الأنمي" على وجوه المراهقين السوريين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأنمي" على وجوه المراهقين السوريين

    "الأنمي" على وجوه المراهقين السوريين.. الدراما الآسيوية لم تعد مسلّية؟


    انتشار الدراما الكورية بين فئات المراهقين داخل سوريا، ترافق مع دفاع فكري عن المحتوى الذي تقدّمه هذه الدراما، خاصة الجانب الاجتماعي، وأيضاً الرومانسي حيث يتم تقديمه بقالب غير مألوف.
    • ديب سرحان - سوريا
    • 4 أيلول 23:34
    • "الأنمي" على وجوه المراهقين السوريين.. الدراما الآسيوية لم تعد مسلّية؟

    تسير أميرة بغدادي (16 عاماً) مع صديقاتها في حديقة "الجاحظ" وسط العاصمة السورية دمشق، وهي ترتدي اكسسوارات "غريبة" إلى حدٍ ما، مع قَصّة شعر قصيرة، شبيهة بقصّات الشعر الموجودة في شرق قارة آسيا، في ظاهرة جديدة بدأت تغزو المجتمع السوري على نطاق واسع.

    تقول بغدادي للميادين نت: "استمددت هذا النمط من فرقة BTS الكورية، التي تأخذ حيزاً كبيراً من وقتي بالاستماع إلى أغانيها، إضافة إلى تعلقي الشديد بالمسلسلات الكورية، لما تحتويه من جمالية فريدة غير موجودة لا بالدراما العربية ولا حتى التركية".

    وتشرح أسباب إعجابها وتعلّقها بالدراما الكورية فتقول: "هذه المسلسلات قريبة من الواقع، وتشبه الأفكار التي نعيشها، ولا تحتوي على ابتذال، كما أنها قصيرة من ناحية المدّة الزمنية، حيث لا يتجاوز المسلسل 20 حلقة، على عكس الدراما التركية التي تحتوي على إطالة غير منطقية، ويصل طول المسلسل إلى نحو 100 حلقة".

    بغدادي ليست الوحيدة التي تتقمّص شخصية ممثلة أو مغنّية كورية، حيث بدأت هذه الظاهرة تجد طريقاً سلساً لها بين فئة المراهقين داخل سوريا، كما زاحمت الدراما الكورية في العقد الأخير نظيرتها التركية على الشاشات العربية، واستطاعت تسويق نفسها في المنطقة بامتياز، وخلال وقت قصير أصبح لها جمهورها المهووس بأصحاب العيون الضيّقة، كما كان الحال عند دخول الدراما التركية المدبلجة إلى المجتمعات العربية، وقبلها الدراما المكسيكية.

    ازدياد الهوس بالدراما الكورية بين المراهقين، ترافق مع دفاع فكري عن المحتوى الذي تقدّمه هذه الدراما، خاصة الجانب الاجتماعي، وأيضاً الرومانسي حيث يتم تقديمه بقالب غير مألوف، فهو مغلّف بنوع من التهذيب والتضحية، بعيداً عن الابتذال والتكلّف، مع وجود حبكة درامية متينة، غير قائمة على العنف والقتل والدماء، التي تنتشر بكثرة في الدراما العربية والتركية.

    الأزياء والاكسسوارات الخاصة بأبطال المسلسلات الكورية انتشرت خلال الآونة الأخيرة بين المراهقين داخل سوريا، وبدأ الطلب عليها في الأسواق ينمو بشكل ملحوظ، ما دفع العديد من أصحاب المحال إلى استيراد تلك الأزياء أو العمل على تصنيع منتجات مشابهة لها محلياً في ظل الطلب المتزايد.

    وفي هذا الاتجاه تقول المختصة النفسية آلاء رنكوسي للميادين نت إن المسلسلات لها تأثير كبير على جميع شرائح المجتمع، لكنّ الفئة الأكثر تأثّراً هي المراهقون، ففي هذا العمر تتشكّل الشخصية وتتحدّد الميول والهوية الذاتية للإنسان من النواحي النفسية والاجتماعية والأخلاقية والفكرية.

    وتضيف رنكوسي أن الإفراط بمشاهدة الدراما الكورية وأفلام الأنمي تنعكس على عادات وأفكار المراهقين، من حيث تبنّيهم أفكاراً وأنماط حياة جديدة، من خلال اتباع نمط لباس معيّن أو قصّة شعر محددة أو ارتداء اكسسوارات غريبة، من دون أن ننسى تأثير هذه الدراما على أهم جانب، وهو الجانب العاطفي.

    "المسموح في مجتمع معيّن غير مقبول في مجتمعاتنا"، تتحدث رنكوسي عن أهمّية تحصين الجانب العاطفي لدى المراهقين، لأن التأثر المبالغ فيه ينشئ مشكلات وصراعات في تربية المراهقين، وهذا ما يفرض ضرورة توعية هذه الفئة في مرحلة مبكّرة وإيضاح التفاوت بين الحقيقة والخيال الدرامي، إضافة إلى ضرورة زرع الانتماء لديهم للتمسّك بمجتمعاتنا العربية، واحترام القيم والعادات والسلوكيات
    "الأنمي" على وجوه المراهقين السوريين.. الدراما الآسيوية لم تعد مسلّية؟


    انتشار الدراما الكورية بين فئات المراهقين داخل سوريا، ترافق مع دفاع فكري عن المحتوى الذي تقدّمه هذه الدراما، خاصة الجانب الاجتماعي، وأيضاً الرومانسي حيث يتم تقديمه بقالب غير مألوف.
    • ديب سرحان - سوريا
    • 4 أيلول 23:34
    • "الأنمي" على وجوه المراهقين السوريين.. الدراما الآسيوية لم تعد مسلّية؟

    تسير أميرة بغدادي (16 عاماً) مع صديقاتها في حديقة "الجاحظ" وسط العاصمة السورية دمشق، وهي ترتدي اكسسوارات "غريبة" إلى حدٍ ما، مع قَصّة شعر قصيرة، شبيهة بقصّات الشعر الموجودة في شرق قارة آسيا، في ظاهرة جديدة بدأت تغزو المجتمع السوري على نطاق واسع.

    تقول بغدادي للميادين نت: "استمددت هذا النمط من فرقة BTS الكورية، التي تأخذ حيزاً كبيراً من وقتي بالاستماع إلى أغانيها، إضافة إلى تعلقي الشديد بالمسلسلات الكورية، لما تحتويه من جمالية فريدة غير موجودة لا بالدراما العربية ولا حتى التركية".

    وتشرح أسباب إعجابها وتعلّقها بالدراما الكورية فتقول: "هذه المسلسلات قريبة من الواقع، وتشبه الأفكار التي نعيشها، ولا تحتوي على ابتذال، كما أنها قصيرة من ناحية المدّة الزمنية، حيث لا يتجاوز المسلسل 20 حلقة، على عكس الدراما التركية التي تحتوي على إطالة غير منطقية، ويصل طول المسلسل إلى نحو 100 حلقة".

    بغدادي ليست الوحيدة التي تتقمّص شخصية ممثلة أو مغنّية كورية، حيث بدأت هذه الظاهرة تجد طريقاً سلساً لها بين فئة المراهقين داخل سوريا، كما زاحمت الدراما الكورية في العقد الأخير نظيرتها التركية على الشاشات العربية، واستطاعت تسويق نفسها في المنطقة بامتياز، وخلال وقت قصير أصبح لها جمهورها المهووس بأصحاب العيون الضيّقة، كما كان الحال عند دخول الدراما التركية المدبلجة إلى المجتمعات العربية، وقبلها الدراما المكسيكية.

    ازدياد الهوس بالدراما الكورية بين المراهقين، ترافق مع دفاع فكري عن المحتوى الذي تقدّمه هذه الدراما، خاصة الجانب الاجتماعي، وأيضاً الرومانسي حيث يتم تقديمه بقالب غير مألوف، فهو مغلّف بنوع من التهذيب والتضحية، بعيداً عن الابتذال والتكلّف، مع وجود حبكة درامية متينة، غير قائمة على العنف والقتل والدماء، التي تنتشر بكثرة في الدراما العربية والتركية.

    الأزياء والاكسسوارات الخاصة بأبطال المسلسلات الكورية انتشرت خلال الآونة الأخيرة بين المراهقين داخل سوريا، وبدأ الطلب عليها في الأسواق ينمو بشكل ملحوظ، ما دفع العديد من أصحاب المحال إلى استيراد تلك الأزياء أو العمل على تصنيع منتجات مشابهة لها محلياً في ظل الطلب المتزايد.

    وفي هذا الاتجاه تقول المختصة النفسية آلاء رنكوسي للميادين نت إن المسلسلات لها تأثير كبير على جميع شرائح المجتمع، لكنّ الفئة الأكثر تأثّراً هي المراهقون، ففي هذا العمر تتشكّل الشخصية وتتحدّد الميول والهوية الذاتية للإنسان من النواحي النفسية والاجتماعية والأخلاقية والفكرية.

    وتضيف رنكوسي أن الإفراط بمشاهدة الدراما الكورية وأفلام الأنمي تنعكس على عادات وأفكار المراهقين، من حيث تبنّيهم أفكاراً وأنماط حياة جديدة، من خلال اتباع نمط لباس معيّن أو قصّة شعر محددة أو ارتداء اكسسوارات غريبة، من دون أن ننسى تأثير هذه الدراما على أهم جانب، وهو الجانب العاطفي.

    "المسموح في مجتمع معيّن غير مقبول في مجتمعاتنا"، تتحدث رنكوسي عن أهمّية تحصين الجانب العاطفي لدى المراهقين، لأن التأثر المبالغ فيه ينشئ مشكلات وصراعات في تربية المراهقين، وهذا ما يفرض ضرورة توعية هذه الفئة في مرحلة مبكّرة وإيضاح التفاوت بين الحقيقة والخيال الدرامي، إضافة إلى ضرورة زرع الانتماء لديهم للتمسّك بمجتمعاتنا العربية، واحترام القيم والعادات والسلوكيات
يعمل...
X