مدرسة مصرية تعلم طلبتها الموسيقى لضمان مستقبلهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدرسة مصرية تعلم طلبتها الموسيقى لضمان مستقبلهم

    مدرسة مصرية تعلم طلبتها الموسيقى لضمان مستقبلهم




    الأحد 2023/09/03




    انشر
    WhatsApp
    Twitter
    Facebook





    عالم جديد مليء بالخبرات والصداقات


    تستقطب مدرسة للفنون أبناء منطقة الدرب الأحمر والأحياء المجاورة لها بهدف إنقاذهم من العمل الشاق لساعات طويلة وتوجيههم نحو تعلم العزف والغناء لمنحهم فرصة الحصول على عمل أفضل مستقبلا كفنانين.


    القاهرة - في حارات وأزقة منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة التاريخية يهرول الكثير من الطلبة لحضور حصص تعلم الموسيقى في مدرسة للفنون فتحت لهم نافذة جديدة لتغيير نمط حياتهم وإيجاد فرص عمل لهم في المستقبل كفنانين.
    ويمكن للطلبة من الجنسين ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، بدون مصاريف أو أي مؤهلات تعليمية، الالتحاق بدار "الفنون والثقافة"، وهي مؤسسة غير هادفة إلى الربح تساعد القاطنين في منطقة الدرب الأحمر والأحياء المجاورة لها، وهي مناطق تقع في القاهرة التاريخية لكنها مكتظة بالسكان مما يجعل تعلم الموسيقى والفن أمرا غير أساسي بالنسبة إلى معظم أطفال المنطقة.
    والدار عبارة عن مبنى مكون من ثلاثة طوابق ملاصقة لحديقة الأزهر بالقاهرة، ومحاطة بالكثير من الورش الصغيرة التي تعتمد بشكل كبير على عمالة الأطفال، لكن بمجرد فتح باب المبنى يظهر فناء كبير يمكن للمرء منه سماع أصوات الكثير من الآلات الموسيقية.
    ◙ نافذة جديدة لتغيير نمط الحياة وتكوين فنانينوقال أشرف قناوي مدير دار “الفنون والثقافة” التي تتبعها مدرسة "الدرب الأحمر للفنون” لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إن معظم الأطفال في الدرب الأحمر والمناطق المحيطة بها يعملون في مهن يدوية مثل النجارة والسباكة والحدادة أو في مصانع صغيرة للأحذية والملابس، متابعا "هدفنا هو إنقاذ الأطفال من العمل الشاق لساعات طويلة وتوجيههم نحو تعلم الفنون حتى يشعروا بطفولتهم".
    وأكد قناوي "هدفنا الأساسي هو مساعدة الطلبة على دراسة الموسيقى وإيجاد فرص عمل بمرتبات مجزية للخريجين". وتخرج من المدرسة حتى الآن نحو 300 طالب يعمل عدد كبير منهم حاليا مع فرق موسيقية في القرى السياحية المطلة على البحر الأحمر، وبعضهم يعزف وراء مطربين مشهورين، بينما أصبحت إحدى الخريجات ممثلة سينمائية مشهورة.
    ومن بين هؤلاء الخريجين عازف الدرامز محمد مجدي (21 عاما) الذي تخرج من المدرسة في العام 2019. وأفاد الشاب العشريني "لقد شجعتني مدرسة الدرب الأحمر للفنون على لعب الآلة التي لدي شغف تجاهها"، مشيرا إلى أن دخله الشهري قد تضاعف أربع مرات على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، بفضل مشاركته مع العديد من المطربين المشهورين.
    وشجعت مدرسة الفنون طلبتها على استكمال تعليمهم والالتحاق كذلك بمعاهد وكليات التربية الموسيقية المرموقة وغيرها. وقال مجدي إنه يدرس حاليا في معهد تجاري، بالإضافة إلى عمله عازفا بفرق مشهورة. ويبدو أن نجاحه قد ألهم غيره من الشباب والفتيات للالتحاق بمدرسة الفنون، مثل سيد علي الذي يدرس الآن العزف على الطبلة واشترك في ثلاث حفلات هذا العام، محققا بعض المكاسب المادية التي تشجعه على الاستمرار.
    وكشف علي “قبل انضمامي إلى المدرسة لم تكن لدي رؤية واضحة حول مستقبلي، لكني الآن أحلم بأن أرى نفسي على خشبة المسرح في إحدى الحفلات التلفزيونية”. وتابع “لقد غيرت الموسيقى طريقة تفكيري وأخذتني بعيدا عن مشكلات الشوارع المتخمة بالعاطلين وغير المتعلمين إلى عالم جديد مليء بالخبرات الجديدة والصداقات المفيدة”.


    ◙ المدرسة تخرج فيها حتى الآن نحو 300 طالب يعمل عدد كبير منهم حاليا مع فرق موسيقية وبعضهم يعزف وراء مطربين مشهورين



    ولفتت أميرة السباعي مديرة مدرسة الدرب الأحمر للفنون، إلى أن الالتحاق بالمدرسة لم يكن سهلا في البداية لصعوبة إقناع الأهالي بأهمية الموسيقى، لذلك نظمت المدرسة الكثير من العروض الفنية ودعت أهالي المنطقة إلى حضورها والاستمتاع برؤية المراهقين والأطفال وهم يعزفون، مما غير وجهة نظر الكثير من أولياء الأمور.
    وأوضحت أن الدراسة في المدرسة ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة عامين، من بينها يومان لتعلم العزف على الآلة بينما اليوم الثالث لتعلم قراءة النوتة الموسيقية، مشيرة إلى وجود امتحانات دورية للطلاب يشرف عليها كبار الموسيقيين.
    وتستهدف المدرسة تعليم نحو 120 طالبا سنويا، لكن هناك حالات تسرب بسبب صعوبة تعلم بعض الآلات أو رغبة الأطفال في العمل لتغطية نفقات أسرهم المعيشية، بحسب السباعي. والتحق حتى الآن 11 خريجا من المدرسة بكلية التربية الموسيقية، بينما تعمل المدرسة على إعداد سبعة آخرين هذا العام للالتحاق بالكلية نفسها، وهو إنجاز كبير بالنسبة إلى القائمين على المدرسة.
    وأفادت السباعي أن من أكثر الفئات المستهدفة للمدرسة هم الشباب غير المتعلمين من أجل تشجيعهم على استكمال تعليمهم عبر الموسيقى، لافتة إلى أن الطلبة يتعلمون في المدرسة حاليا آلات الإيقاع والدرامز والترومبيت والكلارينيت والعود والأكورديون، بالإضافة إلى دراسة النوتة الموسيقية، مضيفة أنه سيتم في سبتمبر افتتاح قسم جديد للغناء والكورال.












يعمل...
X