هيفاء المنصور: نحتاج تجارب أكثر تحررًّا وتقدمية
2 July، 2023
مرور عقد من الزمن على العرض الأول لـ”وجدة”:
هيفاء المنصور: نحتاج تجارب أكثر تحررًّا وتقدمية .. ومتحمسة لرؤية موجة جديدة من صانعات الأفلام
إعداد مجلة كراسات
بمناسبة مرور عشر أعوام على انطلاق العرض الأول لفيلم “وجدة”لهيفاء المنصور، التي لا تعد فقط أول مخرجة سعودية تصور فيلما روائيا طويلا داخل السعودية، إنما أيضا أحد أبرز صناع السينما في السعودية والمنطقة العربية، بهذه المناسبة الجديرة بالاحتفاء تعمدنا الذهاب لتقصي حضور المنصور كمخرجة في الصحافة العالمية. وتأمل هذا الحضور الذي أدهشنا فعلا. إذ يكاد لا يوجد منبر مهم لم ينشر حوارا معها، أو مراجعة لأحد أفلامها. مما جعلنا أمام مادة ثرية ومتنوعة. وكلها تؤكد نضال المنصور من أجل مكان لها وسط ظروف بالغة الصعوبة. هذا المكان الذي سيغدو فسيحا ويستوعب صانعات وصناع سينما سعوديين آخرين. فقد وصلت هيفاء المنصور إلى هذه المكانة عالميا، ليس بسبب كونها امرأة سعودية فحسب، إنما بسبب المواضوعات الإشكالية التي عالجتها بعمق وجرأة في أفلامها، مما لفت إليها الأنظار.
وقد جمعنا مادة متنوعة من مصادر مختلفة. ولأن هذه المواد تتناول المواضيع نفسها، وتحديدا بدايات المنصور، وكيف صورت فيلميها “وجدة” و”المرشحة المثالية”، فقد عمدنا إلى ما يشبه المونتاج. لنصل إلى مادة ثرية، دون تكرار، تضيء فيها المنصور محطات مهمة في تجربتها، وتطرح أسئلة جديدة على نفسها وعلى الأجيال السينمائية في السعودية. وتبوح فيها بأحلامها وتطلعاتها لمستقبل السينما في السعودية.
كسر السقف الزجاجي
ريتا دي سانتو
هيفاء المنصورـ مواليد 10 أغسطس 1973 في مدينة الهفوف في الأحساءـ لا تحتاج إلى الكثير من التعريف. باختصار هي امرأة تصنع التاريخ؛ فهي أول مخرجة أفلام سعودية، وأول فيلم روائي طويل لها كان “وجدة” 2012. الفيلم الذي أخرجته أثناء الاختباء بمؤخرة شاحنة في شوارع الرياض. وقد ظهر لأول مرة في المنافسة بمهرجان البندقية السينمائي. أما أحدث أفلامها”المرشحة المثالية” 2019 فهو دراما سياسية حول امرأة تُرشح لمنصب محلي، ثم سرعان ما تكتسب حملتها زخماً غير متوقع. عُرض هذا الفيلم أيضًا في مهرجان البندقية.
تعيش المنصور الآن في الولايات المتحدة مع زوجها الأمريكي برادلي نيمان وطفليها آدم وهيلي. لكنها ولدت ونشأت في مدينة صغيرة بالسعودية. ثم قررت السفر لدراسة السينما في القاهرة بدعم من والدها. التقيتُ بهيفاء في النسخة الأولى من “مهرجان البحر الأحمر السينمائي” في جدة، وكان هذا الحوار:
مخرحة أفلام
كيف أصبحت أول مخرجة سعودية؟
لقد صنعت حظي الخاص. بداية من ولادتي في بلدة صغيرة في المملكة العربية السعودية. مسقط رأسي الذي نشأت فيه، ولم يكن به أي فرصة لتعلم الإنجليزية على الإطلاق. ثم التحقت بالمدارس العامة، وسط بلدة مغمورة بالكاد تظهر على الخريطة. لكنني مع ذلك كنت محظوظة، لأن والديّ اللذين لا يتحدثان الإنجليزية أيضًا، واللذان من الطبقة الوسطى، كانا يتمتعان بمفهوم متحرّر إلى حد ما. فلم يجبراني على ارتداء الحجاب مثلاً، كأغلب الفتيات في المنطقة. كانا منفتحين؛ عرّفاني على الموسيقا، وحافظا على رواجها في بيت العائلة. لكنني في المجمل عشت طفولة تقليدية كطفولة أي سعودية آنذاك.
متى أدركت أنك أصبحت أول مخرجة أفلام سعودية؟
كنت حينها فتاة صغيرة للغاية، سواءً على مستوى العمر أو الخبرة. ولم يكن لدي أي علاقة مع السينما أو مشاهيرها. كنت أصنع أفلامًا من أجل متعتي فقط. وكان فيلمي الأول تجربة هواة بامتياز. كلّفت أخي بحمل الكاميرا، وكانت أختي هي النجمة. لم أكن أعرف حتى كيف أحرّر الفيلم. ببساطة لم أكن أعرف ما هو مفهوم الفيلم القصير من الأساس. أرسلت تجربتي الأولى إلى مهرجان سينمائي في أبو ظبي. قُبِل الفيلم وأرسلوا لي دعوة. ذهبت إلى هناك ولم أكن أعرف ما الذي كان يحدث حولي. لقد قالوا لي “أنتِ أول مخرجة أفلام من السعودية”. فقلت مؤكدة “نعم أنا كذلك!”. أعتقد أنه إذا كانت المرأة لديها شغف لرواية قصة، فسيكون هناك مكان لها. دائمًا هناك شيء ما للأشخاص الذين هم على استعداد لتغيير مجرى حياتهم. فقط أولئك الأشخاص، هم من يمكنهم فعلها. ولا يمكنك إجبار الأشخاص الذين لا يريدون فعل أي شيء على المحاولة. أليس كذلك؟ لكن الأشخاص الذين يريدون خوض مغامرة في الفن، سيجدون طريقهم لا محالة. فهناك دائما مخرجة شابة تعيش في بلدة صغيرة مثلي، بعيدًا عن أي مكان، ولا بد أن هناك مكان وفرصة لها كي تبدأ.
إذا كانت لدى المرأة شغف لرواية قصة ما؛ فستجد مكانا لها.
الآن، وأنتِ خارج الولايات المتحدة، ما هو شعورك بعد عودتك إلى السعودية؟
إنه لأمر مدهش أن تصل إلى المطار. وأن ترى نسبة النساء اللواتي انخرطن في الوظائف العامة، وفي مراقبة جوازات السفر وفي كل مكان. عندما كنت في مثل عمرهنّ في السعودية، لم يكن يُسمح للنساء على الإطلاق بالتواصل مع الجمهور. كان علينا أن نكون محصنين ومستترين. أتذكر أنني قابلت شخصية دينية، كان محافظا للغاية، لكنه الآن تغير كثيرًا وأصبح متحررًا ومؤيداً للتغيير. كان من أقواله القاسية تجاه المرأة: “للمرأة ثلاثة أماكن. بيت أبيها، وبيت زوجها، وقبرها”. ولكِ أن تتصوّري الآن مدى ما حدث من تغيير؛ كيف أصبحت النساء متحررات ويتواجدن في الأمكنة العامة؟! إنه لأمر مدهش حقًا!.
إن مهمة سرد القصص والتجارب السعودية أمر معقد للغاية. وذلك لأن التغيير الذي حدث كان جوهرياً وملموساً للغاية. فمثلاً: لدي أخت طُلّقت من زوجها مؤخرًا. وقبل أن يأخذ طليقها الأطفال، لم تكن أي أم قادرة على اتخاذ أيّ إجراءات رسمية، أو الذهاب إلى المحكمة للمراجعة دون ولي أمر. لم تكن القيادة مسموحة للمرأة آنذاك. ولكن بعد التغيير يمكن لأختي القيادة. ويمكنها أن تأخذ أطفالها. ويمكنها أن تقوم بجميع أعمالها. إنها تشعر بقوة تمكينها، وبقدرتها كإنسانة على ممارسة عملها الخاص بكل حرية، وهو أمر يعني الكثير بالنسبة لها. أتذكر أنني عندما تزوجت، لم يُسمح لي بإجراء فحوصاتي الطبية بنفسي. وكان على زوجي الأمريكي التوقيع نيابة عني. الآن يمكن للمرأة اتخاذ قراراتها بنفسها وإجراء فحوصاتها الطبية دون إذن من زوجها.
غير مسموح بدخول النساء
كانت السينما ممنوعة في السعودية، وبدأت بمشاهدة الأفلام على أشرطة الفيديو مع والدك. متى أتيحت لك الفرصة لمشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة؟
أتذكر أنني عندما كنت طفلة، كنت أحاول الاستئجار من متاجر الفيديو في السعودية. كنت في الرابعة عشرة من عمري، أرتدي حجابي وأذهب مغطاة بالكامل. كانت هناك لافتة خارج المتجر “غير مسموح بدخول النساء”. وهكذا كنت أضطر للبقاء خارج المتجر، واكتفي بإلقاء نظرة على الكتالوج، إلى أن ينتهي الأمر بوالدي إلى استئجار الأفلام التي أردت مشاهدتها. كنا أيضًا نسافر إلى مصر بانتظام، حيث تمكنت من مشاهدة الأفلام على شاشة كبيرة. أتذكر ذلك بوضوح شديد. وإنه لأمر مدهش الآن أن ترى السينما وغيرها في متناول النساء بسهولة.
ما هي آمالك بهذا المهرجان؟ ما نوع السينما التي يمكننا إبداعها، وما الذي علينا القيام به على أكمل وجه؟ وما هو التالي من تخوم وآفاق ستكون لهذه الصناعة؟
أريد أن أرى المزيد من صانعات الأفلام. أعتقد أن السينما السعودية الآن عفوية ووديّة للغاية لأنها لا تزال في البداية. لكن تبقى هناك مساحة كبيرة للنساء لسرد قصصهن المذهلة. متحمسة لرؤية موجة جديدة من صانعي الأفلام، وخاصة من النساء. و آمل أن يصبح هذا المهرجان مكانًا تُدّشن فيه مسيرة صانعي الأفلام في الشرق الأوسط. بحاجة أكثر إلى رؤية المزيد من التجارب من هذا العالم، بحاجة إلى رؤية تجارب أكثر تحررًّا وتقدمية. إنها عملية ونهج علينا المضي فيه. نحن بحاجة إلى الانفتاح على العالم، وها نحن منفتحون فعلاً. بحاجة إلى سماع و رؤية المزيد من القصص المحلية التي يمكن أن تحدث تحولًا ثقافيًا.
السينما السعودية الآن عفوية ووديّة وما تزال في بدايتها، لكن ثمة مساحة كبيرة للنساء فيها كي يسردن قصصهن المذهلة.
توازن
هل يمكنك إخبارنا بشيء عن فيلمك “المرشحة المثالية”؟ أحببت هذا الفيلم.
إنه فيلم يُظهر كيف يضطهد النظام الأبوي المرأة ويقمعها، ولكن بطريقة ممتعة أيضًا للمشاهد. إنها قصة تحمل رسالة، ولكنها قصة مسلية أيضًا.
كيف تمكنتِ من تحقيق هذا النوع من التوازن؟
يتوقع المشاهد فيلمًا حزينًا عن شخص يتعرض للقمع. لكنني دائمًا أريد أن أريه أبطالًا، وليس ضحايا. ربما ولدوا في ظروف صعبة، لكن ظروفهم لم تهزمهم. أريد من الجمهور أن يحب الفيلم ويستمتع بمشاهدته. قوة السينما في الترفيه. أريدهم أن يذهبوا ويستمتعوا، حتى لو كنت أحمل قصة حزينة.
قوة السينما تكمن في كونها ترفيها، لذا فإنني أحرص على أن يحب الجمهور الفيلم ويستمتع بمشاهدته حتى ولو حمل قصة حزينة.
35 عاما التي مُنعت فيها دور السينما، ماذا فعلت لك؟
جعلني المنع أقدّر السينما أكثر. أصبحت السينما في كل مكان تقريبًا بفضل منصة نتفليكس ومنصات أخرى. السينما تعيش لحظة هشة قليلاً في العالم، لكن ليس في السعودية. نحن مفتونون بالسينما لأننا لم نحظى بها منذ عقود طويلة. هناك هذا الحنين لمشاهدة فيلم مع أشخاص في قاعة واحدة وأمام شاشة واحدة. إنها تجربة لم نعشها، ونحن متشوقون لخوضها.
نحن مفتونون بالسينما لأننا لم نحظى بها منذ عقود طويلة وما زلنا أمام مجتمع محافظ ويلزم الكثير من النضال لتغييره.
يمكننا بوضوح ملاحظة بزوغ جيل جديد من صانعات الأفلام في السعودية. هل هذا الحضور القوي للمرأة يحدث فقط في السينما، أم في جميع مجالات المجتمع؟
المرأة للتو تمكنت من نيل لحظتها. قبل هذا التغيير، كان هناك سقف زجاجي، حدّ معيّن، حاجز غير مرئي، يمنع المرأة من التقدّم أكثر. أعتقد أن ذلك السقف الزجاجي لم يعد له وجود بعد الآن. يمكن للمرأة أن تُبدع ما تشاء إذا كانت تؤمن بأنفسها. ولكن بالرغم من ذلك، ما زلنا أمام مجتمع محافظ وسيكون هناك الكثير من النضالات لتغييره. إنه ليس حلمًا. إنها ليست صورة وردية، لكنها صورة تستحق أن تُروى. وهي رحلة تستحق القيام بها لأنها ستؤتي ثمارها. ستكون هناك صعوبات، ستكون هناك مقاومة للتغيير. ولن يقبل الناس هذا التغيير على الفور، وذلك لأننا كنا محافظين لفترة طويلة. لا يمكننا تخيل وجود مؤلفة موسيقية لأن مجال التأليف الموسيقي مُسيطر عليه. ولذا لن يكون الأمر سهلاً. كل ما تحتاجه النساء هو الاستفادة القصوى من هذه اللحظة، وألا يقبلن أبدًا بـ “لا” كإجابة، وأن لا يخفن من التحديات.
هل تعتقدين أن فوز المخرجة الصينية كلوي تشاو بجائزة الأوسكار أحدث فرقًا كبيرًا؟
إنه لأمر مدهش أن نرى نساء ملونات يحتللن المرتبة الأولى. كان الحدث مؤثر بالنسبة لي. أتمنى حدثاً مماثلاً لجين كامبيون مخرجة فيلم “قوة الكلب”. متحمسة لها حقًا. سيكون من الرائع فوز امرأة أخرى بجائزة الأوسكار. سيؤدي ذلك إلى إحداث ضجة وسيمهد الطريق للناس كي تفهم أنّنا جزء من الصناعة السينمائية. وأنّنا صناع أفلام ويجب أن نُفهم ونُقيم على هذا الأساس.
“البيانو” للمخرجة جين كامبيون أحد أفلامي المفضلة. درسته في كلية الدراسات العليا، ويحضرني كثيرًا كلما أقدمت على صناعة تجربة جديدة.
ما هو شعورك لكونك أول مخرجة تصنع التاريخ – تاريخ السينما السعودية؟
أشعر بالفخر. و آمل أن أُلهم فتيات أخريات ليصنعن أفلامًا. فخورة للغاية، ولكنني لست بأي حال من الأحوال نموذجًا يحتذى به. آمل أن يتخذ الناس قرارات أفضل.
القيادات النسائية منسحقة
كاث كلارك
“كلما أخبرت زملائي في المدرسة أنني استمعت إلى الموسيقى، يأتيني هذا الرد: “ستذهبين مباشرة إلى الجحيم”.
هيفاء المنصور.
… يبدأ أحدث أفلام هيفاء المنصور”المرشحة المثالية” بمشهد طبيبة، في العشرينات من عمرها، تقود سيارتها باتجاه مقر عملها. في أي فيلم آخر لن تعبأ بحقيقة وجود امرأة خلف عجلة القيادة. لكن هذه المرأة التي كانت ترتدي العباءة والنقاب الأسود، موجودة في المملكة العربية السعودية. والتي كانت النساء فيها حتى عام 2018 تُمنع من القيادة. أضافت المنصور المشهد كلحظة مثيرة للجماهير النسائية في المملكة العربية السعودية. ودعوة جماعية ليهتفن بصيحات النصر. تقول المنصور: “أعلم أن هذا يبدو في الغرب وكأنه مشهد منطقي”. وتضيف: “لكنني أعتقد أنهم ساعدوا النساء حقًا على رؤية أنفسهن كأشخاص مستقلين”. ثم رمقتني بنظرة جادة، لمعرفة ما إذا كنت أفهمها. “بالنسبة للنساء المهنيات الأصغر سنًا، فإن هذا يعني لهن الكثير، لأنه يمنحهن شعور السيطرة على مصيرهن”.
من مؤخرة شاحنة
في عام 2012 أطلقت أولى أفلامها الطويلة “وجدة” الذي صوّرته وهي مختبئة في مؤخرة شاحنة في شوارع الرياض. فقد كان من المستحيل أن تُرى امرأة في الشارع وهي تصدر الأوامر للرجال. لذلك ظلت بعيدة عن الأنظار، واستخدمت جهاز اتصال لاسلكي. تقول المنصور: (لكنني متأكدة من أن صوت توجيهاتي كان مسموعًا في جميع أنحاء الرياض.” افعل ذلك! “اسحب الكاميرا للخلف”). كان الفيلم رائعًا ومضحكًا. قصة مؤثرة عن فتاة عنيدة تبلغ من العمر 10 سنوات لا تتوانى عن فعل أي شيء لركوب الدراجة. تعرّضت المنصور لتهديدات عديدة بالقتل لكنها تجاهلتها: “أخبرني أحدهم أنهم جهّزوا نعشًا من أجلي”. اقضِ خمس دقائق في شركتها وستذهلك طاقتها المتفائلة.
فيلمها الجديد هو قصة أخرى مُلهمة عن صمود النساء، هذه المرة عن طبيبة شابة تُرشح، بالصدفة تقريباً، لمنصب في الانتخابات المحلية. في هذا الفيلم، وبعد تخفيف القيود التي تفصل بين الرجال والنساء، تمكنت المنصور من العمل في الأماكن العامة. “لم أكن في الشاحنة هذه المرة”، تبتسم “كنت أصرخ في وجه كل طاقمي شخصيًا!”
نلتقي في لندن في يوم المرأة العالمي، حيث لا يزال التباعد الاجتماعي أمرًا جديدًا. دخلت المقهى، صافحت يدي. وبعد أن أدركت انتهاك قواعد التباعد سارعت إلى حقيبة يدها. أخرجت زجاجة معقم اليدين ومنحتني بخّةً منه. تلك اللفتة منها تنّم عن مزيج من الدفء والاهتمام.
قبل أربع سنوات انتقلت المنصور من البحرين إلى لوس أنجلوس مع زوجها الدبلوماسي الأمريكي برادلي نيمان، وابنهما آدم (12 عامًا)، وابنتهما هيلي (10 أعوام). “إنهما أمريكيان للغاية” هكذا تقول المنصور عنهما، وتردف: يقولون dude”بلكنة أمريكية.”. تفتقد المنصور مسقط رأسها. لذلك كتبت فيلمها “المرشحة المثالية” الذي لعبت فيه الممثلة التلفزيونية ميلا الزهراني دور الطبيبة مريم. وهي طبيبة شابة تتمتع بكفاءة عالية وتعمل في مستشفى متهالك.
يصور الفيلم المجتمع في خضم التحوّل. في وقت تتمتع فيه المرأة بقدر أكبر من الحرية، إلّا أن المجتمع ما زال متردّدا في احتضانها. عندما كانت مريم تقود حملة جمع تبرعات من النساء كان الرد محبطًا: “زوجي سيقتلني إذا صوّتت لك، “أتمنى أن تفوزي، لكنني لا أصوت”. تمر بوقت عصيب خلال الحملة الانتخابية، وقد سخر منها مقدم برامج تلفزيونية، وانتُقِدت على أنها صاخبة وغير أنثوية.
هل كانت المنصور تعالج معضلة أكثر شمولية؟ “نعم، لقد سُحقن. انظري إلى هيلاري كلينتون. إن رؤية النساء في مناصب قيادية أمر يحتاج الناس للتعود عليه “.
في بداية الفيلم نرى مريم مُحجبة؛ ولكن مع ازدياد ثقتها في هويتها الداخلية، تخلت عنه. ماذا أرادت المنصور أن تقول عن الحجاب؟ “في البداية كانت مريم تريد أن تتأقلم مع المجتمع. وماذا يتوقع المجتمع من النساء؟ أن تكون مُغطّاة. ولكنها في النهاية تستوعب معنى التحدي. يتعلق الأمر باحترام الذات، إن هوية الإنسان تكمن في وجهه. أعتقد أن تغطية الوجه من أخطر الأشياء التي حدثت للثقافة الإسلامية “. ولأول مرة منذ بدء حديثنا أرى المنصور بهذة الجديّة المفرطة. “نحن بحاجة إلى عالمات مسلمات يمكنهن تفكيك ومساءلة الكثير من المؤلفات حول جسد المرأة والحجاب. على سبيل المثال، عندما كنت طفلة، قيل لي: “أنتِ مثل الكعكة. إذا لم تغطينها، سيأتيها الذباب. ” هنا يُلقى اللوم على الضحية وتصبح مسؤولة. وهذه هي العقدة النفسية التي تمر بها الكثير من النساء المسلمات؛ إذ يتعين عليهن أن يتحجبن لأنهن سيكنّ مسؤولات عن تصرفات شخص آخر “.وتضيف المنصور: “إن قواعد اللباس بالنسبة للمرأة قد تغيرت في المملكة العربية السعودية. وتم تشجيع النساء على عدم تغطية جسدهن بالكامل. لكن الكثير من النساء ما زلن يتشبثن بالقواعد القديمة، لأن هذا ما نُقش في أذهانهن منذ البداية، ولأن هذا ما يجعلهن صالحات وعفيفات ونبيلات.”
نحن بحاجة إلى عالمات مسلمات يمكنهن تفكيك ومساءلة الكثير من المؤلفات حول جسد المرأة والحجاب.
هوية الإنسان تكمن في وجهه، وتغطية الوجه من أخطر ما حدث في الثقافة الإسلامية.
هوية الإنسان تكمن في وجهه، وتغطية الوجه من أخطر ما حدث في الثقافة الإسلامية.
متمردة بالفطرة
الفيلم، على ما أعتقد، له تأثير إزالة الأسطورة أيضًا. إنه درس للجماهير في الغرب أن ما يكمن خلف العباءة والحجاب في الشرق الأوسط عبارة عن نساء معاصرات في العالم. تقول المنصور: “المرأة السعودية جريئة وواسعة الحيلة ، جرّب شراء سجادة من سيدة سعودية، سوف تأخذ كل أموالك. المرأة السعودية ذكية جدًا”.
تمنحك المنصور انطباعًا بأنها متمردة بالفطرة. نشأت في بلدة صغيرة محافظة، وتصف نفسها بأنها طفلة خجولة. هي الثامنة من بين 12 طفلاً في منزل وفّر لها بيئة أكثر تسامحاً وانفتاحاً، كما أن والدها كان شاعراً ومفكراً. تساءلت من أين تأتي نزعة التمرد؟ فرّدت سريعًا: “والدايّ”. ثم أضافت: “لم نكن نمتلك المال الكافي، إلاّ أنني مع ذلك كنت أشعر بالمكانة والامتياز حقًا. أحسست بالاحترام كوني فتاة. فلم يقل لي والدايّ قط: “لأنك امرأة لا يمكنك فعل هذا”. كانت الموسيقا تملأ منزلها، وفي مراهقتها كانت تشاهد أفلام جاكي شان وأفلام بوليوود. تقول المنصور عن تلك المرحلة: ” كلما أخبرت زملائي في المدرسة أنني استمع إلى الموسيقى، يأتيني هذا الرد: (“ستذهبين مباشرة إلى الجحيم، لا نريد اللعب معك”، لذلك كنت أشعر أنني دخيلة وغريبة).
بعد دراسة الأدب، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حصلت المنصور على وظيفة تسويق في شركة نفط سعودية. تقول عن تلك التجربة: “لم يستمعوا إليّ أبدًا في الاجتماعات. كنت غير مرئية “. بدأت المنصور مشوارها السينمائي بإخراج أفلام قصيرة بمساعدة أشقائها. وفي عام 2005، التقت بالسيد نيمان أثناء عرض أحد أفلامها الوثائقية في السفارة الأمريكية في السعودية، حيث كان يعمل ملحقًا ثقافيًا. وعندما نُقل إلى أستراليا، درست السينما في سيدني، وكتبت السيناريو الذي أصبح فيلم “وجدة”.
في الوقت الحالي تخطّط المنصور لصناعة أفلام في السعودية والدول الغربية. وتقول أنها وصلت إلى هوليوود في الوقت المناسب: “كسبتُ الكثير من الفرص، وخضتُ العديد من الاجتماعات. لدي الفرصة الآن لبناء سيرة ذاتية فنية تسمح لي، كما آمل في غضون عامين، بإخراج فيلم كبير حقًا وبميزانية كبيرة “. هل ستكون المنصور مستعدة لصنع فيلم ضخم؟ ترفع حاجبيها مندهشةً من مجرد طرحي مثل هذا السؤال، وترّد: “نعم! أعتقد أنني أستطيع صنع فيلم مذهل بقيمة 100 مليون دولار. قبل عشر سنوات، لم يكن ذلك متاحًا بالنسبة لصانعة أفلام مثلي، ليست بيضاء اللون وليست أمريكية، وليست رجلاً “.
الجدير بالذكر أن حملات مثل حملة “#MeToo” الهاشتاج المناهض للتحرش الجنسي على تويتر، وحملة “#OscarSoWhite” التي جاءت كرّد فعل على ترشيحات جوائز الأوسكار عام 2015، والتي مُنحت جميعها لممثلين بيض، هذه الحملات أحدثت اختلافات حقيقية وذات مغزى جوهري لنساء مثل المنصور: “ما حدث مع هارفي واينستين كان بمثابة دعوة للاستيقاظ. نزعة كراهية النساء التي أخذناها كأمر مسلم به لم تعد مقبولةً بعد الآن. هناك نية وعزم للتحسّن للأفضل، ومسؤولية هذا القرار تعود إلينا نحن صانعات الأفلام، لاغتنام الفرص والعمل بجد لإظهار ما لدينا للعالم”.
الآن يمكنني أن أصنع فيلما مذهلا بقيمة 100 مليون دولار، لكن ذلك لم يكن متاحا قبل عشر سنوات لصانعة أفلام ليست أمريكية ولا بيضاء.
أعمل بجدّية لصناعة افلام جديرة بالتصديق
علي موسوي
ما الذي ألهمك لكتابة المرشحة المثالية؟
هناك تغييرات مذهلة تحدث الآن في الوطن، في السعودية، وشعرت أنني أريد حقًا المساهمة في التغييرات الإيجابية التي تحدث هناك. لقد مررنا بفترة طويلة من الزمن لم يتغير فيها شيء. حتى بدا لنا أن الأمل في نيل أدنى درجات الانفتاح أو في تخفيف القيود الثقافية التي كنّا نعيشها بات من المستحيلات. خاصة عندما يتعلق الأمر بحياة النساء. لكن وتيرة التغيير الآن سريعة جدًا لدرجة يصعب معها مواكبة هذا التغيير. والتحدي الآن هو تشجيع الناس على الظهور والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لهم. وبالنسبة للنساء على وجه الخصوص، فسوف يستغرق الأمر منهن نقلة نوعية وكبيرة في التفكير لفهم واعتناق الحريات التي لديهن الفرصة الآن لاستكشافها.
إن معدل التقدم في مجال حقوق المرأة السعودية يتصاعد بسرعة كبيرة. وكما شاهدت في “المرشحة المثالية”، يمكن للمرأة الآن القيادة. كما مُنح حق آخر للمرأة، وهو السماح لها بالسفر دون إذن سفر من الزوج أو الأب، وهي إحدى المشكلات التي تواجهها مريم في الفيلم.
كيف أثرت هذه التغييرات على النصوص الخاصة بأفلامك؟ هل تشعرين أنكِ – ولو بطريقة متواضعة – قد ساهمتِ في تشكيل هذه التغييرات؟
آمل أن يساهم الفيلم في تشكيل الطريقة التي ينظر بها الناس إلى هذه التغييرات. نُفتن أحيانًا بالخطاب السياسي دون أن نفهم تمامًا تأثير هذه الأنواع من الممارسات التقييدية على حياة النساء. آمل أن يتمكن الناس من فهم هذه القضايا بشكل أفضل من خلال مشاهدة الفيلم الذي يُظهر تفاصيلها عن كثب. وكما هو الحال مع فيلمي الأول وجدة، لم يكن الأمر أن الدراجات الهوائية كانت محظورة على النساء، بل كان الأمر يتعلق فقط بأن المجتمع اختار الحد من قدرة الفتيات على ركوبها. أردت أن أبين للناس ما الذي يمكن أن يعنيه ركوب دراجة بالنسبة لطفلة صغيرة، إحساسها بالرياح من خلال شعرها بينما تنزلق في الشارع، وكيف أن هذا الفرح أمر يجب أن نشجعه في بناتنا.
مسئولية دولية
من صانعي الأفلام الذين ألهموك في تجربتك؟
يعتبر فيلم “البيانو” للمخرجة جين كامبيون أحد أفلامي المفضلة. كنت محظوظًة لأنني قضيت بعض الوقت في دراسته في كلية الدراسات العليا. يحضرني هذا الفيلم، وأفكر فيه كثيرًا أثناء صنع تجربتي الخاصة، إنه عمل بارع. وهناك الكثير الذي ستخرج به مع كل مرة نشاهده فيها. أحب أيضًا الأخوين داردين، لقد أثرّ فيلمهم روزيتا عليّ بشدة.
مع فيلم “وجدة” صنعتِ التاريخ كأول مخرجة أفلام سعودية، وأيضًا كأول فيلم سعودي يحقق هذا النجاح العالمي. كيف أثر هذا المستوى من النجاح على عملك؟ وهل تشعرين بعبء إضافي، من المسؤولية كونك أشبه بسفيرة عالمية غير رسمية للسينما السعودية؟
لطالما شعرت بمسؤولية منح إطلالة صادقة عن السعودية إلى بقية دول العالم. وذلك لمحدودية الانطباعات المتوفرة عنّا لدى الآخر. يبدو أن المشاهدين الأجانب يروننا بالأبيض والأسود (جزئيًا لأننا نلبس بهذه الطريقة!) وهذا بسبب أنهم لم يتلقوا أبدًا صورة كاملة عن هويتنا. أردت بالتأكيد أن أصنع الشعور بأن الفيلم “حقيقي” وأن أقدم نظرة واقعية للحياة السعودية. من النادر أن نرى أنفسنا على الشاشة بطريقة تشبه الأفلام الوثائقية، ولذلك أعمل بجدّية لصناعة افلام جديرة بالتصديق قدر الإمكان.
لطالما شعرت بمسؤولية منح إطلالة صادقة عن السعودية إلى بقية دول العالم، وذلك لمحدودية الانطباعات المتوفرة عنّا لدى الآخر.
ظهر معظم الممثلين في فيلم “المرشحة المثالية”، وفي فيلم “وجدة” أيضًا، كوجوه جديدة في عالم السينما، لكنهم قدموا عروضًا جديرة بالثناء. ما مدى صعوبة العثور على ممثلين لفيلم؟ وهل واجهت الممثلات مقاومة من عائلاتهن؟
من الصعب دائمًا اختيار الممثلين في السعودية، جزئيًا بسبب القيود الاجتماعية، ولكن غالبًا، وبشكل أساسي بسبب عدم وجود وكالات اختيار مناسبة وعدم توّفر ممثلين محترفين ومُدربين. لكني استمتع بالعثور على أشخاص يستطيعون تجسيد جوهر الشخصيات التي سيقومون بتمثيلها، والاستفادة من تجاربهم الشخصية في بناء أدوارهم. لذا فإن الكثير من حركاتهم وسلوكياتهم تأتي من حياتهم الخاصة. وقد أدهشوني عندما استحضروا بعض السمات من حياتهم الخاصة: مثل القبلة على الجبين التي كانت لفتة لطيفة وصادقة منهم. كانوا مُقنعين للغاية.
كيف هي صناعة السينما في السعودية وكيف سيكون مستقبلها؟ وما مدى مشاركتك في توسيع آفاقها؟
سعيدة جدًا لرؤية جهود حقيقية تُبذل لبناء البنية التحتية لصناعة السينما في السعودية. أمامنا طريق طويل علينا اجتيازه، وتجري حاليًا استثمارات عظيمة لتأسيسها، والتي ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب جدًا.
من المواضيع التي تطرقت لها في الفيلم موقف الرجال من النساء في المجتمعات الأبوية المحافظة مثل السعودية. فهل ترين تغييرات إيجابية في هذا الصدد أيضًا؟ على سبيل المثال، تجاه المطربات؟
المواقف لا تتغير بسهولة، ولذا فإن جزءًا من هدف فيلمي هو بدء حوار حول القيم الأساسية التي تكمن في قلب هذه القضايا. لقد شُوهت سمعة المطربات على مدى أجيال، ولذا فإن هذا ليس موقفًا سيتغير بين عشية وضحاها.
أخرجتِ فيلم “ماري شيلي” ـ دراما تاريخية ـ و”Nappily Ever After” ـ كوميديا رومانسية ـ وبعض الحلقات من مسلسلات تلفزيونية مختلفة. فما الذي اكتسبته منهذه التجارب؟
عملت على العديد من المسلسلات التلفزيونية وكانت تجربة قيّمة للغاية. سرعة إنجازها أسرع بكثير من الفيلم الذي قد يستغرق سنوات من التطوير. في التلفزيون، يجب أن تتعلم الطرق المختلفة لتنفيذ كل حلقة. ولقد تمكنت من تجربة مختلف أنواع التقنيات الجديدة، من المؤثرات الخاصة إلى الدراما التاريخية، وكان من الممتع للغاية استكشاف وتجربة هذه الأنواع المختلفة.
هل تخططين للمواءمة بين إخراج سيناريوهات الآخرين في الولايات المتحدة أو أوروبا وبين العمل على كتابة وإخراج أفلامك الخاصة في السعودية؟
نعم، وحالياً متحمسة جدًا لفيلم بالتعاون مع منصة نتفليكس، أُعلن عنه مؤخرًا بعنوان The Selection، المقتبس عن رواية رومانسية ضمن سلسلة روايات للشباب من تأليف كيرا كاس. ولقد تعرضت بالفعل للنقد على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل شابات نشأن على قراءة كتب السلسلة. وكان لديهن آراء وتعليقات قوية للغاية حول كل جانب من جوانب القصة، وخاصة فيما يتعلق باختيار الممثلين!. بالنسبة لي، سوف أعمل دائمًا على خلق مشاريع جديدة، سواء في الداخل أو في الخارج، وسأكون شغوفة للغاية لإخراج المزيد من الأفلام إلى العالم!
كيف كان رد فعل الإعلام والمجتمع السعودي تجاهك؟ هل حظت أفلامك بدعاية كبيرة هناك؟
حقّق كلًّا من “وجدة” و”المرشح المثالي” الكثير في السعودية. وقد تلقيت العديد من ردود الفعل الإيجابية من السعوديين أينما ذهبت. وإنه لمن دواعي سروري دائمًا أن ألتقي بأفراد من الجمهور السعودي في المهرجانات السينمائية المختلفة حول العالم. وهذا يشعرني بفخر خاص يتمثل في مشاركتهم صورة من الوطن أينما كانوا.
أحب العمل في أمريكا
كريستوفر ريد
سبق لك أن صنعت فيلمًا واحدًا في السعودية ثم فيلمين في الخارج. ما الذي أعادك للوطن؟ وما هو مصدر إلهامك المباشر لهذه القصة؟
شعرت بالحنين الى الوطن. أردت العودة إلى السعودية لأصنع شيئًا أكثر قربًا ومتعة. خاصة بالنظر إلى ما يحدث الآن، فالفن أصبح مقبولا في المجتمع، وتصوير الأفلام أصبح قانونيا، ويمكننا الحصول على التصاريح بسهولة أكبر. لذا شعرت أن الوقت قد حان للعودة والإشادة بالتغيير الذي يحدث. كانت أيضًا فرصة لي أن أكون بجوار أمي وأخواتي.
هل هناك مرشحات فعليات لمناصب محلية في السعودية؟
يوجد القليل منهن، وفي العادة يتم تعيينهن. لدينا مجلس الشورى، وهو البرلمان، حيث يوجد كما أعتقد 7 سيدات، جميعهن بالتعيين. يحدث هذا عادة عندما تجتمع القبيلة وتقرر ترشيحها. لذلك من الصعب قياس ما إذا كان الجمهور سيصوت لامرأة. لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك. ما زال الطريق طويل أمامنا لنصل لتلك المرحلة. هناك نساء ترشحن ولم يُنتخبن.
وبالتالي، فإن الحملة الانتخابية في الفيلم ليست واقعية، أليس كذلك؟
نعم، سيكون من غير المنطقي أن يحدث هذا للمرأة هناك. ففي المدن الصغيرة مثلاً، ليس من المتوقع أن تجد النساء مع الرجال. صعب جدًا. كان الأمر كذلك حتى بالنسبة لي أثناء محاولة إظهار هذا الفصل بين الجنسين في الفيلم. لم يكن من السهل تقسيم تلك الخيمة في الفيلم، ولم يكن من السهل تصوير ذلك المشهد، عندما تدخل البطلة للتحدث إلى الرجال في الخيمة. كان علينا أن نصور في المكان نفسه، ولكن كان علينا أيضًا أن نفصل المساحة، ولذلك كانت تتحدث إليهم عبر الشاشة وكانوا يردون عليها عبر الشاشة، جميعهم يعيشون اللحظة الحاضرة، في المكان نفسه، ولكن منفصلين. لم أصور شيئًا كهذا أبدًا.
ضي
كيف كانت عملية اختيار الممثلين؟ كان هذا أول فيلم للبطلة…
حسنًا، بطلة الفيلم نجمة تلفزيونية. بالنسبة للسينما كانت هذه المرة الأولى لها.
حقًا؟ حتى الشخصية التي حملت الاسم الأول فقط “ضي”؟
نعم، كانت هذه المرة هي الأولى لـ “ضي”. لعبت دور الأخت وهي مؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي.
لديها حضور قوي.
لديها حضور قوي؛ إنها فتاة رائعة. وجدناها على الإنترنت. إنها تفعل أشياء مجنونة حقًا. وفتاة مثلها كانت بالضبط ما أردته. كان على شخصية الأخت أن تتمتع بالدهاء وأن تعرف كيف تتعامل مع المال، هل تعلم؟ ربما لم تحصل على تعليم متقدم مثل أختها، لكنها ضليعة حقًا في الحياة، وذكية في كيفية التعامل مع المواقف العملية.
حسنًا، هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بطلتك الرئيسية بالتمثيل، ولكنها المرة الأولى التي تشارك فيها في فيلم. كيف كانت تجارب الأداء؟
حسنًا، لقد رأيتها، وكانت هي المطلوبة؛ وفي العمر المناسب. كان لدينا عدد قليل جدًا من الممثلات، ربما ثلاث ممثلات فقط، للاختيار من بينهن في السعودية، قامت بتجربة الأداء، وكانت تجربتها رائعة. لقد نجحت من المرة الأولى. هذا هو الوضع في العالم: ترى ممثلة، تعتقد أنها تناسب الدور، أنها تستطيع التمثيل، تتواصل معها، تستجيب… هذا طبيعي! جعلني ذلك أشعر بأن الأمور تسير على ما يرام! ولكن بعد ذلك، لم يكن كل شيء طبيعيًا. (تضحك)
هل واجهتك أي عراقيل في فيلمك مع عرض النساء غير المحجبات على الشاشة؟
همم.. لا، ليس لدينا هذه المشكلة في السعودية. أعلم أنها مشكلة عند صناع الأفلام الإيرانيين، لكن ليس نحن. هل سمعت عن الفنانة الإيرانية التي سُجنت 25 عامًا؟ على الأقل ليس لدينا هذه المشكلة في السعودية!
أُنتج آخر فيلمين لك “ماري شيلي” و”نابلي إلى الأبد” خارج السعودية. ماذا بعد؟ هل ستستمرين في صنع الأفلام في بلدك أم أن مشاريعك القادمة ستكون في الخارج مرة أخرى؟
أحب العمل في أمريكا. الأمريكيون يعملون بجد وهم أناس رائعون. وأيضًا، أنا ممتنة جدًا كوني قادرة على صنع الفن دون القلق بشأن ما سيُسمح لي بقوله أو لا، أو بكيفية ارتداء الملابس…والخ تروق لي طبيعة وحرية الصناعة هناك. ولذلك لا أطيق الانتظار لبدء فيلم آخر في أمريكا.
هذا بالضبط ما تفعله السينما
مارينا دي ريختر
في عام 2017، رُفع الحظر المفروض على السينما السعودية بعد 30 عامًا. كيف ترين هذا التغيير بالنسبة لك كمخرجة كانت تعمل مع الحظر وبدونه؟ وهل ممثلاتك في خطر إذا لم يكن محجبات؟
لا، ليسوا في خطر على الإطلاق. لقد تغيرت السعودية كثيرًا. قبل حظر السينما، كان المجتمع مفصولًا للغاية، كنّا نواجه صعوبة في التصوير. ولم نتمكن من التصوير في أماكن كثيرة. لقد صورنا هذا الفيلم في منطقة نائية جدًا، وهي محافظة جدًا، ولكن مع ذلك، جاء محافظ المنطقة وشكرنا على التصوير في بلدته الصغيرة، وهو أمر رائع حقًا. بالنسبة لي هكذا تزرع الحضارة والثقافة وتنمو. يحدث ذلك عبر الأشياء الصغيرة، على سبيل المثال؛ عندما يصل طاقم تصوير، أغلبيته من ألمانيا، إلى بلدة صغيرة، ويأتي الناس ليروا ما يحدث. أنت بذلك تقرب مجتمعًا صغيرًا حقًا من العالم. وأعتقد أن هذا هو بالضبط ما تفعله السينما. فعندما تأتي بممثلين يتحدثون بالكاد بعض الإنجليزية، ولم يسبق لأغلبهم السفر إلى الخارج، وتجعلهم جزءًا من هذه الصنعة، فسيكون لذلك شعور خاص جدًا.
ليس لدينا ممثلين مُدربين، وليس لدينا مديري تصوير مدربين أو منتجين أو غيرهم من المتخصصين في صناعة الأفلام؛ ترغب أحياناً في أن يتوفر لديك مشرف أزياء، أو فنان مكياج، أو محرر، وذلك لأنه لا يمكنك دائمًا إحضار الجميع من أوروبا. يمكنك إحضار رؤساء الأقسام، لكن لا يمكنك إحضار الجميع. كل قسم يتكون من العديد من المهام التي يقوم بها العديد من الموظفين. من الصعب شغل هذه الأدوار، ولكننا نجحنا – وجدنا بعض السعوديين الشغوفين الذين كانوا على استعداد لخوض التدريب، والقيام بالكثير من المهام مقابل القليل من المال. من الصعب حدوث ذلك بسهولة.
تم تمويل الفيلم أيضًا من قبل الصندوق الثقافي السعودي. ونظرًا لأنه تم إنشاؤه مؤخرًا فقط، هل يمكنك إخبارنا بشيء عنه؟
إنه صندوق حكومي كما هو الحال في أي بلد آخر تقريبًا. وهو متاح للمخرجين من السعودية. تقدمت بالسيناريو وكنت متوترة للغاية لأن الأمر يتعلق بقصة شابة تخوض في السياسية، ومن الواضح أنني كنت أحاول تخطي المعتاد. حدث أن افقوا عليه، وكنت شديدة الذهول، وأخذت أفكر “أتمنى أنهم قرأوا النص”.
تُظهرين في الفيلم بعض التغييرات الإيجابية الأخيرة في المجتمع السعودي.
نعم. إذا كنت تستثمر في الفن والموسيقى والأفلام، فهذا هو القرار الصحيح للتغيير. من الضروري تغيير مكان محافظ مثل السعودية. محافظ تقليدي، محافظ دينياً للغاية. أصبح التعاطي مع هذه القضايا أكثر مرونة شيئًا فشيئًا، وبالنسبة للأشخاص العاديين، أصبحت الحياة أسهل كثيرًا.
هل يمكنك التحدث قليلاً عن الدور الذي تلعبه السينما في الوقت الحاضر في المجتمع السعودي؟ أثناء حظرها، كان هناك العديد من وسائل الترفيه التي يستهلكها الشباب عبر اليوتيوب، ومنذ عام 2017، عادت السينما إلى الواجهة…
علينا أولاً أن ننتظر تأثير عرض الأفلام المحلية في السعودية. لكن ما أعتقده هو، وقبل كل شيء، أن السعودية بها غالبية كبيرة من الشباب، وبالنسبة لهم، السينما هي أمر حديث. لقد كانوا يشاهدون التلفاز طوال حياتهم. بينما الذهاب إلى السينما هو عكس ذلك تمامًا، يتخلى الناس في العالم الغربي عن دور السينما ويفضلون المشاهدة في منازلهم – على نتفليكس أو أمازون برايم أو منصات البث الأخرى. من الذي يذهب إلى السينما في الغرب الآن؟ في السعودية، يحب الناس السينما، ويرجع ذلك إلى افتتانهم بهذا النوع الجديد من الترفيه. ما زلنا لا نملك الكثير من الأفلام السعودية، فيلمي واحد من الأفلام القليلة، ولكن هناك العديد من الأفلام الشيقة القادمة من صانعي الأفلام الشباب من حيث كيفية ربط قصصهم وكيف يحاولون التعبير عن أنفسهم. إنها تشكل الطريقة التي نريد أن نحكي بها قصصًا عن أنفسنا وكيف نريد أن يراها العالم، وهي أيضًا بمثابة بداية حوار حول موقعنا الحالي من العالم ونافذة لطرح الأسئلة عن ماهيتنا ووجودنا فيه.
ما هو موقفك في الموزانة بين تعدي الحدود في الطرح وبين تقديم التنازلات بحجة أن السعودية لا تزال تؤسس لثقافة السينما؟
أنت فقط تحاول وتحاول. أعلم أنني أتيت من مكان لا يزال محافظًا جدًا ولا يمكنني قول كل ما أريده، لذلك يجب أن أكون مدركة لهذه المرحلة وأفكر في كيفية التعامل مع سرد القصص. أعتقد أنه من المهم التفكير في مثل هذه القضايا ومحاولة العمل ضمن الحدود لإظهار شيء ذي أهمية، تعادل أهمية مشاهدة الناس لمثل هذا الفيلم. على سبيل المثال – عندما يكون البطل امرأة، إنه تمكين للنساء عندما يرون أن الشخصية القيادية في الفيلم هي امرأة. دائما لدينا البطل هو الرجل، حتى في السينما المصرية. تراهم يكسبون أموالًا جيدة، بينما الشخصيات الأنثوية دائمًا جميلة ودائمًا داعمة لدوره. إنه مفتول العضلات وهي خلفه. ولكن في فيلمي، تلعب المرأة دور البطولة ويلعب الرجال في الأدوار الداعمة لها.
ما مدى أهمية إظهار التراث الفني التقليدي بالنسبة لك؟
اخترت الأغاني التي نشأت عليها، والتي تحتل مكانة عاطفية جدًا بداخلي. كتبت للمطرب العديد من الرسائل وتوسلت إليه أن يسمح لنا باستخدام أغانيه، وكان لطيفًا بالفعل وأعطانا الإذن. من الجيد إحضار شيء من الذكريات. بالنسبة لي، هذه ليست قصتي الشخصية، ولكن شخصية مريم بُنيت على قصة أختي الصغرى وهي طبيبة، بينما أختي الأخرى تكافح طوال الوقت من أجل المال، ولكنهما صديقتين حميمتين للغاية. لذلك، كان من الرائع عرض قصتهما على الشاشة الكبيرة. هذه هي الطريقة التي ربطت بها تجربتي الحياتية مع الفيلم، هذا عدا أن جميع الأغاني في الفيلم مرتبطة بطفولتي.
أول سفيرة
هل توجد بالفعل نساء في السياسة في السعودية؟
لدينا الآن أول سفيرة في الولايات المتحدة، وهناك بعض النساء يشغلن مناصب مهمة، لكن كيف يُنتخبن؟ هذا سؤال آخر. كيف سيكون رد فعل الجمهور على المرشحات السياسيات، هل سيثقون بهن، هل سيصوتون لهن؟
الوصول لتلك المرحلة بحاجة إلى الكثير من التعليم. لن يكون الأمر سهلاً، لكنه لم يكن سهلاً على العديد من السياسيات الغربيات أيضًا. هناك مشكلة عامة في ثقة الجمهور بالقيادات النسائية. يحكم عليهن الناس بشدة في كل شيء: طريقة لبسهن، طريقة حديثهن، ما الذي يمثلونه، وبالتالي خلق فجوة بينهم وبين تعاطف الجمهور. والنتيجة النهائية هي الاعتقاد بأن المرأة لن تكون قادرة على تحقيق الشيء نفسه مثل الرجل. لا يقدم الفيلم حيلًا سحرية لتغيير رأي الناس، وهو ليس علاجًا للظلم، لكن كان يجب أن تُعرض أمثلة من هذا القبيل. لا تزال لدينا مشكلة في مشاهدة النساء على الشاشة الكبيرة، خاصة في الشرق الأوسط. عندما أخرجت فيلم “ماري شيلي، كنت أفكر في أن إنجلترا في ذلك الوقت كانت تشبه إلى حد كبير السعودية الآن، لأن النساء صُنِفن ليناسبن ذوقًا معينًا. ولذا أرى أنه من المهم البدء في “إعادة برمجة” المجتمع من خلال منح المزيد والمزيد من الممثلات مكانًا مهمًا يتغير به موقف الناس تدريجيًا.
هل عليك دائمًا خلق التوازن بين ما تود التعبير عنه وما يمكنك قوله لتنجح في صناعة فيلم في السعودية؟
نعم، سأحتاج إلى تحقيق التوازن. بطريقة ما، يمكنك أن تقول إن الحدود غير موجودة، وهذا غير واقعي، ولكن يمكنك أن تعترف وتقول: “هذه هي الحدود، سأعمل بالتدريج على تجاوز أحدها في هذا الفيلم، ثم سأعمل على البقية في الفيلم التالي، وهكذا سأضيف ببطء المزيد والمزيد من المعالجات حتى تختفي الحدود”. أشعر أن هذه هي الطريقة المثلى. أمّا إذا قررت فقط القيام بأي شيء كيفما اتفق، فلن يرغب أحد في سماعك في الأماكن التي تريده أن يسمعك فيها. لا يتعلق الأمر بكيفية صنع الأفلام فقط، بل بكيفية أن تكون مؤثرًا وذكيًا فيها، وكيف تساهم حقًا في التغيير وتسهيل الحياة على الأشخاص الذين أحبهم ، عائلتي وأخواتي، وفي خلق المزيد من الحرية كل يوم.
ما هي أكبر حدود صناعة الأفلام في السعودية اليوم؟
هناك أشياء كثيرة. البلد محافظ نعم، تحدثنا عن الأمر، ولكن هناك أيضًا قضايا أخرى – كيفية تقديم أفلام فنية حقيقية، وكيفية توزيعها، وكيفية جعل الجمهور يشاهد الأفلام المحلية وليس فقط الإنتاجات الأمريكية الكبيرة. يستهلك الناس بشكل أساسي الكوميديا والمسلسلات والبرامج التلفزيونية. لذا، فإن السؤال الأكثر أهمية هو كيفية جعل الأفلام المحلية جزءًا من وعي المجتمع وتهيئة البيئة المستقبلية لمزيد من التجارب القادمة.علينا أن نفكر بطريقة أكثرعملية.
أمر مدهش بالنسبة لي الآن أن أكون صانعة أفلام بدوام كامل
جيم كويلتي
كيف تغيرت الأمور بالنسبة لك منذ الإفراج عن “وجدة”؟
حسنًا، كان أطفالي صغارًا جدًا في ذلك الوقت، الآن هم أطول مني. في ذلك الوقت، لم أكن أعتقد مطلقًا أنني سأجني المال من كوني مخرجة، لن أستطيع جعل السينما مهنة لي. ستكون مجرد شيء على الهامش، مجرد فيلم وثائقي أو فيلم قصير أعمل عليه بين الحين والآخر. كنت أرغب بها كمهنة، عملت بجد من أجلها، ولكن من حيث أتيت، وبسبب القيود المفروضة شعرت أن تحقيق رغبتي كان شبه مستحيل. وما زلت مستمرة، ربما فقط لأنني أحب السينما، ولأنها منحتني صوتًا. ولذا، إنه لأمر مدهش بالنسبة لي الآن أن أكون صانعة أفلام بدوام كامل.
كيف وجدت طريقك إلى التلفزيون؟
أنا أحب التلفزيون الأمريكي. الصناعة هناك تبدو مثل عجلة تدور دون توقف. يمكن أن يكون الأمر مربكًا حقًا من حيث جدولة العمل، لكنه جعلني على دراية بجميع تقنيات صناعة السينما. جعلني مخرجة أفضل أيضًا لأنني أعمل طوال الوقت. صناعة الأفلام مثل الحرفة: إذا كنت لا تمارسها، فلن تكون جيدًا فيها. فكلما مارستها، كلما تطورت إبداعياً وإدارياً أيضًا.
إدارة الطاقم والتأكد من أننا نلتزم بجدولنا الزمني ليس بالأمر السهل. إنه لأمر مدهش أن أكون جزءًا من الصناعة وأن أكون جزءًا من عملية التعلّم. الأمريكيون مدمنون على العمل. لذا فهو أفضل مكان للتدريب. يتيح لي التلفزيون أيضًا استكشاف شغفي بالأنواع. أحب الرعب وقريباً سأعمل على Tales Of The Walking Dead، وهو أمر رائع. سأعمل مع الزومبي، وهو ما لم أتخيله أبدًا.
أحب أفلام الرعب، وقريباً سأعمل على إخراج بفيلم بعنوان Tales Of The Walking Dead.
عاصفة في فنجان
هل تعتمدين على أدوات مختلفة عندما تعملين على فيلم في السعودية عن تلك التي تعتمدين عليها عندما تعملين في فيلم أو مشروع تلفزيوني في الخارج؟
في السعودية، أعتقد أن عليك ارتداء العديد من القبعات، فقط لأنك يجب أن تشغل الكثير من الأدوار والمهام لأنها صناعة ناشئة. لكني أعتقد أن الاختلاف الرئيسي بالنسبة لي هو الجزء الحميمي أثناء العمل، عندما تعرف اللغة، و تعرف الناس، فكل شيء يصبح أكثر قرباً. وهنا تخرج بمشاريع سعودية محلية للغاية، يشبه الأمر العمل مع أشخاص من بيئتك نفسها. وهذا ما يميز طريقة العمل في السعودية.
في بداية حياتك المهنية، كان من السهل جدًا وصفك كمخرجة مهتمة بسرد قصص النساء. ما رأيك في عملك ومهنتك؟
ما زلت أشعر بالحماسة تجاه تصوير بطلات قويات، بغض النظر عن المكان. “ماري شيلي” كان فيلمًا بريطانيًا للغاية، ولكن لأن قصتها لامستني، فقد تمكنت من معرفة وتجسيد من تكون تلك الشخصية. في فيلم “نابلي إلى الأبد”، قصة فيوليت هي قصة أمريكية من أصل أفريقي. ربما لدينا القليل من القواسم المشتركة مع الثقافة الأمريكية الأفريقية، ولكن يظل لها تاريخها الخاص الذي لم أكن جزءًا منه.
ما هي نصيحتك للمخرجين السعوديين الطموحين، نساءً ورجالاً؟
انصحهم بأن يؤمنوا بأنفسهم، وألا يرضوا بكلمة “لا” كإجابة أبدًا. عندما بدأت، قال ذلك المنتج التلفزيوني المهم: “هيفاء مثل عاصفة في فنجان قهوة”. وكان رد فعلي ، “أنا سعيدة لأنني لا أحب العواصف ولست عاصفة”. على أي حال لا تستمعوا لهؤلاء الناس. إذا كان لديك شغف وعملت بجد، فسوف تنجح.