يكتبُ الشَّاعرُ المتفرّدُ القس جوزيف إيليّا عَن إنسانيّةِ الإنسانِ والوئامِ والسَّلامِ الكوني
[نقلاً عن جريدة الوسط الجزائريّة الورقيّة]
https://cdn.elwassat.dz/wp-content/u.../wassat-03.pdf
صبري يوسف - ستوكهولم،
يكتبُ الشَّاعرُ القس جوزيف إيليّا شِعرَهُ كمَنْ يحلِّقُ عبرَ القصيدةِ في فضاءِ الفرحِ والحبِّ والسُّموِّ والسَّلامِ والوئامِ، يعيشُ وَهَجَ القصيدةِ في أعماقِهِ، يكتبُ عَنْ ذاتِهِ الخلَّاقةِ ويترجمُ تجلِّياتِهِ عمَّنْ يحلِّقونَ عالياً، أو يبرعونَ في منجزاتِهم أو يتعرَّضونَ إلى انكساراتٍ وحالاتِ اشتعالٍ، فهو يستوحي حَرفَهُ مِنْ أقصى حالاتِ الفرحِ والنَّجاحِ مروراً بكلِّ أنواعِ الحزنِ وأقصى حالاتِ الانكسارِ والدَّمارِ والحروبِ، لأنَّ القصيدةَ عندَهُ هي حالةٌ إنسانيّةٌ تنبعثُ مِنْ أعماقِهِ الرَّهيفةِ بمظاهرَ متعدِّدةٍ بحسبِ لحظةِ إشراقِ القصيدةِ بكلِّ تجلِّياتِها، فهو متابعٌ مُدْهشٌ لمستجدَّاتِ ما يحصلُ فوقَ القشرةِ الأرضيّةِ ممّا يثيرُ الاهتمامَ والانتباهَ، ونادراً ما تفوتُهُ حالةٌ ما، إلّا ويستوحي منها ما تجودُ بهِ قريحتُهُ، يعبِّرُ عنها بكلِّ مشاعرِهِ الفيّاضةِ، وكأنَّها قضيّتُهُ الأساسيّةُ، وكأنَّهُ يمتلكُ راداراً شاهقاً فيه مجسّاتٌ بحساسيّةٍ عاليةٍ، لالتقاطِ ما يحلو لَهُ، وما يحلو لَهُ ليسَ بالضّرورةِ أنْ يكونَ حلواً، بَلْ يمكنُ أنْ يكونَ مُرَّاً للغايةِ، فهو يجسِّدُ ما يتراءَى لَهُ مِنْ أفراحٍ وأتراحٍ أينما كانَتْ هذهِ الأفراحُ والأتراحُ، فهو شاعرٌ إنسانيٌّ بامتيازٍ. وتنعكسُ مشاعرُهُ الإنسانيّةُ عبرَ لغتِهِ الشّاهقةِ الطّريّةِ المطواعةِ، كأنَّها متهاطلةٌ عليهِ مِنَ الأعالي، ومستقطرةٌ مِنْ رحيقِ الأزاهيرِ والعسلِ البرّي.
يكتبُ شِعرَهُ بمتعةٍ غامرةٍ وشهيّةٍ مفتوحةٍ على مِساحاتِ المدى، وهو في حالةِ نشوةٍ جامحةٍ وبهجةٍ عارمةٍ وفي ذُروةِ تجلِّياتِ الرَّقصِ، محلِّقاً في جموحاتِ روحِهِ وخيالِهِ ودندناتِ صورِهِ الصَّادحةِ في فضاءِ الانبعاثِ، فلا يتردَّدُ عَنْ كتابةِ قصيدةٍ عَنْ عصفورٍ يراهُ يرتجفُ برداً في صباحٍ صقيعيٍّ، فهو يتعاطفُ مَعَ العصافيرِ والزَّرازيرِ والطُّيورِ المهاجرةِ، والبشرِ والطَّبيعةِ والكائناتِ الضَّعيفةِ، فألمُسُ مِنْ خلالِ توغُّلي العميقِ في شعرِهِ، أنَّهُ يعشَقُ شِعراً، يحلمُ شعراً، ويتنفَّسُ شِعراً كما قالَ هو بنفسِهِ عَنْ نفسِهِ: "إنّي أكادُ أنْ اتنفَّسَ شعراً"!
ينامُ ويغفو على أنغامِ القصيدةِ بعدَ إبحارٍ في فضاءَاتِ انبلاجِ الحرفِ، فهو شاعرٌ غزيرُ الابتهالِ، ينسابُ مَعَ رهافةِ المطرِ المتهاطلِ على إيقاعِ تراقصاتِ الغيومِ في كبدِ السَّماءِ. القصيدةُ عندَهُ حالةٌ إنسانيِةٌ مفتوحةٌ على شساعةِ مرامي الكونِ، لا تخضعُ إلى أيَّةِ رقابةٍ بقدرِ ما تخضعُ إلى أصفى انبلاجِ الإبداعِ. فهو يستكملُ عبرَ القصيدةِ ما يراهُ جامحاً وخلّاقاً على الأرضِ وفي المجتمعِ الّذي يعيشُ فيهِ وهذا المجتمعُ عندَهُ هو الكونُ برمَّتِهِ، فلا يرى حَرَجاً أنْ يكتبَ شِعراً عَنْ إنسانٍ مِنَ اليابانِ، أو عَنْ إنسانٍ في أصغرِ قريةٍ نائيةٍ أو عَنْ حالةٍ إنسانيّةٍ في هذا الكونِ الوسيعِ أينما كانت، لأنَّ الحالةَ الَّتي يترجمُها شِعراً، يقصدُ منها حِكمةً، رؤيةً، عبرةً، وهدفاً يصبُّ في تنويرِ وتطويرِ واقعِ الحالِ، لأنَّهُ شاعرٌ تنويريٌّ إنسانيٌّ وئاميٌّ، يترجمُ مشاعرَهُ الرَّهيفةَ على ما يراهُ جميلاً وراقياً وحضاريَّاً وإنسانيّاً وكونيَّا، منطلقاً مِنْ أحبَّائِهِ المقرِّبينَ والمقرِّبينَ جدّاً، مروراً بجغرافيّةِ هذا العالم بكلِّ شساعَتِها، فها هو ينهضُ مُرفرِفاً بأجنحةِ صقرٍ جامحٍ يحلِّقُ في فضاءِ القصيدةِ كما حلّقَتْ الأميرة "ياسمين مقبلي" هذهِ الشَّابَّةُ الكرديّةُ الطَّموحةُ، وقد ذكَّرتْني ببعضِ طالباتي الكرديَّاتِ الشَّغوفاتِ الطَّموحاتِ، ووُلِدَتِ القصيدةُ بينَ يديهِ بانسيابيّةٍ بديعةٍ في إيقاعِها القصصي الشِّعري الحواري البهيجِ.
يمتلكُ الشّاعرُ رؤيةً واسعةً بانوراميةً ممهورةً بإنسانيّةِ الإنسانِ، بعيداً عَنْ تلاوينِ الزَّمانِ والمكانِ والأنسابِ والأعراقِ، مركِّزاً على جوهرِ الحياةِ المرتسمِ على رؤى الإنسانِ أينما كانَ، ففي قصيدةِ "انطلقي" الَّتي استوحاها مِنْ عوالمِ شابّةٍ كرديّةٍ مِنْ دنيا الشَّرق، بكلِّ ما في هذا الشَّرقُ مِنْ دِفءٍ وعطاءٍ، هذهِ الشّابّةُ الطَّموحةُ تقيمُ في ربوعِ الغربِ ونهلَتْ منهُ أصفى أنواعِ العلومِ، وقدّمَتْ أرقى ما لديها، حيثُ قادَتْ بكلِّ ثقةٍ رحلةً فضائيةً نحوَ ضياءِ القمرِ منذُ أيَّامٍ قليلةٍ، فرأى الشَّاعرُ جوزيف إيليَّا أنْ يوشِّحَ مُحيَّاها بهذهِ التَّجلّياتِ الشَّعريّة، تكريماً لما لديها مِنْ طموحاتٍ، وما يمكنُ أنْ تحقِّقُهُ المرأةُ أينما كانَتْ، سواءً كانَتْ شرقيّةً أو غربيّةً، فالمرأةُ كيانٌ خلَّاقٌ شأنُها شأنُ الرَّجلِ وأحياناً تفوقُهُ في بعضِ مناحي الحياةِ، بحسبِ الطَّاقةِ الإبداعيّةِ الّتي تتميّزُ بها، مثلاً الدُّكتورة والمهندسة المعماريّة العراقيّة الرَّاحلة زها حديد، الَّتي حققّتْ نجاحاً عالميَّاً وتفوّقَتْ على الرَّجلِ الغربي والشَّرقي مِنْ خلالِ تصاميمِها في الهندسةِ المعماريّةِ، وغيرِها مِنَ المبدعات، فيرى الشَّاعرُ جوزيف إيليّا في المرأةِ طاقاتٍ مدهشةً في عطاءَاتِها، خاصَّةً عندما تتيسَّرُ لها ظروفُ الإبداعِ والعطاءِ، قائلاً لها حلِّقِي في فضاءِ الكونِ، فهو مفتوحٌ لجناحَيكِ، لهذا الطُّموحِ، انطلقي بكلِّ ما لديكِ مِنْ جرأةٍ وعزيمةٍ شاهقةٍ، فها هي السَّماءُ ترحِّبُ ببسمتِكِ وانطلاقِكِ نحوَ ربوعِ الأعالي، فهذهِ الانطلاقةُ تحقِّقُ أشهى المآكلِ وأزهى النَّجاحِ في صباحٍ مكسوٍّ بالشَّهدِ وأبهى أزاهيرِ المروجِ، ارتشفي على وميضِ تلألؤاتِ النّجومِ أعذبَ صنوفِ الشَّرابِ المضمّخِ برحيقِ الوردِ، وراحَ الشَّاعرُ يحلِّقُ في فضاءِ القصيدةِ، راسماً فوقَ وجنتيها حفاوةَ النَّجاحِ والسُّموِّ والألقِ الخلّاقِ، مشجّعاً إيّاها إلى أقصى آفاقِ العطاءِ، قائلاً: انطلقي، لا تتردَّدي قيدَ أُنملةٍ، ولا تلتفتي إلى الخلفِ، افرشي جناحيكَ للعلا، وحلِّقي مثل حمامةٍ تحملُ فوقَ جناحيها أغصانَ الزَّيتونِ، انفضي عنكِ الغبارَ العالقَ فوقَ جناحيكِ، وخلخلي كل ما كان يعيقُ انبلاجَ الفجرِ الوضّاءِ، وضعي الأزمنةَ الغادرةَ في جعبةِ النَّسيانِ، لا تيأسي مِنَ الصُّعودِ نحوَ قمّةِ الأعالي، طموحُكِ سيوصلُكِ إلى شواطئِ الأمانِ والسَّلامِ وأرقى مرامي التَّنويرِ، وسيمحقُ العللَ والشَّوائبَ المريبةَ التي تصادفُكِ في دروبِ الحياةِ، وركّزي على عذوبةِ الماءِ الصَّافي.
لا تقفي عندَ حيطانٍ مهلهلةٍ، يخرُّ مِنْ شقوقِها الاعوجاجُ، ابتعدي عَنِ الخرابِ الرَّازحِ فوقَ وميضِ العطاءِ، وعَنْ هؤلاءِ المنجرفينَ في شفيرِ الانحدارِ، فلا يمكنُ أنْ يتركوا أطفالَ الغدِ الآتي يرسمونَ بهاءً فوقَ خميلةِ الأيَّامِ، لا تنشدي نشيداً مهزوماً، ركّزي على إنشادِ الأغاني الممراحةِ، المفعمةِ بأرقى آفاقِ التّجلِّي، ولا تقتربي مِنْ ألعابٍ مميتةٍ، سقيمةٍ، ستؤذي محيّاكِ، ولا ترتدي ثياباً ممسوخةً بالتَّحجُّرِ، ولا تركبي مركباً مخلخلَ البنيانِ، كوني حذرةً مِنْ تناولِ طعامٍ مغشوشٍ ومرشرشٍ بالخداعِ، اهجري كلَّ ما لا يساهمُ في تنويرِكِ، كوني شاهقةَ الطُّموحِ. حلِّقي عالياً في آفاقِ رؤاكِ، ابحثي عَنْ نورِ الضّياءِ، وهدهدي تلألؤاتِ النُّجومِ، ستلهمُكِ بحكاياتٍ مخضّبةٍ بوهجِ الخصوبةِ وشموخِ الأبطالِ، دوّنيها فوقَ مآقي الغيومِ وأنتِ في أوجِ الابتهالِ، مركّزةً على إنشادِ أغاني الفرحِ على إيقاعٍ راقصٍ، كي تبدِّدي الأحزانَ المحدقةَ حولَكِ، وتزيلي الآهاتِ المحبطةَ كي تخرجي إلى واحاتِ العطاءِ على أنغامِ الفرح. رفرفي وحلِّقي عالياً مَعَ أقوى النُّسورِ، وعانقي حبورَ السَّماءِ، وهدهدي ضياءَ القمرِ على أنغامِ رقصاتِ النّجومِ، واحكي في اللَّيالي القمراءِ أعذبَ الحكاياتِ للقمرِ، وقدّمي لَهُ أشهى ما تراءَى لكِ في شهيقِ الحياةِ، مؤكّدةً لضياءِ القمرِ أنّكِ امرأةٌ مِنْبعثةٌ مِنْ لبِّ الحضاراتِ، وأنّكِ لستِ كينونةً عابرةً فوقَ وجنةِ الزَّمنِ. بَلْ إنسانةٌ معطاءةٌ إلى حدِّ عناقِ ضياءِ القمرِ، إلى حدِّ الانبهارِ، وقولي لمَنْ يبقى في طريقِكِ: لا أخضعُ إلى لغةِ الكبحِ، والاقصاءِ، ولا أنصاعُ إلى رجلٍ يغلقُ انبلاجَ العقلِ على مدارِ سطوعِ القمرِ، فأنا كائنةٌ مسكونةٌ بوهجِ التَّجلِّي إلى أقصى أقاصي السَّماء، ومعطاءةٌ مثلَ سائرِ المعطائينَ والمعطاءاتِ على وجهِ الدُّنيا، ولن أخضعَ إلى مَنْ يقمعني، ومَن يكبحَ رؤاي، رؤيتي هي الأبقى والأصفى والأرقى مِنْ رؤيةِ مَنْ يلغي طموحي وجموحي.
رفرفي بكلِّ ما لديكِ من قوةٍ وعنفوانٍ، وحلِّقي مثلَ نسرٍ في فضاءِ الكونِ، لا تلتفتي إلى كلامٍ عفا عنهُ الزَّمن، لا تستسلمي أبداً، انظري إلى وميضِ النُّورِ، إلى سطوعِ القمرِ، إلى أصفى ما في زرقةِ السَّماء، ولا تهتمِّي بكلامٍ أجوفَ، احرقي آفاقَ رؤاهم المهلهلةِ، وانثري أوراقهم البائسةَ، واحرقيها في مهبِّ النّارِ، وهشِّمي أصنامهم السَّقيمةَ في وضحِ النّهارِ، واكسري أقلامَهم المعوجّةَ، و رشرشي مياهَكَ العذبةَ فوقَ لهيب نيرانهم، لا تهابي جبروتَهم الفضفاضَ، كوني شامخة َالرأسِ، وابعدي عن عالمكِ حياءَ الخجلِ، قولي أنا أمرأةٌ مجبولةٌ بعقلٍ وضَّاءٍ، سأحلِّقُ عالياً، وسيحلِّقُّ معي عالياً كلُّ مَنْ راهنوا على نورِ الضّياءِ!
ستوكهولم: 31. 8. 2023
صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
***
وفيما يلي قصيدة الشاعر القس جوزيف إيليّا بعنوان:
انطلقي
"ياسمين مقبلي" شابّةٌ كرديّةٌ من شرقنا الحبيب تعيش في الغرب وتقود رحلةً فضائيّةً نحو القمر في السّادس والعشرين من آب ٢٠٢٣
انطلقي
أمامكِ الفضاءُ واسعٌ ومبهَمٌ وناعِسٌ
يحبُّ كلَّ من أبوابُه يطرُقُها بقوّةٍ وجرأةٍ
ومعْهُ يأكلُ الزّبيبَ في الصّباحِ والعسلْ
ويحتسي النّبيذَ في الّليلِ
وفوق وجهِهِ يطبعُ أجملَ القُبَلْ
انطلقي
لا تنظري إلى الوراءِ
حُرّةً طيري
وطيري
ودّعي أزمنةً عتّمَها الغبارُ
واهجري أماكنًا
جرى في دمِها سمُّ العِللْ
وحطِّمي جِرارَ ماءٍ حامضٍ ملوَّثٍ
لا تشربيهِ
ابتعدي عن حائطٍ
يرفضُ أنْ تزهوْ عليهِ لوحةٌ مرسومةٌ بريشةِ الأطفالِ
واهجري غناءً ميّتًا
ولعبةً مملّةً مَقيتةً
ومعطفًا متّسِخًا
ومركبًا معطَّلًا
وحنطةً مغشوشةً لا تُشبعُ الجوعى
وشِعرًا يابسًا
عن كرْمِهِ نأتْ عناقيدُ الغزَلْ
انطلقي
ومشّطي شَعرَ النّجومِ
واكتبي فوق الغيومِ قصّةً جديدةً محبوبةً
لا تنتهي أحداثُها بخيبةٍ
وكلُّ مَنْ فيها بطَلْ
ولْتُنشِدي أنشودةً سريعةً راقصةً
لا عيبَ فيها
تطردُ الأحزانَ والأوهامَ والأسقامَ
والّذي بنا فجّرَ ينبوعَ الكسلْ
طِيري مع النّسورِ
حلِّقي لأعلى
واحملي للقمرِ السّهرانِ
ما يحبُّهُ في ليلِهِ من الحكاياتِ ومن أرغفةِ الحياةِ والمعنى
وقولي :
- إنّني أنثًى
بوجهٍ آخرٍ
وفتنةٍ أخرى
وخطوٍ آخرٍ
ولن أكونَ قطّةً لأحدٍ بعدُ
ولن أظلَّ في دنيا غدي جاريةً سجينةً منسيّةً مقموعةً بلا عملْ
انطلقي
لا تيأسي
ولا تبالي بكلامِ السّفهاءِ
مزِّقي أوراقَهم
وكسّري أقلامَهم
وأطفئي نيرانَهم
ولْتهتِفي ساحقةً رأسَ الخجلْ :
- امرأةٌ أنا
وقد ذوتْ جِنانُ مَنْ إلى أحضانِ خصبي ما ارتحَلْ
القس جوزيف إيليا
شاعر سوري مقيم في ألمانيا
٣١ / ٨ / ٢٠٢٣