ايجي (عبد رحمن)
Al-Iji (Abd al-Rahman-) - Al-Iji (Abd al-Rahman-)
الإيجي (عبد الرحمن ـ)
(نحو 680 ـ 756هـ/ نحو1281 ـ 1355م)
عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي الشيرازي الشافعي، أبو الفضل، قاضٍ ومتكلم وفقيه ولغوي ومشارك في فنون المعرفة.
ولد في بلدة إيج من نواحي شيراز، وإليها تنسب طائفة من كبار أهل العلم . تلقى العلم عن مشايخ عصره، ولازم الشيخ زين الدين النهكي تلميذ الإمام الكبير ناصر الدين البيضاوي. وخلف أباه في القضاء في إيج. وفي أيام ملك العراق السلطان أبي سعيد الدرقندي بَهادُر (716-736هـ/1316-1335م)، وهو من أحفاد هولاكو، صار قاضياً للقضاة ببلاد الشرق التي كانت تشمل الموصل، وسنجار، والجزيرة، وديار بكر، والرها. وكان في قضائه محمود السيرة. وقد سكن سلطانية ثم شيراز، وفي أواخر حياته جرت له محنة مع أمير كرمان، مبارز الدين محمد (713-760هـ/1313-1359م) مؤسس دولة بني مظفر، سجن بسببها بقلعة إيج، وبقي فيها حتى مات .
كان الإيجي نافذ الكلمة، من أهل الثراء العريض، مع كرم في النفس واليد، ولاسيما على طلبة العلم الذين كانوا يقصدونه من كل مكان. وكان منهم نوابغ في علوم الشريعة أمثال شمس الدين الكرماني، وسيف الدين الأبهري، وضياء الدين العفيفي، وسعد الدين التفتازاني، وغيرهم. وقد جرت مناظرات بينه وبين الحسن الجاربردي.
ترك الإيجي عدداً من المؤلفات، كانت محل عناية العلماء واهتمامهم في جميع العصور، يؤكد ذلك كثرة الشروح التي تناولتها.
من أشهر تصانيفه كتاب «المواقف في علم الكلام»، وقد كتبه للوزير غياث الدين وزير السلطان التتري، أوليجايتو محمد خُذابَنده ملك العراق (703-716هـ/1304-1316م)، وقد ضم كتابه هذا المادة الموزعة في كتابي الرازي: «محصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين» و«المباحث المشرقية» في العلم الإلهي والطبيعي. وكتاب الإيجي، من حيث تبويبه وعبارته، أشبه ما يكون بمعجم مفصل للمصطلحات الفلسفية والكلامية. وقد قسمه إلى ستة مواقف، وقسم المواقف إلى مراصد، والمراصد إلى مقاصد. فكان الموقف الأول في المقدمات، والثاني في الأمور العامة والثالث في الأعراض، والرابع في الجواهر، والخامس في الإلهيات، والسادس في السمعيات. وقصد الإيجي بهذا النوع من التبويب الجمع بين المادة الفلسفية كما عرضها الرازي في «المباحث المشرقية»، والمادة الكلامية كما عرضها الرازي في «المحصل». أما طريقة العرض فمعجمية تماما: عبارات مختصرة مركزة ومكثفة بحيث إذا وقع خطأ ما في كلمة منها صَعُبَ، بل استحال فهم المعنى.
وقد وضعت شروح كثيرة على الكتاب، أشهرها شرح علي بن محمد الجرجاني (ت816هـ) وتحول هذا الشرح والحواشي التي وضعت عليه إلى دائرة معارف إسلامية في علوم الكلام والمنطق والفلسفة والتصوف والأصول والفقه واللغة والنحو والبلاغة.
ومن مؤلفاته في أصول الفقه شرح كتاب «منتهى السُّول والأمل في علمي الأصول والجدل» للفقيه المالكي ابن الحاجب (ت 646هـ). وهو شرح علمي دقيق فرغ منه سنة 734هـ. و«الرسالة العضدية» في علم الوضع، وهو العلم الذي يبحث في دلالة الألفاظ، وأصول المناظرة وأدب البحث. وله أيضاً كتاب «أشرف التواريخ»، وهو تاريخ مختصر من بدء الخلق إلى مطلع القرن السادس الهجري، وقد ترجمه إلى التركية مصطفى بن أحمد المعروف بعالي الشاعر (ت1008هـ) و«آداب عضد الدين» و«الفوائد الغياثية» في علمي البيان والمعاني، وهو تلخيص لكتاب «مفتاح العلوم» للسكّاكي. وكان آخر كتب الإيجي «العقائد العضدية» جمع فيه أصول العقيدة، وما يتصل بها من أمهات المسائل. وكان الفراغ منه قبل اثني عشر يوماً من وفاته.
سعدي أبو جيب
Al-Iji (Abd al-Rahman-) - Al-Iji (Abd al-Rahman-)
الإيجي (عبد الرحمن ـ)
(نحو 680 ـ 756هـ/ نحو1281 ـ 1355م)
عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي الشيرازي الشافعي، أبو الفضل، قاضٍ ومتكلم وفقيه ولغوي ومشارك في فنون المعرفة.
ولد في بلدة إيج من نواحي شيراز، وإليها تنسب طائفة من كبار أهل العلم . تلقى العلم عن مشايخ عصره، ولازم الشيخ زين الدين النهكي تلميذ الإمام الكبير ناصر الدين البيضاوي. وخلف أباه في القضاء في إيج. وفي أيام ملك العراق السلطان أبي سعيد الدرقندي بَهادُر (716-736هـ/1316-1335م)، وهو من أحفاد هولاكو، صار قاضياً للقضاة ببلاد الشرق التي كانت تشمل الموصل، وسنجار، والجزيرة، وديار بكر، والرها. وكان في قضائه محمود السيرة. وقد سكن سلطانية ثم شيراز، وفي أواخر حياته جرت له محنة مع أمير كرمان، مبارز الدين محمد (713-760هـ/1313-1359م) مؤسس دولة بني مظفر، سجن بسببها بقلعة إيج، وبقي فيها حتى مات .
كان الإيجي نافذ الكلمة، من أهل الثراء العريض، مع كرم في النفس واليد، ولاسيما على طلبة العلم الذين كانوا يقصدونه من كل مكان. وكان منهم نوابغ في علوم الشريعة أمثال شمس الدين الكرماني، وسيف الدين الأبهري، وضياء الدين العفيفي، وسعد الدين التفتازاني، وغيرهم. وقد جرت مناظرات بينه وبين الحسن الجاربردي.
ترك الإيجي عدداً من المؤلفات، كانت محل عناية العلماء واهتمامهم في جميع العصور، يؤكد ذلك كثرة الشروح التي تناولتها.
من أشهر تصانيفه كتاب «المواقف في علم الكلام»، وقد كتبه للوزير غياث الدين وزير السلطان التتري، أوليجايتو محمد خُذابَنده ملك العراق (703-716هـ/1304-1316م)، وقد ضم كتابه هذا المادة الموزعة في كتابي الرازي: «محصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين» و«المباحث المشرقية» في العلم الإلهي والطبيعي. وكتاب الإيجي، من حيث تبويبه وعبارته، أشبه ما يكون بمعجم مفصل للمصطلحات الفلسفية والكلامية. وقد قسمه إلى ستة مواقف، وقسم المواقف إلى مراصد، والمراصد إلى مقاصد. فكان الموقف الأول في المقدمات، والثاني في الأمور العامة والثالث في الأعراض، والرابع في الجواهر، والخامس في الإلهيات، والسادس في السمعيات. وقصد الإيجي بهذا النوع من التبويب الجمع بين المادة الفلسفية كما عرضها الرازي في «المباحث المشرقية»، والمادة الكلامية كما عرضها الرازي في «المحصل». أما طريقة العرض فمعجمية تماما: عبارات مختصرة مركزة ومكثفة بحيث إذا وقع خطأ ما في كلمة منها صَعُبَ، بل استحال فهم المعنى.
وقد وضعت شروح كثيرة على الكتاب، أشهرها شرح علي بن محمد الجرجاني (ت816هـ) وتحول هذا الشرح والحواشي التي وضعت عليه إلى دائرة معارف إسلامية في علوم الكلام والمنطق والفلسفة والتصوف والأصول والفقه واللغة والنحو والبلاغة.
ومن مؤلفاته في أصول الفقه شرح كتاب «منتهى السُّول والأمل في علمي الأصول والجدل» للفقيه المالكي ابن الحاجب (ت 646هـ). وهو شرح علمي دقيق فرغ منه سنة 734هـ. و«الرسالة العضدية» في علم الوضع، وهو العلم الذي يبحث في دلالة الألفاظ، وأصول المناظرة وأدب البحث. وله أيضاً كتاب «أشرف التواريخ»، وهو تاريخ مختصر من بدء الخلق إلى مطلع القرن السادس الهجري، وقد ترجمه إلى التركية مصطفى بن أحمد المعروف بعالي الشاعر (ت1008هـ) و«آداب عضد الدين» و«الفوائد الغياثية» في علمي البيان والمعاني، وهو تلخيص لكتاب «مفتاح العلوم» للسكّاكي. وكان آخر كتب الإيجي «العقائد العضدية» جمع فيه أصول العقيدة، وما يتصل بها من أمهات المسائل. وكان الفراغ منه قبل اثني عشر يوماً من وفاته.
سعدي أبو جيب