ايوب (رشيد)
Ayyub (Rashid-) - Ayyoub (Rashid-)
أيوب (رشيد ـ)
(1872 ـ 1941م)
رشيد أيوب، شاعر مهجري لبناني، ولد في بسكنتة، وهجرها قبل بلوغه العشرين من عمره، مع بدايات حركة الهجرة من لبنان وسورية إلى المهاجر الأمريكية، فاستقرّ في مدينة «نيو أورلينز» من ولاية لويزيانة، حيث اتّجر وأصاب قسطاً من النجاح، وكان طوال إقامته في تلك المدينة يحنّ إلى جو تتضوّع فيه رائحة الأدب العربي، فلا يجده حيث كان مقيماً، لذلك نزح إلى نيويورك طمعاً بمثل ذلك الجو، وهناك سكن في حي بروكلن، حيث يسكن معظم المهاجرين، بقي فيه حتى قضى نحبه بالغا من العمر سبعين عاماً.
لقي رشيد أيوب ضالته في رهط من الأدباء في نيويورك، إذ ألفوا الرابطة القلمية (1920م)، وهم: جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ووليم كاتسفليس وإيليا أبو ماضي ونسيب عريضة وعبد المسيح حداد ورشيد أيوب وندرة حداد ووديع باحوط والياس عطا الله.
فقد أيوب الصبر على ممارسة التجارة، فأخذ يفتش عن موارد رزق جديدة، وكانت حياته حتى وفاته حياة جهاد ومكابدة، وهذه المكابدة، ولاسيما في ديار الغربة، وما ولدته من حالات نفسية مابين شكوى وأمل وتزهد وحنين إلى الربوع وذكريات الصبا، كل ذلك يبثه في شعره بصدق ورقة فيها كثير من العذوبة المؤثرة في القارىء، ولهذه الظاهرة في شعره أطلق عليه لقب «الشاعر الباكي».
ترك الشاعر رشيد أيوب ثلاثة دواوين من الشعر، صدرت كلها في نيويورك، وهي «الأيوبيات» سنة 1917م، و«أغاني الدرويش» 1928م، و«هي الدنيا» عام 1940م.
أما الأول فقد نظمه ونشره قبل ظهور الرابطة القلمية، وهو يمثّل بداياته، في حين أنّ الديوانين الآخرين يمثلان صاحبهما أصدق التمثيل، وكلاهما ممهور بروح الرابطة إلى حد بعيد. ففيهما تتجلى شاعرية رشيد أيوب في أصدق مظاهرها وأصفاها، وفيها حديث عن أحزانه وحنينه وذكرياته وزهده وأنفته وترفعه، وحديث عن الإيمان والجمال.
أثرت شؤون الحياة والبيئة في تكوين الشاعر وفي شعره تأثيرا كبيراً، وهي التي أوحت إليه عنوان ديوانه «هي الدنيا»، وجعلت منه شبه درويش، وقد استأثر التشكي بالقسم الأوفر من مواهبه الشعرية، كما أن الحرمان ولّد عنده شيئاً من الزهد واللامبالاة، وإن كان زهده وليد الحاجة لا وليد العفّة. على أن أروع منظومه وأوقعه في القلوب هو ما نظمه للبنان من شعر الحب والحنين.
لم يكن رشيد أيوب من الشعراء الذين يُعْنَون بفخامة الألفاظ وبريقها، ورنّة القافية، وبراعة الاستهلال، والغوص وراء المعاني والصور، بل كان شاعراً يعرف قيمة الشعر ومكانته فلا يسخره لأغراض دنيوية، وكان صادق الإحساس فجعل من شعره ترجماناً لقلبه. فما تبذّل في مديح، ولاتصنّع في رثاء، ولاتكلّف في غزل لم يكتو بناره. من شعره قوله يصف حياته أيام شبابه:
تائهاً في الليل مابين الصخور
عند شاطىء البحر في ضوء القمرْ
أسأل الأمواج عن أهل القبور
ومـن الأفـلاك أستقصي الخبـر
وأزور الروض أصغي للطيور
عندما غنـّت وقـد لاح السـَحَر
رياض عوابدة
Ayyub (Rashid-) - Ayyoub (Rashid-)
أيوب (رشيد ـ)
(1872 ـ 1941م)
رشيد أيوب، شاعر مهجري لبناني، ولد في بسكنتة، وهجرها قبل بلوغه العشرين من عمره، مع بدايات حركة الهجرة من لبنان وسورية إلى المهاجر الأمريكية، فاستقرّ في مدينة «نيو أورلينز» من ولاية لويزيانة، حيث اتّجر وأصاب قسطاً من النجاح، وكان طوال إقامته في تلك المدينة يحنّ إلى جو تتضوّع فيه رائحة الأدب العربي، فلا يجده حيث كان مقيماً، لذلك نزح إلى نيويورك طمعاً بمثل ذلك الجو، وهناك سكن في حي بروكلن، حيث يسكن معظم المهاجرين، بقي فيه حتى قضى نحبه بالغا من العمر سبعين عاماً.
فقد أيوب الصبر على ممارسة التجارة، فأخذ يفتش عن موارد رزق جديدة، وكانت حياته حتى وفاته حياة جهاد ومكابدة، وهذه المكابدة، ولاسيما في ديار الغربة، وما ولدته من حالات نفسية مابين شكوى وأمل وتزهد وحنين إلى الربوع وذكريات الصبا، كل ذلك يبثه في شعره بصدق ورقة فيها كثير من العذوبة المؤثرة في القارىء، ولهذه الظاهرة في شعره أطلق عليه لقب «الشاعر الباكي».
ترك الشاعر رشيد أيوب ثلاثة دواوين من الشعر، صدرت كلها في نيويورك، وهي «الأيوبيات» سنة 1917م، و«أغاني الدرويش» 1928م، و«هي الدنيا» عام 1940م.
أما الأول فقد نظمه ونشره قبل ظهور الرابطة القلمية، وهو يمثّل بداياته، في حين أنّ الديوانين الآخرين يمثلان صاحبهما أصدق التمثيل، وكلاهما ممهور بروح الرابطة إلى حد بعيد. ففيهما تتجلى شاعرية رشيد أيوب في أصدق مظاهرها وأصفاها، وفيها حديث عن أحزانه وحنينه وذكرياته وزهده وأنفته وترفعه، وحديث عن الإيمان والجمال.
أثرت شؤون الحياة والبيئة في تكوين الشاعر وفي شعره تأثيرا كبيراً، وهي التي أوحت إليه عنوان ديوانه «هي الدنيا»، وجعلت منه شبه درويش، وقد استأثر التشكي بالقسم الأوفر من مواهبه الشعرية، كما أن الحرمان ولّد عنده شيئاً من الزهد واللامبالاة، وإن كان زهده وليد الحاجة لا وليد العفّة. على أن أروع منظومه وأوقعه في القلوب هو ما نظمه للبنان من شعر الحب والحنين.
لم يكن رشيد أيوب من الشعراء الذين يُعْنَون بفخامة الألفاظ وبريقها، ورنّة القافية، وبراعة الاستهلال، والغوص وراء المعاني والصور، بل كان شاعراً يعرف قيمة الشعر ومكانته فلا يسخره لأغراض دنيوية، وكان صادق الإحساس فجعل من شعره ترجماناً لقلبه. فما تبذّل في مديح، ولاتصنّع في رثاء، ولاتكلّف في غزل لم يكتو بناره. من شعره قوله يصف حياته أيام شبابه:
تائهاً في الليل مابين الصخور
عند شاطىء البحر في ضوء القمرْ
أسأل الأمواج عن أهل القبور
ومـن الأفـلاك أستقصي الخبـر
وأزور الروض أصغي للطيور
عندما غنـّت وقـد لاح السـَحَر
رياض عوابدة