كرامه (معركه) Battle of Karameh - Bataille de Karameh
الكرامة (معركة ـ)
في أعقاب نكسة حزيران من العام 1967، أرادت «إسرائيل» أن تعمق الإحساس بالهزيمة لدى الشعب العربي وتؤكد ثقافة الانكسار في ذهنية الأجيال العربية الصاعدة، للقضاء على ظاهرة العمل الفدائي التي فجرها الفلسطينيون بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، فوضعت حكومة إسرائيل خطة لتحقيق هذه الأهداف من خلال هجوم مبيّت على بلدة الكرامة الأردنية، حيث يوجد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن.
وفي 21/3/1968 قامت القوات الإسرائيلية بشن هجوم واسع النطاق على الأردن شمل المنطقة الممتدة من جسر الأمير محمد «جسر دامية» في الشمال حتى جنوب البحر الميت. وكان الهدف الأساسي لهذا الهجوم هو المخيم المذكور الواقع على بعد خمسة كيلو مترات من جسر الملك حسين «جسر اللنبي»، وأعلنت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على الفدائيين.
كانت القوات الإسرائيلية المشتركة في هذا الهجوم تضم أربعة ألوية من مختلف صنوف الأسلحة، إلى جانب خمس كتائب مدفعية ميدانية، وغطاءاً جوياً مؤلفاً من أربعة أسراب، وعدداً من الحوامات الناقلة للجنود، وبلغ عدد جنود هذا الحشد خمسة عشر ألف جندي.
كانت أجهزة الرصد لدى حركة فتح، والجيش الأردني قد رصدت تحركات غير عادية للقوات الإسرائيلية، كما أن متابعة تصريحات الزعماء الإسرائيليين وقادتهم العسكريين قد كشفت عن نواياهم العدوانية، فقررت الفصائل الفلسطينية التصدي لأي هجوم. واتخذت الإجراءات لمواجهة العدوان المحتمل وقامت بتوزيع قوات المقاومة على محاور عدة. كما أن القيادة الأردنية أيضاً اتخذت الترتيبات نفسها.
وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 21/3/1968، تحركت القوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع حاييم بارليف تجاه العارضة وسويمة والصافي، وبعد عبورها نهر الأردن واجهت مقاومة عنيفة، فطلبت نجدة من الحوامات التي قامت بإنزال جوي في غور الصافي، كما أنزلت عدداً كبيراً من الجنود في الكرامة نفسها، تصدّت لها القوات الأردنية وكبّدتها خسائر فادحة، فاضطرت القيادة الإسرائيلية إلى زجّ سلاح الطيران في المعركة، فقصف مواقع الفدائيين الفلسطينيين، ومرابض المدفعية والدبابات الأردنية والمدافع المضادة للطائرات.
ومع أن القوات الإسرائيلية تمكنت من الاتصال بالقوات المنزلة جواً في الكرامة، بيد أن معركة عنيفة دارت بينها وبين وحدات الفدائيين الموزعة في الكرامة، وخاض الجيش الأردني معارك ضارية على المحاور الأخرى، الأمر الذي أدّى إلى إيقاف تقدّم العدو. ولما تعاظمت خسائره في الأرواح والعتاد، ادّعت القيادة العسكرية الإسرائيلية أنها حققت أهدافها، فأصدرت أوامرها بالانسحاب الذي بدأ فعلاً، بعد أن رفضت الحكومة الأردنية طلباً من إسرائيل بوقف القتال من دون انسحاب القوات الإسرائيلية انسحاباً كاملاً. وبالفعل تم الانسحاب في الساعة عشرين وثلاثين دقيقة.
نتائج المعركة
على الصعيد الإسرائيلي
لم يحقق الهجوم أهدافه، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بلغت 70 قتيلاً وأكثر من مئة جريح، وتدمير 45 دبابة و25 عربة مجنزرة و27 آلية متنوعة، وإسقاط خمس طائرات حربية، مما أدى إلى تحطيم الجيش المعادي. في حين لم تتجاوز خسائر الفلسطينيين 17 شهيداً وأسر 147 شخصاً من أهالي المخيم بحجة أنهم فدائيون، ومن الجانب الأردني 20 شهيداً و65 جريحاً و10 دبابات و10 آليات مختلفة.
على الصعيد العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً
أعادت هذه المعركة الثقة بالنفس ورفعت من معنويات الجماهير العربية، وحققت التحاماً ثورياً بين المقاومة والشعب، فتعاظم إقبال الجماهير على الالتحاق بفصائل المقاومة، وعززت الصلة والثقة المتبادلة بين الثورة الفلسطينية والجيش الأردني.
أما على الصعيد العالمي، فقد كشف هذا العدوان عن نوايا إسرائيل وما تبيته من خطط عدوانية تجاه فلسطين والدول العربية، مما دعا كثيراً من الدول إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه هذا الكيان الغاصب.
إبراهيم الشهابي
الكرامة (معركة ـ)
في أعقاب نكسة حزيران من العام 1967، أرادت «إسرائيل» أن تعمق الإحساس بالهزيمة لدى الشعب العربي وتؤكد ثقافة الانكسار في ذهنية الأجيال العربية الصاعدة، للقضاء على ظاهرة العمل الفدائي التي فجرها الفلسطينيون بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، فوضعت حكومة إسرائيل خطة لتحقيق هذه الأهداف من خلال هجوم مبيّت على بلدة الكرامة الأردنية، حيث يوجد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن.
وفي 21/3/1968 قامت القوات الإسرائيلية بشن هجوم واسع النطاق على الأردن شمل المنطقة الممتدة من جسر الأمير محمد «جسر دامية» في الشمال حتى جنوب البحر الميت. وكان الهدف الأساسي لهذا الهجوم هو المخيم المذكور الواقع على بعد خمسة كيلو مترات من جسر الملك حسين «جسر اللنبي»، وأعلنت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على الفدائيين.
كانت القوات الإسرائيلية المشتركة في هذا الهجوم تضم أربعة ألوية من مختلف صنوف الأسلحة، إلى جانب خمس كتائب مدفعية ميدانية، وغطاءاً جوياً مؤلفاً من أربعة أسراب، وعدداً من الحوامات الناقلة للجنود، وبلغ عدد جنود هذا الحشد خمسة عشر ألف جندي.
كانت أجهزة الرصد لدى حركة فتح، والجيش الأردني قد رصدت تحركات غير عادية للقوات الإسرائيلية، كما أن متابعة تصريحات الزعماء الإسرائيليين وقادتهم العسكريين قد كشفت عن نواياهم العدوانية، فقررت الفصائل الفلسطينية التصدي لأي هجوم. واتخذت الإجراءات لمواجهة العدوان المحتمل وقامت بتوزيع قوات المقاومة على محاور عدة. كما أن القيادة الأردنية أيضاً اتخذت الترتيبات نفسها.
وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 21/3/1968، تحركت القوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع حاييم بارليف تجاه العارضة وسويمة والصافي، وبعد عبورها نهر الأردن واجهت مقاومة عنيفة، فطلبت نجدة من الحوامات التي قامت بإنزال جوي في غور الصافي، كما أنزلت عدداً كبيراً من الجنود في الكرامة نفسها، تصدّت لها القوات الأردنية وكبّدتها خسائر فادحة، فاضطرت القيادة الإسرائيلية إلى زجّ سلاح الطيران في المعركة، فقصف مواقع الفدائيين الفلسطينيين، ومرابض المدفعية والدبابات الأردنية والمدافع المضادة للطائرات.
ومع أن القوات الإسرائيلية تمكنت من الاتصال بالقوات المنزلة جواً في الكرامة، بيد أن معركة عنيفة دارت بينها وبين وحدات الفدائيين الموزعة في الكرامة، وخاض الجيش الأردني معارك ضارية على المحاور الأخرى، الأمر الذي أدّى إلى إيقاف تقدّم العدو. ولما تعاظمت خسائره في الأرواح والعتاد، ادّعت القيادة العسكرية الإسرائيلية أنها حققت أهدافها، فأصدرت أوامرها بالانسحاب الذي بدأ فعلاً، بعد أن رفضت الحكومة الأردنية طلباً من إسرائيل بوقف القتال من دون انسحاب القوات الإسرائيلية انسحاباً كاملاً. وبالفعل تم الانسحاب في الساعة عشرين وثلاثين دقيقة.
نتائج المعركة
على الصعيد الإسرائيلي
لم يحقق الهجوم أهدافه، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بلغت 70 قتيلاً وأكثر من مئة جريح، وتدمير 45 دبابة و25 عربة مجنزرة و27 آلية متنوعة، وإسقاط خمس طائرات حربية، مما أدى إلى تحطيم الجيش المعادي. في حين لم تتجاوز خسائر الفلسطينيين 17 شهيداً وأسر 147 شخصاً من أهالي المخيم بحجة أنهم فدائيون، ومن الجانب الأردني 20 شهيداً و65 جريحاً و10 دبابات و10 آليات مختلفة.
على الصعيد العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً
أعادت هذه المعركة الثقة بالنفس ورفعت من معنويات الجماهير العربية، وحققت التحاماً ثورياً بين المقاومة والشعب، فتعاظم إقبال الجماهير على الالتحاق بفصائل المقاومة، وعززت الصلة والثقة المتبادلة بين الثورة الفلسطينية والجيش الأردني.
أما على الصعيد العالمي، فقد كشف هذا العدوان عن نوايا إسرائيل وما تبيته من خطط عدوانية تجاه فلسطين والدول العربية، مما دعا كثيراً من الدول إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه هذا الكيان الغاصب.
إبراهيم الشهابي