كوريا شماليه North Korea - Corée du Nord
كوريا الشمالية
كوريا الشمالية North Korea، واسمها الرسمي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وتعرف محلياً باسم تشوسون Choson، دولة اشتراكية تقع في شرقي آسيا وفي الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، مساحتها 120540كم2. عدد سكانها 22.224 مليون نسمة عام 1999، عاصمتها بيونغ يانغ. تحدها الصين من الشمال بحدود برية طويلة، ومن الشمال الشرقي روسيا الاتحادية بحدود لا تزيد على 8 كم، ومن الشرق بحر اليابان (البحر الشرقي)، ومن الغرب بحر الصين (البحر الأصفر) والبر الصيني.
الجغرافيا الطبيعية
تغطي السطح تضاريس تنحدر بشدة باتجاه الشرق، حيث تمتد الجبال في الجزء الغربي، والهضاب والسهول في الجزء الشرقي، أعلى قمة فيها هي قمة جبل بيكتو سان Paektu-san الذي يبلغ ارتفاعه 2744م. تعد كوريا الشمالية من الدول الغنية بسواحلها التي تمتد على بحر الصين وبحر اليابان. يسيطر عليها المناخ الموسمي بأمطاره الصيفية، في الخريف تتعرض للأعاصير (التيفون)، وبسبب ظروفها الطبيعية يتنوع المناخ فيها بين منطقة وأخرى، حيث يسيطر المناخ القاري في الشمال، وشبه المداري في الجنوب، أنهارها قصيرة كثيرة الانحدارات، أهمها أمنوك كانغ Amnok-kang، هانغ كانغ Hang-kang، تايدونغ غانغ Taedong-gang، تغطيها الغابات في الشمال والشرق، وفي الجنوب تسود النباتات شبه المدارية.
نهر تايدونغ غانغ في كوريا الشمالية
الجغرافيا البشرية
يشكل الكوريون نحو 99٪ من السكان، وهناك أقلية صينية، يعد المذهب البوذي والكنفوشي أكثر المذاهب انتشاراً في البلاد. يبلغ متوسط العمر للذكور حالياً 60 عاماً و66 للإناث، إذ انخفض بصورة ملحوظة نتيجة الجوع وقلة الأدوية، وقد كان 68 عاماً في عام 1994 للذكور، و74 عاماً للإناث. معدل النمو الطبيعي 1.8٪ سنوياً. ونسبة التحضر تبلغ 62٪.
تتألف جمهورية كوريا الشعبية من 9 مقاطعات ومدينتين كل منهما محافظة.
أهم المدن العاصمة بيونغ يانغ Pyongyang وعدد سكانها 2.7 مليون نسمة عام 1999، هام هونغ وعدد سكانها نحو 912000 نسمة، شونغين Ch’ongjin ا 710000 نسمة ونامبو 520000 نسمة.
نتيجة للظروف المعاشية السيئة التي تعيشها كوريا الشمالية هرب كثير من سكانها إلى الصين حيث يًقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى الصين بنحو 300000 نسمة، وتطالب الصين بترحيلهم إلى كوريا.
الاقتصاد
تعد كوريا الشمالية إحدى الدول الاشتراكية القليلة التي مازالت تعتمد الاقتصاد المركزي، وهي معزولة اقتصادياً من دول كثيرة، تعتمد على الصناعة بالدرجة الأولى ويشكل القطاع الصناعي 47٪ من القطاعات الاقتصادية، ويشكل القطاع الزراعي 27٪ وباقي القطاعات 26٪.
أهم الصناعات فيها، صناعة الأسلحة المختلفة بما فيها الأسلحة النووية؛ تستهلك صناعة الأسلحة 34٪ من الدخل القومي لكوريا الشمالية، كما أن لديها قوة عسكرية هائلة تُقدر 1.2 مليون جندي.
أهم الصناعات: صناعة التعدين (الفحم، الرصاص، الزنك، الفضة، الذهب) وصناعة الآلات والسفن، والصناعات الكيميائية إضافة إلى صناعة الفولاذ والصناعات الكهربائية.
وتقوم كوريا الشمالية بالتعاون مع كوريا الجنوبية بتصنيع بعض أنواع السيارات، ولكن الاهتمام بالقطاع العسكري والتسلح كان له أثر سلبي في تطور كوريا إذ أًهملت القطاعات الأخرى.
أما الزراعة فهي لا تكفي حاجة السكان حيث بلغت المساحات الزراعية 2.8 مليون هكتار، منها 25٪ زراعية مروية؛ وبالتالي تعتمد على استيراد المواد الغذائية. أهم المحاصيل الزراعية هي: القمح، الأرز، الذرة، الشعير، الصويا، والفواكه. إضافة إلى صيد الأسماك، وقد عانت كوريا الشمالية منذ بداية خمسينات القرن الماضي مصاعب اقتصادية جمة من جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، كما أن انهيار الاتحاد السوڤييتي والسياسات الاقتصادية السيئة، وسلسلة من الكوارث الطبيعية؛ أدى إلى ركود اقتصادي، وعجز في تلبية حاجات القطاع الزراعي. وعلى الرغم من كل هذه المشكلات بدأت الدولة بحلول عام 2000 باتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية لجعل الاقتصاد الكوري مماثلاً للاقتصاد الصيني، على سبيل المثال كل عامل أو موظف له الحق في وقت فراغه أو عطلته أن يمارس أي عمل اقتصادي خاص، ومن خلال ذلك استطاعت العديد من المدن تأسيس أسواق صغيرة خاصة.
عموماً تعاني كوريا أزمة اقتصادية خانقة ونقصاً حاداً في المواد الغذائية؛ استدعت توجيه نداء من قبل الحكومة الكورية إلى دول العالم في أواخر القرن العشرين لتقديم المساعدات الغذائية تجنباً لاحتمالات المجاعة إذ تحتاج سنوياً مليون طن من القمح لسدّ حاجة السكان. وقد قامت الأمم المتحدة والصين بتقديم مساعدات غذائية كبيرة تتمثل بالزيوت والمواد الغذائية المتنوعة، إلا أنها توقفت عن ذلك نتيجة متابعة كوريا برنامجها النووي وتصنيع الأسلحة الذرية.
تُعد الصين الشريك الأول في التجارة مع كوريا الشمالية إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1.38 مليار دولار في عام 2005 بزيادة تصل إلى 35.4٪ على العام الماضي، في الوقت نفسه تراجع حجم التبادل التجاري مع كوريا الجنوبية واليابان. أما تصدير السلع فقد ازداد ووصل إلى 575.7 مليون دولار أمريكي، والسبب في ذلك هو تزايد تصدير أدوات الصيد وبعض المنتجات الأخرى كالحديد والفحم. الميزان التجاري خاسر؛ لأن وارداتها وصلت إلى 1570 مليون دولار في حين صادراتها لم تتجاوز 575.7 مليون دولار أمريكي في العام نفسه.
المواصلات: تملك كوريا الشمالية شبكة مواصلات جيدة تمّ إنشاؤها للاحتياجات العسكرية، حيث تغطي سكك الحديد كل البلاد، وهناك طرق سريعة أهمها الطريق الذي يربط بيونغ يانغ بشمال شرقي كوريا، إضافة إلى مطارها الدولي الذي يقع في العاصمة.
تكاد كوريا الشمالية تخلو من السياحة لولا بعض المجموعات السياحية القادمة من كوريا الجنوبية، إضافة إلى بعض المنشآت السياحية في جبل ماكنغ سان التي تم إنشاؤها من قبل شركة هيونداي.
تحوي كوريا الشمالية نحو 15000 مكتبة، أضخمها مكتبة بيونغ يانغ التي تسمى المكتبة الوطنية، وهي خليط بين مكتبة ومدرسة شعبية حيث تضم قاعات قراءة وقاعات استماع، ومخابر لغة وقاعة لغوية متخصصة، وأحدث الوسائل التقنية.
لمحة تاريخية
كوريا منطقة قديمة إلا أن الدراسات التاريخية والحفريات فيها مازالت قليلة، وما هو موجود حتى اليوم يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، حين كانت مؤلفة من ثلاث ممالك (هي مملكة كوغوريو Koguryo في الشمال، ومملكة سيلا Silla في الشرق، ومملكة بيكتش Paekche في الجنوب الغربي. في القرن السابع الميلادي توحدت هذه الممالك تحت مملكة سيلا، وفي عام 936 أعيد توحيدها تحت مملكة كوغوريو، وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر قامت ثورة الفلاحين ضد الإقطاع.
قوس «إعادة توحيد الكوريتين»
عانت كوريا زمناً طويلاً محاولات السيطرة الأجنبية (منغوليا- اليابان- أمريكا- روسيا). ففي القرن الثالث عشر تسلل المنغوليون إلى كوريا، وبعد طردهم منها أصبحت الكونفوشية عقيدة الدولة في حين انحسرت العقيدة البوذية. أما اليابان فقد سيطرت عليها مرات عدة، أولها كان في الفترة 1592-1598 وفي أثناء هذا العدوان تم تدمير البلاد وإحالتها إلى صحراء، ثم تبعه العدوان المنشوري في الفترة مابين 1627-1637، وأيضاً تم تدمير كوريا كلياً، ثم وقعت تحت الاحتلال الياباني مرة ثانية عام 1910. وفي عام 1919حدثت ثورة ضد اليابانين وتعاظمت، وسميت انتفاضة الشعب وذلك إثر انتصار الثورة الشيوعية في الاتحاد السوڤييتي 1917، ثم نمت حركة العمال وأُسست النقابات؛ وبالتالي ازداد النضال ضد اليابانيين عام 1931، لكن الاحتلال الياباني استمر حتى الحرب العالمية الثانية، حينها وقعت كوريا مرة أخرى تحت نوع آخر من الاحتلال من جراء الحرب العالمية الثانية، حيث انتصرت القوات الأمريكية على القوات اليابانية ودخلت كوريا عام 1938، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية حصلت على استقلالها عام 1945 بوساطة الجيش الأحمر، وذلك بعد استسلام اليابان. وبناء على اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوڤييتي السابق تمركزت القوات الأمريكية في الجزء الجنوبي (كوريا الجنوبية). وأُسست جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عام 1948، نتيجة استفتاء شعبي طالب بتوحيد كوريا وخروج القوات الأجنبية منها، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها من الكوريين الجنوبين لـم يوافقوا على الاسـتفتاء، واتهموا كوريـا الشمالية بضم الجـزء الجنوبي بالقوة؛ فنشـبت الحـرب الكورية في 25/6/1950 بين القوات الكورية في الشمال والجنوب وبمساعدة أمريكية لكوريا الجنوبية ودعم روسي وصيني لكوريا الشمالية، وبعد حرب مدمرة استمرت أكثر من ثلاث سنوات تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في كوريا في 27/7/1953، ومن نتائجه قبول الروس والأمريكيين تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين: واحدة في الشمال(كوريا الشمالية) وأخرى في الجنوب (كوريا الجنوبية). ومازالت كوريا الشمالية تطالب بتوحيد الكوريتين حتى اليوم، ثم بدأت برامج الإنماء الاقتصادي على أسس اشتراكية تعتمد المركزية مستخدمة خططاً لسبع سنوات.
صفية عيد
كوريا الشمالية
كوريا الشمالية North Korea، واسمها الرسمي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وتعرف محلياً باسم تشوسون Choson، دولة اشتراكية تقع في شرقي آسيا وفي الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، مساحتها 120540كم2. عدد سكانها 22.224 مليون نسمة عام 1999، عاصمتها بيونغ يانغ. تحدها الصين من الشمال بحدود برية طويلة، ومن الشمال الشرقي روسيا الاتحادية بحدود لا تزيد على 8 كم، ومن الشرق بحر اليابان (البحر الشرقي)، ومن الغرب بحر الصين (البحر الأصفر) والبر الصيني.
الجغرافيا الطبيعية
تغطي السطح تضاريس تنحدر بشدة باتجاه الشرق، حيث تمتد الجبال في الجزء الغربي، والهضاب والسهول في الجزء الشرقي، أعلى قمة فيها هي قمة جبل بيكتو سان Paektu-san الذي يبلغ ارتفاعه 2744م. تعد كوريا الشمالية من الدول الغنية بسواحلها التي تمتد على بحر الصين وبحر اليابان. يسيطر عليها المناخ الموسمي بأمطاره الصيفية، في الخريف تتعرض للأعاصير (التيفون)، وبسبب ظروفها الطبيعية يتنوع المناخ فيها بين منطقة وأخرى، حيث يسيطر المناخ القاري في الشمال، وشبه المداري في الجنوب، أنهارها قصيرة كثيرة الانحدارات، أهمها أمنوك كانغ Amnok-kang، هانغ كانغ Hang-kang، تايدونغ غانغ Taedong-gang، تغطيها الغابات في الشمال والشرق، وفي الجنوب تسود النباتات شبه المدارية.
نهر تايدونغ غانغ في كوريا الشمالية
الجغرافيا البشرية
يشكل الكوريون نحو 99٪ من السكان، وهناك أقلية صينية، يعد المذهب البوذي والكنفوشي أكثر المذاهب انتشاراً في البلاد. يبلغ متوسط العمر للذكور حالياً 60 عاماً و66 للإناث، إذ انخفض بصورة ملحوظة نتيجة الجوع وقلة الأدوية، وقد كان 68 عاماً في عام 1994 للذكور، و74 عاماً للإناث. معدل النمو الطبيعي 1.8٪ سنوياً. ونسبة التحضر تبلغ 62٪.
تتألف جمهورية كوريا الشعبية من 9 مقاطعات ومدينتين كل منهما محافظة.
أهم المدن العاصمة بيونغ يانغ Pyongyang وعدد سكانها 2.7 مليون نسمة عام 1999، هام هونغ وعدد سكانها نحو 912000 نسمة، شونغين Ch’ongjin ا 710000 نسمة ونامبو 520000 نسمة.
نتيجة للظروف المعاشية السيئة التي تعيشها كوريا الشمالية هرب كثير من سكانها إلى الصين حيث يًقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى الصين بنحو 300000 نسمة، وتطالب الصين بترحيلهم إلى كوريا.
الاقتصاد
تعد كوريا الشمالية إحدى الدول الاشتراكية القليلة التي مازالت تعتمد الاقتصاد المركزي، وهي معزولة اقتصادياً من دول كثيرة، تعتمد على الصناعة بالدرجة الأولى ويشكل القطاع الصناعي 47٪ من القطاعات الاقتصادية، ويشكل القطاع الزراعي 27٪ وباقي القطاعات 26٪.
أهم الصناعات فيها، صناعة الأسلحة المختلفة بما فيها الأسلحة النووية؛ تستهلك صناعة الأسلحة 34٪ من الدخل القومي لكوريا الشمالية، كما أن لديها قوة عسكرية هائلة تُقدر 1.2 مليون جندي.
أهم الصناعات: صناعة التعدين (الفحم، الرصاص، الزنك، الفضة، الذهب) وصناعة الآلات والسفن، والصناعات الكيميائية إضافة إلى صناعة الفولاذ والصناعات الكهربائية.
وتقوم كوريا الشمالية بالتعاون مع كوريا الجنوبية بتصنيع بعض أنواع السيارات، ولكن الاهتمام بالقطاع العسكري والتسلح كان له أثر سلبي في تطور كوريا إذ أًهملت القطاعات الأخرى.
أما الزراعة فهي لا تكفي حاجة السكان حيث بلغت المساحات الزراعية 2.8 مليون هكتار، منها 25٪ زراعية مروية؛ وبالتالي تعتمد على استيراد المواد الغذائية. أهم المحاصيل الزراعية هي: القمح، الأرز، الذرة، الشعير، الصويا، والفواكه. إضافة إلى صيد الأسماك، وقد عانت كوريا الشمالية منذ بداية خمسينات القرن الماضي مصاعب اقتصادية جمة من جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، كما أن انهيار الاتحاد السوڤييتي والسياسات الاقتصادية السيئة، وسلسلة من الكوارث الطبيعية؛ أدى إلى ركود اقتصادي، وعجز في تلبية حاجات القطاع الزراعي. وعلى الرغم من كل هذه المشكلات بدأت الدولة بحلول عام 2000 باتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية لجعل الاقتصاد الكوري مماثلاً للاقتصاد الصيني، على سبيل المثال كل عامل أو موظف له الحق في وقت فراغه أو عطلته أن يمارس أي عمل اقتصادي خاص، ومن خلال ذلك استطاعت العديد من المدن تأسيس أسواق صغيرة خاصة.
عموماً تعاني كوريا أزمة اقتصادية خانقة ونقصاً حاداً في المواد الغذائية؛ استدعت توجيه نداء من قبل الحكومة الكورية إلى دول العالم في أواخر القرن العشرين لتقديم المساعدات الغذائية تجنباً لاحتمالات المجاعة إذ تحتاج سنوياً مليون طن من القمح لسدّ حاجة السكان. وقد قامت الأمم المتحدة والصين بتقديم مساعدات غذائية كبيرة تتمثل بالزيوت والمواد الغذائية المتنوعة، إلا أنها توقفت عن ذلك نتيجة متابعة كوريا برنامجها النووي وتصنيع الأسلحة الذرية.
تُعد الصين الشريك الأول في التجارة مع كوريا الشمالية إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1.38 مليار دولار في عام 2005 بزيادة تصل إلى 35.4٪ على العام الماضي، في الوقت نفسه تراجع حجم التبادل التجاري مع كوريا الجنوبية واليابان. أما تصدير السلع فقد ازداد ووصل إلى 575.7 مليون دولار أمريكي، والسبب في ذلك هو تزايد تصدير أدوات الصيد وبعض المنتجات الأخرى كالحديد والفحم. الميزان التجاري خاسر؛ لأن وارداتها وصلت إلى 1570 مليون دولار في حين صادراتها لم تتجاوز 575.7 مليون دولار أمريكي في العام نفسه.
المواصلات: تملك كوريا الشمالية شبكة مواصلات جيدة تمّ إنشاؤها للاحتياجات العسكرية، حيث تغطي سكك الحديد كل البلاد، وهناك طرق سريعة أهمها الطريق الذي يربط بيونغ يانغ بشمال شرقي كوريا، إضافة إلى مطارها الدولي الذي يقع في العاصمة.
تكاد كوريا الشمالية تخلو من السياحة لولا بعض المجموعات السياحية القادمة من كوريا الجنوبية، إضافة إلى بعض المنشآت السياحية في جبل ماكنغ سان التي تم إنشاؤها من قبل شركة هيونداي.
تحوي كوريا الشمالية نحو 15000 مكتبة، أضخمها مكتبة بيونغ يانغ التي تسمى المكتبة الوطنية، وهي خليط بين مكتبة ومدرسة شعبية حيث تضم قاعات قراءة وقاعات استماع، ومخابر لغة وقاعة لغوية متخصصة، وأحدث الوسائل التقنية.
لمحة تاريخية
كوريا منطقة قديمة إلا أن الدراسات التاريخية والحفريات فيها مازالت قليلة، وما هو موجود حتى اليوم يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، حين كانت مؤلفة من ثلاث ممالك (هي مملكة كوغوريو Koguryo في الشمال، ومملكة سيلا Silla في الشرق، ومملكة بيكتش Paekche في الجنوب الغربي. في القرن السابع الميلادي توحدت هذه الممالك تحت مملكة سيلا، وفي عام 936 أعيد توحيدها تحت مملكة كوغوريو، وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر قامت ثورة الفلاحين ضد الإقطاع.
قوس «إعادة توحيد الكوريتين»
عانت كوريا زمناً طويلاً محاولات السيطرة الأجنبية (منغوليا- اليابان- أمريكا- روسيا). ففي القرن الثالث عشر تسلل المنغوليون إلى كوريا، وبعد طردهم منها أصبحت الكونفوشية عقيدة الدولة في حين انحسرت العقيدة البوذية. أما اليابان فقد سيطرت عليها مرات عدة، أولها كان في الفترة 1592-1598 وفي أثناء هذا العدوان تم تدمير البلاد وإحالتها إلى صحراء، ثم تبعه العدوان المنشوري في الفترة مابين 1627-1637، وأيضاً تم تدمير كوريا كلياً، ثم وقعت تحت الاحتلال الياباني مرة ثانية عام 1910. وفي عام 1919حدثت ثورة ضد اليابانين وتعاظمت، وسميت انتفاضة الشعب وذلك إثر انتصار الثورة الشيوعية في الاتحاد السوڤييتي 1917، ثم نمت حركة العمال وأُسست النقابات؛ وبالتالي ازداد النضال ضد اليابانيين عام 1931، لكن الاحتلال الياباني استمر حتى الحرب العالمية الثانية، حينها وقعت كوريا مرة أخرى تحت نوع آخر من الاحتلال من جراء الحرب العالمية الثانية، حيث انتصرت القوات الأمريكية على القوات اليابانية ودخلت كوريا عام 1938، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية حصلت على استقلالها عام 1945 بوساطة الجيش الأحمر، وذلك بعد استسلام اليابان. وبناء على اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوڤييتي السابق تمركزت القوات الأمريكية في الجزء الجنوبي (كوريا الجنوبية). وأُسست جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عام 1948، نتيجة استفتاء شعبي طالب بتوحيد كوريا وخروج القوات الأجنبية منها، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها من الكوريين الجنوبين لـم يوافقوا على الاسـتفتاء، واتهموا كوريـا الشمالية بضم الجـزء الجنوبي بالقوة؛ فنشـبت الحـرب الكورية في 25/6/1950 بين القوات الكورية في الشمال والجنوب وبمساعدة أمريكية لكوريا الجنوبية ودعم روسي وصيني لكوريا الشمالية، وبعد حرب مدمرة استمرت أكثر من ثلاث سنوات تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في كوريا في 27/7/1953، ومن نتائجه قبول الروس والأمريكيين تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين: واحدة في الشمال(كوريا الشمالية) وأخرى في الجنوب (كوريا الجنوبية). ومازالت كوريا الشمالية تطالب بتوحيد الكوريتين حتى اليوم، ثم بدأت برامج الإنماء الاقتصادي على أسس اشتراكية تعتمد المركزية مستخدمة خططاً لسبع سنوات.
صفية عيد