بعثة (جونو-Juno) – المسبار الفضائي الذي أرسلته وكالة ناسا لاستكشاف كوكب المشتري – تكشف عددًا من المفاجآت من بينها عمود ضخم نت الأمونيا ومجال مغناطيسي قوي.
كتبت أليكساندرا ويتز في 25 مايو 2017 في موقع nature تحت عنوان:
Jupiter’s secrets revealed by NASA probe
كشفت النظرة الدقيقة لكوكب المشترى عددًا من المفاجآت – من بينها نافورة الآمونيا الصاعدة من عمق الكوكب الغازي، ومجال مغناطيسي قوي بشكل مذهل، ما يمكن تعريفه بشكل غير دقيق بـ (اللب – core).
لقد بدأت بعثة المسبار جونو الذي أرسلته ناسا لالتقاط هذه المشاهد في 28 أغسطس من العام الماضي، خلال سلسلة من التحليقات القريبة من الكوكب.
ظهرت النتائج الأولية في 25 مايو في عدد من رسائل البحث العلمي و الجيوفيزيقي.
يقول (سكوت بولتون – Scott Bolton) المحقق الرئيسي للبعثة و عالم الكواكب في معهد أبحاث ويستثاوس بسان أنطونيو، تكساس واصفًا جونو الذي يعد أول مركبة فضائية لاستكشاف المشتري منذ أكثر من عقد « لقد أنتج ثورة في فهمنا لكيفية عمل الكواكب العملاقة».
بالقرب من الغيوم
جمع جونو، الذي أطلق في 2011، صور مذهلة للأعاصير البيضاوية المتجمعة حول القطبين الشمالي والجنوبي للكوكب العملاق.
كما قامت بالبحث أسفل قمم الغيوم و ذلك باستخدام أجهزة إشعاعات الميكروويف التي يمكن أن ترى خلف دوامة الأعاصير و كذلك إلى قلب الكوكب .
توقع علماء الكواكب أن تكون غازات المشتري مختلطة بشكل جيد وصولًا إلى مئات الكيلومترات تحت قمم الغيوم، لكن جونو كشف عن وجود خلل داخلي.
وجدت المركبة الفضائية مستويات منخفضة من الأمونيا بشكل مفاجئ في معظم الأماكن لكنها حددت عمود غني بالأمونيا يرتفع من أعماق خط الاستواء في كوكب المشتري. يقول (لي فليتشر- Leigh Fletcher )، عالم الكواكب في جامعة ليستر بالمملكة المتحدة: «لقد أدهش ذلك صراحةً كثيرٌ من الناس ».
قال )تشنغ لي- Cheng Li ) – عالم الكواكب في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في باسادينا ، كاليفورنيا، الذي قاد إحدى الدراسات -:«إن الأمونيا على كوكب المشتري توزع على نحو مماثل لبخار الماء على الأرض، مع ارتفاع الرطوبة على طول خط الاستواء مع مستويات أدنى عند خطوط العرض العليا».
كذلك كشفت أجهزة القياس المغناطيسية لجونو حقل مغناطيسي قوي ولكن مشوه – أقوى وأكثر تغيرًا من النماذج المقترحة-.
وقال (كيمبرلي مور- Kimberly Moore ) عالم الكواكب في جامعة هارفارد في كمبريدج، ماساتشوستس، والمؤلف الرئيسي لأحد المصادر : «إن التدفق المغناطيسي أقوى بالقرب من خط الاستواء، ربما لأن المواد داخل الكوكب (تحرك بعنف) وتشوه المجال المغناطيسي – على غرار الطريقة التي تنشأ بها البقع الشمسية».
سبر الأغوار
ويتدفق المجال المغناطيسي خارج المشترى بشكل أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.
يقول (فران باجينال – Fran Bagenal) عالم الكواكب في جامعة كولورادو، بولدر: «بدلًا من وجود سلك ضخم يحمل كل التيار، يوجد عدد من الأسلاك الصغيرة الموزعة».
ويعني هذا النمط المشتت أن تركيبة و مصدر أضواء الشمال والجنوب (الأورورا ) للمشتري أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا، لأن الجسيمات المشحونة كهربائًا التي تنتجها تتدفق في مسارات متنوعة.
وتشير قياسات جونو الأخرى إلى أن المشتري يحتوي على لب ضخم إلى درجة مدهشة مصنوع من العناصر الثقيلة.
و كلما تحثث جونو الكوكب – على بعد بضعة آلاف من الكيلومترات فوق الغيوم – تسحب جاذبية المشتري مدار المسبار.
وقد حلل علماء الفريق هذا الحركة و استنتجوا أن للكوكب لب يتراوح حجمه بين (7-25) مثل كتلة الأرض .
يمكن للّب أن يكون أكبر وأكثر انتشارًا مما كان متوقعًا، و قد يمتد إلى نصف قطر يصل إلى 70000 كيلو متر أي ما يعادل نصف (نصف قطر) كوكب المشتري.
و يستغرق المسبار جونو وقتًا أطول في إتمام دورة كاملة حول الكوكب بسبب تلف إثنين من صمامات محركه ليستغرق 52 يوما للدورة الواحدة عوضًا عن 14 يومًا كما كان مخططًا في البداية.
لقد أنجزت المركبة الفضائية 5 من أصل 32 مهمة تحليق مقررة، و ستقوم المركبة الفضائية بالمهمة التالية في 11 يوليو، فوق البقعة الحمراء الكبرى للكوكب (العين الحمراء لكوكب المشتري).