العام الدراسي الجديد يلقي بعبء إضافي على العائلات السورية
دمشق - مع استمرار الأزمة الاقتصادية في سوريا وتراجع قيمة الليرة، أصبح العام الدراسي الجديد عبئا على العديد من العائلات التي تجهز المستلزمات المدرسية لأطفالها.
وتجتاح الأزمة الاقتصادية سوريا منذ عام 2020، وتفاقمت بسبب الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا في فبراير الماضي، مما أثر على كمية التبرعات وعدد المتبرعين، وفقا لرئيس إحدى المنظمات غير الحكومية التي تتبرع بالمستلزمات المدرسية للمحتاجين.
وقال عصام حبال، رئيس مجموعة “ساعد”، “يمكن أن يكون للزلزال سبب في ذلك، لكن لا ننسى أنه إلى حدود هذا اليوم مازالت هناك عقوبات اقتصادية على سوريا، موضوع عدم الدعم الكامل من أهلنا الموجودين بالخارج كان سببا فعليا في أن نفقد جزءا كبيرا من مواردنا، وهو ما أثر علينا كثيرا. اليوم بموضوع حملة المدارس نحاول بشتى الوسائل أن نوفرالمساعدة للأطفال حتى يبدأوا عامهم الدراسي”.
وبعينين حائرتين، تتأمل فدوى، وهي سيدة عشرينية، الحقائب المعروضة في سوق “الخجا” وسط العاصمة السورية دمشق، السوق المخصص لبيع الحقائب والألبسة المدرسية، وتنتقل من محل إلى آخر وهي تقلّب البضائع وتسأل عن سعر كل منها. وتستمر بالتجوال حتى تعثر على السعر الأقل أخيرا.
العديد من المبادرات أطلقت هذا العام لجمع أموال للعائلات المحتاجة، ونظمت ورشات تبرع بالمستلزمات المدرسية
تتنفس السيدة الصعداء لكن بحزن، وتقول إن هذه السنة أقسى من أي وقت مضى، وقدوم العام الدراسي، رغم فرحة أطفالها به، شكّل بالنسبة لها كابوسا حقيقيا نتيجة الأعباء المادية التي يلقيها الاستعداد لهذه المناسبة على كاهل عائلتها، كما الآلاف من العائلات السورية، وقد تدهورت أحوالها الاقتصادية بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.
لا تكتفي فدوى، التي فضّلت الحديث باسمها الأول، بشراء الحقيبة، بل يتعين استكمال المستلزمات المدرسية كاللباس ومن ثم القرطاسية من أقلام ودفاتر. تقول بأسى “لن تكفيني خمسة عشر ألف ليرة سورية (25 دولارا) لكل طفل، ولديّ ثلاثة. عادة نشتري كل عام حقيبة لأحد الأطفال فقط، وبشكل دوري، ومع ذلك فإن ارتفاع الأسعار اليوم بات فوق قدرتنا على الاحتمال”.
وقالت الناشطة المجتمعية هبة زين “تكلفة الحقيبة الابتدائي تقريبا 100 ألف، الحقيبة مع تجهيزات كاملة للقرطاسية، والإعدادي والثانوي لأنه عدد دفاتر أكبر فيها تقريبا 150 إضافة إلى تكلفة الشنطة.. الأسعار ارتفعت كثيرا، كانت الحقيبة تتكلف تقريبا 50 ألفا وأقل، لكن الآن ارتفعت المبالغ ولم تعد العائلة السورية تستطيع توفيرها أبدا”.
وأُطلقت العديد من المبادرات هذا العام لجمع أموال للعائلات المحتاجة. ونظم الناشط نوار إسمندر ورشة عمل تبرع فيها الحضور بالمستلزمات المدرسية بدلا من الأموال لتوزيعها على العائلات في جميع أنحاء البلاد.
وقال إسمندر “موضوع التكافل المجتمعي شيء أساسي يساعد المجتمعات التي تصبح ضعيفة بفترة الأزمات. يعني حتى نحن بحاجتها”.