تويت
علامات على طريق الفن 17
عدم التعويل على التأويل، مارسيل دوشامب مثالاً.
بالرغم مما قيل وما زال يقال عن كون دوشامب احد اقطاب الفن المفاهيمي الاوائل، الا ان تصريحاته - المرفق نصها أدناه - في حواره مع الصحفي ومؤرخ الفن الفرنسي بيير كابانه (Pierre Cabanne) تؤكد خلاف ذلك، فهو شخصياً ليس حريصاً كل الحرص على اظهار بعد مفاهيمي لعمله، وهذا ما يمكن استنتاجه من أجوبته البسيطة الواردة في النص المرفق، في حين يعول البعض من فنانينا وبشكل ممجوج على أن تأتيهم النجدة من نقاد عميان يعانون من فراغ معرفي في ثقافتهم البصرية، التي لن تنضج من غير تطوير مدركاتهم البصرية عن طريق قراءة العمل الفني من ناحية الشكل قبل المحتوى لأن هذا الأخير ليس سوى الشكل ذاته.
نص الحوار التالي يتمحور حول عمل دوشامب "الزجاجة الكبيرة"، لاحظ كيف يؤكد دوشامب على عدم وجود أي (قصدية مفاهيمية) في عمله، بل اعتماده الخوض في سبل (تقنية/ شكلانية) بحتة.
بيير كابانه: كيف توصلتم إلى التفكير في استخدام الزجاج؟
دوشامب: من خلال العمل مع الالوان. فحين كنت الون رسومي اعمد إلى استخدام لوحة خلط الأصباغ (palette) من الزجاج السميك وحينها اكتشفت كيف تظهر الألوان من الجهة الاخرى، ومن خلال ذلك وجدت حلولاً أخرى جديدة لمشاكل التقنية في الرسم. لقد وجدت أن اللوحات المرسومة تتعرض بسرعة الى الاتساخ والالوان الى الاصفرار بعد مرور فترة من الزمن، أو أنها تبدو قديمة لان الالوان تتأكسد، ومن خلال وضع اللون بين زجاجتين تمكنت من حمايته، أما الزجاج فيبقى شفافاً ولا يتغير لزمن طويل.
بيير كابانه: هل للزجاج مزايا أخرى؟
دوشامب: لا، شفافية الزجاج اعطتني التأثير الأكبر لذلك المنظور الصارم والغت ايضاً عنصر الإحساس بالعمل اليدوي الكامن في المادة الملونة، لقد اردت ان اتحرر وان اجد سبلاً أخرى.
بيير كابانه: هناك العديد من التفسيرات لـ(الزجاجة الكبيرة) ايها يمكن أن ينتسب إليك.
دوشامب: ليس لي منها ما يمكن أن ينتسب لي، لقد صنعت الزجاجة من غير أن أفكر بذلك، لقد كانت هناك وبكل بساطة بعض المفردات التي وجدت لها مكاناً بمرور الوقت على سطح عملي هذا.
الصور المرفقة: "الزجاجة الكبيرة" لمارسيل دوشامب، وصورة غلاف كتاب: "حوار مع دوشامب".
امير داوود
عدم التعويل على التأويل، مارسيل دوشامب مثالاً.
بالرغم مما قيل وما زال يقال عن كون دوشامب احد اقطاب الفن المفاهيمي الاوائل، الا ان تصريحاته - المرفق نصها أدناه - في حواره مع الصحفي ومؤرخ الفن الفرنسي بيير كابانه (Pierre Cabanne) تؤكد خلاف ذلك، فهو شخصياً ليس حريصاً كل الحرص على اظهار بعد مفاهيمي لعمله، وهذا ما يمكن استنتاجه من أجوبته البسيطة الواردة في النص المرفق، في حين يعول البعض من فنانينا وبشكل ممجوج على أن تأتيهم النجدة من نقاد عميان يعانون من فراغ معرفي في ثقافتهم البصرية، التي لن تنضج من غير تطوير مدركاتهم البصرية عن طريق قراءة العمل الفني من ناحية الشكل قبل المحتوى لأن هذا الأخير ليس سوى الشكل ذاته.
نص الحوار التالي يتمحور حول عمل دوشامب "الزجاجة الكبيرة"، لاحظ كيف يؤكد دوشامب على عدم وجود أي (قصدية مفاهيمية) في عمله، بل اعتماده الخوض في سبل (تقنية/ شكلانية) بحتة.
بيير كابانه: كيف توصلتم إلى التفكير في استخدام الزجاج؟
دوشامب: من خلال العمل مع الالوان. فحين كنت الون رسومي اعمد إلى استخدام لوحة خلط الأصباغ (palette) من الزجاج السميك وحينها اكتشفت كيف تظهر الألوان من الجهة الاخرى، ومن خلال ذلك وجدت حلولاً أخرى جديدة لمشاكل التقنية في الرسم. لقد وجدت أن اللوحات المرسومة تتعرض بسرعة الى الاتساخ والالوان الى الاصفرار بعد مرور فترة من الزمن، أو أنها تبدو قديمة لان الالوان تتأكسد، ومن خلال وضع اللون بين زجاجتين تمكنت من حمايته، أما الزجاج فيبقى شفافاً ولا يتغير لزمن طويل.
بيير كابانه: هل للزجاج مزايا أخرى؟
دوشامب: لا، شفافية الزجاج اعطتني التأثير الأكبر لذلك المنظور الصارم والغت ايضاً عنصر الإحساس بالعمل اليدوي الكامن في المادة الملونة، لقد اردت ان اتحرر وان اجد سبلاً أخرى.
بيير كابانه: هناك العديد من التفسيرات لـ(الزجاجة الكبيرة) ايها يمكن أن ينتسب إليك.
دوشامب: ليس لي منها ما يمكن أن ينتسب لي، لقد صنعت الزجاجة من غير أن أفكر بذلك، لقد كانت هناك وبكل بساطة بعض المفردات التي وجدت لها مكاناً بمرور الوقت على سطح عملي هذا.
الصور المرفقة: "الزجاجة الكبيرة" لمارسيل دوشامب، وصورة غلاف كتاب: "حوار مع دوشامب".
امير داوود