مسيرة الرحّالة ابن بطوطة..مواليد مدينة طنجة عام 1303م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الرحّالة ابن بطوطة..مواليد مدينة طنجة عام 1303م



    التاريخ بالعربية - Historia En Árabe

    الرحّالة ابن بطوطة هو محمد ابن عبد الله بن محمد بن إبراهيم، اللواتي قبيلة، الطنجي مولداً، وكنيته أبو عبد الله، ولقبه شمس الدين، واشتهر بابن بطوطه، وكان مولده لي مدينة طنجة عام (703هـ/1303م)، وإمّا وفاته ففي فاس عام (779هـ/1377م).
    ابن بطوطة هو أعظم الرحّالة المُسلمين قاطبة، وأكثرهم طوافا في الآفاق، وأوفرهم نشاطاً واستيعاباً للأخبار، وأشدّهم عناية بالتحدّث عن الحالة الإجتماعيّة في البلاد التي تجوّل فيها، وكان من أكثر المُغامرين والرحّالة في التاريخ الذين لا يقرّ لهم قرار، ومن الذين دفعهم حُبّ الاستطلاع إلى أن يركب الصعب.
    لُقّب ابن بطوطة بشيخ الرحّالة المُسلمين لأنّه أنفق في رحلاته من عُمره 28 عاماً، حتّى لقد قطع في أسفاره ما يزيد على 120 ألف كيلومتر، أي نحو ثلاثة أمثال مُحيط الكرة التي نعيش عليها، وقد طوف بكل أرجاء العالم الإسلامي في أفريقية وآسيا وأوروبّا، وتعدّاه إلى عِدّة أقطار من بلاد المسيحيّة، وبلاد الوثنيّة، فزار بلاد الروم، والصين، والهند، وسيلان (سري لانكا).
    لم يكتب ابن بطوطة أخبار رحلاته على صورة مُذكّرات يوميّة كما فعل ابن جبير، ولكِنّه أملاها على كاتب هو محمد بن جزي الكلبي، وذاك بأمر السُلطان ابن عنان المريني سُلطان فاس، الذي استدعاه عام (754هـ/ 1354م) وهو في السودان الغربي فعاد، وحقّق للسُلطان رغبته التي ظهرت باسم (تُحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، واشتهرت برحلة ابن بطوطة ..
    تُحفة النظار هذه تشتمل على ثلاث رحلات لابن بطوطة، الأولى منها وهي أهمّ الرحلات وأطولها، ومن ثُمّ تستغرق معظم صفحات الكتاب وقد أمضى فيها قرابة ربع قرن، وقد بدأها من طنجة عام (725هـ/1325م) قاصداً أداء فريضة الحج، وعاد منها إلى مدينة فاس عام (750هـ/1350م)، وفي هذه الرحلة مرّ بالجزائر وتونس وليبيا، فوصل مصر، وفيها بدأ يتحوّل من حاج إلى رحّالة، يتّخذ من الحلو أسلوب حياة، فتجوّل في أرض مصر بالوجه البحري، وفي الوجه القبلي قاصداً عيذاب، ولكِنّه لم يتمكّن من بلوغها، فعاد أدراجه للقاهرة ..
    انطلق ابن بطوطة من مصر إلى بلاد الشام حتّى بلوغ دمشق، ومنها رحل مع الركب الشامي قاصداً الحجاز، وذلك عام (726هـ/1326م) فأدّى الفريضة، وعاد مع الركب العراقي، فبلغ مدن جنوب العراق، وانتقل إلى أطراف بلاد فارس قبل أن يقصد بغداد، ومنها انتقل شمالاً إلى الجزيرة، وعاد إلى بغداد ليصحب الركب العراقي للحج للمرّة الثانية، حيث جاور في مكّة ثلاث سنوات (1327م إلى 1330م)، ثُمّ خرج إلى اليمن، وذلك بركوب البحر من جدّة فزار مدنها حتى بلغ عدن، فسافر منها إلى ساحل أفريقية الشرقي فبلغ مقديشيو، ومنها واصل سيره جنوباً إلى برّ الزنج، وعاد إلى جنوب الجزيرة العربية، ثُمّ إلى سواحل الخليج العربي قبل أن ينتقل إلى مكّة للحج للمرّة الخامسة ..
    بعد ذلك عاد ابن بطوطة إلى مصر ليتركها إلى بلاد الشام، ومنها إلى آسيا الصُغرى ليبلغ سواحل البحر الأسود، فعبره إلى شبه جزيرة القرم، ثُمّ اتجه إلى القوقاز قاصداً مُعسكر السُلطان محمد أوزبك خان قائد مغول القبيلة الذهبيّة، ثُمّ اتجه إلى بلاد بلغار الفولجا، ومنها وصل إلى القُسطنطينيّة ليعود بعد ذلك إلى عاصمة السلطان أوزبك على نهر الفولجا، ثم ينتقل إلى خوارزم في بلاد ما وراء النهر، ثُمّ إلى مدن بخاري، وسمرقند، وبلخ، وغُزنة، وكابل، فينتقل إلى السِند عام (734هـ/1334م)، ثُمّ أقام بالهند تسعة أعوام ليتركها قاصداً الصين عام (743هـ/1343م)، ثُمّ يعود إلى سومطرة، ومنها إلى ساحل مليبار، ثُمّ يُسافر إلى هرمز ومنها إلى العراق فالشام فمصر، حيث سافر منها للحج للمرّة السابعة، ويعود مع الركب الشامي إلى غزّة فمصر، ومنها رحل إلى تونس عام (750هـ/ 1350م)، ثُمّ أبحر إلى جزيرة سردينية، ثُمّ إلى الساحل الجزائري، ومنه إلى فاس.
    أمّا الرحلة الثانية فكانت إلى الأندلُس، فأمضى هناك عِدّة شهور بين عامي (1351م إلى 1352م)، وقد تنقّل ابن بطوطة فيها من بلد إلى بلد.
    ثُمّ جاءت الرحلة الثالثة إلى بلاد السودان الغربي، وذلك خلال عاميّ (1753م - 1754م)، فكان ابن بطوطة على الأرجح أوّل من جاب الصحراء الإفريقيّة الكُبرى، وقد وصف مشاهداته فيها، وقد مرّ بحاضرة مالي، ثُمّ بلغ مدينة تنبكتو (تمبكتو)، وواصل سيره إلى تكدا، وفيها جاءه أمر السلطان بالعودة إلى فاس، حيث أملى رحلاته على ابن جزي الذي انتهى من كتابتها عام (757هـ/1357م).
    وعلى الرغم من شُهرة رحلة ابن بطوطة، لاتّساع إطارها المكاني من جهة، وامتداد بُعدها الزمني أيضاً، إلّا أنّها كانت رحلة مملاة من الذاكرة، كذلك فقد أدرج ابن جزي في ثنايا الرحلة مقتبسات من مؤلّفات السابقين من أمثال ابن جبير، كذلك لم يكُن ابن بطوطة جُغرافيّاً يُعطي المكان أهميّة كبيرة، بل كان اهتمامه بالأشخاص، ومن ثُمّ فلا ترقى رحلة ابن بطوطة (جُغرافيّاً) لما بلغته رحلة ابن جبير في هذا المجال.
    ومع ما سبق، فقد كان لابن بطوطة قُدرة على تذكّر ما رآه في رحلاته، على الرغم من مرور سنوات عديدة، وتعدّد المناطق التي زارها، ولقد تضمّنت رحلته حقائق تُذكر عنده لأوّل مرّة مما يُعطي الرحلة صِفة المُعاصرة، فقد ذكر استعمال أوراق النقد في الصين، وأشار إلى استخدام الفحم الحجري، كما أنّ حديثه عن سُكّان السودان الغربي يوحي بأنّهم كانوا في عصره أرقى مِمّا صاروا إليه في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، حين دخل الأوربيون تلك النواحي، يدلّ على مستوى حضارة هذه الممالك الإسلامية في السودان الغربي، وامتداد التجارة بينهم وبين سائر الأقطار الأفريقيّة في شمال القارة.
    ابن بطوطة هو آخر الجُغرافيّين العالميّين من الناحية العمليّة لاعتماده على الرحلة، وهو في هذا المجال يُعَدُّ منافساً كبيراً لمُعاصره ماركو بولو البندقي، وقد تميّز ابن بطوطة عنه بإحساسه الكبير بحضارة العالم في القرن الرابع عشر الميلادي.
    - في الصورة لوحة تخيليّة بعنوان «ابن بطوطة في مصر»، بريشة الفنّان الفرنسي ليون بينيت (1878م).
    VIA Post: Nasser Saad



    ١٫٢ ألف١٫٢ ألف
    ٤٥ تعليقًا
    ٣٨٦ مشاركة
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة
يعمل...
X