يستمتع المخرج (ريدلي سكوت-Ridley Scott) في بثِّ الرٌّعب في قلوب محبيّ السينما بواسطة مزيجه السينمائيّ من الرعب والخيال العلميّ سويةً، حيث أشار مؤخرًا في إحدى مقابلاته أنّ المفهوم المخيف للغزو الفضائيّ قد تجاوز مجال الخيال العلميّ.
وفقًا لرأي سكوت هناك مئات الأنواع من الكائنات الفضائيَّة موجودة في عوالم بعيدة في الخارج، وعلى سكَّان الأرض أن يُحضِّروا أنفسهم لأسوأ الاحتمالات في حال قرّروا زيارة كوكبنا، مع ذلك فقد أوضح أحد العلماء أنّ معلومات سكوت الكثيرة حول عدائيَّة هذه الكائنات غير دقيقة وغير مستندة إلى أدلَّة كافية.
تحدثَّ سكوت مع (وكالة فرانس بريس-AFP) حول اعتقاده بوجود كائنات عليا خلال اجابته عن بعض الأسئلة حول فيلمه الأخير “Alien: Covenant” الذي سيتم افتتاحه في الولايات المتحدة في التَّاسع عشر من آذار، إذ حذَّر أنّ أيَّ كائنات مسافرة متطوِّرة تكنلوجيًا بشكل كافٍ لتأتي إلينا ستكون غالبًا ذكيَّة وعدائيَّة جدّاً، وحسب ما قاله على عكس السيناريوهات التي تغلب على الأفلام، إذا قابلنا هذه الكائنات غالبا لن يكون النَّصر حليفنا.
وأضاف قائلًا سكوت لوكالة فرانس بريس أيضًا: «إذا كنت غبيًّا بما يكفي لتتحدَّاهم سيقضون عليك في غضون ثوانٍ معدودةٍ».
شرح سكوت في المقابلة أنّ الخبراء يقدرون عدد هذه الكائنات من 100 إلى 200على الكواكب الأخرى ما يمكن اعتباره طريق ثوري مشابه لطريقنا، وفي حال وصلوهم الينا فإنّ أفضل رهان يمكن أن نقوم به هو أن نهرب كما أشارت الوكالة.
احتمالية الذكاء والمهارة التكنلوجيّة لحياة هذه الكائنات قد خدعت الكثير من كُتّاب وقرّاء الخيال العلمي منذ أن نشر الكاتب الفرنسي فولتير روايته القصيرة بعنوان (ميكروميغاس-(Micromégas في عام 1972 متحدثًا فيها عن زيارة كائنين غريبين لكوكب الأرض أحدهما من كوكب زُحل والآخر من كوكب يدور حول النجم (سيريوس-(Sirius.
ترك سكوت لمسته الخاصة في هذا النوع (genre) بعد سلسلة أفلامه عن الفضائيين، والتي تصور أنواعًا من الكائنات المرنة شكليًا والقابلة للتكيف بشكل كبير.
ما يسمى (كينمروفس-xenomorphs) وهي كائنات ذات قدرة سريعة على التكاثر وفعاليَّة كبيرة في هزيمة البشر، إما بتمزيقهم أو جعلهم حاضنات لصغارهم، لحسن الحظِّ في مناطق معزولة وبعيدة كل البعد عن كوكبنا.
على الرَّغم من أن سكوت خبير متمرّس في نسج الخيال العلمي، فإنّ افتراضه بوجود تهديد حقيقي من كائنات فضائية يحتاج إلى التدقيق، وفقًا لما أشار إليه عالم الفلك (سيث شوستيك-Seth Shostak) من معهد (إس.إي.تي.آي-SETI) وهو مؤسّسة أبحاث متخصّصة في البحث عن إشارات الاتصال الصادرة عن اشكال الحياة الفضائيّة الواعية.
بدايةً وضّح سيث شوستيك لمجلة (لايف ساينس-Live Science) إنّ تقدير سكوت “الخبير” بوجود 100 إلى 200 نوع من الكائنات غير دقيق ويفتقر إلى الأدلّة حيث قال: «ليس لدينا أبدًا أيُّ بيانات توضح ماهية هذا الرقم»
ويضيف أيضًا: «في الواقع التوقعات المبنيَّة على المعلومات حول الكواكب والمجرّات المعروفة تشير إلى أنّ الرَّقم الحقيقيّ لأصناف الكائنات الحية ذات الإدراك قد يكون أعلى على نحو واضح، وذلك بوجود بليون كوكب في مجرَّتنا لوحدها، وحوالي بليونيّ مجرَّة أخرى وذلك يعني بالضرورة الكثير من الكواكب».
ويضيف: «للتوسُّع بدائرة البحث قليلًا بدأ العلماء بتفحُّص مجرَّتنا، وسيجدون جزءًا فقط من هذه الكواكب داعمةً للحياة، ربما واحدًا من كل عشرة أو حتى واحدًا من كل ألف قادر على دعم حياة أعقد من حياة الجراثيم».
ويضيف: «وذلك يعطينا حوالي بليون كوكب في مجَّرتنا قد تأوي بعض الأنواع للحياة الذكية، ولكن مع مرور الوقت، الحياة على هذه الكواكب قد تكون ازدادت أو تضاءلت أو تدمَّرت ذاتيًّا أو مُحيت بالكامل، ربما كوكب واحد فقط من هذه الكواكب التي تحتمل وجود حياة عليها يمكن أن يكون قابل للوصول من قبل البشر، وذلك بالتّالي يوصلنا إلى 1000 كوكب يحتمل وجود وحياة هذه الكائنات عليها».
وقال أيضًا: «على كلِّ حال، إذا كان هناك كوكب يبعد 70 سنة ضوئية عن الأرض فإنَّه لم يتلقَّى إلى حدِّ الآن إشارات لاسلكيِّة منَّا، وسكّانه مهما كانوا متطوِّرين لم يعرفوا بوجود البشر حتَّى الآن، وحتى لو علموا من خلال مراقباتهم للأرض بوجود الأوكسجين في غلافنا الجوِّي وبالتالي إحدى صيغ الحياة فإنه من غير المحتمل أن يسافروا هذه المسافة ليبحثوا عما يمكن أن يكون بعض الجراثيم فقط».
وأضاف: «وحتّى الكائنات الفضائيّة ليس من المرجَّح أن تغزو نظامنا الشّمسي لمجرَّد أن تسرق مواردنا».
وقال: «إذا كان هناك حضارة متقدمة بشكل كافٍ لدرجة أنها استنزفت كل مصادر نظامها النَّجمي –كل كوكب، قمر أو كويكب-ونفذت منهم الموارد الطَّبيعية كلها سيصلون غالبًا إلى مرحلة يفضِّلون فيها إنتاج ما يحتاجونه من مواد أبسط ومتوفِّرة لديهم على أن يسافروا عبر المجرة باحثين عن دعم محدود جدًا».
وقال أيضًا: «هناك احتمال أن يظهروا أيضًا لأنهم قد يظنون بأنّ البشر إضافةً مميَّزة لنظامهم الغذائي».
وأضاف شوستيك: «وللقيام بذلك عليهم أن يعرفوا أنّ لدينا شيئًا مهمًا في أجسامنا ليستكشفوه، وأنّ كيمياء أجسامهم غالبًا سوف تكون مختلفة عن كيمياء أجسامنا».
واختتم قائلًا: «ولكن سكوت أصاب بشيء واحد، ففي حال كانت هذه الكائنات قادرة فعلًا على بناء مركبة فضائيّة يمكن لها أن تنقلهم إلى كوكبنا سيكونون فعلًا متطوّرين تكنلوجيًا بالنّسبة للبشر»
واعترف شوستيك أنَّه في حال ظهرت له فجأةً مركبة فضائيَّة فإنَّه غالبًا سيهرب مثلما قال سكوت.