مصعب عمير قرشي
Mus’ab ibn Omayr al-Qurashi - Mus’ab ibn Omayr al-Qurashi
مُصـعب بـن عُـمـير القرشي
(…ـ 3هـ/… ـ 625م)
أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، مصعب بن عُمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ، صحابيٌّ من السابقين إلى الإسلام. أمه خُناس بنت مالك القرشية العامرية من بني لؤي.
كان مصعب رقيق البشرة، حسن اللمّة (الشعر)، ليس بالقصير ولا بالطويل، فتى مكة شباباً وجمالاً وطيباً، أنعم غلام وأترفهم عند أبويه، طلع يوماً بعد أن أسلم في بردة مرقوعة فلما رآه رسول الله ذكر ما كان فيه من النعمة وما صار إليه فذرفت عيناه وقال: «انظروا إلى هذا الرجل الذي نوّر الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون».
أسلم مصعب بن عمير بعد دخول رسول اللهr دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه، فكان يختلف إلى رسول الله سراً، فبصر به يوماً عثمان بن طلحة وهو يصلي فأخبر أمه، فأخذته وحبسته. وبقي محبوساً إلى أن استطاع الفرار مهاجراً إلى الحبشة في الهجرة الأولى، فكان ممن هاجر قبل جعفر بن أبي طالب وأصحابه.
ولما عاد من الحبشة إلى مكة بعثه رسول اللهr بعد بيعة العقبة الأولى إلى المدينة يدعو إلى الإسلام ويعلّم القرآن ويفقه في الدين، فكان أول سفراء الإسلام. نزل في المدينة على أسعد بن زرارة، ثمّ إن بني النجار أخرجوه وضايقوا أسعد، فانتقل وأقام عند سعد بن معاذ، ويقال: بل أقام عند سعد لما عاد ثانية إلى المدينة مهاجراً.
وفي المدينة أسلم على يديه خلقٌ كثير، فقلّ دار من دور الأنصار إلا دخلها الإسلام، وأشهر من أسلم على يديه أُسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وعبّاد بن بشر، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وعمرو بن الجموح. وكان مصعب يدعى في المدينة «المقرئ»، وهو أول من جمع الجمعة فيها. بقي مصعب في المدينة حتى قدم مكة مع الذين جاؤوا لبيعة العقبة الثانية، وهنا لمّا رأت أمه إصراره تركته وما هو عليه، فبقي مع رسول اللهr إلى أن هاجر إلى المدينة قبل رسول الله باثنتي عشرة ليلة، فكان أول من دخلها مهاجراً.
وفي المدينة آخى رسول الله بينه وبين أبي أيوب الأنصاري، وشهد بدراً وكانت راية رسول اللهr معه، وفي هذه الغزوة أسر المسلمون أخاه أبا عزيز، فمرّ به مصعب ورجل من الأنصار يأسره، فقال للأنصاري: «شدّ يديك به، فإن أمه ذات متاع لعلها أن تفتديه منك»، فقال له أخوه: «يا أخي هذه وصاتك بي؟» فقال له مصعب: «إنه أخي دونك».
كذلك شهد أحداً ومعه لواء المسلمين، وكانt ممن ثبت في هذه الغزوة، وممن دافع عن رسول اللهr، وفيها قُتل، ذلك أن ابن قميئة الليثي أراد قتل النبيr فأقبل فوقف أمامه مصعب فضرب ابن قميئة يده اليمنى فقطعها فأخذ اللواء بيده اليسرى فضربها ابن قميئة فقطعها فأخذ مصعب اللواء بين عضديه وضمّه إلى صدره وهو يقول: }ومَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قدْ خَلَتْ من قَبْلِه الرُّسُلُ{، ثمّ ضربه ابن قميئة ثالثة برمح فقتله وهو يظنّه رسول الله، فسقط مصعب شهيداً فأرسل الله مَلَكاً في صورته أخذ اللواء، وعاد ابن قميئة إلى قومه يقول: قتلت محمداً. ويقال إن أمه خناس خرجت في جيش المشركين إلى أُحد ومعها أخوه أبو عزيز الذي كان صاحب لواء المشركين فيها.
قُتل مصعب وهو ابن أربعين سنة أو يزيد شيئاً، ووقف رسول اللهr أمامه وهو ملقى على وجهه فقرأ: }منَ المُؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدوا اللهَ عليهِ فمِنْهُم من قَضى نحبَهُ ومنْهم من ينتَظِرُ وما بَدّلُوا تبدِيلا{ ثمّ قال: «إنّ رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة». يقول خبّاب بن الأرتّ: «هاجرنا مع رسول الله ونحن نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنّا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نَمِرة، كنّا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه»، فقال رسول الله: «غطّوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الإِذْخِر».
وقيل دفن مصعب مع حمزة بن عبد المطلب، وقد غلّب بعضهم أنه دفن مع عبد الله بن جحش تحت الفناء الذي بُني على قبر حمزة.
لمصعب من الإخوة الأشقاء: أبو عزيز، واسمه زرارة، يقال إنه أسلم ويقال بل قتل كافراً في غزوة أحد، وهند بنت عمير أم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة حاجب الكعبة. وأبو الروم وقيل اسمه منصور، أسلم وقتل يوم اليرموك.
وله من أمه: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة واسمه خالد، وقيل: شيبة أو هشيم على اختلاف في اسمه.
تزوج مصعب حِمنة بنت جحش وله منها ابنة واحدة تدعى زينب، تزوجها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، ابن أخي أم المؤمنين أم سلمة، ولم يعقب مصعب إلا منها.
مها المبارك
Mus’ab ibn Omayr al-Qurashi - Mus’ab ibn Omayr al-Qurashi
مُصـعب بـن عُـمـير القرشي
(…ـ 3هـ/… ـ 625م)
أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، مصعب بن عُمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ، صحابيٌّ من السابقين إلى الإسلام. أمه خُناس بنت مالك القرشية العامرية من بني لؤي.
كان مصعب رقيق البشرة، حسن اللمّة (الشعر)، ليس بالقصير ولا بالطويل، فتى مكة شباباً وجمالاً وطيباً، أنعم غلام وأترفهم عند أبويه، طلع يوماً بعد أن أسلم في بردة مرقوعة فلما رآه رسول الله ذكر ما كان فيه من النعمة وما صار إليه فذرفت عيناه وقال: «انظروا إلى هذا الرجل الذي نوّر الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون».
أسلم مصعب بن عمير بعد دخول رسول اللهr دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه، فكان يختلف إلى رسول الله سراً، فبصر به يوماً عثمان بن طلحة وهو يصلي فأخبر أمه، فأخذته وحبسته. وبقي محبوساً إلى أن استطاع الفرار مهاجراً إلى الحبشة في الهجرة الأولى، فكان ممن هاجر قبل جعفر بن أبي طالب وأصحابه.
ولما عاد من الحبشة إلى مكة بعثه رسول اللهr بعد بيعة العقبة الأولى إلى المدينة يدعو إلى الإسلام ويعلّم القرآن ويفقه في الدين، فكان أول سفراء الإسلام. نزل في المدينة على أسعد بن زرارة، ثمّ إن بني النجار أخرجوه وضايقوا أسعد، فانتقل وأقام عند سعد بن معاذ، ويقال: بل أقام عند سعد لما عاد ثانية إلى المدينة مهاجراً.
وفي المدينة أسلم على يديه خلقٌ كثير، فقلّ دار من دور الأنصار إلا دخلها الإسلام، وأشهر من أسلم على يديه أُسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وعبّاد بن بشر، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وعمرو بن الجموح. وكان مصعب يدعى في المدينة «المقرئ»، وهو أول من جمع الجمعة فيها. بقي مصعب في المدينة حتى قدم مكة مع الذين جاؤوا لبيعة العقبة الثانية، وهنا لمّا رأت أمه إصراره تركته وما هو عليه، فبقي مع رسول اللهr إلى أن هاجر إلى المدينة قبل رسول الله باثنتي عشرة ليلة، فكان أول من دخلها مهاجراً.
وفي المدينة آخى رسول الله بينه وبين أبي أيوب الأنصاري، وشهد بدراً وكانت راية رسول اللهr معه، وفي هذه الغزوة أسر المسلمون أخاه أبا عزيز، فمرّ به مصعب ورجل من الأنصار يأسره، فقال للأنصاري: «شدّ يديك به، فإن أمه ذات متاع لعلها أن تفتديه منك»، فقال له أخوه: «يا أخي هذه وصاتك بي؟» فقال له مصعب: «إنه أخي دونك».
كذلك شهد أحداً ومعه لواء المسلمين، وكانt ممن ثبت في هذه الغزوة، وممن دافع عن رسول اللهr، وفيها قُتل، ذلك أن ابن قميئة الليثي أراد قتل النبيr فأقبل فوقف أمامه مصعب فضرب ابن قميئة يده اليمنى فقطعها فأخذ اللواء بيده اليسرى فضربها ابن قميئة فقطعها فأخذ مصعب اللواء بين عضديه وضمّه إلى صدره وهو يقول: }ومَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قدْ خَلَتْ من قَبْلِه الرُّسُلُ{، ثمّ ضربه ابن قميئة ثالثة برمح فقتله وهو يظنّه رسول الله، فسقط مصعب شهيداً فأرسل الله مَلَكاً في صورته أخذ اللواء، وعاد ابن قميئة إلى قومه يقول: قتلت محمداً. ويقال إن أمه خناس خرجت في جيش المشركين إلى أُحد ومعها أخوه أبو عزيز الذي كان صاحب لواء المشركين فيها.
قُتل مصعب وهو ابن أربعين سنة أو يزيد شيئاً، ووقف رسول اللهr أمامه وهو ملقى على وجهه فقرأ: }منَ المُؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدوا اللهَ عليهِ فمِنْهُم من قَضى نحبَهُ ومنْهم من ينتَظِرُ وما بَدّلُوا تبدِيلا{ ثمّ قال: «إنّ رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة». يقول خبّاب بن الأرتّ: «هاجرنا مع رسول الله ونحن نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنّا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نَمِرة، كنّا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه»، فقال رسول الله: «غطّوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الإِذْخِر».
وقيل دفن مصعب مع حمزة بن عبد المطلب، وقد غلّب بعضهم أنه دفن مع عبد الله بن جحش تحت الفناء الذي بُني على قبر حمزة.
لمصعب من الإخوة الأشقاء: أبو عزيز، واسمه زرارة، يقال إنه أسلم ويقال بل قتل كافراً في غزوة أحد، وهند بنت عمير أم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة حاجب الكعبة. وأبو الروم وقيل اسمه منصور، أسلم وقتل يوم اليرموك.
وله من أمه: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة واسمه خالد، وقيل: شيبة أو هشيم على اختلاف في اسمه.
تزوج مصعب حِمنة بنت جحش وله منها ابنة واحدة تدعى زينب، تزوجها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، ابن أخي أم المؤمنين أم سلمة، ولم يعقب مصعب إلا منها.
مها المبارك