إخفاق "لونا – 25" يكشف تراجع القدرات الفضائية لروسيا
ناسا: المهمة الروسية الفاشلة أحدثت حفرة على القمر.
الأحد 2023/09/03
مهمة فاشلة
موسكو - رغم أن العديد من المهمات إلى القمر لا تكلل بالنجاح، إلا أن إخفاق مركبة الفضاء الروسية “لونا – 25” مؤخرا يكشف عن تراجع القدرات الفضائية لروسيا منذ أيام مجدها خلال المنافسة وقت الحرب الباردة عندما كانت موسكو أول من أطلق قمرا صناعيا يدور حول الأرض، وهو سبوتنيك 1 في عام 1957، كما أصبح رائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين أول إنسان يسافر إلى الفضاء عام 1961.
وخرجت مركبة الفضاء “لونا – 25″، وهي أول مهمة قمرية روسية منذ 1976، عن السيطرة وتحطمت على سطح القمر في 19 أغسطس الماضي بعد مناورة فاشلة في المدار قبل الهبوط، في ما نُظر إليه في خارج روسيا على أنه فشل ذريع في برنامجها الفضائي، وهو ما سلط الضوء على التراجع في قطاع الفضاء الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان صاحب أحد أقوى برامج الفضاء في العالم.
وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) يوري بوريسوف إن السباق لاستكشاف موارد القمر وتطويرها قد بدأ، وإن روسيا يجب أن تظل فاعلة رغم فشل أول مهمة لها إلى القمر في 47 عاما.
دميتري بيسكوف: هذا ليس سببا لليأس أو الحزن، وإنما سبب آخر لتحليل أسباب الفشل وتجنبها المرة المقبلة
وأكد بوريسوف خلال مقابلة أجرتها معه القناة 24 الروسية الحكومية، أن من مصلحة روسيا الوطنية الحيوية أن تظل ملتزمة باستكشاف القمر.
وأضاف “الأمر له قيمة عملية أيضا اليوم لأن السباق لتطوير الموارد الطبيعية للقمر بدأ بالطبع. وسيصبح القمر في المستقبل منصة لاستكشاف الفضاء السحيق، إنه منصة مثالية”.
ويرى الكرملين أن فشل مهمة مركبة الفضاء “لونا – 25” في الهبوط على سطح القمر “ليس بالشيء السيء”، قائلا إن المهم هو استكمال برنامج روسيا لاستكشاف الفضاء.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف “هذا ليس سببا لليأس أو الحزن، وإنما سبب آخر لتحليل أسباب الفشل وتجنبها المرة المقبلة”، مضيفا “أهم شيء هو ألا نتوقف. خططنا تتسم بالطموح، وستنفذ في وقت لاحق”.
وقامت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مطلع سبتمبر الحالي بنشر لقطات وصور أظهرت أن مركبة الفضاء الروسية “لونا – 25” التي فشلت في الهبوط على القطب الجنوبي للقمر خلفت حفرة اتساعها عشرة أمتار عندما تحطمت الشهر الماضي بسبب مشكلة فنية.
وصورت المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (إل.آر.أو) التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية حفرة جديدة على سطح القمر وخلصت إلى أنها على الأرجح في موقع تحطم “لونا – 25”.
وقالت ناسا “الحفرة الجديدة قطرها نحو عشرة أمتار (…) وبما أن الحفرة الجديدة قريبة من نقطة الاصطدام المُقدرة للمركبة ‘لونا – 25’ فقد خلص فريق ‘إل.آر.أو’ إلى أنها على الأرجح نتجت عن تلك المهمة وليس لسبب طبيعي”.
وأفادت موسكو أن هناك لجنة وزارية خاصة تشكلت للتحقيق في أسباب ما جرى.
وأكدت روسيا أنها ستطلق المزيد من المهام إلى القمر، ثم ستدرس إمكانية إطلاق مهمة روسية – صينية مشتركة مأهولة وحتى إنشاء قاعدة على القمر، فيما أشارت ناسا إلى “الاندفاع للبحث عن الذهب على القمر” وأنها استكشفت إمكانات التعدين على الكوكب.
وأعلنت الولايات المتحدة في عام 2020 عن اتفاقيات أرتميس التي سميت على اسم برنامج الرحلات الفضائية التابع لوكالة ناسا، في مسعى للبناء على القانون الدولي الحالي للفضاء من خلال إنشاء “مناطق أمان” على القمر. ولم تنضم روسيا والصين إلى الاتفاقيات.
وتسابق روسيا الزمن لتصبح أول دولة تقوم بهبوط آمن على سطح القطب الجنوبي للقمر الذي قد يحتوي على رواسب هائلة من المياه الجليدية.
وعلى مدى قرون، يتساءل علماء الفلك عن المياه على سطح القمر الذي يتسم بأنه أكثر جفافا من الصحراء بنحو 100 مرة.
وأظهرت خرائط ناسا عام 2021 وجود مياه جليدية في الأجزاء المظلمة من القمر، وأكدت في 2020 وجود مياه في الأجزاء التي يصل إليها ضوء الشمس.
وتخوض روسيا سباقا مع الهند التي نجحت في إطلاق مركبة “شانداريان – 3” إلى القمر الشهر الماضي في الوقت الذي فشلت هي في ذلك، فيما تتنافس روسيا على نطاق أوسع مع الولايات المتحدة والصين اللتين لديهما برامج متطورة لاستكشاف القمر.
• اقرأ أيضاً:
ناسا: المهمة الروسية الفاشلة أحدثت حفرة على القمر.
الأحد 2023/09/03
مهمة فاشلة
موسكو - رغم أن العديد من المهمات إلى القمر لا تكلل بالنجاح، إلا أن إخفاق مركبة الفضاء الروسية “لونا – 25” مؤخرا يكشف عن تراجع القدرات الفضائية لروسيا منذ أيام مجدها خلال المنافسة وقت الحرب الباردة عندما كانت موسكو أول من أطلق قمرا صناعيا يدور حول الأرض، وهو سبوتنيك 1 في عام 1957، كما أصبح رائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين أول إنسان يسافر إلى الفضاء عام 1961.
وخرجت مركبة الفضاء “لونا – 25″، وهي أول مهمة قمرية روسية منذ 1976، عن السيطرة وتحطمت على سطح القمر في 19 أغسطس الماضي بعد مناورة فاشلة في المدار قبل الهبوط، في ما نُظر إليه في خارج روسيا على أنه فشل ذريع في برنامجها الفضائي، وهو ما سلط الضوء على التراجع في قطاع الفضاء الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان صاحب أحد أقوى برامج الفضاء في العالم.
وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) يوري بوريسوف إن السباق لاستكشاف موارد القمر وتطويرها قد بدأ، وإن روسيا يجب أن تظل فاعلة رغم فشل أول مهمة لها إلى القمر في 47 عاما.
دميتري بيسكوف: هذا ليس سببا لليأس أو الحزن، وإنما سبب آخر لتحليل أسباب الفشل وتجنبها المرة المقبلة
وأكد بوريسوف خلال مقابلة أجرتها معه القناة 24 الروسية الحكومية، أن من مصلحة روسيا الوطنية الحيوية أن تظل ملتزمة باستكشاف القمر.
وأضاف “الأمر له قيمة عملية أيضا اليوم لأن السباق لتطوير الموارد الطبيعية للقمر بدأ بالطبع. وسيصبح القمر في المستقبل منصة لاستكشاف الفضاء السحيق، إنه منصة مثالية”.
ويرى الكرملين أن فشل مهمة مركبة الفضاء “لونا – 25” في الهبوط على سطح القمر “ليس بالشيء السيء”، قائلا إن المهم هو استكمال برنامج روسيا لاستكشاف الفضاء.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف “هذا ليس سببا لليأس أو الحزن، وإنما سبب آخر لتحليل أسباب الفشل وتجنبها المرة المقبلة”، مضيفا “أهم شيء هو ألا نتوقف. خططنا تتسم بالطموح، وستنفذ في وقت لاحق”.
وقامت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مطلع سبتمبر الحالي بنشر لقطات وصور أظهرت أن مركبة الفضاء الروسية “لونا – 25” التي فشلت في الهبوط على القطب الجنوبي للقمر خلفت حفرة اتساعها عشرة أمتار عندما تحطمت الشهر الماضي بسبب مشكلة فنية.
وصورت المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (إل.آر.أو) التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية حفرة جديدة على سطح القمر وخلصت إلى أنها على الأرجح في موقع تحطم “لونا – 25”.
وقالت ناسا “الحفرة الجديدة قطرها نحو عشرة أمتار (…) وبما أن الحفرة الجديدة قريبة من نقطة الاصطدام المُقدرة للمركبة ‘لونا – 25’ فقد خلص فريق ‘إل.آر.أو’ إلى أنها على الأرجح نتجت عن تلك المهمة وليس لسبب طبيعي”.
وأفادت موسكو أن هناك لجنة وزارية خاصة تشكلت للتحقيق في أسباب ما جرى.
وأكدت روسيا أنها ستطلق المزيد من المهام إلى القمر، ثم ستدرس إمكانية إطلاق مهمة روسية – صينية مشتركة مأهولة وحتى إنشاء قاعدة على القمر، فيما أشارت ناسا إلى “الاندفاع للبحث عن الذهب على القمر” وأنها استكشفت إمكانات التعدين على الكوكب.
وأعلنت الولايات المتحدة في عام 2020 عن اتفاقيات أرتميس التي سميت على اسم برنامج الرحلات الفضائية التابع لوكالة ناسا، في مسعى للبناء على القانون الدولي الحالي للفضاء من خلال إنشاء “مناطق أمان” على القمر. ولم تنضم روسيا والصين إلى الاتفاقيات.
وتسابق روسيا الزمن لتصبح أول دولة تقوم بهبوط آمن على سطح القطب الجنوبي للقمر الذي قد يحتوي على رواسب هائلة من المياه الجليدية.
وعلى مدى قرون، يتساءل علماء الفلك عن المياه على سطح القمر الذي يتسم بأنه أكثر جفافا من الصحراء بنحو 100 مرة.
وأظهرت خرائط ناسا عام 2021 وجود مياه جليدية في الأجزاء المظلمة من القمر، وأكدت في 2020 وجود مياه في الأجزاء التي يصل إليها ضوء الشمس.
وتخوض روسيا سباقا مع الهند التي نجحت في إطلاق مركبة “شانداريان – 3” إلى القمر الشهر الماضي في الوقت الذي فشلت هي في ذلك، فيما تتنافس روسيا على نطاق أوسع مع الولايات المتحدة والصين اللتين لديهما برامج متطورة لاستكشاف القمر.
• اقرأ أيضاً: