نَظرةٌ مِن عيونِها ** أم سِهامٌ مِن الأَرَقْ ؟!
حاصَرَتني نِصَالُها ** في ظِلالٍ مِن الشَّبَقْ
طالَ فيها تقَلُّبي ** فوقَ مَوجٍ مِن الأَلَقْ
أيُّها البَحرُ ! اِبتَعِدْ ** إنَّني أَرفُضُ الغَرَقْ
ليسَ في الرُّوحِ رَغبةٌ ** رَغْمَ ما فيكَ مِن عَبَقْ
لاعِجُ الحَسِّ داخِلي ** لَم يَعُدْ مِثْلَما سَبَقْ
حينَ كانتْ دَوَافعي ** تَغرِفُ التَّوقَ في طَبَقْ
حينَ كانتْ مَطامِعي ** تَغْرِسُ الذَّوقَ مُنْطَلَقْ
لَم أَعُدْ ذلكَ الَّذي ** يَتْبَعُ القَلبَ إِنْ خَفَقْ
أو إذا اللَّيلُ شاقَهُ ** اِمْتَطَى صَهْوَةَ الغَسَقْ
لَم تَدَعْ لي مَوَاجعي ** فسحَةً أَرْأَبُ الرَّتَقْ
فوقَ نَفْسي تَرَاكَمَتْ ** كُلُّ أحزانِ مَن صَدَقْ
هَمُّ ذا العُمْرِ لَم يَدَعْ ** فِيَّ للعِشْقِ مِن رَمَقْ
ما تَبَقَّى قَدْ انْزَوَى ** في صَحَارَى مِن الوَرَقْ
فاترُكيني وخَاطري ** في مَدًى غائِمِ الشَّفَقْ
وارْحَلي في سَلامَةٍ ** دُونَ بُغْضٍ ولا وَمَقْ
واسْتَحِثِّي أَمامَكِ ** غاسِقًا مِنكِ قَدْ طَرَقْ
إنَّني مِن ضَلالِهِ ** عُذْتُ بـ { الناسِ } و{ الفَلَقْ }
ما لقَلبي وللهَوَى ؟! ** اِنْصَرِفْ أيُّها القَلَقْ ...!