بارتولد (فاسيلي) Barthold (Vasily-مستشرق روسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بارتولد (فاسيلي) Barthold (Vasily-مستشرق روسي

    بارتولد (فاسيلي)

    Barthold (Vasily-) - Barthold (Vasily-)

    بارتولد (فاسيلي)
    (1869ـ1930م)

    فاسيلي بارتولد Vasili Vaslievitch Barthold مستشرق روسي بارز ولاسيما في مجالات تاريخ الحضارة الإسلامية.
    كان أستاذاً في جامعة بطرسبرغ، وقف حياته على التدريس والبحث المقرونين بالدراسات الميدانية والرحلات الطويلة إلى المواقع. وتتناول أبحاثه الدراسات الشاملة للتاريخ الثقافي والاجتماعي والدراسات المتخصصة في التاريخ، وتستند أبحاثه إلى إحاطة واسعة بلغات كثيرة مثل اللغتين اللاتينية واليونانية ولغات أوربة الغربية الرئيسة، ومعرفة جيدة باللغات العربية والفارسية والتركية والتترية.
    ويُعدّ بارتولد مؤسس المدرسة التاريخية للاستشراق الروسي وواحداً من أكبر مؤرخي الحضارة في الشرق، شغل بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسية منصب الرئيس الدائم للجنة المستشرقين في أكاديمية العلوم السوفييتية، وظل إلى آخر سني حياته مؤرخاً لآسيا الوسطى قبل كل شيء. لكن نشاطه امتد بعيداً فشمل الشرقين الأدنى والأوسط وتاريخ أواسط آسيا، وتاريخ الإسلام وتاريخ الخلافة العربية في عصورها المبكّرة وتاريخ النقوش والمسكوكات الإسلامية. بيد أن أهم أبحاثه كان كتابه «تاريخ آسيا الوسطى» الذي يُعدّ المرجع الأهم لتاريخ هذه المنطقة من القرن السابع الميلادي إلى بداية القرن الثالث عشر الميلادي والذي اعتمد فيه على عدد كبير من المصادر التي فحصها الفحص الدقيق في وقت لم يكن معظمها قد نشر. والكتاب ظاهر الاهتمام بتحليل التطور التاريخي لهذه البلاد من بداية فتح العرب حتى الغزو المغولي بقصد إيضاح الظواهر الاجتماعية والنظم التي سادت في أثناء هذا الغزو.
    وقد عالج بارتولد أبحاثاً في تاريخ إيران وبلاد ما وراء القفقاس والأقطار العربية وتاريخ الشعوب التركية والمغولية. وذاعت شهرته في العقد الثاني من القرن العشرين في روسية وخارجها بوصفه أكبر عالم يحيط بتاريخ الشرق في العصور الوسطى. وإلى جانب ما تقدم فإن مؤلف بارتولد الأساسي هو كتاب «تركستان في فترة الغزو المغولي» الذي أردفه بكتابي «تاريخ تركستان» وتاريخ «الثقافة بتركستان» ومجموعة كتيّبات مخصصة لتاريخ الطاجيك والقرغيز والتركمان.
    لكن الملاحظ أن بارتولد قد هوّن في أبحاثه عن تاريخ آسيا الوسطى من أمر الكوارث الهائلة والتدهور الاقتصادي والثقافي الناتج عن الغزو المغولي وما أعقبه من سيطرتهم على الأقطار التي تعرضت لغاراتهم. ومن الجليّ أنه قد بالغ أيضاً في أهمية قيام امبراطورية جنكِيزخان وأثرها في ازدهار تجارة القوافل عبر القارة الآسيوية، وفي دعم العلاقات الحضارية والثقافية بين أقطارها. ومع أن بارتولد لم يكن ماركسياً، فإنه قد أولى اهتماماً خاصاً في التاريخ لظاهرة النزاع داخل المجتمع.
    على أنه يذكر لبارتولد وقوفُه في وجه نظريات التفوق العنصري التي اعتنقها علماء ومستشرقون في الغرب وموقفهم المتسم بالازدراء والصلف. وهو في هذا الموضوع قد عارض الزعم القائل بأن أوربة مركز العالم، والرأي الآخر القائل بأن شعوب الشرق لا تاريخ لها، ولن يكون لها تاريخ بالمعنى المفهوم لذلك اللفظ في أوربة، ولهذا فإن مناهج دراسة التاريخ التي وضعها المؤرخون الأوربيون لا يمكن تطبيقها على تاريخ الشرق.
    وقد ردّ بارتولد على ذلك بالقول: «إن الناس هم الناس في كل مكان ليس بينهم فارق، وإن التباين بين حضارتي الشرق والغرب يمكن ردّه برمته إلى الأحوال التي وجّهت النشاط الذهني لشعوب الشرق إلى وُجُهات مغايرة».
    يضاف إلى ذلك أنه كان مقتنعاً كل الاقتناع بأن: «قوانين التطور التاريخي تلك هي نفسها التي تعمل سواء في أوربة أم في آسيا». ولما كان خصماً لمذهب السيادة العنصرية وفكرة التفوق الأوربي، فإنه كان خصماً لمذهب الامبريالية.
    وقد نشر بارتولد في مدة اثنين وأربعين عاماً من نشاطه العلمي ما يزيد على أربعمئة أثر علمي بين بحث ومقالة ونقد وتعليق، وأسهم بنصيب وافر في الطبعة الأولى من دائرة المعارف الإسلامية التي أمدّها بمئتين وأربع وسبعين مقالة جمعت كلها في مجموعة واحدة من تسعة مجلدات صدرت باللغة الروسية، وترجم بعضها إلى العربية. وقد نقلت أعماله إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والعربية والأوزبكية والقرغيزية والتترية.

    يوسف الأمير علي

يعمل...
X