تقرير يكشف عن عمليات تجسس صينية واسعة شملت البيت الأبيض ومنزل ترامب بفلوريدا
قال إن مواطنين صينيين تسللوا إلى قواعد عسكرية ومواقع حساسة أخرى أكثر من 100 مرة
كشفت تقارير صحفية أمريكية عن ارتفاع مستوى التجسس الصيني على المواقع الحساسة الأمريكية، بما فيها البيت الأبيض ومنتجع الرئيس السابق دونالد ترامب في فلوريدا. وفي تقرير مطول لصحيفة وول ستريت جورنال أعلنت السلطات الأمريكية ضبط حالات عدة، كانت معظمها بداعي التجسس.
وفي التفاصيل، تسلل مواطنون من الصين إلى قواعد عسكرية ومواقع أمريكية حساسة أخرى أكثر من 100 مرة في السنوات الأخيرة؛ ما أثار تحقيقات فيدرالية في احتمالات وجود عمليات تجسس صينية واسعة، وفقًا لتقرير صدر اليوم الاثنين.
وتشمل الحالات المثيرة للقلق أشخاصًا يعبرون إلى مواقع الصواريخ الأمريكية في نيو مكسيكو، وغواصين يسبحون بالقرب من موقع إطلاق الصواريخ ومركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، حسبما صرح مسؤولون إلى الصحيفة.
وقال النائب الديمقراطي جيسون كرو إن الكونغرس قد يدرس أيضًا تشريعًا لتشديد كيفية التعامل مع الأمن في المواقع الحساسة.
وقال كرو: "نحن بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع شركائنا الحكوميين والمحليين لتدريبهم وتجهيزهم، وفي الوقت الحالي لا يعرفون كيفية التعامل معها".
وكشف التقرير أن العديد من المتورطين في هذه الحوادث مواطنون صينيون، تم الضغط عليهم لتنفيذ المطلوب. وكان يُطلب منهم إبلاغ بكين بما رأوه، وفقًا لـ"العربية نت".
ومن ناحيتها، علقت إيميلي هاردينغ، وهي زميلة بارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ونائبة مدير الموظفين السابقة في مجلس الشيوخ: "الميزة التي يتمتع بها الصينيون هي أنهم على استعداد لإلقاء الناس بأعداد كبيرة لجمع المعلومات الاستخباراتية. وإذا تم القبض على عدد قليل منهم سيكون من الصعب للغاية على حكومة الولايات المتحدة إثبات أي شيء يتجاوز التعدي على ممتلكات الغير".
وبحسب التقرير فقد تم تصوير صاروخ SpaceX Falcon 9 مع المركبة الفضائية Crew Dragon وهو يستعد للإطلاق في مركز كينيدي للفضاء.
وتشمل الأمثلة الأخرى لمواطنين صينيين يدخلون مناطق حساسة للغاية: عملية الدخول إلى مناطق حساسة في البيت الأبيض وقصر الرئيس السابق دونالد ترامب في مارالاغو.
وقال المسؤولون إن المواطنين الصينيين الذين تظاهروا بأنهم سائحون غادروا المنطقة المخصصة للجولات في البيت الأبيض لالتقاط صور خاصة، بما في ذلك معدات الاتصالات ومواقع أفراد الخدمة السرية، قبل أن يتم إبعادهم.
وفي عام 2019 حُكم على امرأة صينية بالسجن لمدة ثمانية أشهر بعد إدانتها بدخول مارالاغو بشكل غير قانوني، وكان بحوزتها جوازا سفر في ذلك الوقت، وأربعة هواتف محمولة، وأجهزة إلكترونية أخرى.
وعن هذه الحالات قال المسؤولون لصحيفة وول ستريت جورنال إن أولئك الذين تم العثور عليهم وهم يتعدون على القواعد تم احتجازهم لفترة وجيزة، ثم طردهم خارج البلاد.
وقالت الصحيفة إنه لا يبدو أن هناك قضايا أدت إلى اتهامات بالتجسس، لكن في عام 2019 طُرد مواطنان صينيان من الولايات المتحدة للاشتباه في قيامهما بالتجسس بعد أن قادا السيارة مع زوجتَيهما إلى قاعدة المشاة المشتركة ليتل كريك في فرجينيا، وهي منشأة عسكرية حساسة للغاية، حيث تتدرب قوات البحرية الأمريكية.
وشددت المتحدثة باسم البنتاغون سو غوف على أن الحوادث "منخفضة المستوى بشكل عام، وحتى الآن لا يشير أي منها إلى عملية تجسس صريحة".
وأشارت أيضًا إلى أن وزارة الدفاع أجرت عددًا من المراجعات الأمنية منذ عام 2018، وتم إجراء بعضها بالتنسيق مع وكالات أخرى.
وركزت إحدى هذه المراجعات في العام الماضي على الأمن لما يقرب من 1400 بوابة في القواعد العسكرية الأمريكية، وجوانب أخرى لأمن القواعد.
ويأتي هذا التقرير بعد شهر واحد فقط من اعتقال اثنين من البحارة التابعين للبحرية الأمريكية بتهمة التآمر لنقل معلومات أمنية حساسة إلى مسؤولين صينيين.
ومع ذلك، تنفي السفارة الصينية في واشنطن أي جهود تجسس. وقال المتحدث ليو بينجيو للصحيفة إن "الادعاءات ذات الصلة هي محض افتراءات سيئة النية".
وأضاف: "نحث المسؤولين الأمريكيين المعنيين على التخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الاتهامات التي لا أساس لها، والقيام بالمزيد من الأشياء التي تساعد على تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين، والصداقة بين الشعبين".