كيلاني (نجيب) Al-Kilani (Najib-) - Al-Kilani (Najib-)
الكيلاني (نجيب ـ)
(1350 ـ 1415هـ/1931 ـ 1995م)
نجيب الكيلاني طبيب أديب روائي ناقد باحث، من رواد القصة الإسلامية المعاصرة، ولد في الأول من حزيران/يونيو في قرية (شرشابة) التابعة لمركز (زفتى) بمحافظة (الغربية) في مصر.
درس مراحله الأولى في محافظته، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة القاهرة، تقدم لمسابقة القصة لوزارة التربية عام 1957 في القصة والرواية، ففاز بالجائزة الأولى، وكانت قصته بعنوان «الطريق الطويل»، واعتُمدت هذه الرواية في منهاج المرحلة الثانوية في مصر، ونال أيضاً سنة 1957 جائزة طه حسين للقصة القصيرة، وجائزة محمد إقبال من الحكومة الباكستانية. سافر عام 1969م ليعمل طبيباً في وزارة الصحة في الكويت ثم في الإمارات العربية المتحدة، وظل هناك نحو أربعة وعشرين عاماً، وفي عام 1992م أحيل على التقاعد فعاد إلى مصر متابعاً التصنيف والتأليف. كرمتــه منظمة الأدب الإسـلامي عام 1994 في القاهرة، ونال جوائز عدة في مجال الرواية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في مصر، وكان عضواً في اتحاد كتَّاب مصر، وعضواً في نادي القصة المصري.
عني بالأجناس الأدبية المختلفة، ولاسيما القصة والرواية، وكتب المقالة، ونظم الشعر، وله دراسات أدبية وفكرية كثيرة. وكان ميدان إبداعه الأول في مجالي القصة والرواية، واستمد قصصه ورواياته من واقعه المعيش، ومن حال المجتمع، وبعضها مستمد من وقائع التاريخ، فهي تراوح بين السيرة الذاتية، والقصص الاجتماعية، والقصص التاريخية التي لاتخلو من إسقاطات معاصرة. وما يجعل القصة والرواية في مقدمة مجالات إبداعه الفكري أنه نال في هذا الميدان تقدير النقاد، فحصل على جوائز كثيرة سبق ذكر بعضها، ومن خلاله عُرف واشتُهر أول أمره في الكتابة الأدبية، وأول قصة كتبها كانت بعنوان «الدرس الأخير» غير أن أبرز قصصه «الطريق الطويل» 1957م التي فتحت له آفاق الشهرة في مجال القصة، وترجمت إلى اللغة الروسية ثم إلى الإيطالية، وتحكي قصة قرية مصرية في أثناء حرب السويس، ومن قصصه أيضاً «العالم الضيق»، «فارس من هوازن»، «في الظلام» وفازت بجائزة وزارة التربية والتعليم أيضاً، ومن قصصه الوثائقية «دم لفطير صهيون» نُشرَت عام 1971م، وقصص أخرى. أما على صعيد الرواية فأعماله الروائية أغزر من القصصية، ومنها: «النداء الخالد»، «عذراء جاكرتا»، «ليالي تركستان»، «عمالقة الشمال»، «ملكة العنب»، «الذين يحترقون»، «رجال وذئاب»، «حكاية جاد الله»، «قضية أبو الفتوح الشرقاوي»، «قاتل حمزة»، «نور الله»، «ليل وقضبان»، «ليالي السُّهاد»، «حارة اليهود»، «أميرة الجبل»، «على أبواب خيبر»، «الظل الأسود» وغيرها. وقد تناول عدد من النقاد نتاجه الروائي بالنقد والتحليل، منهم: رجاء النقاش وعبد القادر القط ومحمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وغيرهم. ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى تنوع المصادر الثَّقافية لقصصه، ولعلَّ أبرزها المصدر الثَّقافي الإسلامي، إذ كانت القصة القرآنيَّة ماثلةً في تجربته القصصية، وقد أشار إلى ذلك في كتابه «تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية»، ولذلك يقول: «ما زلت مؤمناً بعظمة النَّص القرآني وتنوعه وشموله لكلِّ جنبات الحياة»، وفضلاً عن ذلك التفت الكاتب إلى المصدر البيئي فجاءت قصصه تجسيداً للظروف البيئية المعيشية على نحوٍ واضح، واستلهم التراث الشعبيَّ فاستمدَّ من السِّير الشعبية ما يخدم أدواته الروائيَّة من النَّاحية الفنيَّة، كسيرة أبي زيد الهلالي وسيرة عنترة ابن شداد، بل إن هذا الجانب من السِّير الشَّعبية امتدَّ ليشملَ ما كانت ترويه له عمَّته من حكايات وسير.
لم يقتصر إبداعه الأدبي على القصة والرواية، إذ إن له بعض مجموعات شعرية منها «عصر الشهداء» 1971م، و«مدينة الكبائر» 1988م، غير أن إبداعه في القصة والرواية والدراسات الفكرية الأدبية كان أبرز وأغزر، وعلى خلاف رؤيته الروائية يبدو جلُّ شعره مثقلاً بالسلبية والرؤية الضبابية والحزن والتشاؤم، وشعره في المجموعتين المذكورتين يشهد على ذلك.
أما على صعيد التصنيف في الدراسات الفكرية الأدبية فإن الكاتب توسع في عرض موقفه الفكري من الأدب ليندرج هذا الموقف في سياق الاتجاه الإسلامي الذي عبر عنه في نتاجه القصصي ونتاجه الروائي، ومنها: «آفاق الأدب الإسلامي»، «رحلتي مع الأدب الإسلامي»، «مدخل إلى الأدب الإسلامي»، «نحو مسرح إسلامي»، ويتعرض في كتبه هذه إلى الأدب الإسلامي من حيث علاقته بالجمال والإبداع والمجتمع والتربية، ففي كتابه «آفاق الأدب الإسلامي» رأى أن «العبثية ردة جاهلية في الفن والأدب» ومن هذا المنطلق ربط بين الأدب والفكر، ولاسيما الفكر الفلسفي الإسلامي، وفي ذلك يقول: «لعل أهم ما يلفت النظر في هذا التراث الهائل هو احترام العقل وانطلاق التفكير والإبداع». ورأى أنَّ العقيدة الإسلاميَّة لاتزال مصدراً حيًّا من مصادر الإلهام الأدبيِّ، وأنَّها لم تخفت نبرةَ التَّعبير عن عواطف الناس وقضاياهم، والأدب الإســلامي حين يعبر عن ذلك لا يفقد رونقه وعذوبته.
للكاتب دراسات فكرية عامَّة في مجالات أخرى سوى المجال الأدبي منها: «مستقبل العالم في صحة الطفل»، «في رحاب الطب النبوي»، «قصة الإيدز ذلك الخطر الداهم» وغيرها، توفي بعد ستة أشهر من معاناة المرض تاركاً من خلفه نتاجاً فكريًّا وأدبيًّا في أكثرَ من ثمانين مؤلَّفاً أحصى ذكرَها محمَّد خير رمضان يوسف في «تتمة الأعلام».
أسامة اختيار
الكيلاني (نجيب ـ)
(1350 ـ 1415هـ/1931 ـ 1995م)
نجيب الكيلاني طبيب أديب روائي ناقد باحث، من رواد القصة الإسلامية المعاصرة، ولد في الأول من حزيران/يونيو في قرية (شرشابة) التابعة لمركز (زفتى) بمحافظة (الغربية) في مصر.
درس مراحله الأولى في محافظته، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة القاهرة، تقدم لمسابقة القصة لوزارة التربية عام 1957 في القصة والرواية، ففاز بالجائزة الأولى، وكانت قصته بعنوان «الطريق الطويل»، واعتُمدت هذه الرواية في منهاج المرحلة الثانوية في مصر، ونال أيضاً سنة 1957 جائزة طه حسين للقصة القصيرة، وجائزة محمد إقبال من الحكومة الباكستانية. سافر عام 1969م ليعمل طبيباً في وزارة الصحة في الكويت ثم في الإمارات العربية المتحدة، وظل هناك نحو أربعة وعشرين عاماً، وفي عام 1992م أحيل على التقاعد فعاد إلى مصر متابعاً التصنيف والتأليف. كرمتــه منظمة الأدب الإسـلامي عام 1994 في القاهرة، ونال جوائز عدة في مجال الرواية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في مصر، وكان عضواً في اتحاد كتَّاب مصر، وعضواً في نادي القصة المصري.
عني بالأجناس الأدبية المختلفة، ولاسيما القصة والرواية، وكتب المقالة، ونظم الشعر، وله دراسات أدبية وفكرية كثيرة. وكان ميدان إبداعه الأول في مجالي القصة والرواية، واستمد قصصه ورواياته من واقعه المعيش، ومن حال المجتمع، وبعضها مستمد من وقائع التاريخ، فهي تراوح بين السيرة الذاتية، والقصص الاجتماعية، والقصص التاريخية التي لاتخلو من إسقاطات معاصرة. وما يجعل القصة والرواية في مقدمة مجالات إبداعه الفكري أنه نال في هذا الميدان تقدير النقاد، فحصل على جوائز كثيرة سبق ذكر بعضها، ومن خلاله عُرف واشتُهر أول أمره في الكتابة الأدبية، وأول قصة كتبها كانت بعنوان «الدرس الأخير» غير أن أبرز قصصه «الطريق الطويل» 1957م التي فتحت له آفاق الشهرة في مجال القصة، وترجمت إلى اللغة الروسية ثم إلى الإيطالية، وتحكي قصة قرية مصرية في أثناء حرب السويس، ومن قصصه أيضاً «العالم الضيق»، «فارس من هوازن»، «في الظلام» وفازت بجائزة وزارة التربية والتعليم أيضاً، ومن قصصه الوثائقية «دم لفطير صهيون» نُشرَت عام 1971م، وقصص أخرى. أما على صعيد الرواية فأعماله الروائية أغزر من القصصية، ومنها: «النداء الخالد»، «عذراء جاكرتا»، «ليالي تركستان»، «عمالقة الشمال»، «ملكة العنب»، «الذين يحترقون»، «رجال وذئاب»، «حكاية جاد الله»، «قضية أبو الفتوح الشرقاوي»، «قاتل حمزة»، «نور الله»، «ليل وقضبان»، «ليالي السُّهاد»، «حارة اليهود»، «أميرة الجبل»، «على أبواب خيبر»، «الظل الأسود» وغيرها. وقد تناول عدد من النقاد نتاجه الروائي بالنقد والتحليل، منهم: رجاء النقاش وعبد القادر القط ومحمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وغيرهم. ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى تنوع المصادر الثَّقافية لقصصه، ولعلَّ أبرزها المصدر الثَّقافي الإسلامي، إذ كانت القصة القرآنيَّة ماثلةً في تجربته القصصية، وقد أشار إلى ذلك في كتابه «تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية»، ولذلك يقول: «ما زلت مؤمناً بعظمة النَّص القرآني وتنوعه وشموله لكلِّ جنبات الحياة»، وفضلاً عن ذلك التفت الكاتب إلى المصدر البيئي فجاءت قصصه تجسيداً للظروف البيئية المعيشية على نحوٍ واضح، واستلهم التراث الشعبيَّ فاستمدَّ من السِّير الشعبية ما يخدم أدواته الروائيَّة من النَّاحية الفنيَّة، كسيرة أبي زيد الهلالي وسيرة عنترة ابن شداد، بل إن هذا الجانب من السِّير الشَّعبية امتدَّ ليشملَ ما كانت ترويه له عمَّته من حكايات وسير.
لم يقتصر إبداعه الأدبي على القصة والرواية، إذ إن له بعض مجموعات شعرية منها «عصر الشهداء» 1971م، و«مدينة الكبائر» 1988م، غير أن إبداعه في القصة والرواية والدراسات الفكرية الأدبية كان أبرز وأغزر، وعلى خلاف رؤيته الروائية يبدو جلُّ شعره مثقلاً بالسلبية والرؤية الضبابية والحزن والتشاؤم، وشعره في المجموعتين المذكورتين يشهد على ذلك.
أما على صعيد التصنيف في الدراسات الفكرية الأدبية فإن الكاتب توسع في عرض موقفه الفكري من الأدب ليندرج هذا الموقف في سياق الاتجاه الإسلامي الذي عبر عنه في نتاجه القصصي ونتاجه الروائي، ومنها: «آفاق الأدب الإسلامي»، «رحلتي مع الأدب الإسلامي»، «مدخل إلى الأدب الإسلامي»، «نحو مسرح إسلامي»، ويتعرض في كتبه هذه إلى الأدب الإسلامي من حيث علاقته بالجمال والإبداع والمجتمع والتربية، ففي كتابه «آفاق الأدب الإسلامي» رأى أن «العبثية ردة جاهلية في الفن والأدب» ومن هذا المنطلق ربط بين الأدب والفكر، ولاسيما الفكر الفلسفي الإسلامي، وفي ذلك يقول: «لعل أهم ما يلفت النظر في هذا التراث الهائل هو احترام العقل وانطلاق التفكير والإبداع». ورأى أنَّ العقيدة الإسلاميَّة لاتزال مصدراً حيًّا من مصادر الإلهام الأدبيِّ، وأنَّها لم تخفت نبرةَ التَّعبير عن عواطف الناس وقضاياهم، والأدب الإســلامي حين يعبر عن ذلك لا يفقد رونقه وعذوبته.
للكاتب دراسات فكرية عامَّة في مجالات أخرى سوى المجال الأدبي منها: «مستقبل العالم في صحة الطفل»، «في رحاب الطب النبوي»، «قصة الإيدز ذلك الخطر الداهم» وغيرها، توفي بعد ستة أشهر من معاناة المرض تاركاً من خلفه نتاجاً فكريًّا وأدبيًّا في أكثرَ من ثمانين مؤلَّفاً أحصى ذكرَها محمَّد خير رمضان يوسف في «تتمة الأعلام».
أسامة اختيار