خلود التجلي الحسيني في كربلاء
* خليل الطيار
ما تستحضره كربلاء بمشهد الزحف المليوني لقبلتها، في أربعينية الإمام "الحسين ع"، يسجل حدثا سنويا، لا نظير له في التاريخ، فهو يتنامى ويتصاعد، وتتوسع مدياته في كل عام، ليتصل بكل أبعاد الحضور البشري، ويتجلى بإعادة تشكيل وعي إنساني جديد، يتجاوز حدود العقيدات المذهبية، ويكسر قيود الجغرافيا المكانية، ويعبر حدود المفاهيم، والترسيمات المعرفية، ويدفع للتحرر من الذاتيات النفعية الخاصة، لتنصهر هذه الملايين بهوية واحدة، وتزحف براياتها الحسينية، ملبية نداء رجل من أمة "محمد" صلى الله عليه وإله، استطاع أن يفرض اسمه كنموذج "قدوة" لمعلمي النبل الإنساني، ويوحد كل أحرار العالم وعشاق الحرية المبصرة للعدل الألهي. ويقود وعيهم نحو دين ورسالة جده المصطفى، بعد أن أكسب اسمه خلودا تجاوز الأزمنة والأمكنة معرفا العالم بنهضته الإصلاحية، وكاشفا عن سر إبقائها خالدة لا تمحى من ذاكرة التاريخ.
ذلك هو الإمام "الحسين ع" الميت جسدا، والخالد روحا، وبنحره ونحور آل بيته وأصحابه تمكن أن يعبد الطريق لخلاص أمته من ظلم الحكام الكافرين، والفاسدين،والمنحرفين والجبابرة، ويعيد للإسلام رفعته وعزته، ويستنهض المظلومين في كل زمان ومكان ليقفوا بوجه الطغاة، ويدفع بالبشرية، لتسمو فوق جراحاتها متحررة من خوفها، وتنهض مطالبة بخلاصها، رافعة شعاره الخالد "هيهات منا الذلة"
فسلام على "كربلاء"حيث يتوحد الأحرار في ربوعها.
وسلام على "أهل العراق" حيث ثبات كرمهم، وديمومة عطائهم الحسيني السخي.
وسلام على ابي عبد الله "الحسين ع" الشهيد يوم ولد، ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.