مراقبة تحركات الأطفال على الإنترنت قد تضر أكثر مما تنفع".. خبيرة تقدم الطريقة العملية
قدّمت حلولًا غير نمطية
يعتقد الآباء وأولياء أن وسائل التواصل الاجتماعي تضر بمستوى احترام الذات لدى المراهقين؛ ولكن يخبرنا الأطفال في كثير من الأحيان أن هذه المنصات تساعدهم في العثور على أصدقاء يشبهونهم في طريقة تفكيرهم، ويعزز ذلك من صحتهم العاطفية. مَن المحق إذًا؟
قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى مزيج من النتيجتين، ويمكن للبالغين مساعدة الأطفال على اتخاذ خيارات ذكية عبر الإنترنت تحافظ على سلامتهم، ومستوى احترام الذات لديهم.
ورغم أن الأمر يبدو غير بديهي؛ إلا أن مراقبة تحركات الأطفال ومحادثاتهم عبر الإنترنت قد تضر أكثر مما تنفع؛ بحسب ما ذكرته ديفورا هايتنر، وهي مؤلفة كتاب جديد بعنوان "Growing Up in Public: Coming of Age in a Digital World"؛ حيث يقدم كتابُها طريقةً عملية ومتعاطفة لتربية الأطفال في عالمنا المتقلب والمترابط للغاية اليوم.
وتساعد "هايتنر" أولياء الأمور على تعلم كيفية إرشاد أطفالهم بدلًا من مراقبتهم؛ حيث تحدثت "CNN" مع "هايتنر" للإجابة على بعض الأسئلة.
وأوضحت "هايتنر": يشعر الأطفال اليوم أنهم بحاجة إلى قبول المزيد من المتابعين، وأن يكونوا جزءًا من المزيد من الرسائل النصية الجماعية، لأن هذه الأرقام علنية للغاية، وتكون الصداقة الحقيقية متبادلة؛ بينما يضغط المتابع على زر فحسب، ونحن بحاجة إلى مساعدة الأطفال في إدراك أن جودة العلاقة أهم من عدد "المتابعين".
وأضافت: قم بطرح أسئلة مثل: "بم تجعلك (وسائل التواصل) تشعر؟ ما الذي يمكنك فعله بشكل مختلف إذا لم تشعر بالراحة؟ ماذا يمكنك أن تفعل في حال نشأت مشكلة"؟.. ومن الأمور المفيدة التأكد من تمتع الأطفال بقدرة جيدة على التعامل مع الرسائل النصية، بما في ذلك كيفية التعامل مع المشاكل عبر الرسائل النصية الجماعية قبل إضافة تطبيق للتواصل الاجتماعي.
وأردفت: إذا كان طفلك يشعر بالسوء باستمرار، فربما ترغب في جذب المزيد من الأشخاص الإيجابيين إلى خوارزميته، أو أخذ عطلة، أو إزالة تطبيق معين من الجهاز؛ حيث نرغب أن يوازن الأطفال وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي مع الوقت الشخصي الذي يقضونه مع الأصدقاء، والأنشطة المتجددة.
وتابعت: يمكن أن تكون المساعدة في أعمال المنزل والمساهمة في مجتمعك كمتطوع بمثابة ترياق جيد لشعور التنافسية الذي يغلب عليك بشأن تمتعك بـ300 متابع، بينما يتمتع صديق لك بألفي متابع، هذا هو المكان الذي يمكننا أن نتعلم فيه من أطفالنا. ونود أن نتأكد من أننا لا نطغى على ما يشاركه أطفالنا بقيمنا الخاصة.
وقالت: قد يكون من الصعب مشاهدة أطفالنا وهم في الخطوط الأمامية للتكنولوجيا، ويشاركون هذه الأشياء، وقد يكون الأمر خطرًا في بعض المجتمعات؛ لكننا نريد أن نخفف من توترنا عبر التفكير بأن الأطفال يغيرون الثقافة بانفتاحهم، فلا نريد المبالغة في المراقبة، وهناك مستوى ضروري من الدعم والإرشاد. ولكن إذا كنت تقرأ رسائل طفلك في مرحلة الثانوية كل يوم، فيعتبر الأمر مبالغة شديدة.
وبيّنت "هايتنر"، أنه يجب أن تدرك أنك تريد التعرف على طفلك من خلال التحدث إليه، وليس من خلال الحصول على كل هذه البيانات عنه. وكن الشخص الذي يستطيع طفلك التحدث إليه، وليس الشخص الذي يتتبع كل تحركاته، فإذا كان هناك خطر داهم لإيذاء النفس، أو الآخرين؛ تصبح السلامة أكثر أهمية من الخصوصية، ولكن لا تتجسس بدافع الفضول.
واستطردت: التصرف المناسب يعتمد على عمر الطفل، ومستوى خبرته، وكيفية سير الأمور. مع طفل أصغر سنًّا، يمكنك البدء بالمراقبة التعاونية، ويعرض فيها الطفل ما ينشره كل يومين، أو مرة واحدة في الأسبوع، ومع مرور الوقت، ربما يطلب طفلك الدعم منك عندما يكون غير متأكد من المنشور؛ لكنك لن تتحقق بنفسك، إلا إذا كان هناك مستوى شديد من القلق على سلامة طفلك.
واختتمت "هايتنر": احرص على أن تكون الشخص الذي يمكنهم التحدث اليه.