مهرجان الإسكندرية السينمائي ينجز استفتاء لأفضل مئة فيلم غنائي مصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهرجان الإسكندرية السينمائي ينجز استفتاء لأفضل مئة فيلم غنائي مصري

    مهرجان الإسكندرية السينمائي ينجز استفتاء لأفضل مئة فيلم غنائي مصري


    الاستفتاءات الفنية ظاهرة صحية تعبر عن مختلف الرؤى ووجهات النظر.
    الاثنين 2023/09/04

    "غرام في الكرنك" أفضل فيلم غنائي مصري

    انتهى الكاتب والناقد السينمائي زين العابدين خيري شلبي من الإعداد لكتاب الاستفتاء الخاص بأفضل 100 فيلم غنائي مصري، وهو الكتاب الذي سيقوم بنشره مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط في دورته الـ39 المزمع انعقادها في الفترة من الثالث إلى الثامن من شهر أكتوبر المقبل.

    انتهى الاستفتاء الخاص بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لأفضل 100 فيلم غنائي بفوز الفيلم المصري “غرام في الكرنك” بالمركز الأول، وهو فيلم سينمائي مصري قدم بقالب كوميدي استعراضي، كتب قصته وأخرجه علي رضا، واعتبر من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، كما أنه أول فيلم مصري ملون يتم تحميضه داخل مصر في العام 1967، وتم ترميمه مؤخرا من قبل مهرجان البحر الأحمر.

    اعتبر هذا الفيلم غنائيا بالدرجة الأولى لاعتماده بشكل أساسي على فرقة رضا التي قامت بالغناء والرقص في معظم أحداث الفيلم التي تدور في مدينة الأقصر الأثرية حول فرقة راقصة ورئيسها الذي يكافح للنجاح في ظل ظروف مادية صعبة، وستشكل قصة الحب التي ستجمع بينه وبين إحدى عضوات الفرقة الحدث الرئيسي الذي سيبنى عليه الفيلم الذي شارك في بطولته إلى جانب محمود رضا كل من عبدالمنعم إبراهيم وأمين الهنيدي، أما السيناريو والحوار فكتبهما محمد عثمان.

    الحقيقة أن موضوع الاستفتاءات كان وما يزال موضع شك في نتائجه بالنسبة إلى البعض، على اعتبار أن ما من ناقد أو مشارك مهما وسعت تجربة مشاهداته قادر على رصد أو معرفة أو حتى تذكر كل الأفلام السينمائية التي سيدور حولها الاستفتاء، ولطالما وقع معدو هذه الاستفتاءات في ارتباكات تتعلق بمدى شفافيتها وصدق الأداة التي قاموا باستخدامها والقياس عليها للحصول على نتائج علمية بالدرجة الأولى، راضخين في واقع الأمر إلى أن النتائج ومهما كانت دقيقة وشفافة ستعتمد في النهاية على ذائقة وحساسية المشاركين بالدرجة الأولى.

    في البداية تسأل “العرب” الناقد السينمائي أمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي عن سبب اختياره لموضوع الاستفتاء لهذا العام، فأكد على أن السينما المصرية نطقت بالأغنية سواء من خلال فيلم “أولاد الذوات” الذي قدمه يوسف وهبي أو مع فيلم “أنشودة الفؤاد” الذي يعتبر أول فيلم مصري ناطق، وفيلم “الوردة البيضة” للفنان محمد عبدالوهاب وليلى مراد، بمعنى الأفلام المهمة التي بدأت منذ العام 1932 كانت كلها غنائية.
    شاهد تاريخي



    ◙ توافق بين النقاد على أن تاريخ السينما الغنائية في مصر كبير وغني سواء بالمطربين المصريين أو العرب


    ويضيف “بالتالي تاريخ السينما الغنائية في مصر كبير وغني سواء بالمطربين المصريين أو العرب أمثال أسمهان وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ونور الهدى وصباح، وفكرة الاستفتاء لم تكن وليدة اللحظة فلقد راودتني منذ الدورة الماضية لمهرجان الإسكندرية وخاصة بعد استفتاء أفضل 100 فيلم كوميدي، وما أثاره من جدل سواء ممن أعجب به أو اعترض عليه وهذا طبيعي أن يحصل مع أي استفتاء، إلا أن كل ذلك كان له تأثير جيد على المهرجان كحاله ومن خلاله وضعنا ‘تيمات’ جديدة للمهرجان وكانت هي الأساسية والتي ميزته".

    ويتابع أباظة “تذكرت أفلاما مهمة جدا مرت علينا، وهذا العام تم إسناد المهمة إلى عضو الجمعية المصرية للنقاد الكاتب الصحفي المعروف زين العابدين خير شلبي الذي قام بوضع اللائحة الاسترشادية للأفلام، والحقيقة أن نتائج الاستفتاء قد ظهرت كاملة وفيها مفاجآت كثيرة ورائعة رغم أننا كنا نتوقع وصول بعض من تلك الأفلام إلى المراتب الأولى من القائمة، وبطبيعة الحال عند إعلان النتيجة سيحصل سجال كبير جدا حوله وهذا بحد ذاته يعتبر ظاهرة صحية لأنه في الفن الآراء والأذواق تختلف وبالتالي الخلاف ليس ضد فيلم أو اختيار وليس مع فيلم أو اختيار ولكنه خلاف حول الرؤية والفن، في النهاية هي وجهات نظر".

    ويعتبر أباظة أن موضوع الاستفتاء بحد ذاته هام جدا لأنه سيكون شاهدا تاريخيا على تلك اللحظة وتلك النتيجة وسينظر إلى تلك الاستفتاءات لاحقا على أنها تجارب رائدة، مشيرا إلى أن فكرة الاستفتاءات بدأت منذ العام 1996 مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي بدوره كان قد شارك فيه، وكان حول اختيار أفضل 100 فيلم، كما نظم منذ أعوام قليلة مهرجان أسوان لسينما المرأة استفتاء حول أهم 100 فيلم من أفلام المرأة.

    أما الناقد زين العابدين خيري الذي أعد الكتاب في وقت قياسي، فيتكلم عن الآلية التي اتبعها لإنجاز الاستفتاء، حيث بلغ عدد المشاركين في الاستفتاء 32 عضوا، أغلبهم من النقاد وبعضهم من منتجي السينما أو الموسيقيين، أما القاعدة التي اعتمدت في اختيار الأفلام فكانت بسيطة جدا، وهي أن يكون الفيلم غنائيا بمعنى أن يحتوي على أغان.

    ويبين أنه لم يكن من الضرورة أن تكون تلك الأغاني استعراضية، فالمطلوب أفلام غنائية وليس أفلاما موسيقية بالتعريف العالمي، لأننا لو قررنا أن نختار من النوعية الثانية سيكون عدد الأفلام قليلا جدا، لذلك تم اختيار الأفلام التي تحتوي على أغنيتين أو ثلاث على الأكثر، على أن تكون تلك الأغاني جزءا من السياق الدرامي للفيلم وليست مجرد أغان مقحمة أو أغان دعائية للفيلم كما يحصل حاليا في أغلب الأفلام، حيث يتم تنفيذ أغنية خاصة بالفيلم بشكل منفصل عنه دراميا للترويج له.

    أما بالنسبة إلى المشاركين في الاستفتاء فكل منهم اختار 50 فيلما من ضمن القائمة الاسترشادية التي أرسلت إليهم، وبعض المشاركين أضافوا واقترحوا على هذه القائمة بعض الأفلام التي انطبقت عليها الشروط وتم تعميمها على جميع المشاركين لتكون موضوع اختيار أيضا، بحيث تحصل كل الأفلام على نفس الفرصة والحظ من التصويت.

    أما في طريقة الفرز فلقد اعتمدوا، وفق خيري، على طريقتين للوصول إلى أكبر قدر من الموضوعية لمعرفة الفيلم الأفضل، الطريقة الأولى اعتمدت على القوة النسبية للفيلم في ترتيب قائمة المستفتي ورغبته في اختيار الفيلم رقم 1 وبناء عليه يتم جمع النقاط، بمعنى الذي اختار في قائمته الفيلم الفلاني في رأس القائمة فسيحصل ذلك الفيلم تلقائيا على 50 نقطة، أما الفيلم الذي سيتبعه فسيحصل على نقاط أقل وهكذا.
    اجتهاد شخصي



    ◙ فيلم سينمائي مصري قدم بقالب كوميدي استعراضي


    ويتابع “أما الطريقة الثانية التي اعتمدناها فكانت قيمة مرات التكرار لفيلم معين في قوائم المشاركين، فأي فيلم يتواجد في قائمة المشاركين في الاستفتاء يصبح له رقم وهكذا، وبالتالي تكرار وجود فيلم بعينه يمنحه فرصة ليكون ضمن قائمة أفضل 100 فيلم غنائي".

    وتشارك الناقدة المصرية أمنية عادل في الاستفتاء وعن دورها تقول “يعتبر الاستفتاء نوعا من أنواع الاجتهاد لدى مجموعة من الأفراد المتخصصين لتقييم فترة أو نوع سينمائي محدد، واستفتاء هذا العام الذي اختاره مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط كان حول أفضل 100 فيلم من الأفلام الغنائية، وجاء هذا الاختيار بعد أن قدم المهرجان العام الماضي استفتاء حول أفضل 100 فيلم كوميدي وأشرف عليه الناقد المصري أحمد شوقي".

    ◙ فكرة الاستفتاءات بدأت منذ العام 1996 مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي بدوره كان قد شارك فيه، وكان حول اختيار أفضل 100 فيلم

    وتضيف لـ"العرب"، "حاولنا الالتزام بلائحة تحدد سمات الفيلم الغنائي فكان هناك ما يقارب 700 فيلم غنائي مصري وهو عدد مهول يوضح مدى أهمية ورسوخ هذا النوع الفيلمي في السينما العربية، رغم أنه مرتبط بسمات خاصة تعود إلى المسرح المصري وفن التياترو والكباريه".

    وتوضح أنه كانت هناك مرحلتان في الاستفتاء، الأولى هي التصويت على اختيار 50 فيلما من جانب كل ناقد أو مشارك في الاستفتاء، كما حدث العام الماضي في استفتاء الكوميديا، وبعد ذلك تم فرز الأصوات وتجميع أصوات المصوتين، وكلف كل ناقد أو مشارك في الاستفتاء بكتابة 5 مقالات كحد أقصى عن الأفلام التي حضرت في قائمته أي التي وقع اختياره عليها.

    وتقول عادل “بالنسبة إلي في استفتاء هذا العام كتبت عن أفلام ‘الشيماء’، ‘المليونير’، ‘شيء من الخوف’، ‘دهب’ و’صغيرة على الحب’، بصورة عامة الاستفتاء سواء كان حول الأفلام الغنائية أو الأفلام الكوميدية، فإن اختياراته مرتبطة بالمصوتين واللحظة التاريخية التي يحدث فيها إلى جانب قيمة الأفلام".

    هذا وتكرم دورة هذا العام من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي النجمة الفرنسية كارولين سيلول، وهي واحدة من أبرز الشخصيات في عالم السينما في أوروبا، كما تكرم المنتج السينمائي الفرنسي جان لوي ليفي الذي أنتج مؤخرا فيلم "The Father"، وسيهدي المهرجان دورته للفنانة المصرية إلهام شاهين تقديرا لمشوارها الفني الكبير، وسيقيم ورشة إخراج سينمائي مع المخرج علي بدرخان.


    لمى طيارة
يعمل...
X