دراسة جديدة اعتمدت على تحليل الرواسب القديمة أكدت الفرضية الزاعمة بأن كويكبًا ضخمًا ضرب الأرض فسبب شتاءًا عالميًا قارصًا لعقودٍ طويلة مما أدى لإنقراض الديناصورات منذ 66 مليون سنة. الدراسة التى قام بها فريق من الباحثين بقيادة (جون فيليكوف) بجامعة (أوتريخت) بهولندا خلصت إلى أنّ هذا الكويكب تسبب في سحابة من الغبار والطمى غطت الأرض وحجبت الشمس. وسقطت الأرض نتيجة لذلك فى الظلام فتوقفت عملية البناء الضوئى وانخفضت درجة حرارة الأرض بمقدار7 درجات مما أدى فى النهاية لإنقراض الديناصورات.
اصطدم الكويكب بالأرض فيما يعرف الآن بمنطقة (تشيكسوكلوب) بالمكسيك، وقام العلماء بدراسة شحوم الميكروبات المحيطية المطمورة فى الطمى بمنطقة نهر (برازورز) بوسط (تكساس) بغرض بناء نموذج لدرجات حرارة سطح البحر فى عصر الديناصورات.
وأظهرت النتائج أنّ الماء كان دافئاً قبل الإصطدام، وكانت حوالى 30 درجة مئوية، ولكن فى العقود التالية انخفضت درجة حراراة سطح البحر بمقدار 7 درجات نتيجة لإعاقة الغبار الناتج من الإنفجار وصول الضوء والحرارة من الشمس إلى السطح.
“كل النماذج تنبأت بإنخفاض حاد فى درجة حرارة السطح استمر لفترة قصيرة محدثاً ما يسمى بـ “تأثير الشتاء”. السيناريوهات المختلفة توضح أن فترة الإنخفاض فى إشعاع الشمس قد دام من 6 أشهر إلى أكثر من عقد.” كتب (جون فيليكوف) على صفحته على الفيس بوك.
وأضاف: “تلك الفترة المفاجئة من البرد والظلام التى غطت الأرض أعقبها فترة من الإحتباس الحرارى، والأمطار الحمضية والأعاصير الضخمة، والتى ساهمت جميعها فى تشكيل التأثير القاتل لظاهرة “تأثيرالشتاء””.
“وعندما ارتفعت سحابة الغبار، زادت نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى مما أدى إلى فترة من “الإحتباس الحرارى”، والتى دامت على الأرجح لآلاف السنين مسببة إنقراضات جماعية وإعادة تشكيل واسعة للنظام البيئى.”
ويصف (فيلكوب) تلك الفترة من العصر الطباشيرى بفترة “الإنقراض الجماعى”. مضيفاً إلى أنه يحتاج إلى مزيد من البحث لبناء نموذج للتنبؤ بدرجات الحرارة والعواقب البيئية.