مارلين الحزينة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مارلين الحزينة

    مارلين الحزينة

    لقد صنعت سينما هوليوود من مارلين مونرو نجمة إغواء لا تضارع، أسطورة جنس قاتلة، ليجند مذهلة من المعنى والسياق الذي كانت عليه المجتمعات الغربية في الخمسينيات وفي نظرتها للجنس والمرأة حصراً، مع ظهور بلاي بوي، ايروتك ماغازين، بودي سينماتيك...صنعتها راهبة إغواء لسلسلة من الأثرياء والأقوياء أو لرجال وسيمين من دون ماض. شحنتها وربما أطلقتها مجلة بلاي بوي أول ظهور مارلين في أوساط هوليوود، فقيرة وجائعة، مع آلاف من القادمين من الأرياف إلى محيط هوليوود للبحث عن فرصة في السينما. نساء جميلات ورجال وسيمون في العشرينيات من العمر لا يملكون ثمن وجبة واحدة، تقول مارلين إن شحوبهم ونحافتهم جعلتهم وسيمين بسبب الفقر والحاجة. لكن للمرة الأولى تظهر "مارلين الحزينة" في عدسة المصور الفيلسوف ريتشارد أفيدون. وستموت -بعد خمسة أعوام من هذه الصورة-هذا الموت التراجيدي الذي حمل معه الكثير من الاساطير الى اليوم، هذا الموت اللغز الذي رافق حياتها، كما رافقها لغز الأنثى بالنظرة الملتهبة والحركات القاتلة.
    مارلين الحزينة هكذا أطلقت الصحافة على صورتها، حيث وقفت عبقريتان بنوع من التعاطف المتبادل، بنوع من التسامح هو الأنقى والأطهر في الفن: مارلين بعينيها المنخفضتين أمام الكامرا وأفيدون بعينيه الذكيتين خلف الكامرا. لقد تجاوزت روح أفيدون ما هو مرئي للرجال في صورة مارلين نحو قلب الأسطورة في ذروة قوتها وذروة إنسانيتها ورقتها. لا رقة في الإغواء الذي طرحته هوليوود ورأسمالها الخرافي من صورة مارلين، بل طرحتها كموضوع للجنس، بين التلميح والتصريح في التعري تجري شبكة من عمليات الهيمنة والاخضاع والسيطرة. لكنها ظهرت في عدسة أفيدون امرأة حزينة وشاردة - عينان منخفضتان، حاجبان مقوسان بلطف، وكتفان متدليان. لقد كانت متأملة، غائبة، مرهقة. ومع ذلك انها مارلين بالشامة المرئية على الخد، والشفتين المفتوحتين قليلا لتكشفا عن سنين من أسنان الغزال، انها مارلين الحقيقية، الأكثر عمقا والأكثر تعقيدا في حياتها العاطفية مما صورتها السينما الرأسمالية.

    من كتاب أعمل عليه: مارلين، الرجال والاسطورة
    علي. يدير
يعمل...
X