ستصاب الشمس بالغازات!
لا يمكن لأحد أن يلومنا إذا ظننا أن هذا السؤال مزحة، على كلٍّ الشمس لا تأكل المذنب حرفيًّا، بل تستهلكه وفي بعض الأحيان تلفظهُ وكما سترى فإن خلاصة النكتة لدينا أخطر مما تظن.
عندما ترى صورة لمذنب في السماء فإنّ ما تراه بشكل عام هو كرة ملتهبة يتبعها ذَنَب رائع من الغازات، ومركز المذنب مكوّن من الصخور والحصى والثلج وهذه النواة أقل متانة مما تظن وإذا كنت ستقيِّمها بِناءً على الذوائب العملاقة (الكرة المشعة التي تحيط بالنواة والمكوّنة من الغاز)على سبيل المثال عندما مرَّ المذنب (أيسون – Ison) بقرب الشمس كانت نواتة تقريبًا على بعد 1.2ميل (2 كيلومتر) حتى بالنسبة لصغر النواة (مقارنة بظهور مذنب هيل-بوب Hale-Bopp عام 1997 بنواته البعيدة تقريبًا 20 ميل او 32 كيلومتر)، ومع ذلك فإن مذنب أيسون مر بسبات ما يقارب 80 ميل (120 كيلومتر) مع عدم الأخذ بعين الاعتبار طول ذيله الذي يبلغ 5 مليون ميل (8 مليون كيلومتر).
ومثل الكواكب فإن المذنبات أيضًا تدور حول الشمس وبعض هذه المذنبات تقترب جدًا منها وتسمى (رعاة الشمس – sungrazers) لأن مسارها يسمح لها أن توقف عمل الشمس، بما أن الشمس هي نجم وليست كوكبًا حجريًا مثل الأرض إذ ليس لديها لبٌ قاسٍ لتضرب المذنب فإنها مكونة فقط من الغاز، ولكن ماذا يحدث عندما يقترب المذنب منها؟
هناك احتمالات قليلة وأحدها أن المذنب يقوم بهبوط ناجح ونواته تتحمل الحرارة وتنجو في الرحلة (ولكن لا ننسى أنه سيتحطم في النهاية في مدارها لأن الشمس تذيب الثلج الذي على نواته) وهناك احتمال آخر أن المذنب يقترب من الشمس ولكنه يتبخر قبل أن يضربها وأخيرا فإنه يمكن أن ينفذ من الجهة الأخرى (يمكن أن يظهر كضوء رائع كما يبدو لنا).
لنوضح أكثر الحرارة ونرى ماذا يمكن أن يحصل إذا أصبح المذنب في نسيج الشمس!
وصول المذنب
إذًا ما الذي يحصل بالفعل عندما يقرر المذنب أن يهبط باتجاه الشمس؟
الإجابة قد تكون غامضة وغير مرضية لأن ما يحدث بشكل عام أن المذنب لا يضرب الشمس ويتحطم إلى لا شيء كما أن نواته المكونة من الثلج والحصى هي دليل على عدم التطابق مع حرارة الشمس.
قد يفاجئك أن تسمع ذلك، لأن مذنب راعي الشمس الذي يقترب من الشمس عندما يظهر في الأخبار فإن ذلك يكون مرافقًا لعناونين رئيسة تتحدث حول «مذنب يضرب الشمس» ويتبع بفرقعات نارية غير معدوده خاطفة للأنفاس «على الرغم من أن ذلك ما يمكن أن تفكر به من خلال مقاطع فيديو ظهوره لا تضع الكثير من الفرضيات».
ما تنظر إليه هو ما يسمى (الإكليل الشامل – coronal mass ejections) وهو انفجارات كبيرة للغازات والطاقة المغناطيسية التي تعطل الرياح الشمسيّة، ونحن نراها في بعض الأحيان منبثقة من الشمس بعد أن يجد المذنب طريقه باتجاه جاذبية الشمس ولكن ليس هناك دليل على أن المذنب فعلًا هو الذي يسبّب الانفجار.
يمكن رؤية الإكليل الشّامل غالبًا ومن الصعب أن نقول إن المذنبات هي ما تسببه، ومن المهم أن نلاحظ أن المذنبات تنفجر في الشمس دون أن تسبب الإكليل الشامل.
مما يوصلنا إلى نقطة مهمة هي أن كل مذنب مختلف عن الآخر ومن الصعب أن نتنبأ بما سيحصل عندما يقترب أحدها من الشمس، في عام 2013 كان المذنب أيسون مثالًا على عدم القدرة على التوقع حيث يبدو أن نواته خففت جزءًا من الحرارة، ونجا جزء منه من الرحلة.
ولكن لا تشعر كثيرًا بالخيبة حول ظهور المذنب، إذ يمكن ألَّا نرى انفجارات استثنائية في السماء لكن المذنب الذي يقترب جدًا من الشمس يترك دائمًا احتمالية لعرض رائع وذلك لأن المذنب عندما يصل إلى أقرب نقطة من الشمس والتي تسمى (الحضيض الشمسي-perihelion) وحالته الصلبة سوف تتصاعد وتتجه مباشرة إلى الحالة الغازية وعندما يحدث ذلك فإن المذنب سيشع جدًا مسببًا مشهدًا مشرقًا في السماء.