اوزون حسن
Uzun Hassan - Uzun Hassan
أوزون حسن
(828 ـ 882 هـ/1424 ـ 1478م)
أكبر أمراء اتحاد قبائل «الشاة البيضاء» الآق قوينلو[ر] التركمانية، التي استقرت منذ القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، حول ديار بكر. وكانت تدين بالإسلام على المذهب السني. وهو من قبيلة «بَينْدُر» السائدة في هذا الاتحاد.
وكان أميراً لديار بكر منذ عام 858 هـ/1454م، إلا أنه وسّع ملكه، فشملت دولته أرمينية وديار بكر، والعراق وبلاد فارس، وخراسان، وما وراء النهر.
وعرف باسم حسن بك، أما أوزون وتعني الطويل بالتركية، فلقب غلب عليه لطول قامته، ومن ثمَّ فإن المؤرخين العرب كانوا يدعونه بـ حسن الطويل. وهو ابن علي بك بن عثمان قره يولك. وجده قره عثمان هو المؤسس الفعلي لاتحاد الآق قوينلو، والمنظم له في دولة. وقد سعى جدّه هذا حتى سنة وفاته في 839 هـ/1435م، لأن يثبّت قدمه في هضبة أرمينية، والمناطق المجاورة لديار بكر، إلا أنه لم يفلح تماماً، إذ وقف في وجهه اتحاد تركماني آخر، منافس وقوي، ويدين بالإسلام على المذهب الشيعي، وهو «الشاة السوداء» القره قوينلو[ر]. وقد استطاع هذا الاتحاد بعد استقراره شمال بحيرة «وان» أن يتوسع جنوباً وأن ينتزع العراق من الجلائريين[ر].
ولم يتمكن أوزون حسن من عرش الآق قوينلو بيُسر، إذ وقع في نزاع حوله مع أخويه جهانكير، وأويس. وتحالف الأول مع جهانشاه ملك القره قوينلو (843 -872 هـ/1439- 1467م) ولم تفلح المساعي التي بذلتها سارة خاتون والدة أوزون حسن لإحلال السلام بين الإخوة، وقسمة البلاد بينهم، فاندلعت الحرب بينهم، وحسم النزاع بسيطرة أوزون حسن على ديار بكر عام 858 هـ/1454م، وباحتلاله الرُها، وأرزنجان، والانتصار على أخويه وحليفهما جهانشاه عام 861 هـ/1457م.
ولما وطّد أوزون حسن عرشه في ديار بكر وما حولها، بدأ يتوسع في المناطق المجاورة. وحقق بين عامي 861- 873 هـ/1457- 1468م، انتصارات مهمة فانتزع حصن كيفا من أيدي الأيوبيين، وبذلك زال الحكم الأيوبي تماماً من المنطقة. وامتد شمالاً حتى تاخم امبراطورية أطرابزوندة، (طرابزون) البيزنطية الممتدة في جنوب شرقي البحر الأسود. وكان قد ضعف شأن أباطرتها، فطمع بها لأنها منفذ مهم إلى البحر. فأخذ يستولي على بعض حصونها، إلا أن امبراطورها داود كومنينوس وجد فيه حليفاً قوياً تجاه التوسع العثماني في آسيا الصغرى. فعمل على مصاهرته وزوجه ابنة أخيه كاترين التي عرفت في أوربة بلقب «دسبينة» Despina، ومنّاه بأطرابزوندة مهراً لها. وانضم إلى هذا الحلف الثنائي حكام جورجية (الكرج) من النصارى، وأمراء قرمان وقسطموني من المسلمين. إلا أن السلطان العثماني محمد الثاني الفاتح (855- 886 هـ/1451- 1481م) كان لهذا الحلف بالمرصاد، فأسرع في عام 864 هـ/1460م واستولى على سنوب وقسطموني وأتبعهما بأطرابزوندة وقتل امبراطورها بعد أسره.
وإذا كان أوزون حسن لم يصل إلى مايصبو إليه في أطرابزوندة التي ظلّ يطالب السلطان العثماني بها على أنها إرث لزوجته، فإنه وجه قواته نحو دولة القره قوينلو في العراق وغربي فارس، وكان على رأسها جهانشاه ونحو الدولة التيمورية في خراسان وماوراء النهر وملكها أبو سعيد (854-873 هـ/1450- 1469م). وكان الاثنان قد تحالفا لمواجهته، ولمّا حاول جهانشاه أن يتقدم نحو ديار بكر، فاجأه أوزون حسن وهزمه، وقتله في 12 ربيع الثاني 872 هـ/10 تشرين الثاني 1467م. وبذلك خلت له الساحة لضم أملاك القره قوينلو إلى ملكه، فاستولى على بغداد في العام نفسه، بعد حصار أربعين يوماً.
وأمام هذا الفوز، قرر أبو سعيد التيموري مجابهة الخطر والتصدي لأوزون حسن، فاتجه نحو أذربيجان لملاقاته، إلا أن هذا الأخير انتصر عليه، وأخذه أسيراً في 16 رجب 873 هـ/30 كانون الثاني 1469م، وسلّمه لمنافسه على العرش الأمير بادكار محمد، الذي قتله. وهكذا استولى أوزون حسن على تبريز، وجعلها عاصمة لملكه، وأعلن ذلك في خطاب بعث به إلى السلطان محمد الفاتح، وغدا له النفوذ في خراسان وما وراء النهر. وبذلك صار الرجل المهيمن في الشرق الإسلامي، والحاكم الوحيد في آسيا الصغرى القادر على الوقوف في وجه توسع العثمانيين. ورأى فيه أعداء هؤلاء من أوربيين كالبنادقة، والبابا، ومن مسلمين من أمثال أمراء قرمان حليفاً قوياً. فأخذوا يتوددون إليه، ويبعثون بالسفارات ليقف إلى جانبهم في القضاء على القوة العثمانية. وبذلك كان لأوزون حسن أثر مهم في السياسة الدولية في تلك الحقبة من الزمن.
وقد كانت البندقية أكثر الدول حماسة لعقد تحالف معه، فالدولة العثمانية عملت على تصفية قواعد البنادقة في البحر المتوسط تدريجياً، وضربت تجارتهم. ومن ثمَّ فإن بلاط تبريز كان منذ عام 877هـ/1473م حتى وفاة أوزون حسن تقريباً، نادراً ما يخلو من سفير بندقي. بل إن بعض هؤلاء السفراء كان يرافق أوزون حسن في حملاته الحربية المختلفة. وبالمقابل فقد بادل أوزون حسن البندقية السفارات، وكان يطالبها بمده بالأسلحة والذخيرة، وبألاّ تقبل الصلح مع الدولة العثمانية، إلا إذا استجابت هذه الأخيرة لرغبات أوزون حسن في آسيا الصغرى.
وبتحريض من البندقية، وأمراء قرمان، وبمطامعه، اندفع أوزون حسن متوغلاً في أراضي الدولة العثمانية في آسيا الصغرى، مهاجماً بعض مدنها كتوقات وقيسارية، وناهباً لها، إلا أن السلطان محمد الفاتح الذي كان يرقب الأحداث، خرج من عاصمته متوجهاً شرقاً، بجيش مؤلف من مئة ألف مقاتل. وتلاقى الطرفان في معركة حاسمة قرب أوتلق بلي إلى الجنوب الشرقي من بابرت عند منابع الفرات، وكان النصر فيها لمحمد الفاتح، وذلك في 16 ربيع الأول 878 هـ/12 آب 1473م، ولاذ أوزون حسن بالفرار، وسقط ابنه صريعاً.
ومع أن أوزون حسن أعلن بعد هزيمته، بأنه سيعاود قتال بني عثمان، وجاءته الرسل من البندقية، والبابا، والمجر، وبولندة، ومن فرديناند ملك صقلية تحثه على ذلك، إلا أن الفتن التي اندلعت في بعض أنحاء مملكته، والطاعون الذي اجتاح بلاد فارس صرفاه عن عزمه. واضطرت البندقية بعد انتظار طويل إلى أن توقع الصلح مع الدولة العثمانية عام 1478م.
لم يمد أوزون حسن سيادته على أرمينية، والعراق، وكردستان، وبلاد فارس فحسب، وإنما غزا أيضاً بلاد الكرج ثلاث مرات، وكان آخرها قبيل وفاته عام 881 هـ/1476م.
وكانت له أيضاً علاقاته الحسنة في بداياتها مع المماليك البرجية في مصر وبلاد الشام والحجاز. التي كانت في بداياتها حسنة، ولكن أوزون حسن كان يطمع بالمناطق المجاورة له من أرضهم علّه يستطيع عن طريق التوغل عبرها الوصول إلى منفذ على البحر المتوسط، يسهل اتصاله بحليفته البندقية. ولهذا الغرض هاجم دولة ذي القدر (ذلغازدر)، وكانت تعترف بتبعيتها للمماليك، كما هاجم بيرة جيك على الفرات، ولكن القوات المملوكية صدته. كما سعى لإقامة الدعوة لنفسه في البلاد الحجازية عن طريق قاضيي الحج العراقيّيْن، إلا أن شريف مكة قبض عليهما، وأسلمهما لسلطان مصر، ولم يعمل هذا الأخير على الإساءة إلى العلاقات بينه وبين أوزون حسن، خشية بأسه أولاً، وثانياً لأنه كان قوة لا يستهان بها في وجه العثمانيين.
توفي أوزون حسن في مدينة تبريز، وهو في الرابعة والخمسين من عمره.
وقد عرف، مع دهائه وحيلته، بعدله وإحسانه، وحبه للعلم وتشجيعه للعلماء والأدباء. فالفيلسوف الصوفي محمد بن أسعد جلال الدين الدُّواني[ر] (830- 908هـ/1427- 1502م) أهداه مصنفه «أخلاق جلالي». كما أن الفلكي الشهير القوشجي[ر] (ت 879 هـ/1494م) كان يعيش في بلاطه، قبل أن يأذن له بالسفر إلى السلطان محمد الفاتح ليقيم عنده.
وقد صاهر أوزون حسن الصفويين[ر] في بداية نشأتهم، فتزوجت ابنته (كاترين أميرة طرابزون)، الشيخ حيدر الأردبيلي الصفوي والد الشاه إسماعيل. والشاه إسماعيل[ر] هو الذي قضى على دولة الآق قوينلو وضمها إلى ملكه. وتوفي آخر أمير لها وهو مراد حفيد أوزون حسن عام 920هـ/1514م بعد أن لجأ إلى العثمانيين.
ليلى الصباغ
Uzun Hassan - Uzun Hassan
أوزون حسن
(828 ـ 882 هـ/1424 ـ 1478م)
أكبر أمراء اتحاد قبائل «الشاة البيضاء» الآق قوينلو[ر] التركمانية، التي استقرت منذ القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، حول ديار بكر. وكانت تدين بالإسلام على المذهب السني. وهو من قبيلة «بَينْدُر» السائدة في هذا الاتحاد.
وكان أميراً لديار بكر منذ عام 858 هـ/1454م، إلا أنه وسّع ملكه، فشملت دولته أرمينية وديار بكر، والعراق وبلاد فارس، وخراسان، وما وراء النهر.
وعرف باسم حسن بك، أما أوزون وتعني الطويل بالتركية، فلقب غلب عليه لطول قامته، ومن ثمَّ فإن المؤرخين العرب كانوا يدعونه بـ حسن الطويل. وهو ابن علي بك بن عثمان قره يولك. وجده قره عثمان هو المؤسس الفعلي لاتحاد الآق قوينلو، والمنظم له في دولة. وقد سعى جدّه هذا حتى سنة وفاته في 839 هـ/1435م، لأن يثبّت قدمه في هضبة أرمينية، والمناطق المجاورة لديار بكر، إلا أنه لم يفلح تماماً، إذ وقف في وجهه اتحاد تركماني آخر، منافس وقوي، ويدين بالإسلام على المذهب الشيعي، وهو «الشاة السوداء» القره قوينلو[ر]. وقد استطاع هذا الاتحاد بعد استقراره شمال بحيرة «وان» أن يتوسع جنوباً وأن ينتزع العراق من الجلائريين[ر].
ولم يتمكن أوزون حسن من عرش الآق قوينلو بيُسر، إذ وقع في نزاع حوله مع أخويه جهانكير، وأويس. وتحالف الأول مع جهانشاه ملك القره قوينلو (843 -872 هـ/1439- 1467م) ولم تفلح المساعي التي بذلتها سارة خاتون والدة أوزون حسن لإحلال السلام بين الإخوة، وقسمة البلاد بينهم، فاندلعت الحرب بينهم، وحسم النزاع بسيطرة أوزون حسن على ديار بكر عام 858 هـ/1454م، وباحتلاله الرُها، وأرزنجان، والانتصار على أخويه وحليفهما جهانشاه عام 861 هـ/1457م.
ولما وطّد أوزون حسن عرشه في ديار بكر وما حولها، بدأ يتوسع في المناطق المجاورة. وحقق بين عامي 861- 873 هـ/1457- 1468م، انتصارات مهمة فانتزع حصن كيفا من أيدي الأيوبيين، وبذلك زال الحكم الأيوبي تماماً من المنطقة. وامتد شمالاً حتى تاخم امبراطورية أطرابزوندة، (طرابزون) البيزنطية الممتدة في جنوب شرقي البحر الأسود. وكان قد ضعف شأن أباطرتها، فطمع بها لأنها منفذ مهم إلى البحر. فأخذ يستولي على بعض حصونها، إلا أن امبراطورها داود كومنينوس وجد فيه حليفاً قوياً تجاه التوسع العثماني في آسيا الصغرى. فعمل على مصاهرته وزوجه ابنة أخيه كاترين التي عرفت في أوربة بلقب «دسبينة» Despina، ومنّاه بأطرابزوندة مهراً لها. وانضم إلى هذا الحلف الثنائي حكام جورجية (الكرج) من النصارى، وأمراء قرمان وقسطموني من المسلمين. إلا أن السلطان العثماني محمد الثاني الفاتح (855- 886 هـ/1451- 1481م) كان لهذا الحلف بالمرصاد، فأسرع في عام 864 هـ/1460م واستولى على سنوب وقسطموني وأتبعهما بأطرابزوندة وقتل امبراطورها بعد أسره.
وإذا كان أوزون حسن لم يصل إلى مايصبو إليه في أطرابزوندة التي ظلّ يطالب السلطان العثماني بها على أنها إرث لزوجته، فإنه وجه قواته نحو دولة القره قوينلو في العراق وغربي فارس، وكان على رأسها جهانشاه ونحو الدولة التيمورية في خراسان وماوراء النهر وملكها أبو سعيد (854-873 هـ/1450- 1469م). وكان الاثنان قد تحالفا لمواجهته، ولمّا حاول جهانشاه أن يتقدم نحو ديار بكر، فاجأه أوزون حسن وهزمه، وقتله في 12 ربيع الثاني 872 هـ/10 تشرين الثاني 1467م. وبذلك خلت له الساحة لضم أملاك القره قوينلو إلى ملكه، فاستولى على بغداد في العام نفسه، بعد حصار أربعين يوماً.
وأمام هذا الفوز، قرر أبو سعيد التيموري مجابهة الخطر والتصدي لأوزون حسن، فاتجه نحو أذربيجان لملاقاته، إلا أن هذا الأخير انتصر عليه، وأخذه أسيراً في 16 رجب 873 هـ/30 كانون الثاني 1469م، وسلّمه لمنافسه على العرش الأمير بادكار محمد، الذي قتله. وهكذا استولى أوزون حسن على تبريز، وجعلها عاصمة لملكه، وأعلن ذلك في خطاب بعث به إلى السلطان محمد الفاتح، وغدا له النفوذ في خراسان وما وراء النهر. وبذلك صار الرجل المهيمن في الشرق الإسلامي، والحاكم الوحيد في آسيا الصغرى القادر على الوقوف في وجه توسع العثمانيين. ورأى فيه أعداء هؤلاء من أوربيين كالبنادقة، والبابا، ومن مسلمين من أمثال أمراء قرمان حليفاً قوياً. فأخذوا يتوددون إليه، ويبعثون بالسفارات ليقف إلى جانبهم في القضاء على القوة العثمانية. وبذلك كان لأوزون حسن أثر مهم في السياسة الدولية في تلك الحقبة من الزمن.
وقد كانت البندقية أكثر الدول حماسة لعقد تحالف معه، فالدولة العثمانية عملت على تصفية قواعد البنادقة في البحر المتوسط تدريجياً، وضربت تجارتهم. ومن ثمَّ فإن بلاط تبريز كان منذ عام 877هـ/1473م حتى وفاة أوزون حسن تقريباً، نادراً ما يخلو من سفير بندقي. بل إن بعض هؤلاء السفراء كان يرافق أوزون حسن في حملاته الحربية المختلفة. وبالمقابل فقد بادل أوزون حسن البندقية السفارات، وكان يطالبها بمده بالأسلحة والذخيرة، وبألاّ تقبل الصلح مع الدولة العثمانية، إلا إذا استجابت هذه الأخيرة لرغبات أوزون حسن في آسيا الصغرى.
وبتحريض من البندقية، وأمراء قرمان، وبمطامعه، اندفع أوزون حسن متوغلاً في أراضي الدولة العثمانية في آسيا الصغرى، مهاجماً بعض مدنها كتوقات وقيسارية، وناهباً لها، إلا أن السلطان محمد الفاتح الذي كان يرقب الأحداث، خرج من عاصمته متوجهاً شرقاً، بجيش مؤلف من مئة ألف مقاتل. وتلاقى الطرفان في معركة حاسمة قرب أوتلق بلي إلى الجنوب الشرقي من بابرت عند منابع الفرات، وكان النصر فيها لمحمد الفاتح، وذلك في 16 ربيع الأول 878 هـ/12 آب 1473م، ولاذ أوزون حسن بالفرار، وسقط ابنه صريعاً.
ومع أن أوزون حسن أعلن بعد هزيمته، بأنه سيعاود قتال بني عثمان، وجاءته الرسل من البندقية، والبابا، والمجر، وبولندة، ومن فرديناند ملك صقلية تحثه على ذلك، إلا أن الفتن التي اندلعت في بعض أنحاء مملكته، والطاعون الذي اجتاح بلاد فارس صرفاه عن عزمه. واضطرت البندقية بعد انتظار طويل إلى أن توقع الصلح مع الدولة العثمانية عام 1478م.
لم يمد أوزون حسن سيادته على أرمينية، والعراق، وكردستان، وبلاد فارس فحسب، وإنما غزا أيضاً بلاد الكرج ثلاث مرات، وكان آخرها قبيل وفاته عام 881 هـ/1476م.
وكانت له أيضاً علاقاته الحسنة في بداياتها مع المماليك البرجية في مصر وبلاد الشام والحجاز. التي كانت في بداياتها حسنة، ولكن أوزون حسن كان يطمع بالمناطق المجاورة له من أرضهم علّه يستطيع عن طريق التوغل عبرها الوصول إلى منفذ على البحر المتوسط، يسهل اتصاله بحليفته البندقية. ولهذا الغرض هاجم دولة ذي القدر (ذلغازدر)، وكانت تعترف بتبعيتها للمماليك، كما هاجم بيرة جيك على الفرات، ولكن القوات المملوكية صدته. كما سعى لإقامة الدعوة لنفسه في البلاد الحجازية عن طريق قاضيي الحج العراقيّيْن، إلا أن شريف مكة قبض عليهما، وأسلمهما لسلطان مصر، ولم يعمل هذا الأخير على الإساءة إلى العلاقات بينه وبين أوزون حسن، خشية بأسه أولاً، وثانياً لأنه كان قوة لا يستهان بها في وجه العثمانيين.
توفي أوزون حسن في مدينة تبريز، وهو في الرابعة والخمسين من عمره.
وقد عرف، مع دهائه وحيلته، بعدله وإحسانه، وحبه للعلم وتشجيعه للعلماء والأدباء. فالفيلسوف الصوفي محمد بن أسعد جلال الدين الدُّواني[ر] (830- 908هـ/1427- 1502م) أهداه مصنفه «أخلاق جلالي». كما أن الفلكي الشهير القوشجي[ر] (ت 879 هـ/1494م) كان يعيش في بلاطه، قبل أن يأذن له بالسفر إلى السلطان محمد الفاتح ليقيم عنده.
وقد صاهر أوزون حسن الصفويين[ر] في بداية نشأتهم، فتزوجت ابنته (كاترين أميرة طرابزون)، الشيخ حيدر الأردبيلي الصفوي والد الشاه إسماعيل. والشاه إسماعيل[ر] هو الذي قضى على دولة الآق قوينلو وضمها إلى ملكه. وتوفي آخر أمير لها وهو مراد حفيد أوزون حسن عام 920هـ/1514م بعد أن لجأ إلى العثمانيين.
ليلى الصباغ