علامات على طريق الفن 14
كذب الفنان وكذب النقاد ومعضلة تمثال نفرتيتي
استمتعوا بالعمل الفني وحده، ولا تصدقوا من غير تمحيص بكل القصص التي تنسج حوله من قبل صانعيه أو من قبل من يكتبون عنه.
هذا النص ليس للبرهنة على رجاحة منطق المؤامرة وما يحيط بها من وساوس قهرية، بل هو تعبير عن هواجس ذاتية وشكوك تمنعني من ان اعيش حياتي موهوماً.
فمن الفنانين من يكذب. ومن مؤرخي الفن والنقاد من يكذب، بهدف أسطرة حياة الفنانين، وتنشيط الاستثمار بأعمالهم في سوق الفن.
لقد كذب الفنان الألماني الشهير جوزيف بويز، حين نسج قصصاً لا صحة لها فيما يتعلق بسقوط طائرته الحربية على الجليد وما دار حول ذلك من تفاصيل غريبة وكاذبة.
وقصة إطلاق فان كوخ النار على نفسه، ظهر انها قصة كاذبة. وكذا الحال مع قصة قطعه أذنه، فلم يكن سبب هذا أكثر من أزمة نفسية عميقة ألمت به.
وليوناردو دافنشي، تم وضعه في سياقه التاريخي الصحيح، بعد أن ظهر شخص سابق له اسمه ماريانو تاكولا كان هو أول من وضع الاختراعات التي شكلت مصادر نقل عنها ليوناردو الكثير ونسبها لنفسه.
وتمثال الملكة المصرية نفرتيتي، شكك في أمره الصحفي السويسري هنري ستيرلين في عام 2009 ، حين صرح أن التمثال هو في الواقع خدعة. وانه ليس قديماً.
الحقيقة المثيرة واللافتة التي كشف عنها الصحفي المذكور هي أن التمثال لم يعرض إلا في عام 1923، أي ليس مباشرة بعد اكتشافه عام 1912!
وأن الحجر والجص والأصباغ قد تم اختبارها وتحليلها في عام 2013 - وهي تتوافق مع المواد المستخدمة في زمن إخناتون، وهو زمن نفرتيتي - ولكن مع ذلك، كان من المستحيل تحديد تاريخ وقت إنتاج المواد مع عدم وجود بقايا مواد نباتية. حيث ان هذه المواد ضرورية لتحليل الكربون 14.
الصور المرفقة: صورة بالأسود والأبيض من الفيلم الوثائقي الذي سجل في زمن اكتشاف تمثال نفرتيتي. لاحظ الفرق بين ما بدت عليه عينا نفرتيتي يومها وبين الصور المرفقة الملونة للتمثال في حالته الحالية بمتحف برلين.
امير داوود
كذب الفنان وكذب النقاد ومعضلة تمثال نفرتيتي
استمتعوا بالعمل الفني وحده، ولا تصدقوا من غير تمحيص بكل القصص التي تنسج حوله من قبل صانعيه أو من قبل من يكتبون عنه.
هذا النص ليس للبرهنة على رجاحة منطق المؤامرة وما يحيط بها من وساوس قهرية، بل هو تعبير عن هواجس ذاتية وشكوك تمنعني من ان اعيش حياتي موهوماً.
فمن الفنانين من يكذب. ومن مؤرخي الفن والنقاد من يكذب، بهدف أسطرة حياة الفنانين، وتنشيط الاستثمار بأعمالهم في سوق الفن.
لقد كذب الفنان الألماني الشهير جوزيف بويز، حين نسج قصصاً لا صحة لها فيما يتعلق بسقوط طائرته الحربية على الجليد وما دار حول ذلك من تفاصيل غريبة وكاذبة.
وقصة إطلاق فان كوخ النار على نفسه، ظهر انها قصة كاذبة. وكذا الحال مع قصة قطعه أذنه، فلم يكن سبب هذا أكثر من أزمة نفسية عميقة ألمت به.
وليوناردو دافنشي، تم وضعه في سياقه التاريخي الصحيح، بعد أن ظهر شخص سابق له اسمه ماريانو تاكولا كان هو أول من وضع الاختراعات التي شكلت مصادر نقل عنها ليوناردو الكثير ونسبها لنفسه.
وتمثال الملكة المصرية نفرتيتي، شكك في أمره الصحفي السويسري هنري ستيرلين في عام 2009 ، حين صرح أن التمثال هو في الواقع خدعة. وانه ليس قديماً.
الحقيقة المثيرة واللافتة التي كشف عنها الصحفي المذكور هي أن التمثال لم يعرض إلا في عام 1923، أي ليس مباشرة بعد اكتشافه عام 1912!
وأن الحجر والجص والأصباغ قد تم اختبارها وتحليلها في عام 2013 - وهي تتوافق مع المواد المستخدمة في زمن إخناتون، وهو زمن نفرتيتي - ولكن مع ذلك، كان من المستحيل تحديد تاريخ وقت إنتاج المواد مع عدم وجود بقايا مواد نباتية. حيث ان هذه المواد ضرورية لتحليل الكربون 14.
الصور المرفقة: صورة بالأسود والأبيض من الفيلم الوثائقي الذي سجل في زمن اكتشاف تمثال نفرتيتي. لاحظ الفرق بين ما بدت عليه عينا نفرتيتي يومها وبين الصور المرفقة الملونة للتمثال في حالته الحالية بمتحف برلين.
امير داوود