عين التَّنُّور….
مرئية استثنائية لمنتظر الصالحي
د. خليل الطيار
تعودنا أن نصوب نضرة وجلة داخل التَّنُّور، نتجنب حرارة ريحها اَلسُّمُومُ. هذه المرة شاء المصور المبدع "منتظر الصالحي" أن يغاير قاعدة النظر الطبيعية هذه، وأراد أن يعكس نظرة التَّنُّور ألينا! وهي ترقب خوفنا، وتستقبل أيادينا الحذرة، تلصق على صدره المحترق، عجينا لزجا، ليرده إلينا خبزا طيبا مشويا بحرارة جمره!
المصور "منتظر الصالحي" أراد التعبير عن هذه الفاعلية البَصًرية،عبر زاوية استثنائية نادرة التشكل، وحققها من فتحة "الوجار"، وهي بوابة صغيرة في أسفل التَّنُّور تستخدم للتهوية،وتقليب الجمر، وإخراج الرماد.
ورغم صعوبة تحقيقها، نجح "الصالحي" بهذه الزاوية، المنفذة بعدسة منفرجة أن يحقق لقطة نوعية، عكس من خلالها رحابة صدر التَّنُّور، ويرينا فتحة عينه الواسعة. وهي تستقبل مطمئنة اشراقة سماء بيضاء انفتحت على جهد، يقدم خدمات إنسانية، فطمأنت أن حرقة سَمُومها تسهم بلذة أجر العاملين عليها …
"مرئية" نادرة التشكل، عكست تفكير مصور نبه، أراد تحقيق مادة غنية من زاوية صعبة، ونجح في تقديمها بإبهار بَصًري، استحق علامة الأمتياز.